بوابة الوفد:
2025-05-31@00:46:25 GMT

مسألة سلاح المقاومة!

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

يجب أن نعترف بأن إسرائيل نجحت فى فرض العديد من المبادئ والمعايير غير العادلة، والتى تعبر عن منطق القوة فى تعاملها مع المنطقة. بدءًا من فرض رؤيتها الخاصة للردع بمعنى أنها لن تسمح بأى عملى عدائى ضدها إلا وردت عليه بشكل أقسى حتى يفكر الخصم ألف مرة قبل أى هجوم، مرورًا بنزع الشرعية عن امتلاك المقاومة للسلاح الذى تواجهها به.

فمن الغريب أن المواثيق الدولية التى أقرتها الأمم المتحدة التى من المفترض أنها تدير المجتمع الدولى تقر بأن وضع إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية بعد 67 هو وضع احتلال، وتقر تلك المواثيق ذاتها بحق كل شعب محتل فى كفاحه من أجل مقاومة ذلك الاحتلال. وأشكال المقاومة تتعدد، وفى مثل هذه الحالات تكون المقاومة مسلحة، وهى مقاومة معروفة ومتعارف عليها منذ فجر التاريخ- تجربة غاندى فى الهند الوحيدة التى تمثل استثناءً وهى تجربة لها خصوصيتها. ورغم كل ذلك فإن ذلك المجتمع الدولى يتعامل الآن على أن تسليح تلك المقاومة أمر مخز وغير شرعى ويجب ألا يتم!

كان من المشاهد التى تعكس أكبر المفارقات أنه فيما بادرت إسرائيل بالحرب على غزة إثر طوفان الأقصى أن قررت الولايات المتحدة مشاركتها بأسلحتها وخبرائها وجنودها (كلام رسمى وليس من قبيل المبالغة) فيما لم تفكر أى دولة فى النظام الدولى بأكمله والبالغ عددها 193 دولة حتى من أعتى أعداء إسرائيل والولايات المتحدة فى التلويح بعمل مماثل! لماذا؟ لأن واشنطن وتل أبيب نجحا فى صناعة صورة مزيفة عن المقاومة بأنها إرهابية ومساندة الإرهاب إرهاب!

إذن ماذا يفعل الشعب الفلسطينى فى مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية التى تعد الأعتى عالميًا– باعتبارها هى ذاتها الأمريكية؟ المنطق الإسرائيلى ويسايره العالم أن الشعب الفلسطينى عليه أن يتلقى الضربات ويصمت ويواجه حرب إبادة– التعبير ليس من عندنا وإنما من الأمين العام للأمم المتحدة ومن غيره– دون ضجيح.

بغض النظر عن موقفنا من طوفان الأقصى، فإن صمود المقاومة على هذا النحو وطوال هذه المدة– بعيدًا عن تقديرات الانهزاميين– يؤكد أن لديها سلاحًا وسلاحًا فعالًا فى حدود كونه سلاح مقاومة، هو فى تقديرى الشخصى صناعة ذاتية عملًا بمبدأ «الحاجة أم الاختراع». على خلفية هذا الجانب تسعى إسرائيل للتشكيك فى مواقف جيرانها وعلى رأسهم مصر بشأن سلاح المقاومة، وهو تشكيك جاء على لسان الكثير من المسئولين هناك بما فيهم أكبر مسئول إسرائيلى وهو رئيس الوزراء نتانياهو بأن هناك عمليات تهريب للأسلحة من مصر إلى قطاع غزة.

ورغم نفى القاهرة لمثل هذه الإتهامات على لسان رئيس الهيئة العامة للإستعلامات ضياء رشوان وتأكيده على سيطرة مصر التامة على حدودها الشمالية الشرقية مع غزة أو إسرائيل وأنه تم تدمير أكثر من 1500 نفق وتقوية الجدار الحدودى مع قطاع غزة إلا أن إسرائيل تصر على عمليتها فى رفح وأن يكون ممر فيلادلفيا تحت سيطرتها لضمان نزع سلاح غزة، ومنع تهريب الأسلحة عبر الأنفاق إلى القطاع.

على هذا النحو يبدو وكانه من حق إسرائيل أن تتلقى أسلحة من كل حدب وصوب، وأن تصنع من الأسلحة ما تشاء وأن تهب أمريكا وبريطانيا وفرنسا لنجدتها من أى هجوم بمسيّرات أو غير مسيّرات على شاكلة ما تم فى مواجهة الهجوم الإيرانى، فيما لا تقبل سوى بمبدأ أن يبقى الشعب الفلسطينى سوى شعب أعزل لكى تقوم معه بما تشاء من إجراءات ليس من الخفى أنها تصل حد التهجير لتصفية القضية الفلسطينية. أنه الظلم بعينه، أو قل شريعة الغاب فى أكثر تجلياتها فى التاريخ وضوحًا! 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات إسرائيل منطق القوة نزع الشرعية امتلاك المقاومة سلاح ا

إقرأ أيضاً:

الأردن: إسرائيل تمعن في التعدي على حق الشعب الفلسطيني

عمان - أدان الأردن، الخميس، موافقة إسرائيل على بناء 22 مستوطنة جديدة بالضفة الغربية، واعتبرها "انتهاكا صارخا" للقانونين الدولي والإنساني و"إمعانا في التعدي على حق الشعب الفلسطيني".

جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية، أدانت فيه "بأشد العبارات" قرار إسرائيل.

واعتبر البيان مصادقة الكابينت "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وإمعانًا واضحًا في التعدي على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة".

‏وأكد على "رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لهذا القرار الذي يخالف قرارات مجلس الأمن الدولي (..)".

وأشار إلى أن "جميع الإجراءات والقرارات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية وغير شرعية"، مشددا على أن "لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة".

‏وطالبت الخارجية الأردنية، المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، وقف عدوانها على غزة وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية المحتلة".

كما دعته إلى "توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وتلبية حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، ووقف الجرائم بحقه ومحاسبة المسؤولين عنها".

وفي وقت سابق الخميس، أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية مصادقة المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت" على بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية.

وقالت الوزارة الدفاع في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، إن "المجلس الوزاري السياسي والأمني ​​المصغر (الكابينت) صادق على قرار تاريخي للاستيطان، بالموافقة على إنشاء 22 مستوطنة جديدة في أنحاء يهودا والسامرة (التسمية اليهودية للضفة الغربية).

وأوضحت في بيانها إن "القرار يشمل إنشاء 4 مستوطنات في منطقة الحدود الشرقية مع الأردن، في إطار تعزيز الحدود الشرقية لدولة إسرائيل، وأمنها القومي، وسيطرتها الاستراتيجية على المنطقة".

وفي 19 يوليو/ تموز 2024، قالت محكمة العدل الدولية، خلال جلسة علنية في لاهاي، إن "استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني".

وشددت على أن للفلسطينيين "الحق في تقرير المصير" وضرورة "إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة".

ومنذ أن بدأت الإبادة الجماعية بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تكثف إسرائيل جرائمها لضم الضفة الغربية إليها، لا سيما عبر الهدم وتهجير الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان، وفق السلطات الفلسطينية.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.

وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 972 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إلى العاملين في الجيش والقوات المسلحة، إن التزامكم بلوائح السلوك والانضباط -التي ستصدر بعد قليل- يعكس الصورة المشرقة التي نسعى لرسمها في جيش سوريا، بعدما شوّهه النظام البائد وجعله أداةً لقتل الشعب السوري، فيما نعم
  • العلامة ياسين: معالجة سلاح المقاومة وغيره لا يتم باساليب فوقية
  • محكمة غزة بسراييفو تدين جرائم الإبادة وتدعم حق المقاومة المسلحة
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: لا ينبغي أن تكون النظرة مقصورة إلى معاناة الشعب الفلسطيني فيما يتعلق بأسبوع واحد فقط
  • الأردن: إسرائيل تمعن في التعدي على حق الشعب الفلسطيني
  • المفتي الجعفري في لبنان: عندما نحصل على طائرات أف 35 عندها نناقش سلاح المقاومة
  • إسرائيل تشن هجومًا على مطار صنعاء في اليمن وتدمر طائرة
  • قبلان: عندما يمتلك لبنان F-35 ومنظومات ثاد نناقش سلاح المقاومة
  • إسرائيل تعلن قصف أهداف للحوثيين في مطار صنعاء باليمن
  • إسرائيل تعلن تدمير ما تبقى من مطار صنعاء وآخر طائرة