اتحاد أطباء الأطفال البريطانيين يدعو إلى حظر ضرب الأبناء على المؤخرة
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
دعا اتحاد أطباء الأطفال البريطانيين إلى حظر الضرب على المؤخرة في إنجلترا وأيرلندا الشمالية، منتقدا القانون الحالي، إذ اعتبر أنه "غامض" و"خطير" لأنه يسمح بإنزال عقوبات يصفها بـ"المعقولة" بالأطفال.
وأقرّت أسكتلندا قانونا عام 2019 لحظر الضرب، فأصبحت السبّاقة إلى تجريم العقوبة البدنية للأطفال بين مكوّنات المملكة المتحدة الأربعة.
ودعت الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل، الأربعاء، إلى اتباع النهج نفسه في إنجلترا وأيرلندا الشمالية، من خلال إزالة "حجة" العقوبة المعقولة" من القانون.
وناشدت هذه المؤسسة الأحزاب السياسية "تقديم تعهدات (…) بشأن هذه القضية المهمة المتعلقة بحقوق الطفل"، في وقت تشهد المملكة المتحدة هذه السنة انتخابات عامة.
ولاحظ رئيس الكلية الملكية لحماية الطفل طبيب الأطفال أندرو رولاند أن "القوانين الحالية المتعلقة بالعقاب الجسدي غير عادلة وغامضة بشكل خطير".
ورأى أنها تسهم في "إيجاد منطقة رمادية قد تكون فيها بعض أشكال العقاب الجسدي قانونية في حين أن الأخرى ليست كذلك".
وشدد على أن "عدم الوضوح هذا في القانون يمكن أن يزيد من تعقيد عملية تحديد حالات إساءة معاملة الأطفال".
لكن عضوا في حكومة المحافظين استبعد الأربعاء أي تغيير، قائلا إن القانون الحالي في إنجلترا "واضح جدا".
وقالت وزيرة الخزانة لورا تروت لقناة "سكاي نيوز" التلفزيونية إن "أمر تربية الأطفال متروك للأهل".
وحظرت السويد العقوبة البدنية للأطفال عام 1979. وفي عام 2019، أصبحت فرنسا الدولة الرقم 56 التي تحظر هذا الشكل من العنف الجسدي.
ماذا نعرف عن مخاطر الضرب على الأطفال؟وتقول اختصاصية النطق آلاء شاهين –في تصريحات سابقة لبرنامج عيادة الجزيرة- إن من أسباب التأتأة تعرض الطفل للضرب، مؤكدة أن الضرب يؤثر على كينونة الطفل بالكامل ويضعف ثقته بنفسه.
من جهتها، تقول الطبيبة النفسية الدكتورة ناهد محمد الحسن –في تصريحات سابقة للجزيرة– إن أول رسالة نوصلها للطفل عبر ضربه هي أن جسده ليس ملكه، مؤكدة أن هذا شكل من أشكال انتهاكات حرمة الجسد.
وأضافت الدكتورة أن ضرب الطفل يعطيه رسالة أيضا بأنه غير قادر على التحكم في جسده، مؤكدة أن هذا مدخل للانتهاكات الجنسية في المستقبل.
وتشرح الدكتورة أنه عندما يحصل للطفل -الذي يتعرض للضرب- تحرش جنسي، فهو لم يتعلم أن جسده ملكه، لأنه منتهك من قبل الوالدين والمعلمين والآخرين في الشارع، ولذلك لا يعرف الطفل كيف يضع حدودا لمن حوله.
وشرحت أن ضرب الأطفال يؤثر في نظرتهم لذاتهم، ويجعلهم يعتقدون أنهم غير محبوبين، وهذا قد يجعل الطفل يغرق في سوء تقدير الذات مع الكآبة والحزن، أو أنه يتحول إلى ممارسة السلوك العنيف.
وقالت إنه بدلا من الضرب يجب العمل على التعديل الإيجابي للسلوك، وأضافت أن على المربي أن يفهم أن خطأ الطفل هو جزء من تطوره، لأنه عبر الخطأ يعرف الطفل التصرف الصحيح.
اضطراب في السلوكوفي عام 2017 حذّرت دراسة أميركية من أن تعرض الأطفال للضرب على الأرداف في سن الخامسة من قبل والديهم، يزيد خطر إصابتهم باضطراب في السلوك. وأجرى الدراسة باحثون بجامعة تكساس الأميركية، ونشرت في دورية "علم النفس" (Psychological Science) العلمية.
ويعد صفع الأطفال على أردافهم نوعا من العقوبة الجسدية، وعادة ما تستخدم اليد في الضرب، وأحيانا العصا.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الباحثون 12 ألفا و112 طفلا في سن الخامسة من عمرهم، ورصدوا تعرضهم للضرب من والديهم.
ولقياس مدى تعرض الأطفال لمشاكل سلوك الأطفال، راجع الباحثون تقييمات معلميهم عندما كان المشاركون في سن السادسة إلى الثامنة.
وتمثلت مشاكل السلوك في الجدال والعنف والغضب والتصرف بازدراء، بالإضافة إلى الاعتراض على المشاركة في الأنشطة الطلابية.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب على الأرداف في سن الخامسة، ازدادت لديهم اضطرابات السلوك، مثل العصيان والسلوك الفوضوي ونوبات الغضب، بالإضافة إلى السلوك العدواني مثل الجنوح والقتال.
وقالت قائدة فريق البحث الدكتورة إليزابيث جيرشوف: "تشير نتائج دراستنا إلى أن الضرب على الأرداف ليس خيارا فعالا للعقاب، ويجعل سلوك الأطفال في الواقع أسوأ".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ما سر تعلّق البريطانيين برقائق البطاطس المقرمشة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو أن الطبق الحقيقي الذي يُعبِّر عن بريطانيا لا يُقدَّم في طبق على الإطلاق، بل يُقدَّم داخل كيس بلاستيكي.
هذه قصة رقائق البطاطس المقرمشة، شرائح رقيقة ومقلية من البطاطا المتبلة التي لا تزال تأسر الملايين، وتأسر قلوب أمة بأكثر من طريقة.
هوس غير صحييستهلك البريطانيون نحو 10 مليارات كيس من رقائق البطاطس المقرمشة كل عام.
كما تُعد النزهات في الحدائق ناقصة من دون وجود كيس بحجم عائلي من رقائق البطاطس المقرمشة.
وفي عام 2022، تعاونت نيجيلا لوسون، إحدى أشهر الطاهيات المحبوبات على التلفاز في البلاد، مع شركة "Walkers"، العلامة التجارية الأكثر مبيعًا لرقائق البطاطس في المملكة المتحدة، لابتكار وصفة لشطيرة رقائق البطاطس المثالية.
في العام التالي، قام مطعم "Kicks Bar and Grill" شمال شرق إنجلترا بجذب الزبائن عبر تقديم "بوفيه" يمكنك أن تأكل منه ما تشاء من رقائق البطاطس.
قد تقول إن البريطانيين يتمتعون بهوس غير صحي برقائق البطاطس. ولكن كيف وصلت الأمور إلى هذه المرحلة؟ الإجابة هي أمريكا.
إعداد وجبة لذيذة على عجلإنها قصة تستحق أن تُروى في هوليوود، وقد وقعت بمطعم "Moon’s Lake House" في مدينة ساراتوغا سبرينغس بنيويورك، عام 1853.
تقول الرواية إنّ زبونًا صعب المراس يدعى كورنيليوس فاندربيلت طلب من الطاهي، جورج كروم، أن يقطّع له البطاطس إلى شرائح رقيقة للغاية.
في النهاية، فقد كروم أعصابه وقطع البطاطس بشكل رقيق جدًا بعصبية.
ولكن المفاجأة كانت أنّ فاندربيلت أحب هذه الشرائح المقرمشة من البطاطس المملحة، وهكذا وُلدت "رقائق ساراتوغا".
أمّا بالنسبة للبريطانيين الذين قد يصابون بصدمة من هذه القصة غير البريطانية قط، فيمكنهم أن يطمئنوا.
من الناحية التقنية، كانت رقائق البطاطس قد اخترعت بالفعل في إنجلترا. وفي عام 1817، نُشرت أول وصفة معروفة لهذا الطبق في كتاب "The Cook’s Oracle" لويليام كيتشنر.
وقد تكون حقيقة أنّ كيتشنر، الذي وُلد وتوفي في لندن، كان طبيبًا، مثيرة للدهشة، نظرًا لأثر رقائق البطاطس على الصحة.
ورُغم أن أمريكا، التي تمتعت برؤية تجارية ذكية، سبقت الآخرين في تسويق رقائق البطاطس في أواخر القرن الـ19 وبدايات القرن الـ20، إلا أنّ بريطانيا استلمت الشعلة بحماس في عام 1920، بفضل رجل الأعمال فرانك سميث، الذي حوّل مرآبين في ضاحية كريكلوود شمال لندن إلى أول مصنع للرقائق في البلاد.
التتبيلاتمع ذلك، كانت هناك مشكلة، فلم تأت رقائق البطاطس إلا بنكهتين، وهي المملحة وغير المملحة.
ولم يتمكن الأمريكيون ولا البريطانيون من حل هذه المشكلة، بل كان ذلك من نصيب جو ميرفي، المولود في دبلن، الذي أسّس شركة رقائق البطاطس "Tayto" في عام 1954.
كان ميرفي قد سئم من رقائق البطاطس العادية، فكان أول ما فعله هو إضافة مسحوق توابل إلى رقائق "Tayto" الخاصة به، وكانت النكهة الأولى بالجبن والبصل.
وقد لاقت الفكرة رواجاً كبيراً، مدعومة بحملات تسويقية مبكرة نصحت الأشخاص بأن هذه الرقائق هي الرفيق المثالي للسلطات ووجبات الإفطار المقلية.