ناقد فني: مسلسل الحشاشين دفع الجمهور إلى القراءة عن تاريخ الجماعة
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
قال الناقد الفني محمود قاسم، إن مسلسل الحشاشين نقلة نوعية في الدراما التاريخية، مشددا على أهمية الدور الذي قامت به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في إعادة هذا النوع من المسلسلات إلى الساحة الدرامية مرة أخرى، وهو ما يعمل على سد الفجوة التي تسبب بها الغياب، واستغلها البعض في تقديم أعمال ترويج لأحداث تاريخية وبطولات لشخصيات زائفة.
وذكر «قاسم» لـ«الوطن»، أن مسلسل الحشاشين قدم صورة ثرية للغاية تعكس مدى ضخامة الإنتاج الفني للمسلسل، ولم يتوقف إبهار العمل على الصورة فقط، بل تجاوز إلى الكتابة والإخراج، إضافة إلى التمثيل الذى كان بمثابة مباراة مبهرة سواء بين كريم عبد العزيز وفتحي عبد الوهاب وأحمد عيد، إضافة إلى الفنانة ميرنا نور الدين التي تعتبر من مكاسب هذا العام.
محمود قاسم: مسلسل الحشاشين الأفضل في رمضان 2024ويرى «قاسم»، أن من أبرز عوامل النجاح التى تضاف إلى مسلسل الحشاشين أنه جعل فئة من الجمهور تبحث وتقرأ عن تاريخ الجماعة ومؤسسها، وهنا يظهر الدور الحقيقي للفن، والذي يذهب إلى أبعد من الإمتاع والتسلية، ولكن يقدم للمشاهد فكرة ليبدأ في البحث عنها والتعمق فيها، متابعا: «على المستوى الشخصي أرى أن الحشاشين هو العمل الأفضل في موسم الدراما الرمضانية 2024 ».
«قاسم»: مسلسل جودر متكامل على المستويين الفني والبصريوعلى الجانب الآخر، أشار «قاسم» إلى أن المخرج إسلام خيري يخطو خطوة مهمة للغاية من خلال مسلسل جودر، وذلك بعد نجاحه العام الماضي مع مسلسل «جت سليمة»، حيث قدم من خلال المسلسل عملا ثريا متكاملا على المستويين الفني والبصري، خاصة أن قلة الإمكانات كانت دائما تهدد نجاح هذا النوع من أعمال الفانتازيا التاريخية، ونجح المخرج في توظيف الإمكانيات المادية والفنية في خلق عوالم مبهرة نابضة بالإبداع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مسلسل الحشاشين الحشاشين كريم عبد العزيز مسلسل الحشاشین
إقرأ أيضاً:
«قتل الجماعة للواحد»
حفظ المجتمعات وصيانة الأمن بها ونشر السلام فى روبعها من أهم المقاصد المرعية فى الإسلام، ومما يدلل على ذلك ما قال به جمهور العلماء بقتل الجماعة بالفرد بمعنى لو اجتمع جماعة على قتل شخص فإنهم يقتلون به جميعًا تعظيمًا لمقاصد الشريعة الحافظة للنفوس، فالرسول لم يقتل جماعة بواحد لعدم حدوث وقعة فى عهده، وكذلك أبو بكر لم يقتل جماعة بواحد فلم يُعرف عنه أنه قضى فى قضية كهذه، وفى عهد الفاروق عمر – رضى الله عنه – حدث أن قتل جماعة واحدًا، ثبت ذلك روايات كثيرة، بعض هذه الروايات تذكر أنه قتل سبعة بواحد لما اجتمعوا على قتله، وبعضها تذكر أنه قتل امرأة وخليلها لما اجتمعا على قتل غلام، وبعض هذه الروايات تذكر أنه قتل ستة بواحد قتلوه، وبعضها تذكر أنه قتل أربعة قتلوا صبيًا. لذلك ذهب الحنفية والمالكية والشافعية والظاهرية إلى وجوب القصاص فى حالة تعدد الجناة كوجوبه فى حالة انفراد جانٍ واحد بارتكاب الجريمة، لأن الله تعالى أوجب القصاص لاستبقاء الحياة حينما قال سبحانه: «وَلَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِى الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» «البقرة: 179» فمتى علم الإنسان أنه إذا قتل غيره قتل به لم يقدم على القتل تفرد القاتل أو تعدد، ولأن القول بقتل الجماعة بالواحد يتناسب وشرعية العقاب من القصاص كما أن المفسدة المترتبة فى حال القول بعدم قتل الجماعة بالواحد خطيرة على أمن المجتمع لأنه يؤدى إلى التسارع إلى القتل به، فيؤدى إلى إسقاط حكمة الردع والزجر فلو علم الأعداء أنهم بالاجتماع يسقط القصاص عنهم لقتلوا عدوهم فى جماعتهم، فخوفًا من صيرورة النفس الإنسانية للإهدار مآلاً، حكموا بقتل الجماعة بالواحد وتأسيسًا على هذا النظر المقاصدى الثاقب، قرر الإمام الغزالى أن الأيدى تقطع باليد الواحدة أيضًا فقال: «الأيدى تقطع باليد الواحدة كما تقتل النفوس بالنفس، حسمًا لذريعة التوصل إلى الإهدار بالتعاون اليسير الهين على أخذان الفساد وأقران السوء».
وفى زماننا ومع تفشى الجرائم وتنوعها وتطور أساليبها ومع انتشار عصابات إجرامية منظمة نجد فى هذا التشريع رادعًا للمجرمين، فالإسلام لم يهدف أبدًا إلى جلد الظهور ولا إلى قطع الأيادى ولا إلى رجم الزناه، بل يهدف لنشر الأمن والسكينة وسلم المجتمع ونموه، ولو نظرنا للشروط الموجبة لتطبيق العقوبات والمعروفة بالحدود لوجدنها عسيرة جدًا لكن وجودها فى حد ذاته كان زاجرًا قويًا على عدم تسورها لذلك وجدنا حدودًا تطبيقها على مدار أكثر من ألف وأربعمائة سنة لم يتخطَ عدد أصابع اليدين، فلو نظرنا إلى هذا وجمعناه مع قتل الجماعة بالواحد، بالإضافة لقتل المسلم بغير المسلم وحفظ هذا الشرع لعهود الأمان والذمة لأدركنا سوء فهم البعض لشريعة الإسلام وغياب النظر المقاصدى فى تقديم الإسلام للعالمين وخلط بين أصول الأيمان وفروع الشريعة ما يستوجب أن نجعل من شعارنا «هذا هو الإسلام» نبراسًا يضىء لنا بعض جمال هذا الشرع الحكيم المنزل من عند رب العالمين.
من علماء الأزهر والأوقاف