بهدف وحيد ومستوى متواضع.. النهضة يخسر ضربة البداية
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
خسر نادي النهضة مباراة ذهاب نهائي كأس الاتحاد الآسيوي لمنطقة الغرب أمام نادي العهد اللبناني بهدف نظيف، في المواجهة الني جمعت الفريقين على أرضية ملعب كربلاء الدولي بالعراق، وسجل هدف المباراة الوحيد اللاعب محمد الحلاق عند الدقيقة (46) من عمر الشوط الثاني، ومن المقرر أن يستضيف نادي النهضة مباراة الإياب يوم الثلاثاء المقبل على أرضية مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر.
بدأ نادي النهضة المباراة بتشكيلة مكونة من إبراهيم المخيني في حراسة المرمى وغانم الحبشي وأحمد الكعبي وجونيور نجيدي وعبدالعزيز الشموسي في خط الظهر، بينما تواجد القائد حارب السعدي وصلاح اليحيائي وبلال بن ساحة وعمر المالكي وعلي الهنائي في خط الوسط ولعب المهاجم والتر بوليا وحيدا في خط المقدمة، بينما جاءت بداية نادي العهد بتشكيلة مكونة من: مصطفى مطر وخليل خميس وجورج ملكي وضياء محمد وحسين الزين ومحمد حيدر وحسن سرور ووليد شور ومحمد المرمور وكريم دريش ومحمد الحلاق.
بدأت المباراة بحذر شديد من الفريقين وشهدت فترة مطولة من جس النبض في محاولة تأمين خط الوسط وبناء هجمات سريعة من الأطراف، الحذر الذي استمر طويلًا مع مرور دقائق الشوط الأول، وظهر نادي العهد اللبناني بمستوى فني أفضل نسبيًا من نادي النهضة من حيث الاستحواذ على الكرة وتنظيم الصفوف.
وبعد ربع الساعة الأول من عمر الشوط الأول ظهرت أفضلية أصحاب الأرض الفريق اللبناني الذي سيطر على المباراة وخلق فرصا هجومية خطيرة، حيث كادت الدقيقة 31 أن تشهد أول أهداف العهد عبر رأسية اللاعب كريم درويش، ليستمر مسلسل سيطرة الفريق اللبناني الذي وصل لشباك الحارس إبراهيم المخيني عند الدقيقة 42 إلا أن الحكم السعودي فيصل السلمان ألغاه بداعي التسلل، لتنتهي الحصة الأولى سلبية من الأهداف بعد 3 دقائق كوقت إضافي.
بدأ الشوط الثاني مكررا لسيناريو الشوط الأول وسريعًا من جانب العهد اللبناني الذي فرض أفضليته، ولم تمض الدقيقة الأولى حتى تمكن اللاعب محمد الحلاق من هز شباك نادي النهضة بالهدف الأول بعد تمريرة بينية متقنة من اللاعب وليد شور، الهدف الذي لم يكن مفاجئا قياسا بالأداء والمستوى الفني الذي يقدمه الفريق اللبناني مع تراجع كبير وواضح في مستوى نادي النهضة طوال دقائق المباراة، حيث لم يشكل أي خطورة حقيقية تذكر على مرمى الحارس اللبناني مصطفى مطر.
وحتى المحاولات الهجومية القليلة التي شكلها النهضة كانت بطيئة جدا وسهلة على دفاعات العهد، وحتى مع الرأسية التي ظهر معها المهاجم والتر بوليا وتحصل عليها حارس العهد عند الدقيقة 60 كانت تعكس المستوى المتواضع للنهضة الذي افتقد للحلول الهجومية وبناء الهجمات من خط الوسط والذي لم يظهر لاعبوه بالصورة الحقيقية المعهودة التي تعودنا عليها.
الدقيقة 78 كانت أكثر الكرات خطورة لنادي النهضة بعد التمريرة العرضية المتقنة من أحمد الكعبي ليصعد لها المدافع أحمد المطروشي فوق الجميع إلا أن رأسيته ذهبت فوق عارضة حارس نادي العهد البناني، لتستمر دقائق الشوط الثاني مع أفضلية للفريق اللبناني من حيث المستوى الفني وهدف التقدم الوحيد، لتشهد الدقيقة 51 هدفا ثانيًا لنادي العهد، قبل أن يلغيه الحكم السعودي بسبب لمسة يد للمهاجم اللبناني.
المباراة لم ترتق إلى المستوى المطلوب والمتوقع من الفريقين رغم الأفضلية النسبية للعهد، خاصة مع الأسماء والعناصر التي يمتلكها الفريقان، لتدخل المباراة في دقائقها الأخيرة دون جديد من حيث النتيجة ليعلن حكم المباراة عن 4 دقائق وقت إضافي للشوط الثاني قبل أن تأتي صافرة النهاية والختام بتفوق نادي العهد اللبناني على نادي النهضة العماني بهدف وحيد.
وسيستضيف نادي النهضة يوم الثلاثاء المقبل 23 أبريل الجاري مباراة الإياب لنهائي كأس الاتحاد الآسيوي عن غرب المنطقة على أرضية مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، المباراة التي سيتحدد من خلالها الفريق المتأهل للمباراة النهائية على كأس الاتحاد الآسيوي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العهد اللبنانی نادی النهضة نادی العهد
إقرأ أيضاً:
ضربة قاصمة لإيران.. معلومات عن القائد العام للحرس الإيراني الذي اغتالته إسرائيل في قلب طهران؟
في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، كانت طهران على موعد مع لحظة غير مسبوقة، ضربة جوية إسرائيلية تخترق العمق الإيراني وتقتل اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، الرجل الذي لطالما هدد بـ”فتح أبواب جهنم” على أعداء طهران.
لم يكن اغتيال سلامي مجرد نهاية لمسؤول عسكري، بل ضربة قاسية لمؤسسة الحرس الثوري، التي يُعد من أبرز قادتها وأكثرهم نفوذا وأشدهم حدة في الخطاب. رجل جمع بين العقيدة والقيادة، وكان لسنوات وجه النظام الإيراني في ساحات الحرب والإعلام.
من قرية صغيرة في أصفهان، إلى قيادة أهم جهاز عسكري في إيران، قطع سلامي طريقا طويلا بدأ من الجبهات وانتهى في قمة الهرم، واليوم، مع مقتله، تُفتح صفحة جديدة من التوتر، وتُغلق أخرى كان هو أحد أبرز أبطالها.
ولد حسين سلامي عام 1960 في قرية “وانشان” بمحافظة أصفهان وسط إيران. التحق بالحرس الثوري فور اندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، بعد أن ترك دراسته في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة “علم وصنعت” في طهران، لينخرط مباشرة في القتال، أولا على الجبهة الغربية، ثم في الجنوب حيث المواجهة مع القوات العراقية.
طول سنوات الحرب، تنقّل سلامي بين قيادات الفرق الجوية والبحرية، وكان حاضرا في ساحات القتال وقريبا من مركز القرار العسكري، وهو ما مهّد له الصعود سريعا في صفوف الحرس الثوري.
ينتمي سلامي إلى الجيل الأول الذي أسّس الحرس الثوري بعيد الثورة الإسلامية، وقد عرف بنزعته العقدية وخطابه الأيديولوجي. حفظ القرآن في سن مبكرة، وكان يستشهد كثيرا بآياته في خطاباته. عُرف أيضا بانضباطه العسكري، وصوته الجهوري وخطابه الحاد الذي لا يخلو من التحريض، خصوصا ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
في مرحلة ما بعد حرب الثماني سنوات مع العراق، عاد سلامي إلى مقاعد الدراسة وأكمل تعليمه، ليتخرج مهندسا. ثم حصل على ماجستير في “الإدارة الدفاعية”. وبين عامي 1992 و1996، أسّس وترأس “جامعة القيادة والأركان” في طهران، وهي مؤسسة استراتيجية لتأهيل قيادات الحرس الثوري العليا.
تولى سلامي قيادة سلاح الجو التابع للحرس الثوري بين 2005 و2009، ثم عُيّن نائبا للقائد العام للحرس لمدة 10 سنوات، في فترة شهدت تناميا لنفوذ الحرس داخل إيران وخارجها، وتوسعا في عملياته الإقليمية، وخصوصا في العراق وسوريا ولبنان.
وفي إبريل/نيسان 2019، قرر المرشد الأعلى علي خامنئي تعيينه قائدا عاما للحرس الثوري، بعد منحه رتبة لواء، خلفا لمحمد علي جعفري. وجاء في قرار التعيين أن سلامي يتمتع بـ”خبرات قيادية عالية وكفاءة في إدارة مؤسسات الحرس الثوري والجهادية”. وأوكلت إليه مهمة “رفع مستوى الجاهزية والقدرات الشاملة”.
كان سلامي وجها مألوفا في الإعلام الرسمي الإيراني، يتحدث من غرف العمليات، أو يخطب في المناسبات الثورية والعسكرية، ويرفع سقف التهديدات لإسرائيل والغرب، ففي إبريل 2024، ظهر وهو يصدر التعليمات لقواته بشن أول هجوم جوي مباشر على إسرائيل، مستخدما طائرات مسيّرة وصواريخ، في رد على استهداف إسرائيلي سابق.
وعُرف سلامي أيضا بتصريحاته النارية، مثل قوله عام 2018 لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “تدرّب على السباحة في البحر الأبيض المتوسط.. فقد تُجبر على الفرار منه قريبا”.
خضع سلامي لعقوبات أمريكية في 2019، مع إدراج الحرس الثوري على لائحة “المنظمات الإرهابية”. كما فرض عليه الاتحاد الأوروبي حظرا بالسفر وتجميدا لأصوله عام 2021، بعد تحميله مسؤولية إصدار أوامر باستخدام القوة ضد احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني 2019 في إيران، التي سقط خلالها مئات القتلى.
ومع أن سلامي كان هدفا دائمًا للمخابرات الغربية والإسرائيلية، فإن استهدافه في قلب طهران شكّل تصعيدا نوعيا في الصراع بين إيران وإسرائيل، وأحد أخطر الاختراقات العسكرية في تاريخ الجمهورية الإسلامية.
باغتياله، تفقد إيران واحدا من أقوى رجالها في هرم السلطة الأمنية والعسكرية، وتفقد مؤسسة الحرس الثوري قائدا لطالما اعتُبر لسان حالها وصوتها العالي، ومع بقاء التوتر على أشده بين طهران وتل أبيب، فإن هذا الاغتيال يحمل شرارة لتصعيد إقليمي أشد فتكا، لا سيما في ظل تهديد الحرس الثوري بـ”رد استراتيجي طويل المدى”.