حزب العمال الكردستاني في خطر.. دلالات زيارة الرئيس التركي للعراق
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تكتسب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى العراق اهتماما إعلاميا واسعا في كلا البلدين الجارين، إذ أنها الأولى لأردوغان إلى بغداد منذ 13 عاما، كما تأتي في سياق تحسن ملموس في العلاقات الثنائية، مع تزايد التفاعل والتجاوب بين البلدين، لمعالجة المسائل العالقة وتحقيق تقدم نوعي في العلاقات التركية-العراقية التي شهدت تقلبات عديدة خلال العقد الماضي.
وتتصدر قضايا المياه والطاقة، والتعاون في مكافحة الإرهاب ونشاط حزب العمال الكردستاني، ومشروع طريق التنمية، أجندة المباحثات خلال زيارة أردوغان للعراق، إلى جانب تلميحات بزيارته أربيل، في ظل سعي أنقرة لتعزيز علاقاتها مع بغداد وأربيل على حد سواء، ومحاولة تحقيق استقرار في المنطقة وتعزيز مصالحها الاقتصادية والأمنية.
كما أعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر، نية الجانبين توقيع اتفاقية إستراتيجية لمواجهة العمال الكردستاني بخطوات أكثر فعالية، مشيدا بوصف العراق للحزب بأنه "تنظيم إرهابي"، وهذ ما أكد عليه سفير العراق لدى أنقرة ماجد اللجماوي، مشيرا إلى أن الزيارة تحقق قفزة نوعية شاملة في علاقات التعاون بين العراق وتركيا، وتشهد توقيع اتفاقيّة إطارية إستراتيجية جرى العمل عليها في الأشهر الأخيرة، تتناول المجالات الأمنية والاقتصادية والتنموية، وإحراز تقدم في ملفي المياه والطاقة، وكذلك عملية استئناف تصدير النفط العراقي عبر تركيا.
وتسعى تركيا لإطلاق عمليات عسكرية جديدة ضد الحزب داخل الأراضي العراقية، بهدف توسيع المناطق الآمنة وإنشاء منطقة سيطرة بعمق 30 إلى 40 كيلومترا على طول الحدود بحلول الصيف القادم، وهو ما أشار إليه الوزير التركي قائلا إن "المنطقة أنشئت فعليا، لكن هناك بعض الأمور يجب إنجازها".
كما تلوح في الأفق مرحلة جديدة، تشمل تأمين الخط الفاصل بين العراق وسوريا، لمنع تنقل مقاتلي حزب العمال الكردستاني بين البلدين، مع إمكانية اتخاذ إجراءات جديدة تجاه مناطق مخمور وأسوس وغارا وقنديل.
بينما أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أنه تم الاتفاق على توقيع 20 اتفاقية مقررة خلال زيارة الرئيس التركي إلى العراق.
وأوضح فيدان أن الهدف هو "تطوير العلاقات مع العراق، بحيث يكون الاستقرار الإقليمي والازدهار والتنمية ممكنا، وإضفاء طابع مؤسسي على علاقاتنا، وبذل ما بوسعنا لتطوير النظام والازدهار في المنطقة"، مشيرا إلى أن أنشطة التعاون مستمرة منذ فترة طويلة بين البلدين في مجالات عديدة، من بينها الأمن والطاقة والزراعة والمياه.
وأكد الخبراء والمراقبون، أن هناك عدد من الملفات المعقدة والعالقة بين العراق وتركيا لم يتم حسمها بعد، ومن بينها توغل القوات التركية في الأراضي العراقية في إطار مطاردة حزب العمال الكردستاني، وهو ملف يكتنفه التعقيد، بالإضافة إلى قضية استمرار القصف اليومي، وإقامة قواعد عسكرية وأبراج مراقبة تركية في شمال العراق.
كما يجب على الجانب العراقي التوصل إلى حلول جذرية وإبرام اتفاقات تخص المناطق الحدودية المتاخمة لتركيا، لمعالجة الملف السياسي، نظرا لأن تركيا تعد مرجعا لبعض السياسيين العراقيين الذين بينهم خلافات.
كما يعد تعزيز "طريق التنمية"، وهو المجال الاقتصادي الذي يحظى بأهمية بالغة بالنسبة لتركيا، أحد المحاور الرئيسية للزيارة، وهو ما يعد فرصة جيدة يجب على الحكومة العراقية استغلالها لتعزيز مصالحها.
وبحسب الخبراء، استعدت الحكومة العراقية، لهذه الزيارة التاريخية بتحديد أولويات واضحة تعكس مصالح العراق، إذ اتخذت خطوات جدية منذ إعلان حظر حزب الكردستاني سياسيا، بعد أن وسع نفوذه على نحو متزايد منذ عام 2014، منتشرا بين جبال قنديل وصولا إلى مناطق مثل مخمور وسنجار وبالقرب من كركوك، حيث تحولت مخيماته إلى معسكرات.
وأدت الإجراءات العراقية الأخيرة، إلى وضع الحزب تحت المراقبة الشديدة، بإشراف الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية في المناطق التي يوجَد فيها.
ومن المنتظر أن يظهر العراق، من خلال الشراكة الإستراتيجية الجديدة مع تركيا وبناء على مصالحه الخاصة، استعدادا أكبر للتحرك ضد حزب العمال الكردستاني، مما يعكس بعدا إستراتيجيا جديدا في التعاطي مع قضايا الأمن الإقليمي.
من جانبه، قال وزير المواصلات والبنى التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، إن مشروع "طريق التنمية" -المقرر أن يمتد من الخليج عبر أراضي العراق وصولا إلى تركيا وأوروبا- سيكون على رأس جدول أعمال زيارة أردوغان.
وأضاف الوزير التركي في تصريح تلفزيوني، أن المرحلة الأولى من المشروع سيتم تشغيلها العام المقبل، مشيرا إلى أن عمليات شحن البضائع (بين دول الخليج وأوروبا) عبر قناة السويس تستغرق 35 يوما وعبر رأس الرجاء الصالح أكثر من 45 يوما، أما عند اكتمال طريق التنمية فإن المدة تنخفض إلى 25 يوما.
وأوضح أورال أوغلو أن المشروع يشمل 1200 كيلومتر من السكك الحديدية والطرق السريعة، ونقل الطاقة، وخطا للاتصالات.
وأشار إلى أن خط السكة الحديدية يمتد من قرية أوفاكوي التركية على الحدود مع العراق وصولا إلى أوروبا.
وكان الرئيس التركي أردوغان، قال في تصريح له حول زيارة بغداد إن الجانب العراقي يولي أهمية كبيرة بشكل خاص لزيارتنا، وبهذه الزيارة، نضع علاقاتنا كتركيا والعراق على أساس مختلف".
ومن المقرر أن يعقد اجتماعا مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بغداد، يعقبه التوقيع على الاتفاقيات، كما يلتقي الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حزب العمال الكردستاني خطر دلالات زيارة الرئيس التركي العراق حزب العمال الکردستانی الرئیس الترکی طریق التنمیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
هواجس إقليمية.. ماذا يريد لاريجاني من زيارة العراق ولبنان؟
أثارت الزيارة الخارجية الأولى التي يقوم بها أمين مجلس الأمن القومي الإيراني على لاريجاني إلى العراق ولبنان تساؤلات كثيرة بشأن المبادرات والرسائل التي تحملها طهران للبلدين.
وتأتي زيارة لاريجاني مع تزايد الحديث عن عودة المفاوضات الإيرانية والأميركية، وترتكز على آخر المعطيات في المنطقة خاصة في لبنان والعراق وأذربيجان، وفق حديث الكاتب والمحلل السياسي جوني منير لبرنامج "ما وراء الخبر".
ويرى الباحث المختص في القضايا الإقليمية حسين رويوران أن أول زيارة خارجية للاريجاني تعكس الهواجس الإقليمية، وتأتي على خلفية وضع أمني في المنطقة يجب إعادة قراءته في ظل محاولات لتغيير الخارطة الإقليمية.
ووفق رويوران، فإن لاريجاني يحمل أفكارا جديدة في كيفية تجنب دول المنطقة الكثير من الفوضى من خلال التعاون، وقد يستكمل جولته لاحقا مع بقية دول المنطقة.
وأعرب رويوران عن قناعته بأن اتفاقا وقع بين طهران وبغداد في مواضيع -لم يعلن عنها- تتمحور حول تهديدات إسرائيل، في وقت تريد فيه إيران تعاون دول المنطقة لمواجهة ذلك، لافتا إلى أن وقف التوسع الجغرافي لتل أبيب قد يكون دافعا لاتفاقات بين دول المنطقة.
من جانب آخر، فإن زيارة لاريجاني تأتي -حسب منير- في إطار القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة، في وقت يحاول فيه المسؤول الإيراني ثني الحكومة عن قرارها، لكن ذلك يبدو صعبا وغير واقعي.
ومع ذلك، يتطلع لاريجاني إلى تمديد المهلة الزمنية الممنوحة لإقرار خطة حصر السلاح في لبنان بهدف فتح المجال أمام ترتيبات وإيجاد تفاهمات في المفاوضات الإيرانية الأميركية، فهناك بعض النقاط "لا يمكن حلها سوى عبر مفاوضات بين طهران وواشنطن".
مشروع إيران بالعراق
وتحمل زيارة لاريجاني أهمية كبيرة، إذ يعد الشخصية الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد الراحل قاسم سليماني، وزيارته للعراق لبحث قضايا اقتصادية وأمنية، خاصة ضرورة إقرار قانون الحشد الشعبي في ظل تحفظ قوى سنية وشيعية عليه.
إعلانجاء ذلك في حديث أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي لـ"ما وراء الخبر"، مشددا على أن العراق يعد جزءا من أمن إيران القومي، ويؤمن معظم قيادات الحشد الشعبي بعقيدة ولاية الفقيه، على حد قوله.
وبناء على ذلك، يقول الفيلي إن إيران تسعى إلى أن يبقى مشروعها قويا في العراق لكونه يمثل الرئة الاقتصادية لها، وتُمني النفس بأن يبقى العراق "حائط صد أمام أي تمدد أميركي في المنطقة في ظل الحديث عن شرق أوسط جديد".
كما أن علاقات لاريجاني لا تقتصر على القوى الشيعية في العراق حسب الفيلي، بل يحتفظ بمقاربات مع قيادات سنية بارزة، مما يبرز أهمية الزيارة في ظل التحذيرات الأميركية لبغداد.
مشاريع إسرائيلوتأتي التحركات الإيرانية في المنطقة في ظل رغبة إسرائيلية جامحة لنشر الفوضى في الإقليم بتعاون مع واشنطن، وسط رغبة إقليمية في الحفاظ على أمن المنطقة وإعادة قراءة المشهد الأمني والتعاون بين دولها، حسب رويوران.
ويرى رويوران أن إسرائيل تريد نزع مكامن القوة في المنطقة وإبقائها بلا دفاع أمام مشاريعها وتوسيع نفوذها، مشيرا إلى ضرب البنية الدفاعية في سوريا ومرور الطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء السورية والعراقية للوصول إلى إيران.
ومع ذلك، تأتي زيارة لاريجاني في ظرف صعب وخلافات قائمة، لكن الوصول إلى اتفاقات لا يبدو مستحيلا، وفق المتحدث الإيراني.