طالب البلوشي:

المسرح ثم الإذاعة ثم التلفزيون ثم السينما المحلية فالعالمية.. رحلة مضنية علمتني احترافية العمل وأكسبتني الخبرة واحترام الذات والإخلاص

تصوير الفيلم استغرق خمس سنوات ومحطات التصوير بين الأردن والجزائر وكيرلا.. وعام 2020 توقف التصوير.

أن يُكتب عنك «عماني» في فيلم عالمي.. فأنت تحمل علم الوطن إلى كل مكان بفخر وحب.

احتفلت «سينما فوكس» في سيتي سنتر القرم مساء أمس الأول بتدشين الفيلم الهندي العالمي «حياة الماعز»، أو باللغة المالايالامية «أدوجيفيثام»، وهو فيلم من إنتاج «كوليوود» شارك في بطولته الفنان العماني القدير طالب بن محمد البلوشي.

وتدور أحداث الفيلم المقتبس من أحداث حقيقية جرت في تسعينيات القرن الماضي حول مغترب هندي يعيش في بلاد العرب، تعرض للاختطاف واستطاع أن يهرب بعد مرور عامين، لتحدث معه العديد من الحكايات والمواقف بين القاسية والحانية في مشاهد تثير العواطف والدهشة والإثارة.

كانت الشخصية الرئيسية للعمل «نجيب» قد وصل إلى المطار لغرض العمل مع صديقه «حكيم»، وما إن وصل المطار لم يجد أحدا من الشركة التي كان يجب أن يعمل بها في انتظاره، كان موعودًا بإقامة فندقية واستقبال في سيارة خاصة، ولكنه حينما لم يجد أحدا بدا وكأنه يبحث عن شيء، فوجده مع صديقه «حكيم» رجل عربي أدى دوره الفنان طالب محمد، فأخذ منهم الجوازات ليقله بسيارته الخاصة من نوع «بيك أب»، ويوزع كل واحد منهم في حظيرة حيوانات في وسط الصحراء، ومن هنا تبدأ حكاية الألم والاضطهاد والظلم، إلى أن يهربا برفقة رجل إفريقي، ولكن قساوة الطريق بين الصحراء كانت كفيلة بموت «حكيم»، ونجاة «نجيب» بأعجوبة.

جرت أحداث الفيلم بطريقة لا يمكن وصفها بأقل من رائعة، تفاصيل تنم عن قدرة إخراجية هائلة للمخرج «باليسي» الذي اشتغل على سيناريو الفيلم لحوالي 16 سنة، لم يقدم حينها أية أعمال من إخراجه، وشهد له أن نال جائزة الأوسكار عن عمل سابق.

مشاركة عمانية

وحول العمل تحدثنا مع الفنان طالب بن محمد عن مشاركته في هذا الفيلم، كيف بدأت ومتى انتهت، فقال: «بدأت الفكرة حينما حضر مخرج فيلم حياة الماعز إلى سلطنة عمان، كان سبب زيارته مشاهدته لفيلم (زيانة) للمخرج الدكتور خالد بن عبدالرحيم الزدجالي، والذي شاركته فيه، وهو عمل مشترك بين كيرلا وعُمان، وتم تصويره في (تريفاندرام) عاصمة كيرلا، كان دوري فيه نسبة من الشر، وعند حضوره إلى عُمان التقينا بحضور الدكتور خالد، فتعرفنا عليه وتحدثنا حول الشخصية، وقدمت له بعض مسلسلاتي فاتفقنا على العمل بعد قناعته، الدور أصلا لشخصية تتحدث العربية في الفيلم حسب الرواية التي نالت نوبل الهند للراوي بنيامين».

وعن دوره بالعمل قال: «دوري في هذا العمل بدوي يعيش في الصحراء بين أغنامه وإبله، علَّمته الصحراء، جلف الطباع والجسارة والتعامل مع الطبيعة كيفما تتلون بكافة صعوباتها، حرها الشديد، بردها القارس، رياحها العاتية، حيواناتها الخطرة، لذلك تجدون طبعي في العمل عنيف التعامل مع الوافد الذي وصل بالخطأ إلى عالمي حسب مجريات الأحداث وهو المختلف كليا، فتجري المجريات كيفما تشتهي الرياح خصوصا محاولات هروب الوافد».

وفيما يتعلق بمدة تصوير الفيلم التي بلغت حوالي 5 سنوات، قال الفنان طالب: «التصوير بدأ في عام ٢٠١٨ وانتهى في عام ٢٠٢٣، وقد تم بشكل متقطع حسب التخطيط بين الهند في كيرلا ثم الأردن بصحراء وادي رم، ثم صحراء الجزائر، ثم العودة للهند كيرلا، وقد اشتغلنا على تسجيل الصوت في تشناي التاميل، وكما يعلم الجميع أن هذه السنوات تخللتها أزمة كورونا العالمية التي ألقت بظلالها على كافة القطاعات بما فيها القطاع الفني، فتوقف العمل في عام 2020 لسنة كاملة، وهذا أمر خارج عن الإرادة».

وسألنا الفنان طالب بن محمد عن مواقع التصوير تحديدا، والصعوبات التي واجهت فريق العمل، فأشار إليها بقوله: «كما أسلفت فإن العمل تم تصويره بين الأردن والجزائر وكيرلا بالهند، وفي كل موقع من مواقع التصوير كانت هناك العديد من الصعوبات، من أهمها صعوبات البيئة الصحراوية، والأحوال المناخية، والرياح العاتية، والبرد الشديد، ثم عصفت أزمة كورونا، كذلك فإن التعامل مع الحيوانات مثل الماعز والجمال خصوصا كانت من أبرز التحديات والصعوبات، مثلًا تطلب العمل أن أركب الجمل وأقوم بعمل مشاهد خطيرة، ولكن مع ذلك احترافية العمل وتنفيذه كان وفق معايير عالية الدقة من المشتغلين، فكان له كبير الأثر بالخروج بهذا العمل الكبير، ولا أقول ذلك من فراغ إنما كان هناك اشتغال حقيقي، وربما المدة الزمنية لإنتاج الفيلم كفيلة بأن توضح جدية هذا العمل، إضافة إلى الكادر الكبير جدا الذي بلغ حوالي ١٠٠ مشتغل من الفنيين والتقنيين وخبراء التغيير الجسدي والشكل للبطل (بريبتراج) حيث كان عليه أن يخسر وزنه ويربي شعره ولحيته بهذا الشكل الذي ترونه».

وعما تضيفه هذه المشاركة لمشواره الفني، أوضح الفنان طالب بن محمد البلوشي: «يضيف لي الكثير والكثير، فالانتقال من المحلية إلى الخليجية وإلى العربية ثم إلى العالمية وقد وصل عمري إلى ٦٤ عاما بحمد الله، وهذا الانتقال من المسرح ثم الإذاعة ثم التلفزيون ثم السينما المحلية فالعالمية، بالكاد هي رحلة طويلة مضنية تعلمت من خلالها احترافية الاشتغال والخبرة واحترام الذات والإخلاص». واسترسلنا بالأسئلة لنصل إلى ما تضيفه المشاركة العمانية للوسط الفني المحلي، فقال: «في فيلم عالمي، أن يكتب عنك (عماني) فإنك تحمل علم الوطن إلى كل مكان بفخر وحب». واختتمنا أسئلتنا عن أعمال الفنان طالب بن محمد البلوشي القادمة، فقال: «أتمنى التوفيق من الله لي ولزملائي من جيلي وجيل الشباب».

جدير بالذكر أن فيلم «حياة الماعز» يعرض حاليا في عدد من قاعات «سينما فوكس» في مسقط وعدد من الولايات الأخرى.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

منة العقل المدبر.. حكاية تفوق توأم دهب الثلاثي في الثانوية العامة

فرحة كبيرة ملأت كافة أرجاء منزل خالد محمد شرباص، بمدينة دهب، بتفوق أبنائه التوأم الثلاث في الشهادة الثانوية العامة "الشعبة الأدبية"، وحصولهم على المركز الرابع والعاشر على مستوى المحافظة.

وحصلت الطلبة منة خالد محمد شرباص، على المركز الرابع  على مستوى المحافظة، وشقيقتها "سلمى"  على المركز العاشر على مستوى المحافظة، بينما حصل توأمهم الثالث "محمد" على المركز الأول  على إدارة دهب التعليمية.

قالت "منة"، إن التفوق كان هدفها لذا كانت تخطط لكي تصل إليه هي وأخواتها التوأم "سلمى وخالد"، مؤكدة أنه كانت تقوم بوضع جدول للمذاكرة محدد فيه المواد وعدد الساعات، وكانت تحرص على أن يلتزموا بتنفيذه.

وأوضحت أنهم بدأوا جدول المذاكرة في بداية العام الدراسي لمدة لا تتجاوز أربع ساعات، ونخرج في نهاية كل أسبوع للفسحة وممارسة هوايتنا، مشيرة إلى أنها كانت تزيد وقت المذاكرة بالتدريج حتى بلغ 8 ساعات قبل الامتحان بشهر، مع منع الخروج وإغلاق جميع حسابات وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضافت "سلمي"، أنهم كانوا يتفقون على كل شيء خاص بمستقبلهم التعليمي، وخاصة تحدد الدروس والوقت الخاص بالمذاكرة، مؤكدة أن تنظيم الوقت ودعم الأسرة عامل هام في التفوق.

وأكد "محمد" أنه سعيد بتفوق توأمه على مستوى المحافظة، مشيرًا إلى أنهم كانوا يذاكرون في وقت واحد، وكانت "منة" بمثابة المعلم والمرشد لهم، لكونها كانت توضح لهم بعض النقاط في الدروس التي كانوا يذاكرونها.

وعن أمنياتهم، قالت "منة" " نفسي أدخل فنون جميلة، وأكون فنانة مثل والدي، وأمتلك جاليري خاص بي"، بينما أكدت "سلمى"  أنه تريد أن تدخل كلية ألسن لتكون مرشدة سياحية تجوب العالم، وأشار "محمد" إلى أنه يريد أن يدخل كلية تربية رياضية قسم "غوص" لكونه شغوف بالرياضات المائية.

وأعربت والدتهم عن سعادتها وفخرها بتفوق أبنائها الثلاث، لكونهم مجتهدين ومنظمين، ويستمعون جيدًا للنصائح، مؤكدة أنهم يعدون توأم متفاهم لكن يوجد فروق فردية بينهم.وأكدت أن "منة" قيادية وهى العقل المدبر لهم، و"محمد" يعشق الألعاب المائية، و"سلمى" هادئة وشغوفة بمجال السياحة.

طباعة شارك جنوب سيناء الثانوية العامة تؤائم دهب الأوائل

مقالات مشابهة

  • الفنان حسن سبايلة في المسلسل الكويتي «أعوام الظلام»
  • بالصور: ليلى أحمد، طفلة غزة التي تقاوم الجوع وتكتب حكاية صمود
  • مدرس استثنائي.. أحمد فؤاد سليم يروي كواليس بداية حبه للتمثيل
  • ننشر تقرير الطب الشرعي وكاميرات المراقبة بشروع طالب في إنهاء حياة زميله
  • زياد بن نحيت يروي حكاية أول قصيدة كتبها في طفولته لشراء دباب! .. فيديو
  • منة العقل المدبر.. حكاية تفوق توأم دهب الثلاثي في الثانوية العامة
  • محمد معيط: الحفاظ على معدلات نمو مرتفعة من أكبر التحديات التي تواجه الدولة
  • لقاء سيدة الجبل: الازدواجية التي يعيشها لبنان باتت تعيق حياة كل لبناني
  • لعب عيال.. تفاصيل التحقيقات مع طالب شرع في إنهاء حياة جاره بالمعصرة
  • من بستان كبير لأشجار بائسة.. مزارع بابلي يروي حكاية الموت البطيء (صور)