‎قال رجل الأعمال أيمن الجميل، رئيس مجلس إدارة "كايرو3 A" للاستثمارات الزراعية والصناعية، إن الإجراءات الأقتصادية الأخيرة أثبتت عمق رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي ودفعت المؤسسات العالمية والعربية إلى المسارعة بالتعاون مع الدولة المصرية ودعم الاقتصاد المصرى مع تحفيز المستثمرين وشركاء التنمية إلى عقد شراكات قوية مع القطاع الخاص المصرى، انطلاقا من تنوع الاقتصاد ووفرة الفرص الاستثمارية وسلامة التشريعات وقوة البنية التحتية التى تطمئن المستثمرين على نجاح مشروعاتهم فى المدى الزمنى المنظور.

 

‎وأضاف رجل الأعمال أيمن الجميل أن الاتفاق الأخيرمع البنك الدولى بقيمة 6 مليارات دولار، والمزمع دخوله حيز التنفيذ فى يوليو المقبل، يشجع الاستثمار الأجنبى ويضاعف الثقة فى الاقتصاد الوطنى، ويؤكد على الشراكة مع الدولة المصرية، خاصة وأنه يمتد إلى ثلاث سنوات، متضمنا 3 مليارات دولار من مؤسسة التمويل الدولية لدعم القطاع الخاص و3 مليارات دولار للحكومة بما فى ذلك 1.5 مليار دولار دعم الموازنة لمساندة إطار سياسات التنمية الشاملة المتفق عليه.

 

‎وأكد رجل الأعمال أيمن الجميل، إن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، استطاعت خلال السنوات العشر الماضية، إجراء إصلاحات اقتصادية شاملة ووضع استراتيجية شاملة للتنمية ومنح الاقتصاد الوطنى مجالات للتنوع والنمو، بحيث يستطيع من خلال القطاع الخاص والقطاع الحكومى والمجتمع المدنى، فتح جسور مع المؤسسات المالية الدولية والحصول على شراكات جديدة مع المؤسسات الدولية والصناديق السيادية، مع قدرة أكبر على مواجهة التحديات العالمية المتلاحقة والأزمات المتشابكة التي لا تؤثر فقط على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لكنها تهدد ما تحقق من مكتسبات على مدار السنوات الماضية

 

‎وتابع أيمن الجميل أن الشراكات الناجحة بين الدولة المصرية ومؤسسات التمويل الدولية، تتيح للدولة المصرية دعم القطاع الخاص بقوة وإطلاقه ليكون بحق قاطرة التنمية، كما يتيح مجالا أكبر لدعم خطط التنمية الشاملة والارتقاء بجودة الحياة للمواطنين من خلال مشروعات عملاقة مثل مبادرة حياة كريمة، ويتيح كذلك متابعة الاستثمار فى رأس المال البشرى ودعم برامج التعليم والصحة والتعليم الجامعى والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، مما يمنح الأجيال الجديدة من الشباب فرصا أفضل للنمو والتطلع إلى المستقبل.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ايمن الجميل التنمية الاقتصادية البنك الدولي مؤسسات التمويل الاصلاح الاقتصادى بناء الإنسان الدولة المصریة ملیارات دولار القطاع الخاص أیمن الجمیل

إقرأ أيضاً:

د. عمرو صالح يكتب: ‏‏معجزة مصر في التعامل مع المؤسسات الدولية

سنوات قضيناها من العمل الدولى مع المؤسسات الدولية العالمية وبرامج التمويل الأجنبية جعلتنا نصل إلى خلاصة مهمة وهى أن التعامل مع هذه المؤسسات يتطلب حنكة ومعرفة ودراية بأروقة وخبايا هذه المؤسسات، وأيضاً مرونة سياسية كبيرة، لأن دور هذه المؤسسات الدولية خطير، فمؤسسات مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى ومؤسسات التمويل الدولية، وأيضاً وكالات التصنيف الائتمانى، تلعب اليوم دوراً حيوياً فى تشكيل النظام الاقتصادى العالمى وفرض قواعد اللعبة الاقتصادية فى العالم، ليس فقط من خلال مراقبة الاقتصاد العالمى ولكن من خلال تقديم تقارير دورية عن الأداء الاقتصادى للدول الأعضاء وتحديد المخاطر الاقتصادية التى تواجههم، وبالتالى هى تقوم بإعطاء توصيات للسياسات الاقتصادية داخل الدول من خلال روشتات وأجندات ومساعدات فنية للبلدان النامية تجعل المؤسسات الدولية تدير أو تساعد فى إدارة مجالات حساسة مثل إدارة الموارد الطبيعية والتعليم والصحة وتمويل مشاريع البنية التحتية مثل الطرق والجسور والكهرباء والمياه؛ بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية.

وتكمن خطورة هذه المؤسسات فى وضع معاييرها الاقتصادية العالمية على السياسة الدولية ومراقبة الاقتصاد العالمى ونشر التقارير الدولية، ولكن الأخطر أنها تقوم بوضع معايير ورسم قواعد اللعبة الاقتصادية الدولية وإجبار الدول على اتباع سياسات اقتصادية معينة مثل دخول القطاع الخاص وخصخصة الخدمات والمسئوليات الحكومية، فتأثير البنك الدولى وصندوق النقد الدولى كبير بسبب ما يعرف بوضع «برنامج التكيف الهيكلى» من خلال تقديم قروض مشروطة بتنفيذ إصلاحات اقتصادية، حتى إنها تدخلت فى أزمة الديون السيادية فى أوروبا، وقدم صندوق النقد الدولى قروضاً ودعماً فنياً لدول مثل اليونان وأيرلندا والبرتغال لمساعدتها على تحقيق الاستقرار واستعادة النمو، فما بالك فى التعامل مع دولة مثل مصر؟!

فى العام 2014، وبعد عام من إنقاذ مصر من براثن الانقسام والتفتت، بوصول السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الحكم، بعد أقل من عام كان القرار الشجاع هو إجراء إصلاحات اقتصادية عميقة؛ وفى هذا الوقت كان السيد الرئيس يشدد على أهمية وحتمية أن يتحد المصريون لأن اتحاد الوطن أول شرط من شروط نجاح الإصلاحات. وهنا قدمت مصر نسختها ورؤيتها إلى البنك الدولى، ومعها ظهرت خلافات بين مصر والبنك الدولى حول منهجية وطريقة الإصلاحات الاقتصادية والإجراءات المالية التى كانت تحتاجها البلاد، فاشترط البنك الدولى إجراءات تقشفية، مثل خفض الدعم الحكومى على الوقود والكهرباء، وتطبيق ضرائب جديدة، وذلك كشرط للحصول على قروض ومساعدات، بينما تحفظ السيد الرئيس على تأثيرها السلبى المحتمل على الفئات الفقيرة وعلى الاستقرار السياسى والأمنى، بل وأصر السيد الرئيس أن يكون للجانب الاجتماعى النصيب الأكبر وأن أولويات مصر الاقتصادية تختلف عن تلك التى يراها البنك الدولى، كما أصرت مصر على سياسات دعم النمو الاقتصادى وتخفيف البطالة، بينما كان البنك الدولى يركز على إصلاحات هيكلية قاسية طويلة الأجل، وقد انتقد البنك الدولى بشدة الرؤية المصرية، وتوسع الخلاف وشكك فى تقاريره الدولية فى قدرة مصر على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بنجاح وبشكل مستدام فى العام 2014.

‏وهنا أصر السيد الرئيس على تطبيق برنامج مصرى بنسبة 100%، وأطلقت مصر أولاً برامج متوالية للحماية الاجتماعية لتخفيف آثار الإصلاحات الاقتصادية على الفئات الأكثر فقراً، وأطلقت الحكومة برامج للحماية الاجتماعية مثل «تكافل وكرامة» ودعم المرأة المعيلة، ودعم مشروعات الشباب والإنفاق على الصحة والتعليم وتطوير القرى الأكثر فقراً وتقديم دعم نقدى للأسر الفقيرة، وهى توجهات كانت ترفضها تماماً المؤسسات الدولية.

ورغم رفض المؤسسات الدولية، نجحت مصر فى الإصلاح الاقتصادى عبر مجموعة من السياسات والإجراءات التى ساعدتها على تعزيز الاستقرار الاقتصادى وجذب الاستثمارات؛ فقامت بتحرير سعر الصرف، واتخذت عدداً من الإصلاحات المالية الشجاعة لخفض العجز فى الموازنة، وتقليص الدعم على الوقود والكهرباء، وتطبيق ضريبة القيمة المضافة وتحسين مناخ الأعمال والاستثمار وتبسيط الإجراءات وتقديم حوافز للمستثمرين والاستثمار فى البنية التحتية فى مشاريع ضخمة فى جميع أرجاء الوطن، ونتيجة لهذه الإصلاحات، حققت مصر معدلات نمو اقتصادى مبهرة؛ فارتفع معدل النمو الاقتصادى من 2.3% فى 2013/2014 إلى نحو 5.6% فى 2018/2019، كما انخفض معدل البطالة من 12.5% فى 2016 إلى نحو 7.5% فى 2019، وزادت احتياطيات النقد الأجنبى بشكل ملحوظ، حتى وصلت إلى مستويات قياسية تجاوزت 45 مليار دولار.

‏لقد نجحت مصر فى إصلاحات وسياسات مبهرة أظهرت للمؤسسات الدولية قدرتها على تحقيق نجاحات، رغم أن تلك المؤسسات كانت تشكك فى قدرة القيادة والشعب على الاتحاد وتحقيق المعجزة الاقتصادية، ولكن حققت مصر عدداً من المؤشرات الاقتصادية جعلتها واحداً من أسرع الاقتصادات نمواً فى المنطقة.

‏الدرس الذى تعلمناه من التجربة المصرية أنه لا يوجد مستحيل، وأن التفاف القيادة والشعب هو مفتاح النجاح، وأن الصبر على الشدائد الاقتصادية يحقق المعجزات ويهزم دسائس الأعداء، وأن الإصلاح الاقتصادى هو مسألة زمنية تتطلب التعامل بإنسانية مع الأفراد قبل اعتبارهم كتلة بشرية، وهذا ما طبقته السياسة الحكيمة للسيد الرئيس التى أثبتت ما نؤمن به فى أن التعامل مع المؤسسات الدولية يتطلب -وكما أشرنا فى البداية- الحنكة والمعرفة والدراية بأروقة وخبايا هذه المؤسسات ومرونة سياسية كبيرة، وأن ما فعلته مصر أثبتت به مرة أخرى للعالم أنها قادرة على تحقيق المستحيل، وأن قيادتها وكوادرها كما عبروا أكبر مانع مائى فى العام 1973 قادرون اليوم على عبور أكثر الموانع شدة وتحصيناً فى الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأيضاً الرياضية.

‏فتحيا مصر حرة قادرة.

مقالات مشابهة

  • «التعاون الدولي»: الأزمات العالمية أثبتت أهمية بنوك التنمية لمواجهة التحديات
  • وزيرة التعاون الدولي تلتقي مع نائب رئيس البنك الآسيوي
  • د. عمرو صالح يكتب: ‏‏معجزة مصر في التعامل مع المؤسسات الدولية
  • اقتصاديون: مصر وفرت مناخاً استثمارياً جاذباً ونجحت في القضاء على نقص الدولار
  • البنك الدولي: 6 مليارات دولار لزيادة مشاركة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي عبر «الطروحات الحكومية»
  • اقتصاد مصر في عيون العالم.. الانطلاق نحو النمو والازدهار (ملف خاص)
  • متحدث الحكومة: الدولة تدعم القطاع الخاص من أجل الاستثمار في قطاع السياحة
  • النائب أيمن محسب: توحيد الجبهة الداخلية ضرورة وطنية
  • "الطاقة الجديدة والمتجددة": الحكومة تشتري الكهرباء من محطات القطاع الخاص (فيديو)
  • خبير اقتصادي: القطاع الخاص كلمة السر في نجاح التنمية الصناعية (فيديو)