مارتن غريفيث: أما آن للمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في السودان؟
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
قال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية -في مقال له بصحيفة لوموند- إن بقاء الملايين من الأطفال والنساء والرجال على قيد الحياة في السودان معرض للخطر، ودعا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤوليته" بعد عام من اندلاع حرب هائلة في ثالث أكبر دولة في أفريقيا.
وذكّر غريفيث بأنه لا ينبغي للمجتمع الدولي أن يتجاهل صدى حرب دارفور المؤلم، وأبدى أسفه لأن ذلك هو ما حدث، مع أن عواقب هذا النسيان لا تغتفر، لأنه شجع أطراف الصراع على الاستهزاء بالقواعد الأساسية للحرب، "فرأينا أشخاصا يُطلق عليهم الرصاص أثناء محاولتهم الفرار، وقُتل الأطفال، واغتصبت النساء، واستهدفت المستشفيات".
واستعرض المسؤول الأممي حصيلة سنة من الحرب، أجبرت أكثر من 8 ملايين شخص، معظمهم من النساء والأطفال، على ترك منازلهم، وأدت إلى تأجيج العنف العرقي والأمراض، وبالتالي تدمير الأرواح وسبل العيش، ليصبح نصف السكان، أي حوالي 25 مليون شخص، بحاجة الآن إلى المساعدات الإنسانية، ولذلك دعا لمضاعفة الجهود لتحقيق 3 أهداف رئيسية:
استجابة إنسانية ممولة بالكاملأول هذه الأهداف في متناول الجميع -حسب غريفيث- إذ تقدم فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي منصة للعمل من خلال استضافة المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه، خاصة أن نداءنا الإنساني لهذا العام لم يمول منه إلا نسبة 6%، ولم نحصل من بين 2.7 مليار دولار نحتاجها لمساعدة 15 مليون شخص، إلا على 155 مليون دولار، على حد قوله.
الوقف الفوري للأعمال العدائيةأما الهدف الثاني فتحقيقه أصعب بكثير من الأول؛ إذ مر شهر رمضان دون وقف القتال، رغم دعوات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن وعدد لا يحصى من القادة والهيئات الأخرى لهدنة خلال الشهر الكريم، وبالتالي هناك حاجة إلى تجديد الدبلوماسية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإلى حل سياسي للصراع عن طريق التفاوض.
ونحن نعلم أن هذا لن يحدث بين عشية وضحاها. وفي هذه الأثناء، يجب على أصحاب النفوذ لدى أطراف النزاع إجبارهم على احترام إعلان الالتزامات الذي وقعوه قبل 11 شهرا في جدة، حين التزمت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بحماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات، ولكنها فشلت في تلك المهمة.
وصول المساعدات بشكل آمنوإذا كان العام الماضي شهد مقتل أكثر من 20 من عمال الإغاثة في السودان، ونهب عشرات الآلاف الأطنان من الإمدادات، فإن المجتمع الإنساني مع المنظمات المحلية ومتطوعيها الشجعان يواصلون عمليات الإغاثة، ولكن "يمكننا أن نفعل أكثر من ذلك بكثير إذا انخرطت الأطراف في حوار إنساني لفتح الطريق أمام وصول المساعدات وتسليمها"، كما يقول غريفيث.
وأوضح المسؤول الأممي أن ما يحتاجه عمال الإغاثة بكل وضوح وبساطة، هو إمكانية الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة، أينما كانوا، وبأي طريق ممكن، لأن الغالبية العظمى من حوالي 5 ملايين شخص معرضون لخطر المجاعة في الأشهر المقبلة في مناطق السودان التي يصعب الوصول إليها، كدارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة.
وختم الكاتب بأنه قد آن لأطراف الصراع ومن يدعمهم، أن يواجهوا الواقع، فهم يجعلون السودان غير صالح للعيش، مما يعني أن عليهم إسكات البنادق الآن، لأنه بعد عام من الحرب، لا بد أن يكون هناك ضوء في نهاية نفق الظلام والموت، بعد أن فقد ملايين الأشخاص في السودان منازلهم وسبل عيشهم وأحباءَهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات فی السودان
إقرأ أيضاً:
الخميس المقبل.. انطلاق الدورة الـ 22 لمهرجان الصيف الدولي بمكتبة الإسكندرية
تُطلق مكتبة الإسكندرية، مساء الخميس 7 أغسطس المقبل، فعاليات مهرجان الصيف الدولي في نسخته الثانية والعشرين، والممتد حتى 31 من الشهر ذاته، بمشاركة نخبة من الفنانين والفرق الموسيقية والمبدعين من مصر والعالم العربي.
ويُفتتح المهرجان بحفل للفنان الكبير مدحت صالح وفرقته الموسيقية بقيادة المايسترو عمرو سليم، في إطار برنامج فني وثقافي ثري يضم ما يقرب من 40 فعالية متنوعة تشمل عروضًا موسيقية وسينمائية ومسرحية، إلى جانب فقرات "ستاند أب كوميدي"، وورش عمل وندوات تفاعلية تجمع بين الفنانين والجمهور.
ويشارك في المهرجان هذا العام عدد من أبرز النجوم، من بينهم: عمر خيرت، حمزة نمرة، عايدة الأيوبي، عزيز مرقة، منال محيي الدين، ومروة ناجي، بالإضافة إلى مجموعة من الفرق الموسيقية الشبابية التي تمثل تجارب فنية متنوعة، أبرزها: الحضرة، فؤاد ومنيب، جدل، بهججة، سماعي، هاي دام، حافظ وبستان، جاوي، براس ساوند، ضفاير، موجة، وفلكوريتا.
كما يشهد المهرجان تقديم عروض مسرحية مميزة، منها: "الخواجة" و "ماكبث المصنع"، إضافة إلى عرض فيلمين هما: الفيلم التسجيلي "أبو زعبل 89"، والفيلم الروائي "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو".
ويأتي المهرجان هذا العام ضمن رؤية تسعى إلى دعم الحراك الثقافي بالإسكندرية وتعزيز التواصل بين الفنانين والجمهور، مع التركيز على احتضان المواهب الشابة ومنحها مساحة للتعبير والإبداع.