عام على الحرب في السودان ..بدر وتاركو.. 20 طائرة في مهب الريح
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
منذ أن تم تأسيسهما قبل عقد ويزيد من الزمان فإن شركتي بدر وتاركو وصلتا في العام 2022 وبداية العام المنصرم إلى أعلى درجات نجاحهما على صعيد التشغيل.
وطيران بدر الذي حصد لعامين على التوالي لقب الأكثر تشغيلاً بمطار الخرطوم بمتوسط رحلات تصل إلى 12 رحلة في اليوم فإنه كان في طريقه لتحقيق ذات اللقب في العام الماضي والتحليق بعيدا في القمة وذلك حينما افتتح المزيد من المحطات الخارجية ووصل اسطوله من الطائرات إلى 17 طائرة منها ست من الجيل الجديد.
غير أن الرياح جاءات على عكس ماتشتهي الشركة المتطورة التي اجبرتها الحرب على هبوط اضطراري في عدد الطائرات والرحلات ورغم وصول عدد محطات طيران بدر إلى عشرة أخيراً غير أنها تُعد أقل من نصف عدد محطاته قبل إندلاع الحرب والتي كان يفترض أن تشهد إضافة أكثر من محطة خارجية عقب لندن وأبرزها نيو دلهي بالهند.
وذات السيناريو ينطبق على شركة تاركو التي كان العام 2022 والربع الأول من العام المنصرم فترة التوهج الحقيقية باحتلال المركز الثاني من حيث التشغيل بمطار الخرطوم مع ارتفاع عدد المحطات الخارجية وتنامي حجم الأسطول الذي شهد إضافة ثلاث طائرات من الجيل الجديد وسط توسع كبير في الأصول وإضافة المزيد من الشركات المتخصصة.
بيد أن الحرب أوقفت النهضة المتسارعة لتاركو التي كان يمكنها الوصول إلى المحطة الحادية والعشرين قبل عام حيث افتتحت اخيرا محطة مسقط لتصل إلى الرقم 20 في محطاتها الخارجية وكان يفترض أن تدشن العام المنصرم رحلاتها إلى اسطنبول غير أن الحرب اجهضت كل الخطط الطموحة.
وبدر وتاركو هما الأكثر تضررا من الحرب بين شركات الطيران السودانية على صعيد البنية التحتية بمطار الخرطوم حيث الورش ووحدات تموين الطائرات ومخازن قطع الغيار والآليات وغيرها بالاضافة الى اسطولهما من الطائرات الذي وصل قبل الحرب الي 29 طائرة لينخفض إلى تسع طائرات لكليهما تعمل حاليا من مطار بورتسودان وهذا يعني ان 20 طائرة ماتزال قابعة بمطار الخرطوم وهي في مهب الريح غير معروف هل تدمرت كلياً أم جزئياً أم لم تتأثر.
تقرير :طيران بلدنا
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: بمطار الخرطوم
إقرأ أيضاً:
علي فوزي يكتب.. السودان بين الصراع والبحث عن قائدٍ وطني
يشهد السودان حالة من عدم الاستقرار العميق، ليس فقط نتيجة الحرب التي اندلعت منذ أبريل 2019، بل أيضًا بسبب الانقسامات الداخلية داخل المجتمع السوداني نفسه.
لقد أصبح المجتمع يعاني من خلافات واسعة، وتبادل الاتهامات بين الشخصيات السودانية، سواء السياسية أو الاجتماعية، في سياق أزمات متعددة، مما زاد من معاناة المواطن الذي يواجه كارثة إنسانية حقيقية نتيجة النزاع المستمر.
لقد أدت هذه الحرب إلى تدمير النسيج الاجتماعي الذي حاول السودانيون الحفاظ عليه على مر السنوات، وكان معروفًا بقيمه الإنسانية من قلبٍ ولسانٍ جميل، وبثقافته ومعرفته الواسعة التي شكلت هويته. اليوم، يبدو المجتمع السوداني في حاجة ماسة لمن يقود الدولة نحو الاستقرار والسلام، ويعيد لمواطنيها الأمل في وطنهم.
ويُطرح السؤال الأبرز: هل ستظهر شخصية وطنية تجمع السودانيين حولها، وتملك الحب والخير والتسامح في قلبها؟ هذه الشخصية التي ما دام كتب عنها الكثيرون، وآخرهم الدكتورة أماني الطويل في "مانديلا السودان"، ويشير إليها العديد من الكتاب والمحللين على أنها "السوداني الأصيل".
إن السوداني الأصيل، المحب لوطنه والمخلص لشعبه، هو القادر على الجمع بين الصفات التي تجعل منه قائدًا ناجحًا ومنقذًا للدولة. شخصية قوية، واثقة من نفسها، قادرة على إنهاء الحرب، وتحقيق المصالحة الوطنية، واستثمار الموارد الكبيرة التي تمتلكها البلاد لصالح الشعب السوداني.
في الختام، يحتاج السودان إلى قائد قادر على توحيد الصفوف، ووقف النزاع الدموي، والعمل على بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وعلى السودانيين، وكل أبناء الوطن في الداخل والخارج، أن يتكاتفوا لدعم هذه الشخصية الوطنية، ليعود السلام والاستقرار إلى وطنهم الغالي.