يكافح الفلسطيني المسن جميل الفيومي وعائلته للبقاء والصمود داخل خيمة مؤقتة نصبوها بجوار أنقاض منزلهم المدمر بعد فقد أبنائهم الثلاثة في هجمات إسرائيلية على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

وبدأ الفيومي وعائلته -الذين يصرون على البقاء فوق أنقاض منزلهم المدمر- عمليات البحث والتنقيب عن مقتنيات وممتلكات يمكن استصلاحها بعد استخراجها من تحت الركام.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4في يوم المرأة العالمي.. العام الأكثر دموية بحق الفلسطينياتlist 2 of 4ملابس العيد.. كل ما تبقى لأم غزية من رضيعيها بعد 11 عاما من الانتظارlist 3 of 4الباحثة إسلام العالول: المرأة الفلسطينية أكثر من يعاني في الحرب على غزةlist 4 of 4تضامنا مع غزة.. كعك العيد في مصر بنكهة فلسطينيةend of list

ويجول الرجل المكلوم بناظريه في المكان، متأملا الدمار الكبير الذي حل بالمنطقة بعد الاستهداف والتدمير الإسرائيلي، ويقول "المنطقة بأسرها مقلوبة وأصبحت خرابا ودمارا، ولا أعرف ماذا أفعل، الوضع صعب للغاية والأوضاع المعيشية معقدة".

ويقف الفيومي (63 عاما) بضع دقائق بجوار الركام الناجم عن الاستهداف الإسرائيلي العنيف، قبل أن يجلس على كرسي وضعه أمام خيمته المؤقتة في المكان بعد شعوره بالتعب والإرهاق بسبب الهزال الشديد الناجم عن سوء التغذية.

الفيومي وعائلته التي تصر على البقاء والعيش فوق أنقاض منزلها المدمر (الأناضول) أوضاع صعبة

ويأمل الفيومي أن تنتهي الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في أقرب وقت وأن تعود الحياة إلى ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرا إلى صعوبة الأوضاع المعيشية وتفاقم الأزمات الإنسانية والصحية والبيئية، فضلا عن شح الغذاء والماء والدواء.

ويضيف الفيومي لمراسل الأناضول "عندي 3 شهداء وآخر مصاب، والوضع واضح ولا يحتاج إلى وصف، نريد فقط أن نعيش ونأكل ونشرب مثل باقي البشر".

ومع اشتداد الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة وعزل الشمال عن الجنوب في ظل استمرار حرب إسرائيل المدمرة أصبح الجوع وسيلة أخطر على الفلسطينيين من الصواريخ، إذ يعانون نقصا حادا في المياه والغذاء حوّل حياتهم اليومية إلى كابوس يؤرقهم.

وتسببت المجاعة في شمال غزة بتفاقم الأزمات الإنسانية غير المسبوقة جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي واستشهاد عدد من الفلسطينيين، ولا سيما الأطفال، حيث "استشهد 28 طفلا بسبب المجاعة"، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

عائلة الفيومي تواصل البحث عن مقتنيات وممتلكات يمكن استصلاحها بعد استخراجها من تحت الركام (الأناضول) العيش بين الأنقاض

وتجلس أم محمد (زوجة الفيومي) على الأرض أمام خيمتها الصغيرة تنظر إلى منزلها المدمر، وتقول لمراسل الاناضول إن "الوضع يزداد سوءا كل يوم، فنحن نعيش هنا بين الأنقاض، لا طعام ولا ماء، ولم نحصل على مساعدات".

وتضيف الفيومي "ما المساعدات التي نحصل عليها؟ 5 كيلوغرامات من الدقيق مرة واحدة منذ بداية الحرب، الأوضاع تتدهور، والمفاوضات ونتائجها المعلنة هي مجرد مسكنات لأوجاعنا وتخديرنا، فلا يوجد حل".

وتطالب العالم أجمع بوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، والوقوف إلى جانب الفلسطينيين في ظل الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها، وتقديم كل أشكال الدعم اللازم لنصرتهم.

وتستذكر بحزن ودموع الألم على وجنتيها أبناءها الثلاثة الشهداء والرابع الذي بترت قدمه، وتتساءل مستنكرة "ألا يكفي ذلك؟ تناولنا أكل الحيوانات، وتقبلنا كل شيء، لكن لم تعد هناك قدرة على التحمل".

إسرائيل تواصل حربها على قطاع غزة مخلفة دمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين (الأناضول) دمار ومجاعة وإبادة جماعية

وتقيد إسرائيل منتهكة القوانين الدولية وصول المساعدات الإنسانية -ولا سيما برا- إلى قطاع غزة الذي يسكنه نحو 2.2 مليون فلسطيني، وتدعوها الأمم المتحدة إلى فتح المعابر البرية لإمداد القطاع بالمساعدات قبل أن تلتهم المجاعة مزيدا من السكان.

وفي محاولة لتدارك الأزمة تواصل دول عربية وأجنبية تعاونها من أجل إنزال المساعدات جوا على مناطق شمال القطاع، لكنها تظل غير كافية ولا تسد الاحتياجات العاجلة للفلسطينيين هناك ولا تحقق عدالة في التوزيع.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة مخلفة أكثر من 110 آلاف بين قتيل وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

كما تواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ترقب عند معبر رفح.. بطء في كرم أبو سالم ومبادرة زاد العزة تواصل دعم غزة

قال رمضان المطعني، مراسل "القاهرة الإخبارية" من معبر رفح الحدودي من الجانب المصري، إن المشهد لا يزال على حاله منذ دخول الفوج الأول من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث تسود حالة من الترقب في انتظار السماح بدخول الفوج الثاني، موضحا أن الحركة في معبر كرم أبو سالم بطيئة للغاية، ولا تزال المساحات المخصصة لدخول الشاحنات ممتلئة، مما يعوق تقدم القوافل الإغاثية القادمة ضمن مبادرة "زاد العِزّة من مصر إلى غزة" التابعة للهلال الأحمر المصري.

القاهرة الإخبارية: الأيام المقبلة ستشهد مرور الكثير من شاحنات المساعدات إلى غزةوزير مالية إسرائيل: ليس من الصواب اتخاذ قرارات سياسية بشأن هدنات غزة

وأشار المطعني خلال رسالة على الهواء، إلى أن المساعدات التي دخلت حتى الآن تشمل بشكل رئيسي مواد غذائية مثل البقوليات والمعلبات والزيت، حيث تم تعبئتها داخل كراتين تكفي الأسرة الواحدة من 7 إلى 10 أيام في المتوسط، مضيفا أن هناك أولوية قصوى لشحنات الدقيق، التي تواصل دخولها إلى قطاع غزة عبر شاحنات كبيرة، حيث تعتبر من أكثر المواد الأساسية التي يحتاجها السكان في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وأكد المطعني أن الهلال الأحمر المصري يواصل استعداداته في المنطقة اللوجستية التي أنشأتها مصر في مدينة العريش، والتي شهدت توسعات كبيرة خلال الشهور الماضية لاستيعاب الكميات الضخمة من المساعدات، كما عملت السلطات المصرية على تطوير البنية التحتية والطرق الرابطة بين العريش ورفح، لتيسير عمليات الإمداد ودخول القوافل بشكل أكثر سلاسة نحو معبر رفح، وسط جهود متواصلة لتقديم الدعم الإنساني العاجل لأهالي قطاع غزة.

طباعة شارك معبر رفح قطاع غزة المساعدات الإنسانية

مقالات مشابهة

  • سموتريتش: غزة جزء لا يتجزأ من إسرائيل
  • وزير خارجية فرنسا: إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتحقق بتنفيذ حل الدولتين للعيش في سلام وأمن
  • غوغل تقرّ بفشل نظام الإنذار المبكر خلال زلزال تركيا المدمر
  • نتنياهو يجتمع بالكابينيت لبحث الحرب على غزة والمساعدات والصفقة
  • محمد الفيومي: تطوير قطاع العزل والنسيج خطوة نحو استعادة مكانة مصر الرائدة
  • مقتل مؤثرة باكستانية بعد رفضها الزواج القسري
  • السيناتور غراهام: إسرائيل ستفعل بغزة ما فعلناه في طوكيو وبرلين (شاهد)
  • ترقب عند معبر رفح.. بطء في كرم أبو سالم ومبادرة زاد العزة تواصل دعم غزة
  • إسرائيل تقرر تجميد خطة إقامة "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح
  • من رحم الحرب إلى غياهب النسيان.. ما مصير أبناء المقاتلين الأجانب في سوريا؟