يؤكد مقال نشره موقع ناشونال إنترست (The National Interest) الأميركي أن تعامل الولايات المتحدة الأميركية مع حكومة حركة طالبان في أفغانستان يصب في مصلحة أميركا، مستعرضا الكثير من "المزايا" التي قال إنها ستنتج من هذا التعامل.

وفي رد من كاتب المقال الكاتب الكوري الجنوبي ديلان موتين الباحث في نظرية توازن القوى، ومنافسة القوى العظمى، والشؤون الآسيوية على الانتقاد المتوقع من أن التعامل مع نظام طالبان سيضفي شرعية على نظام "ينتهك حقوق الإنسان"، قال إنه يجب التمييز بين التعامل والتأييد.

نفوذ لأميركا ومكاسب للشعب الأفغاني

وأضاف أنه ومن خلال التعامل مع حكومة طالبان، يمكن للولايات المتحدة أن تكتسب نفوذا اقتصاديا ودبلوماسيا لمحاسبتهم في حالة الأذى والضغط من أجل إصلاحات ذات مغزى، وعلى المدى الطويل، قد يؤدي إشراك كابل إلى حثها على احترام حقوق الإنسان وتعزيز مجتمع أفغاني أكثر استيعابا، كما أن عزل حكومة طالبان وفرض عقوبات عليها لن يؤدي إلا إلى تهميش الأصوات الموالية للغرب وتشجيع العناصر "المتطرفة". ومن ناحية أخرى، يقول الكاتب إن تعامل أميركا مع نظام كابل سيسمح لواشنطن بتحقيق مكاسب إقليمية وعالمية بتكلفة قليلة.

وأوضح موتين أن طالبان أثبتت قدرتها على الحفاظ على حكم مستقر في أفغانستان، ونظرا لعدم وجود بديل واضح لحكمها وعدم وجود إرادة في الولايات المتحدة لتدخل عسكري آخر، يبدو أن العمل مع طالبان لتعزيز المصالح الأميركية هو الخيار الأقل سوءا.

مكاسب إقليمية وعالمية

وبحسب الكاتب فمن ناحية تحقيق مكاسب إقليمية وعالمية لأميركا بتكلفة أقل في تعاملها مع طالبان، فإن كابل المتعاطفة مع الولايات المتحدة ستدفع الصين إلى تعزيز دفاعاتها في المناطق المتاخمة لأفغانستان وتقلل من قوتها لمجابهة أميركا في تايوان والمحيط الهادئ.


وأضاف الكاتب أن التعاون مع طالبان سيضر بالصين بطريقة غير مباشرة. فباكستان شريك وثيق لبكين، ولهما علاقات عدائية مع الهند التي أصبحت في السنوات الأخيرة شريكا رئيسيا للولايات المتحدة لاحتواء الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وفي غضون ذلك، ساءت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان بشكل ملحوظ منذ 2010، كما ساءت العلاقات أخيرا بين أفغانستان وباكستان.

احتواء إيران

وأشار الكاتب إلى أن النزاعات الحدودية على طول خط دوراند تسمم العلاقات الثنائية بين أفغانستان وباكستان، وتؤدي إلى مناوشات قاتلة. علاوة على ذلك، تستاء إسلام آباد من عدم مساعدة طالبان أفغانستان في محاربة طالبان الباكستانية.

وأضاف أن هذا الصراع المتأجج يمنح الولايات المتحدة فرصة تاريخية إذا تمكنت واشنطن من المساعدة في بناء أفغانستان قوية ومستقرة، الأمر الذي سيدفع باكستان إلى الاحتفاظ بقوات كبيرة للدفاع عن حدودها الغربية، وسيكون هذا انتصارا للولايات المتحدة، حيث سيكون لدى الهنود المزيد من القوات المتاحة لموازنة الصين.

كذلك، يقول موتين، يساعد التعامل مع أفغانستان واشنطن على تعزيز أهدافها فيما يتعلق بإيران، سواء لأغراض التفاوض أو الاحتواء، مشيرا إلى أن إيران دائما تخشى من تهديد حدودها من قبل أفغانستان، وإذا أرادت واشنطن التوصل إلى اتفاق مع إيران لتجميد برامجها النووية والصاروخية وتقليص طموحاتها الإقليمية، فإن أفغانستان الصديقة ستصبح ورقة مساومة ونفوذا إضافيا للضغط على طهران.

مكافحة "الإرهاب"

وقال إن من الفوائد الأخرى لأميركا هي أن طالبان تساعد في محاربة "الإرهاب" ومساعدتها أكثر مباشرة وفعالية، لأن طالبان هي الآن القوة الكبيرة الوحيدة الموجودة على الأرض وأثبتت قدرتها على احتواء "الإرهاب". فمنذ أن استولت هذه الحركة على السلطة، لم يتمكن تنظيما القاعدة والدولة الإسلامية من إعادة إنشاء ملاجئهما. وعلى عكس ما كان يخشاه البعض، لم يحدث انبعاث للقاعدة في ظل نظام طالبان.

ومن المصالح الأخرى لأميركا هي أن حكومة طالبان يمكنها المساعدة في مكافحة تهريب المخدرات. وأوضح الكاتب أن الغرب كان قلقا بشأن دور أفغانستان كمنتج رئيسي للمواد الأفيونية، وفي عام 2022، حظرت كابل زراعة الخشخاش الذي يُستخرج منه الأفيون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة التعامل مع

إقرأ أيضاً:

بروكسل: الاتفاق الحالي مع الولايات المتحدة أفضل من الحرب التجارية

دافع الاتحاد الأوروبي عن الاتفاق التجاري الجديد الذي أبرمه مع الولايات المتحدة، رغم الانتقادات من بعض العواصم الأوروبية والقطاعات الصناعية. وينص الاتفاق على فرض رسوم جمركية بنسبة 15 بالمئة على المنتجات الأوروبية المصدّرة إلى السوق الأمريكية، وهي أقل من تلك التي هدد بها ترامب لكنها أعلى من الرسوم السابقة.

لكن الاتفاق أثار ردود فعل غاضبة، إذ وصفه رئيس الوزراء الفرنسي بأنه خضوع لأمريكا، واعتبر رئيس وزراء المجر أنه انتصار ساحق لترامب. كما انتقدته موسكو بوصفه مدمرا للصناعة الأوروبية، ووصفه محللون بأنه غير متوازن.

من جانبه، قال كبير المفاوضين التجاريين في الاتحاد الأوروبي  ماروش شيفتشوفيتش الذي تفاوض على هذا الاتفاق على مدى أشهر مع إدارة دونالد ترامب "أنا متأكد بنسبة 100% أن هذا الاتفاق أفضل من حرب تجارية مع الولايات المتحدة".



ويقضي الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ودونالد ترامب الأحد بفرض تعرفة جمركية بنسبة 15% على المنتجات الأوروبية المصدّرة إلى الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أن المعدل يفوق نسبة الرسوم الجمركية التي كانت مطبقة قبل عودة ترامب إلى الحكم لكنها أقلّ من تلك التي هدد ترامب بفرضها على أوروبا في حال عدم التوصل لاتفاق.

وقال شيفتشوفيتش "لا شك أنه أفضل اتفاق ممكن في ظل ظروف صعبة للغاية"، مشيرا إلى أنه سافر مع فريقه إلى واشنطن عشر مرات في إطار سعيه لإيجاد حل لهذا النزاع التجاري، مضيفا أن فرض رسوم جمركية أعلى كان سيهدد نحو خمسة ملايين وظيفة في أوروبا.

وعلاوة على الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الأوروبية، التزم الاتحاد الأوروبي شراء منتجات أميركية في مجال الطاقة بقيمة 750 مليار دولار واستثمار 600 مليار دولار إضافية في الولايات المتحدة.

ولم تُكشف تفاصيل أخرى عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في إسكتلندا، والذي يُتوقع أن يصدر بيان مشترك بشأنه عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة.
وأثار الاتفاق غضب عواصم أوروبية عديدة، فقد اتهم رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو أوروبا بأنها "تخضع" للولايات المتحدة واصفا الاتفاق بـ "يوم قاتم".



أما رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان المعروف بانتقاداته الشديدة لبروكسل، فقال إن دونالد ترامب "سحق" المفوضية الأوروبية، التي قادت المفاوضات التجارية باسم التكتل المكوّن من  27 بلدا.

وقال المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ألبرتو ريزي "الأمر أشبه بالاستسلام"، معتبرا أن الاتفاق الذي قبل به الاتحاد الأوروبي "غير متوازن إلى حد كبير"، ويمثل "انتصارا سياسيا لترامب".

ولم تتأخر موسكو في التعليق، مستهجنة الاتفاق واصفة إياه بأنه يؤدي الى "عواقب وخيمة للغاية على الصناعة الأوروبية".

"أفضل ما يمكن تحقيقه"

من جانبها، دافعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن الاتفاق واصفة إياه بـ" الاتفاق  الجيد" الذي من شأنه أن يحقق "الاستقرار" للمستهلكين والمستثمرين والصناعيين على جانبي الأطلسي.

كذلك، رحب المستشار الألماني فريدريش ميرتس بالاتفاق، معتبرا أنه "يجنب تصعيدا غير ضروري في العلاقات التجارية عبر الأطلسي"، بينما رأت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنه يجنب أوروبا سيناريو "مدمرا".

وتتبادل القوتان التجاريتان الأكبر في العالم ما يقارب 4,4 مليارات يورو من السلع والخدمات يوميا.

وسجّلت البورصات الأوروبية ارتفاعا ملحوظا عند افتتاح تعاملات الاثنين، في انعكاس لتفاؤل الأسواق بالاتفاق.



أما لوبي صناعة السيارات الأوروبي، أحد أكثر القطاعات تضررا من الرسوم الجمركية، فاعتبر أن الاتفاق يمثّل "تهدئة مرحّبا بها" في سياق يتّسم بـ"غموض خطير".

في المقابل، أعرب اتحاد الصناعات الكيميائية الألماني الذي يضم شركات كبرى مثل "باير" و"باسف" عن احتجاجه، معتبرا أن الرسوم الجمركية المتفق عليها لا تزال "مرتفعة للغاية".

من جهتها، رأت جمعية أصحاب العمل الفرنسية ميديف أن الاتفاق "يعكس ما تواجهه أوروبا من صعوبة في فرض قوة اقتصادها وأهمية سوقها الداخلية".

مقالات مشابهة

  • من سيتزعم العالم بعد أميركا؟ وكيف؟
  • أوباما يعيد نشر مقال يتهم إسرائيل بارتكاب جريمة التجويع في غزة
  • سي إن إن: الولايات المتحدة خسرت ربع صواريخها في الحرب مع إيران
  • الأوروبيون بين الارتياح والقلق حيال الاتفاق التجاري مع أميركا
  • هل تتحول أفريقيا إلى مكبّ بشري للمبعدين من أميركا؟
  • بروكسل: الاتفاق الحالي مع الولايات المتحدة أفضل من الحرب التجارية
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران
  • ارتفاع أسعار النفط بعد الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
  • لماذا تراجع سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة هذا العام؟
  • إصابة 14 شخصاً في حادث طعن في الولايات المتحدة