ذكرت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، اليوم السبت، أن النداءات المطالبة باستقالة نعمت شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية المرموقة في تزايد منذ أن أصبحت جامعتها مركزا لحركة الطلبة الداعمة لفلسطين.

الشرطة الفرنسية تفرق مئات المتظاهرين تضامنًا مع فلسطين حماس تدعو عمال العالم في عيدهم للتضامن مع فلسطين تعطيل العمل في سفارة دولة فلسطين بالقاهرة غدا الخميس

وأضافت الصحيفة  في مقال بقلم الكاتبة ليا ماسوجان أن "نعمت شفيق قضت أكثر من ثلاثة عقود وهي تعمل في كبريات المؤسسات الدولية حاولت خلالها إيجاد حل للأزمات الكبرى التي عصفت بالعالم، واليوم تمر نعمت شفيق (61 عاما) بأسوأ منعطف في تاريخها المهني؛ فهذه الخبيرة الاقتصادية المؤثرة ـ والتي تحمل الجنسيات المصرية والبريطانية والأمريكية ـ باتت عرضة لانتقادات متزايدة بعد أن أصبحت جامعتها الخاصة ـ وهي واحدة من أكثر المؤسسات انتقائية في العالم ـ مركزا لحركة مساندة لفلسطين تهز الأحرام الجامعية الأمريكية ".

وتابعت: "إنه منذ السابع عشر من أبريل، انتشرت الخيام متعددة الألوان في المناطق الخضراء بجامعة كولومبيا في شمال غرب جزيرة مانهاتن في نيويورك؛ إذ يعترض الطلبة ـ بطريقة سلمية ـ على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أودى بحياة عشرات الآلاف من المدينة، وهم يطالبون إدارة الجامعة بقطع علاقاتها مع الشركات التي تربطها صلات بإسرائيل ويتهمونها بالتواطؤ في الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في غزة".

وأردفت الصحيفة: "بيد أن نطاق حركة الطلبة أخذ بعدا جديدا عندما أمرت نعمت شفيق الشرطة ـ خلافا لرأى مجلس اتحاد الطلبة ـ بالدخول إلى الجامعة واعتقال الطلبة المتظاهرين، وقد بررت رئيسة جامعة كولومبيا هذا القرار لـ(المجتمع الكولومبي) عبر رسالة بالبريد الإلكتروني، مؤكدة أن التحرك بهذه الطريقة كان يهدف لضمان بيئة تعليمية آمنة.. والنتيجة: اعتقال أكثر من 100 طالب وتعليق دراسة اكثر من مائة أخرى".

وأشارت إلى إن "مثل هذا التدخل لقوات الأمن لم يحدث في جامعة كولومبيا منذ أكثر من 30 عاما؛ حيث أحيا قمع الشرطة ذكرى أليمة يعود تاريخها إلى عام 1968 عندما استخدم ما يقرب من ألف شرطي الغاز المسيل للدموع لمنع احتجاج الطلاب على حرب فيتنام".

وأوضحت الصحيفة أنه "منذ ذلك الحين، انخرطت نعمت شفيق في عملية توازن محفوفة بالمخاطر، منها أن هذه الاعتقالات القسرية أدت إلى تشدد أكثر فأكثر في الحركة بين عدد من الطلبة، وأعضاء هيئة التدريس أو النواب الديمقراطيين الذين يرون أن حرية التعبير قد انتهكت؛ فعلى سبيل المثال، وصفت النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، يوم الثلاثاء الماضي، استدعاء الشرطة أثناء المظاهرات غير العنيفة التي يقوم بها الطلاب الشباب في الحرم الجامعي، بأنه عمل تصعيدي ومتهور وخطير".

وذكرت أن "على جانب آخر، فإن الشخصيات السياسية اليمينية والجماعات الدينية ترى أن الإدارة لم تنجح في وضع حد للأعمال المعادية للسامية داخل الجامعة، فجامعة كولومبيا تضم جالية كبيرة من الطلبة اليهود (قرابة 5000 طالب يهودي من أصل 36000 طالب)، وقد أشار بعض هؤلاء الطلبة اليهود إلى أنهم تعرضوا للاعتداء اللفظي بل والتهديد الجسدي، وبالتالي فإن المهمة الملقاة على عاتق نعمت شفيق تبدو شبه مستحيلة".

وأضافت أن "مجلس إدارة جامعة كولومبيا يواصل بشدة مساندة الرئيسة التي تدير الجامعة في ظل مرحلة استثنائية صعبة، ففي الأول من يوليو عام 2023، أصبحت نعمت شفيق ـ التي ولدت في الإسكندرية عام 1962 ـ أول امرأة تشغل هذا المنصب الكبير، وقد وصفها جوناثان لافين رئيس مجلس أمناء الجامعة ـ في ذلك الوقت ـ بأنها "مرشحة مثالية" و"قائدة لامعة وكفء".. وكانت شفيق بعد حصولها على درجة الماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (LSE)، ثم الدكتوراه من كلية سانت أنتوني بأكسفورد، بدأت عملها في البنك الدولي، كنائبة للرئيس، وفي صندوق النقد الدولي".

ورأت "لييبراسيون" أن "الهجوم الإسرائيلى على غزة يمكن أن يؤدى إلى سقوط نعمت شفيق من مكانتها"، مشيرة إلى أنه "خلال الأيام الأخيرة تعالت في الولايات المتحدة الدعوات المطالبة باستقالتها، فالجمهوريون من ولاية نيويورك في مجلس النواب كتبوا في الثاني والعشرين من أبريل رسالة حثوها فيها على ترك وظيفتها بعد أن حولت الحرم الجامعي إلى منطقة (فوضوية)، مؤكدين لها في الخطاب أن الوضع الحالي هو عرض مباشر لاستمرارك في التراخي في تطبيق قانونك، حتى لو كان الفساد نظاميا، فإن المسؤولية تقع بالكامل على عاتقكم".

وخلال مؤتمر صحفي بالجامعة، دعا مايك جونسون، رئيس مجلس النواب نعمت شفيق، إلى "الاستقالة إذا لم تتمكن على الفور من وضع حد لهذه (الفوضى)"، معربا عن أسفه لانتشار "فيروس معاد للسامة" في الجامعات الأمريكية، ولم يستبعد دعوة الرئيس الأمريكى جو بايدن، إلى نشر قوات الحرس الوطني لتفريق المتظاهرين.

واختتمت "ليبيراسيون" مقالها بالإشارة إلى أن "الحرب في غزة سبق وأن أسقطت في الولايات المتحدة رئيسي مؤسسات تعليمية كبرى هما كلودين جاي، بجامعة هارفارد، وليز ماجيل، في جامعة بنسلفانيا.. فهل تكون نعمت شفيق الثالثة؟".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صحيفة فرنسية حرب غزة الولايات المتحدة فلسطين جامعة کولومبیا نعمت شفیق

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس جامعة جنوب الوادي يتابع سير الامتحانات بكليات الجامعة

قام الدكتور بدوى شحات نائب رئيس جامعة جنوب الوادي لشئون التعليم والطلاب بجولة تفقدية للجان امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2023/2024 بكلية الحقوق.

حيث اطمأن نائب رئيس الجامعة خلال جولته على الالتزام بضوابط الامتحانات واتخاذ كافة الاجراءات التي تضمن تهيئة المناخ الملائم للطلاب داخل اللجان واتاحة كافة سبل الراحة والامان والحفاظ على هدوء اللجان وانضباطها كما استمع نائب رئيس الجامعة خلال جولته إلى آراء عدد من الطلاب حول مستوى الامتحانات والمشاكل التي تواجه الطلاب أثناء تأدية الامتحانات.

يذكر بأنه تجرى اليوم أعمال الامتحانات بكليات الإعلام والعلاج الطبيعي والآداب والتربية وطب الفم والأسنان ومعهد التمريض.

شهد الجولة الدكتور محمد رشدي عميد كلية الحقوق والدكتور عبد الباري حمدان وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث والدكتور عباس مصطفى عباس المنسق الأكاديمي للكلية.

تأتي الجولة في إطار توجيهات الدكتور أحمد عكاوي رئيس جامعة جنوب الوادى للمتابعة المستمرة لأعمال الامتحانات بالجامعة.

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس جامعة جنوب الوادي يتابع سير الامتحانات بكليات الجامعة
  • كلية بجامعة كولومبيا تحجب الثقة عن الرئيسة نعمت شفيق بسبب قمع الطلبة
  • جامعة غينت البلجيكية تقطع علاقاتها بثلاث مؤسسات إسرائيلية
  • تحقيق مثير يكشف المعتدين على طلاب الجامعات المؤيدين لفلسطين بأمريكا (شاهد)
  • هيئة تدريس الآداب والعلوم في “كولومبيا” تصوت لمصلحة حجب الثقة عن رئيسة الجامعة
  • نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا تفقد الثقة بسبب مناهضتها تظاهرات داعمة لفلسطين
  • قرار أكاديمي يحجب الثقة عن رئيسة جامعة كولومبيا
  • حجب الثقة عن نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية.. التفاصيل الكاملة
  • بعد سحب الثقة.. من هي نعمت شفيق؟
  • تصويت لحجب الثقة عن رئيسة جامعة كولومبيا