قصة زواج مجدي يعقوب من الممرضة الألمانية «ماريان».. لقاء في الطائرة غير مجرى حياته
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
عندما وضع مجدى يعقوب قدميه فى الطائرة المتجهة إلى أمريكا من مطار هيثرو بالمملكة المتحدة فى يوليو من عام 1968، تساءلت شابة ألمانية، تعمل ممرضة فى برومبتون، إن كانت ستراه مرة أخرى فى يوم من الأيام، كان اسمها ماريان بويجل، وكانت فى الثامنة والعشرين من العمر، أنيقة، مستقلة، وشجاعة، وهكذا بدأت على مهل علاقتها بمجدى يعقوب، بنظرات متلهفة، دون أن يشفعها أى منهما بكلام.
حكى «يعقوب»، فى كتابه «مذكرات مجدى يعقوب.. جرَّاح خارج السرب» عن بداية العلاقة قائلاً: «أعجبتى.. كانت جميلة وأنيقة ولها ضحكة مُعدية»، وباشتراكهما فى حب الموسيقى كان يصطحبها إلى قاعة ألبرت الملكية، وقاعة المهرجان الملكية، وتعمَّق اهتمام «ماريان ومجدى» أحدهما بالآخر بمصاحبة الكلاسيكيات.
وبعد عدة أسابيع من وصوله إلى الولايات المتحدة، اتصل «مجدى» من شيكاغو بـ«ماريان» وطلب منها أن تلحق به فى الولايات المتحدة، وانتابتها فرحة عارمة، وهناك تسارع إيقاع علاقتهما، وسهل عليها الاستقرار فى الولايات المتحدة، وعملت مربية أطفال، حيث كانت مولعة بالأطفال، وبحلول نوفمبر من عام 1968 تقدم لـ«ماريان» طالباً الزواج، واشترى لها خاتماً بخمسة دولارات من متجر قريب من شقته.
وبعد شهر، وتحديداً فى الحادى والعشرين من ديسمبر سنة 1968، تزوجا فى كنيسة حجرية صغيرة وجميلة فى جامعة شيكاغو، كان العريس قد بلغ لتوه الثالثة والثلاثين، والعروس فى التاسعة والعشرين، وقضيا شهر العسل فى ناساو بالبهاماس.
وبعد أشهر، وبعد رفض عرض البقاء فى الولايات المتحدة، بدأ يخطط لعودتهما إلى بريطانيا، وكان قد حصل على الجنسية البريطانية بالفعل. وكانت ماريان وقتها مثقلة بحملها بطفلها الأول، وعادا بالفعل إلى لندن.
ووُلد للزوجين المولود الأول «أندرو» فى عام 1969 بعد رجوع أبويه من شيكاغو إلى لندن، ولأندرو أختان أصغر منه، «ليزا» التى وُلدت سنة 1971، و«صوفى» التى وُلدت بعدها بأربع سنوات.
تلقَّى الأبناء الثلاثة تعليماً خاصاً، فاز «أندرو» بمنحة فى سان بول، وهى مدرسة أكاديمية مرموقة على ضفاف التايمز فى بارنز غرب لندن، وفازت أختاه بالدراسة فى «نوتنج هيل» ومدرسة «إيلنج» الثانوية للبنات بالقرب من بيتهما.
فى عام 1981 انتقلت الأسرة من البيت المتواضع الذى اشتراه «يعقوب» فى «إيلنج» قبل عشر سنوات إلى بيت أكبر غير بعيد، كان البيت الجديد مقاماً على طراز تقليد «التيودور» بسقف شديد الانحدار وخشب مزخرف شبيه بمعمار القرون الوسطى، وكان يطل على حديقة عامة وله حديقة كبيرة احتوت بستاناً مليئاً بأشجار التفاح.
وجدَّد «يعقوب» البيت الذى يبدو وكأنه فى الريف رغم أنه فى وسط لندن، وكان يحتوى على فراغات كافية لإنشاء مكتبة، وفى قاعته الكبرى على مقربة من المدخل بيانو مهيب، وفى الخلف حديقة فكتورية حوّلها يعقوب إلى مسبح كان يسبح فيه كل يوم، فإما أن تكون السباحة أول ما يفعله صباحاً، أو تكون فى وقت متأخر من الليل.
كما أسس «البروفيسور» مكتبة موسيقية ضخمة، وقال عنها: «افتُتنت بالعديد من المؤلفين، فكنت مولعاً بيوهان سبستيان باخ، موسيقاه دقيقة وسامية وتُجرى دموعى فى بعض الأحيان، أحب أيضاً موتسارت، الموسيقى جزء جوهرى من حياتى، فأنا أسمع عندما أقرأ.. ولولا الموسيقى لا أعتقد أننى أستطيع العمل على الإطلاق».
وكان البيت للأسرة بمثابة ملاذ، أحبه الأبناء كثيراً، وجعلت ماريان منه بيتاً سعيداً، واعتزت به اعتزازاً عظيماً بوصفه «قلعتها» الإنجليزية، وكانت ماريان مثل أبنائها تعتز بمنجزات زوجها وتفخر بها فخراً عظيماً، قالت صوفى إنها «كانت راضية عن كونها أماً وربة للبيت».
وصفها بالجميلة وصاحبة «الضحكة المعدية».. وأنجبت له 3 أبناء عاشوا فى بيت من طراز القرون الوسطى«ليزا» راودتها كثيراً فكرة دراسة الطب، ثم غلب عليها حب الإنجليزية والفرنسية، وفى النهاية درست التاريخ فى جامعة بريستول، ولاحقاً بعد العمل لفترة فى الصحافة وإكمالها الماجستير فى التنمية المستدامة ساعدت فى تأسيس جمعية أبيها الخيرية «سلسلة الأمل» التى توفر جراحات القلب للأطفال الفقراء فى العالم النامى.
وبرع «أندرو» فى اليونانية واللاتينية، وفاز بجوائز فى المدرسة، لكنه أصر على الانتقال إلى العلوم، وتعلَّم الطيران وأصبح طياراً فى شركة طيران. وعندما وصلت «صوفى» فى دراستها إلى مرحلة المستويات المتقدمة، انتقلت اهتماماتها العلمية إلى الطب، وقررت أن تسير على خُطى أبيها.
وبقى «يعقوب وماريان» معاً لأكثر من أربعين سنة من الزواج، إلى أن توفيت «ماريان» الوفية الحبيبة فى 2011، بعد صراع مع السرطان، استمر قرابة عقد. وعاشت فوق ما توقع الأطباء، ورأت حفيدتين لها من ابنتها «صوفى»، هما «أمايا» المولودة فى 2000، و«جولييتا» التى وُلدت فى 2011.
خضعت لجراحة، وفقدت شعرها بعد تلقيها علاجاً كيميائياً متكرراً، وفى عام 2006 حصل لها «يعقوب» على كمية من عقار جديد من الولايات المتحدة، وفى الوقت نفسه تقريباً تبينت إصابة مجدى يعقوب نفسه بسرطان البروستاتا، والذى تلقَّى علاجاً بالموجات فوق الصوتية المركزة عالية الكثافة، وتم إيقاف السرطان.
وعن فضلها يقول «يعقوب» فى المذكرات: «إنها هى التى صاغت حياتى، وحياة أبنائنا، ولعلى على قيد الحياة الآن بسببها، هى لم تكن تعتنى بالأولاد وحسب، ولكنها كانت تحمل عنى أثقالاً هائلة وتُرغمنى على الاعتناء بنفسى، لولاها لانتهيت قبل خمس عشرة أو عشرين سنة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ملك القلوب مجدى يعقوب ماريان الولایات المتحدة مجدى یعقوب
إقرأ أيضاً:
سلالة كوفيد مهيمنة في الصين تصل إلى الولايات المتحدة
صراحة نيوز ـ تم رصد سلالة جديدة شديدة العدوى من فيروس كوفيد-19 في عدد من الولايات الأمريكية بينها نيويورك. وأفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بتسجيل إصابات بهذه السلالة المسماة “NB.1.81” في عدة ولايات أمريكية بينها نيويورك.
وظهرت السلالة الجديدة لأول مرة في الولايات المتحدة أواخر مارس الماضي بين مسافرين قادمين من الخارج عبر مطارات كاليفورنيا وواشنطن وفيرجينيا ونيويورك، مع تسجيل حالات إضافية في أوهايو ورود آيلاند وهاواي.
ورغم قلة الحالات التي لا تسمح بتتبع دقيق لانتشارها، يحذر خبراء من سرعة انتشارها مقارنة بالسلالات السائدة حالياً.
وأصبح هذا المتحور السلالة المهيمنة في الصين هذا العام، مما أدى إلى موجة إصابات واسعة في مختلف أنحاء آسيا. وفي هونغ كونغ، سجلت السلطات أعلى معدل إصابات منذ عام، مع زيادة كبيرة في حالات دخول المستشفيات، حيث بلغت الحالات الحرجة 81 حالة و30 وفاة خلال أربعة أسابيع، معظمها بين كبار السن فوق 65 عاما.
وبحسب بيانات رسمية، تضاعفت نسبة مراجعي الطوارئ المصابين بكوفيد في الصين القارية من 7.5% إلى أكثر من 16% خلال الشهر الماضي، كما ارتفعت نسبة المصابين في المستشفيات إلى أكثر من 6%. ومع ذلك، قللت السلطات الصينية من خطورة السلالة الجديدة، مؤكدة أنها لا تختلف عن المتحورات السابقة.
من جهتها، أشارت اختبارات المطارات الأمريكية إلى أن المصابين بالسلالة الجديدة قدموا من الصين واليابان وكوريا الجنوبية وفرنسا وتايلاند وهولندا وإسبانيا وفيتنام وتايوان. وتشبه أعراض هذه السلالة الأعراض المعروفة لكوفيد-19 مثل السعال والتهاب الحلق والحمى والإرهاق.
وأكد خبراء أن السلالة الجديدة تتمتع “بميزة نمو” تجعلها أكثر قابلية للانتقال، لكنها لا تبدو أكثر حدة من سابقاتها. وفي هونغ كونغ، حذر مسؤولون صحيون من أن الفيروس قد يكون تطور ليصبح أكثر قدرة على تجنب المناعة التي توفرها اللقاحات.
وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع قرار إدارة ترامب تقييد جرعات التعزيز السنوية لكبار السن والفئات عالية الخطورة فقط، كما أوصت مراكز السيطرة على الأمراض بعدم إعطاء اللقاح للأطفال الأصحاء والنساء الحوامل