الحرة:
2025-06-01@18:11:49 GMT

ماذا كسبت إسرائيل من الهجوم الإيراني؟

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

ماذا كسبت إسرائيل من الهجوم الإيراني؟

بين من اعتبره "مسرحية" ووصفه آخر بـ"الانتصار" تباينت الآراء حيال الهجوم الذي نفذته إيران ضد إسرائيل، وبعدما أعلن كل طرف عن حصيلة ما جناه على الأرض وفي الجو وفي وقت يواصلان التهديد تثار تساؤلات عن ما حققه الطرفان سياسيا، وكذلك الأمر بالنسبة للخسائر.

تتجه الأنظار الآن إلى إسرائيل، وشكل الرد الذي تهدد بتنفيذه ضد إيران، وما إذا كان سيدفع الأخيرة للهجوم مجددا، خاصة أنها ألمحت إلى ذلك، الاثنين، ووضعته في إطار زمني محدد بـ"ثوانٍ".

وبينما يتواصل تسرب المعلومات نقلا عن مسؤولين في وقت يشار إلى السيناريوهات المتوقعة، يكاد يطغى التهديد والتهديد المضاد بين إسرائيل وإيران على مجريات الحرب في غزة، والمأساة الإنسانية الحاصلة فيها.

الرد الإيراني جاء بعد أسبوع من إشارات وتلميحات وتأكيدات أطلقها المسؤولون في طهران وشاركوها مع نظرائهم في المنطقة، حسبما أعلنوا بعد تنفيذ "الرد" ليلة السبت.

وكان للتوقيت الذي استغرقته إيران حتى إطلاق المسيرات والصواريخ اتجاه إسرائيل دور في اعتبار معلقين من خبراء وصحفيين وأشخاص عاديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن ما حصل لم يخرج عن نطاق "المسرحية" والتفاهمات المسبقة.

وزاد من ذلك طبيعة الهجوم وإعلان إسرائيل تصديها لمعظم المسيرات والصواريخ قبل أن تصل إلى هدفها، ودون أن تسفر عن أية خسائر.

ومع ذلك ينظر خبراء تحدثوا لموقع "الحرة" إلى ما حصل بعين مختلفة يتخلل مشهدها على نحو أكبر "مكاسب سياسية" لا تقتصر على طرف دون آخر.

لكنها في المقابل تؤثر على دائرة التركيز والاهتمام الدولي والإقليمي التي كانت منصبة قبل أيام على غزة ورفح والمجاعة التي ضربت من بقي على قيد الحياة.

"بين هجومين"

في تقرير تحليلي على صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" يسلط الكاتب والصحفي الإسرائيلي، يعقوب ماجد، الضوء على المحطات التي سلكتها إسرائيل منذ بداية ضربتها لقنصلية طهران في دمشق، وصولا إلى دفع الأخيرة للرد بالمسيرات والصواريخ.

ويرى أنها صبّت في إطار نجاحها بتحويل موقف الولايات المتحدة، من انتقاد إسرائيل بشأن مساعيها لتنفيذ عملية كبرى في رفح إلى الدفاع عنها بقوة ضد إيران.

من جانب إيران، فقد "بنت ردها لاستعادة الردع أولا وعلى الصورة العسكرية الإسرائيلية التي اهتزت في السابع من أكتوبر ثانيا"، كما يقول الباحث في الشأن الإيراني، محمود البازي.

ويضيف لموقع "الحرة" أنها بنته أيضا من منطلق أن "المواجهات المحدودة قد تمنع الأطراف من الانزلاق للحرب الكلاسيكية المدمرة التي لا يرغب بها الطرفان".

يعتقد الباحث أن التصدي الأميركي الأردني البريطاني والفرنسي لبعض الصواريخ والمسيرات أظهر للأخيرة أهمية أن "تعود إلى مشروعها القديم في بناء تحالف إقليمي، وبناء منظومة دفاع جوي إقليمية تعمل لصالحها في الدول العربية".

ولا يستبعد أن "نشهد توجها واندفاعا إسرائيليا غير مسبوق نحو إقناع الدول العربية بالتطبيع".

بالنسبة لإيران، فهي تدرك أهمية بناء منظومة دفاع جوي مشابهة في عملها بمنظومة القبة الحديدية الناجحة، وفق البازي.

ويوضح أن ذلك يرتبط بفكرة أن "أراضيها التي تبلغ مساحتها 1.6 مليون كيلومتر مكشوفة حاليا".

من كسب ومن خسر؟

بينما يعتبر البازي أن وصف ما حدث "بالمسرحية" يحول دون فهم ما جرى ولا يسمح بفهم التحولات الإقليمية بعد الضربة الإيرانية يتفق بذات الفكرة المحلل الإسرائيلي، يوآف شتيرن.

يوضح شتيرن لموقع "الحرة" أن إسرائيل وبعدما كانت في طريقها للرد خلال الساعات الماضية "يبدو أنها امتنعت عن ذلك بقرار من نتانياهو وفي أعقاب حديثه مع الرئيس الأميركي بايدن".

ويرى أن ما سبق "سيعود بالكثير من المكاسب على إسرائيل"، وأن "الدفع سيكون في قطاع غزة"، على حد تعبيره.

ويضيف شتيرون: " من خلال امتناعها عن الرد تقول إسرائيل لحلفائها إنني أفهم احتياجاتهم وطلباتكم بعدم الرد على إيران لكن يجب أن تتفهموا طلباتي بموضوع غزة".

ويضيف: "ربما في ظل ذلك ومع رفض حماس التقدم بالمفاوضات أن تقوم إسرائيل تقوم بالتصعيد في غزة".

بلغة المكاسب والخسائر، يشير المحلل الإسرائيلي إلى أن إيران أثبتت أنها "قادرة ولا تخشى من الهجوم المباشر على إسرائيل".

كما أثبت الإيرانيون أن لديهم إمكانيات، لكن وعند مقارنة ذلك على الطرف المقابل لا يقارن الأمر بالمكتسبات التي حصلت عليها إسرائيل، وفق المحلل الإسرائيلي.

ويشرح بالقول: "المنطقة انقسمت بعد الرد إلى قسمين: عربي إسرائيلي وإيراني. الهجوم الإيراني أثبت فاعلية الائتلاف الذي قدمته أميركيا والذي يشمل دولا عربية وإسرائيل".

كما أن إسرائيل حظيت، حسب شتيرن، ومن خلال ما أقدمت عليه طهران "بوقوف الدول الغربية إلى جانبها وبقوة، إضافة إلى دول عربية".

ماذا عن غزة؟

وكان الهجوم الإيراني على إسرائيل أول مواجهة مباشرة وعلنية.

ورغم عدم تحقيقه لنتائج عسكرية فعلية على الأرض كما أكدت الرواية الإسرائيلية، يشير الباحث البازي إلى أنه وبموجبه تكون "جميع الخطوط الحمر بين إسرائيل وإيران قد سقطت".

وبالهجوم الإيراني الذي حصل السبت أيضا تكون "مواجهات الظل بين الطرفين قد خرجت للعلن"، حسب البازي.

كما يرى أن "تداعيات هذه المواجهة ستغير من شكل الشرق الأوسط وتحالفاته".

ويوضح سليم بريك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، أن إيران أرادت بهجومها "ردع إسرائيل عن الاستمرار باستهداف جنودها وضباطها"، وأن ذلك يشكل نهاية "الصبر الاستراتيجي".

ويقول لموقع "الحرة" إن السؤال الأبرز الآن هو: كيف يمكن الرد لحفظ هيبة إسرائيل من غير الانزلاق لتصعيد خطير؟، مردفا: "يبدو أن هذا ما يخططون له الآن".

بريك يعتقد أن وضع إسرائيل "تحسّن بعد الضربة"، وأن العالم لم يعد يتعامل مع أحداث غزة.

ويوضح أن ما سبق "يقوي مفاهيم التحالف الاستراتيجي في الأمن القومي الإسرائيلي"، و"العمل المشترك مع قوى غربية وعربية ضد إيران في المنطقة".

وما يزال نتانياهو يؤكد على أهمية شن عمليات برية في رفح من أجل تفكيك ما تبقى من كتائب حركة حماس، على الرغم من الضغوط التي مارستها واشنطن.

وقد كرر مسؤولون أميركيون، الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة لم تر أي بوادر لخطة شاملة من الإسرائيليين بشأن كيفية تنفيذ مثل هذه العملية، بما في ذلك نقل غالبية المدنيين الذين يقدر عددهم بـ 1.4 مليون مدني خارج رفح.

ويعتقد الباحث البازي أن تأخر إسرائيل وتضارب تصريحات مسؤوليها حول الرد على إيران هو "مساومة من جانبها للحصول على دعم أميركي في الهجوم على رفح".

وتحاول إدارة بايدن ثني نتانياهو عن الهجوم على إيران لاعتبارات عدم رغبتها بحدوث حرب إقليمية واقتراب الانتخابات الأميركية.

ولذلك يتوقع الباحث أن "امتناع إسرائيل عن الرد أو الرد بشكل منسق ومحدود أو الرد عبر هجوم سيبراني فقط سيعني حصول إدارة نتانياهو على الضوء الأخضر لشن هجوم على رفح".

وفي غضون ذلك يعتبر البازي أن "القول إن الهجوم الإيراني صرف أنظار العالم عن الحرب في غزة هو كلام غير دقيق، لأن الحرب هناك مستمرة منذ سبعة أشهر كما أن قرار الهجوم على رفح تم اتخاذه بشكل نهائي ولا رجعة فيه".

ويقول إن "التصعيد بين إيران وإسرائيل كان لاعتبارات أمن قومي لكلا الطرفين وليس لصرف أنظار".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الهجوم الإیرانی

إقرأ أيضاً:

محادثات ترامب-إيران.. "ورقة شروط" أميركية تُربك حسابات إسرائيل

تستعد الولايات المتحدة لتقديم "ورقة شروط" إلى إيران، في ظل مفاوضات نووية مستمرة منذ أسابيع. هذا الأمر يفاقم التوتر مع إسرائيل، التي تخشى من إتفاق لا يلبي مطلبه. اعلان

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة بصدد تقديم "ورقة شروط" إلى إيران تطالبها فيها بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم، وذلك ضمن مسار تفاوضي مستمر منذ أكثر من سبعة أسابيع بين الطرفين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع تحذيره من أن رفض طهران لهذه الشروط "لن يكون يوماً جيداً لها"، ملمّحاً إلى خيارات بديلة قد تشمل تصعيداً عسكرياً.

هذه التطورات تأتي في ظل خلافات متفاقمة بين واشنطن وتل أبيب بشأن سبل التعامل مع الملف النووي الإيراني. فبينما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التوصل إلى إطار عمل يهدئ المخاوف الإسرائيلية ويؤجل أي عمل عسكري محتمل، تبدو تل أبيب غير مطمئنة للاتجاه الذي تتخذه هذه المفاوضات.

قلق إسرائيلي

وبحسب الصحيفة، يتزايد في إسرائيل القلق من أن واشنطن تقترب من اتفاق يسمح لإيران بالاحتفاظ بجزء من قدراتها النووية، خصوصاً في مجال التخصيب، مقابل ضمانات لا ترقى إلى مطلبها الصريح بـ"صفر تخصيب".

وتخشى تل أبيب أن يحدّ أي اتفاق من قدرتها على تنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ما يضعها في موقف حرج أمام أحد أقرب حلفائها.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب صراحة عن هذه المخاوف، معتبراً أن التوصل إلى اتفاق "سيئ" سيكون أخطر من غياب الاتفاق كلياً. في المقابل، عبّر مسؤول أميركي عن "خيبة أمل" البيت الأبيض من محاولات إسرائيل التأثير في موقف واشنطن التفاوضي، مشيراً إلى وجود تباينات بين الطرفين حول كيفية إدارة الملف الإيراني.

Relatedطهران ترد على مزاعم قرب توصلها إلى اتفاق نووي مع واشنطنترامب يقول إنّه حذر نتانياهو من ضرب إيران: المحادثات النووية جيدة جدًارئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: إذا اتفقنا مع واشنطن قد نسمح لمفتشيها بتفقد مواقعنا النوويةتحذيرات متبادلة وتصعيد محتمل

وفي سياق التوتر المتصاعد، وجّه ترامب تحذيراً إلى نتنياهومن القيام بأي عمل عسكري أحادي من شأنه أن يُفشل المسار التفاوضي، وقال: "أبلغته أن ذلك سيكون غير مناسب إطلاقاً في هذه المرحلة، فنحن قريبون جداً من حل محتمل".

وتشهد العلاقات بين الزعيمين الأميركي والإسرائيلي هي الأخرى فتوراً ملحوظاً، لا سيما في ضوء خلافات حول ملفات إقليمية أخرى، أبرزها الحرب في غزة. فقد تجاهل ترامب التنسيق مع إسرائيل خلال زيارته الأخيرة إلى الخليج، وأبرم اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع جماعة الحوثي رغم استمرار استهدافها لإسرائيل. كما أجرى مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس لتأمين الإفراج عن الأسير الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، من دون إشراك الحكومة الإسرائيلية.

ووفقاً للصحيفة، تسعى واشنطن إلى إنهاء جولة المفاوضات الحالية مع طهران باتفاق يُرضي مصالحها ويخفف من قلق تل أبيب، مع إبقاء الخيار العسكري مطروحاً كأداة ضغط.

وفي هذا الإطار، شدد يعقوب أميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، على أن "أي اتفاق سيئ يجب أن يُواجه بالقوة العسكرية لتدمير البرنامج النووي الإيراني، حتى لو عارضت الولايات المتحدة ذلك".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • إيران تعيد تموضع نفسها لمواجهة صعود إسرائيل وتركيا
  • موقع عالمي: اليمن حول موسم صيف “إسرائيل” إلى فوضى عارمة وأحد الصواريخ كاد أن يصيب برج مراقبة “بن غوريون”
  • مقال بهآرتس: إسرائيل تسمح بقتل 100 مدني لأجل اغتيال قائد بحماس
  • القناة 12 العبرية: رد حماس على وسطاء التهدئة لم يُنقل بعد إلى إسرائيل
  • الاتفاق النووي.. إيران تعلن تسلم مقترح أمريكي وتلمح بشأن الرد
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • قائد الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة ينشر سيناريو الهجوم على إيران: القضاء على جميع المنشآت النوويّة والجيش
  • غزة ومصر: ماذا تريد إسرائيل من مصر؟
  • محادثات ترامب-إيران.. "ورقة شروط" أميركية تُربك حسابات إسرائيل
  • ترامب يأمر بإيقاف التنسيق مع إسرائيل بشأن شن هجوم على إيران