مئات آلاف البريطانيين في مسيرة لندن الكبرى لغزة.. لن نصمت حتى تتحقق العدالة
تاريخ النشر: 11th, October 2025 GMT
شهدت العاصمة البريطانية لندن اليوم تظاهرة حاشدة شارك فيها مئات الآلاف، إحياءً للذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني الذي ما زال يعاني آثار العدوان والحصار المستمر.
وجاءت المظاهرة بدعوة من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وضمن إطار فعاليات وطنية وشعبية تُقام في عدد من المدن الأوروبية للمطالبة بـ"إنهاء الاحتلال ومحاسبة المجرمين وداعميهم"، بحسب بيان صادر عن المنتدى.
وقال البيان، الذي وصل "عربي21" نسخةٌ منه، إن هذه المسيرة تأتي "تعبيرًا عن الصمود الفلسطيني، ورفضًا للظلم المستمر منذ عقود"، مشيرًا إلى أن العدوان الذي شنّته إسرائيل قبل عامين "خلّف دمارًا هائلًا في غزة، وأزهق آلاف الأرواح، ودمّر البنية التحتية والمجتمعات المحلية، وترك آثارًا إنسانية ونفسية ما زالت قائمة حتى اليوم".
وأكد المنتدى أن تجمع اليوم ليس مجرد استذكارٍ للمأساة، بل هو "تجديد للعهد بالنضال من أجل الحرية والكرامة وإنهاء الحصار المفروض على غزة منذ سنوات".
وفي كلمته أمام المتظاهرين، قال زاهر بيراوي، رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وعضو تحالف فلسطين في بريطانيا، إن وقف إطلاق النار الهشّ بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي "لا يمثل حلًّا دائمًا ولا يضمن الأمن الحقيقي للفلسطينيين ولا الاستقرار في المنطقة".
وأضاف: "إنها مجرد هدنة مؤقتة، لا نهاية للصراع، ولن تُثمر سلامًا حقيقيًا إلا إذا قادت إلى إنهاء الحصار ورفع القيود وضمان العدالة للضحايا واستعادة الحقوق الوطنية كاملةً".
ودعا بيراوي إلى مواصلة التحرك الشعبي والضغط السياسي من أجل تحقيق العدالة، مشددًا على أن "السكوت على الظلم لا يصنع سلامًا، وأن التضامن العالمي يجب أن يستمر حتى ينال الفلسطينيون حريتهم".
مطالب واضحة للحكومات والمؤسسات الدولية
أوضح بيان المنتدى الفلسطيني أن مظاهرة اليوم تمثل مرحلة جديدة من التعبئة الشعبية، مشيرًا إلى أربع خطوات رئيسية في مسار التحرك القادم:
الضغط السياسي والدبلوماسي: مطالبة الحكومة البريطانية، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة باستخدام كل الوسائل القانونية والاقتصادية والدبلوماسية من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.
تمكين الفلسطينيين في إعادة الإعمار: شدّد البيان على أن إعادة إعمار غزة يجب أن تكون بقيادة فلسطينية خالصة وبتوافق وطني، دون تدخلات أو إملاءات خارجية.
استمرار حملات التوعية والمناصرة: دعا المنتدى إلى إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الإعلام والرأي العام العالمي، وعدم السماح بتهميش المأساة الإنسانية في غزة أو تحويلها إلى "حدث منسي".
توسيع دوائر التضامن الدولي: ربط المنتدى بين النضال الفلسطيني والنضالات العالمية ضد الاستعمار والعنصرية، مؤكدًا أن "الحرية في فلسطين هي جزء من معركة إنسانية أوسع من أجل العدالة والكرامة في كل مكان".
رسالة شكر وتأكيد على الوفاء للشهداء
وفي ختام البيان، وجّه المنتدى الفلسطيني في بريطانيا شكرًا خاصًا للمشاركين في مظاهرة لندن الكبرى، مثمنًا مواقف المجتمع البريطاني والمتضامنين من مختلف الخلفيات.
وجاء في البيان:"نحن مدينون للشهداء والضحايا والأطفال ولكل أهلنا في غزة، ونعاهدهم بأن نحول الذكرى إلى فعلٍ وتغييرٍ حتى التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف".
وختم المنتدى بيانه بالتأكيد على أن هذه الذكرى ليست للحزن فقط، بل لتجديد العهد والاستمرار في الكفاح الشعبي والسياسي حتى تحقيق العدالة والسلام العادل والدائم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الفلسطيني بريطانيا التضامن بريطانيا فلسطين تضامن حرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المنتدى الفلسطینی فی بریطانیا من أجل
إقرأ أيضاً:
مئات الآلاف يواصلون العودة في اليوم الثاني لوقف الحرب على غزة
يواصل مئات آلاف الفلسطينيين النازحين العودة إلى مدينة غزة ومناطق أخرى، وسط أطنان من الركام والدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة طيلة عامين.
وعلى طول شارعي الرشيد وصلاح الدين، تسير العائلات العائدة على الأقدام وهي تحمل أطفالها وأمتعتها القليلة، ولا يجد كثيرون منهم بيوتا يعودون إليها.
كما تمكن فلسطينيون من العودة إلى وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بعد انسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية من وسط المدينة في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار.
من جانبه، قال رئيس بلدية خان يونس إن 85% من محافظة خان يونس مدمرة، مضيفا أن 400 ألف طن ركام يجب إزالتها من شوارع المدينة.
وتابع أن 300 كيلومتر من شبكات المياه في المدينة قد دمرت، كما أن 75% من شبكة الصرف الصحي في المدينة مدمرة.
وأوضح أيضا "علينا التعامل مع أكثر من 350 ألف طن من النفايات في المدينة"، مشيرا إلى ضرورة الحاجة إلى آليات حديثة للتعامل مع الركام.
تمسّك بالأرضوخلفت العملية العسكرية التي استمرت أكثر من 5 أشهر في مدينة خان يونس دمارا غير مسبوق في مبانيها ومنشآتها التجارية والصحية والتعليمية.
ويشدد العائدون على بقائهم في أرضهم وعدم مغادرتها رغم الواقع الصعب والمعقد الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية.
وقالت وزارة الداخلية في غزة إن عناصر الشرطة والأجهزة الأمنية انتشرت في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال لاستعادة النظام ومعالجة مظاهر الفوضى التي سعى الاحتلال لنشرها.
وأهابت وزارة الداخلية بالمواطنين إلى المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة والتعاون والالتزام بالتوجيهات والتعليمات التي ستصدر عن الجهات المختصة.
وقال رئيس بلدية غزة يحيى السراج إن الأولوية في الوقت الراهن هي الاستعداد لاستقبال العائدين من جنوب القطاع. وأوضح في لقاء مع الجزيرة أن الإمكانات تكاد تكون معدومة لتهيئة الطرق، مؤكدا تواصل البلدية مع عدد من الجهات لتوفير المعدات اللازمة في أقرب وقت.
إعلان تحديات كبيرةوبدأت السلطات المحلية في مدينة غزة فتح الطرقات في المدينة، حيث أظهرت صور مشاهد جرافات تزيل الركام والمخلفات من أحد الشوارع.
ويُتوقع استمرار مثل هذه العمليات بسبب حجم الدمار الذي ألحقته القوات الإسرائيلية بالبنية التحتية والسكنية في قطاع غزة بمختلف مناطقه.
وفي هذا السياق، قالت حكومة غزة إنها أنجزت أكثر من 5 آلاف مهمة ميدانية وخدماتية وإنسانية خلال 24 ساعة ضمن خطة طوارئ لإعادة الحياة تدريجيا إلى القطاع.
وذكر المتحدث باسم بلدية غزة للجزيرة أن الأولوية الآن تتلخص في تأمين المياه وفتح الشوارع وجمع النفايات ومعالجة مشاكل الصرف الصحي.
وبدأت عودة النازحين أمس الجمعة إلى الأماكن التي انسحب منها الجيش في مناطق مختلفة من القطاع مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وعبّر بعض النازحين عن فرحهم الحذر بهذا الاتفاق، معربين عن آمالهم في أن يسهم بوقف الحرب بلا رجعة، بينما اضطر مئات النازحين من الذين وصلوا إلى مناطق سكنهم الجمعة إلى نصب خيام على أنقاض منازلهم بعدما دمرتها الإبادة الإسرائيلية.
وقف إطلاق النارودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس (09:00 بتوقيت غرينتش)، بعد أن أقرت حكومة إسرائيل الاتفاق فجرا.
وشملت انسحابات الجيش الإسرائيلي مدينة غزة (شمال) باستثناء حي الشجاعية وأجزاء من حيي التفاح والزيتون.
وفي مدينة خان يونس (جنوب)، انسحب الجيش من مناطق الوسط وأجزاء من الشرق، فيما منع دخول الفلسطينيين إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا (شمال)، ومدينة رفح (جنوب)، وبحر القطاع.
ويستند الاتفاق إلى خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع، ونزع لسلاح حركة حماس.
وجاءت الموافقة على مرحلته الأولى بعد 4 أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمنتجع شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وإشراف أميركي.
وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ولسنتين إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و211 شهيدا على الأقل، و169 ألفا و961 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.