بيئة الفرات والعادات والتقاليد في معرض (إيقاعات فراتية) في ثقافي أبو رمانة
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
دمشق-سانا
اختتم في المركز الثقافي بأبو رمانة معرض “إيقاعات فراتية” بمشاركة عدد من الفنانين التشكيليين من بيئة الفرات غلبت على لوحاتهم انعكاسات البيئة وعاداتها وتقاليدها.
وعن مشاركتها، قالت الفنانة هبة امرير لـ سانا: من خلال مشاركتي المتواضعة بمعرض إيقاعات فراتية قدمت 10 لوحات مختلفة المواضيع، مثل البيئة الشامية ورسوم تكعيبية وهندسية ولوحة عن الأمومة، أما الطبيعة الصامتة فكان لها النصيب الأكبر من عدد اللوحات، حيث عبرت من خلالها عن كمية الفن التي تحملها الأشياء المهملة من حولنا.
الفنان عبد الحليم الوردي أشار في تصريح مماثل إلى أن مشاركته بالمعرض جاءت من خلال خمس لوحات زيتية من الحجم الوسط توثق بعض أنواع النشاط الزراعي كالحصاد في الريف، وثماني لوحات من الحجم الصغير رسم بالشفرة على “نيجتيف” بمواضيع متنوعة كلوحة الصبارة والتينة والبحر، ووجهان بالأبيض والأسود.
ولفت الفنان التشكيلي عدنان الخشمان إلى أن مشاركته كانت بخمس وعشرين لوحة بأحجام مختلفة جسد من خلالها منطقة وادي الفرات وصور نهرها وجمال أشجارها وطبيعتها الخلابة ومناطقها الأثرية ممثلة بقلعة الرحبة الموجودة في مدينة الميادين ولوحة ممثلة لمنطقة أثرية أخرى هي الشيخ شبلي ومنطقة عين علي ومنظر طبيعي لمدينة العشارة الأثرية (ترقا)، مبيناَ أنه لفت انتباهه جمال وروعة البناء في حارات دمشق القديمة ورسم عدد من البيوت والأزقة داخل مدينة دمشق الأثرية ذات الطابع القديم وجمال هندستها المعمارية.
وكانت مشاركة الفنان عفيف الساير من خلال عشرة أعمال استشراقية منوعة تنوعت بين رسوم الخيول والطبيعة الصامتة ولوحة فتاة في حيرة وتشتت واستخدم في لوحاته ألواناً صافية وأحجاماً متوسطة وصغيرة الحجم.
حضر المعرض رئيس المركز الثقافي عمار بقلة وعدد من الفنانين التشكيليين والأسير المحرر الفنان التشكيلي محمد الركوعي، وعدد من الشعراء والأدباء والناقد الدكتور عبد الشاهر.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
"رماد الطناجر".. وسيلة "رغد" لتجسيد مآسي غزة تحت وطأة الإبادة
غزة - خاص صفا "فكرة الرسم بشحبار الطناجر بدأت أول مرة خلال نزوحنا إلى المواصي قبل سنة ونصف، لم أكن وقتها أملك أي من أدوات الرسم شيئًا، حتى قلم الرصاص، فكان لا بد من إيجاد بديل يفي بالغرض فكان الفحم". بهذه الكلمات تُلخص النازحة رغد بلال شيخ العيد تطويعها لما هو متاح في سبيل التعبير عن معاناة أهالي قطاع غزة تحت وطأة حرب الإبادة، بما تملكه من مهاراة الفن والرسم. على ناصية خيمة نزوحها غربي مدينة خان يونس حيث لا حياة هنا سوى أيدٍ نحيلة أذابها الجوع، تحاول بقدر استطاعتها توصيف الحال الذي وصلت إليه غزة بعد ما يقارب العامين من الزمان. لم تكن لوحات رغد خطوط عابرة، بل كانت تجسيد لما تعيشه وباقي الغزيين، في ظل أزمات متفاقمة تنهش أجسادهم دون نهاية قريبة تلوح بالأفق. واقع مؤلم رغد التي هجرتها آلة الحرب الإسرائيلية من مدينة رفح، عكفت بكل طاقتها على تجسيد واقع غزة في لوحاتها التي كانت تنبض بالألم، كي تُحاكي وجعها ووجع من حولها، بلغةٍ بصرية ترى فيها كل ما لا يُقال. تقول شيخ العيد لوكالة "صفا": "كان الفحم البديل الذي سيعطي نتيجة أقرب ما تكون لقلم الرصاص، فبدأت أستخدم آثار احتراق أواني الطهي، وحوّلتها إلى لوحاتٍ تحاكي واقع الحياة بعد الحرب". وتضيف "أخذتُ أبحث في البيئة المحيطة حولي عما يمكن أن يقوم مقام الألوان والفرشاة، ليساعدني في خلق صورة تُحاكي الواقع كما هو، فكان الفحم وبقايا احتراق أواني الطهي الوسيلة التي يمكن أن تعبر عنه مثل الألوان والفرشاة". لم تكن لوحات رغد تقليدية عابرة، بل هي شهادة حية على مآسي قطاع غزة ترى في إحداها وجوه أطفال ينتظرون طعامًا على أبواب التكيات، وفي ثانية مشهد من مجزرة دوّار الكويتي، وفي ثالثة، طفلٌ استشهد جوعًا شمال القطاع، توثّق بالفحم حياة عجزت الكاميرا عن التقاطها. حلم لا يتوقف تتابع "أغلب أعمالي تتحدث عن وجع الأمهات، وعيون الأطفال، وركام البيوت، وأجساد الجرحى، أحاول بلوحة واحدة إيصال كل ذلك، بصمتٍ يختصر الكلام". وتردف "كنت أدرس أنظمة معلومات حاسوبية، لكن في سنتي الأخيرة تعطل اللابتوب الخاص بي، بسبب النزوح المتكرر، فاضطررت لتغيير التخصص، واليوم أبدأ من جديد بدراسة اللغة الإنجليزية وآدابها". وتكمل حديثها "أرسم من الرماد، لأن هذا ما تبقى لي، أرسم لأنني لا أملك إلا هذا الشكل من الحياة". حياة النزوح والتشرد والنجاة بقطعة خبز في ظل خرب ضروس تعيشها رغد، إلا أنها تحتفظ بحلمها وتسعى لتحقيقه. تقول رغد: "أحلم بإقامة معرض فني خاص، تُعرض فيه لوحاتي التي رسمتها بشحبار الطناجر، لتكون شاهدًا على زمن عشنا فيه بلا أدوات، لكننا لم نتوقف عن الحلم".