دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يكشف الحمض النووي القديم المزيد من الأسرار عن شعب الأفار المخيف، الذي بنى  إمبراطورية غامضة حكمت جزءًا كبيرًا من أوروبا الوسطى والشرقية لمدة 250 عامًا، بدءًا من منتصف القرن السادس.

كان الأفار معروفين أولًا في مرويات الخصوم، ذلك أنهم أربكوا البيزنطيين بمحاربين شرسين  ظهروا فجأة على صهوات خيلهم عند عتبة بابهم.

جاء البدو الغامضون بشكل جماعي من السهوب المنغولية، في واحدة من أكبر وأسرع الهجرات الطويلة في التاريخ القديم.

وبقيت الإمبراطورية وشعبها في ظلال التاريخ إلى وقت قريب، رغم وجود مقابر فخمة.. إنّما من دون سجلات مكتوبة. لكن دراسة تاريخية أجريت في إبريل/ نيسان 2022 تضمنت الحمض النووي القديم المأخوذ من قبور نخبة الآفار، سلّطت الضوء على أصول الإمبراطورية البعيدة.

وراهنًا، كشفت دراسة جديدة تحلّل رفات 424 شخصًا مدفونين في أربع مقابر مكتشفة في المجر، عن تفاصيل حول عائلة الأفار، والحياة الاجتماعية، وكيف تفاعل القادمون الجدد مع سكان موطنهم الجديد.

أُجريت أعمال التنقيب بمقبرة أفار في راكوتسيفالوا، المجر، عام 2006.تصوير: Institute of Archaeological Sciences/Eötvös Loránd University Múzeum

وقالت زوفيا راكز، الباحثة بمعهد العلوم الأثرية في جامعة إيوتفوس لوراند ببودابست، المجر، وأحد مؤلفي الدراسة للتقرير الأخير: "أكثر ما أدهشني، الحقيقة البسيطة المتمثّلة بأنّ هؤلاء الأشخاص في المقابر مترابطون للغاية". 

تمكّن الباحثون من بناء أشجار عائلية أو أنساب مفصلة، امتدت أكبرها لتسعة أجيال عبر قرنين ونصف قرن. واكتشف الفريق أنّ حوالي 300 من الأفراد لديهم قريب مدفون في المقبرة ذاتها.

وأظهر التحليل أن الرجال بقوا في مجتمعهم بعد الزواج، في حين تزوجت النساء من خارج مجتمعهنّ الأصلي، وهو نمط يعرف باسم الأبوية.

وأشار غويدو ألبرتو جينيتش- روسكوني، المؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة Nature، الأربعاء: "في ما يتعلّق بجميع الأمهات، لم نجد لهنّ أهل. الأهل ليسوا في الموقع. بينما جميع الذكور متحدرون من نسل المؤسسين".

وأظهرت دراسة الحمض النووي المُتَقَدِّرِيّ الذي يكشف عن الخط الأنثوي، تباينًا كبيرًا، ما يشير إلى أنّ النساء اللواتي تزوّجن من مجموعات أفار كنّ من أماكن مختلفة، وفقًا لجينيتشي-روسكوني، الباحث ما بعد الدكتوراه بعلم الوراثة الأثرية في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية، في لايبزيغ، ألمانيا. ما زالوا يتشاركون في أصل وراثي من "السهوب"، ما يشير إلى أنهم ربما لم يكونوا من السكان المحليين المهزومين.

يتم استخراج عينة صغيرة من عظمة في مختبر الحمض النووي القديم بمعهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في لايبزيغ، ألمانيا.Credit: Max Planck Institute for Evolutionary Anthropology تعدد الشركاء لدى العشائر الأبوية

 إلى ذلك، وجدت الدراسة أنه كان شائعًا نسبيًا لكل من الرجال والنساء في مجتمع الآفار، أن يكون لديهم أطفال من شركاء متعددين.

وفي حالة الرجال، وجد الباحثون أن شريكين في 10 حالات، وثلاثة شركاء في أربع حالات، وأربعة شركاء في حالة واحدة. وكتب مؤلفو الدراسة أن وجود زوجات عديدات ربما كان أمرا شائعا نسبيا بين عامة السكان، وكذلك النخبة.

وكشف الفريق أيضًا عن حالات متعددة لأفراد ذكور ذوي ارتباط وثيق لديهم ذرية من الشريكة ذاتها: ثلاثة أزواج من الآباء والأبناء، وزوجين من الإخوة الأشقاء، وشقيق واحد من الإخوة غير الأشقاء من الأب، وعمه وابن أخيه.

وبحسب الدراسة فإن "زواج الأرملة من شقيق زوجها" بعد وفاة زوج المرأة، مماثل لما كان شائعًا في مجتمعات السهوب الأوراسية الأخرى. وأشارت الدراسة إلى أن الآفار الذين تخلوا عن أسلوب حياتهم البدوي القائم على الرعي وأصبحوا أكثر استقرارًا بعد وقت قصير من وصولهم إلى أوروبا، لكنهم تشبثوا ببعض جوانب أسلوب حياتهم السابق.

تم دفن رجل مات في سن مبكرة مع حصان، في القرن الثامن، في مقبرة راكوتسيفالوا (Rákóczifalva).تصوير: Institute of Archaeological Sciences/Eötvös Loránd University Múzeum

ورأت لارا كاسيدي، عالمة الوراثة والأستاذة المساعدة بكلية ترينيتي في دبلن، غير المشاركة في البحث الجديد، إن المؤلفين "كشفوا ببراعة" المبادئ المنظمة لهذا المجتمع في العصور الوسطى، وقدموا "أدلة دامغة على نظام أبوي صارم، حيث الأطفال ينتمون إلى عائلة والدهم ويتم تتبع النسب من الأب إلى الابن".

وفي مقال نُشر بالتوازي مع البحث، اتفقت إلى حد كبير مع تفسير المؤلفين لتعدّد الشركاء الإنجابيين.

ولفتت إلى أنّ "تعدد الزوجات (وجود شركاء زواج متعددين)، والزواج الأحادي المتسلسل، والعلاقات خارج نطاق الزواج، كلها تفسيرات محتملة".

وتابعت: "إلا أنّ هناك حالتين لرجلين لديهما العديد من الشريكات الأكبر سناً، وكلهنّ في منتصف العمر عند الوفاة، يقدمن حجة جيدة لتعدد الزوجات (وجود  زوجات عدة). على النقيض من ذلك، كانت معظم حالات النساء اللواتي لديهن شركاء متعددين عبارة عن زواج أرملة من أخيه، حيث تتزوج الأرملة من ابن أو شقيق المتوفى. وهذه عادة شائعة بين الرعاة.. إعالة الأرامل وإلزامهن بتنفيذ عقود الزواج المشروطة بإنجاب ورثة ذكور".

عثر داخل مدفن ذكر أفار على حزام مزخرف، وكوب خزفي يعود تاريخه إلى القرن الثامن.تصوير: Institute of Archaeological Sciences/Eötvös Loránd University; Múzeum مجموعات عائلية متماسكة

وقال جينيتشي-روسكون إنّ الاستمرارية البيولوجية بين السكان المتماسكين التي درسها الباحثون كانت مذهلة، لا سيما لجهة عدم وجود أي علامة على التهجين بين أقارب الدم، وهي ظاهرة تعرف باسم قرابة الدم.

وأضاف: "حتى التهجين البعيد مثل (بين) أبناء الأعمام أو أبناء الأعمام من الدرجة الثانية، فإنه يترك آثارًا وراثيًة. ونحن لا نرى أي قرابة على الإطلاق بين هؤلاء الأفراد".

وأوضحت أنّ "هذا يخبرنا حقًا أنهم كانوا يعرفون من هم أقاربهم البيولوجيين، وأنهم تتبعوا أقاربهم البيولوجيين على مر الأجيال".

وقال جينيتشي-روسكوني إنه لم يكن من الممكن فهم ديناميكيات القوة بين الجنسين في المجتمع من خلال دراسة الحمض النووي القديم وحده.

ولفتت راكز إلى أنّه كان مرجحًا أن تحتوي مدافن الرجال على متعلقات جنائزية رفيعة المستوى مثل الخيول والسروج والأحزمة. غير أنه يحتمل أن تكون النساء لعبن دورًا في تعزيز التماسك الاجتماعي الذي يربط المجتمعات الفردية.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أوروبا إلى أن

إقرأ أيضاً:

من الغذاء إلى السيروم.. أسرار لتعزيز نمو الشعر وحمايته من التساقط

يُعاني ملايين الأشخاص حول العالم من مشكلة تساقط الشعر وضعف نموه، التي لا تفرق بين رجل أو امرأة، خاصة مع ضغوط الحياة اليومية وسوء التغذية والعوامل الوراثية، لكن تطورات علمية حديثة فتحت أبوابًا جديدة أمام استعادة الشعر المفقود، من خلال منتجات متطورة تعتمد على مكونات فعالة وسيرومات تحفز البصيلات، إلى جانب نظام غذائي غني بالأطعمة الطبيعية التي تقوي بصيلات الشعر من الداخل.

من الفراغ إلى الامتلاء… ما هي أبرز المنتجات الموثوقة؟

تقدّم الأسواق اليوم مجموعة متنوعة من المنتجات التي أثبتت فعاليتها في تحفيز بصيلات الشعر وتنشيط الدورة الدموية في فروة الرأس. ومن أبرزها:

1. السيرومات المحفزة لنمو الشعر: تُعتبر السيرومات الخيار الأول لمن يعانون من الفراغات أو الخطوط الخفيفة على الجبهة، تحتوي عادةً على مركبات فعالة مثل البيوتين، والكافيين، والمينوكسيديل، وهي مواد تساعد على تنشيط البصيلات الخاملة وتغذية الجذور.

2. الزيوت الطبيعية المركّزة: زيوت مثل الخروع، والروزماري، وجوز الهند أثبتت أنها ليست فقط آمنة، بل تعزز نمو الشعر عند استخدامها بانتظام، زيت الروزماري تحديدًا بات يُقارن في بعض الدراسات بفعالية المينوكسيديل من دون آثاره الجانبية.

3. الشامبوهات الطبية المدعّمة: تتخصص هذه المنتجات في تنظيف فروة الرأس من الرواسب والدهون الزائدة التي تعيق النمو، وتحتوي عادة على مكونات مثل الكيتوكونازول والنياسيناميد، وهي تعمل على تقليل الالتهاب وتحفيز النمو.

4. الفيتامينات والمكملات الغذائية: نمو الشعر الصحي يبدأ من الداخل، لذلك فإن مكملات تحتوي على فيتامين D، والزنك، والحديد، والبيوتين تُعد ضرورية لتغذية الشعر وتقوية الجذور.

كيف تختار المنتج المناسب؟

الاختيار لا يجب أن يكون عشوائيًا. يجب مراعاة نوع الشعر، السبب الأساسي لتساقطه (وراثي، هرموني، نفسي)، واستشارة طبيب مختص أو أخصائي جلدية قبل البدء باستخدام أي منتج طبي.

خبير طبي يكشف عن أطعمة طبيعية تعزز نمو الشعر وتحميه من التساقط

أكد الدكتور دميتري كاربينكو، الأستاذ المشارك بمعهد الطب السريري بجامعة بيروغوف الطبية، أن النظام الغذائي يلعب دورًا حيويًا وأساسيًا في صحة الشعر، حيث يؤثر مباشرة على كفاءة بصيلات الشعر، ونشاط عملية الأيض، بالإضافة إلى فعالية منظومتي الهرمونات والمناعة التي تساند فروة الرأس في مواجهة العوامل الضارة.

وأوضح الدكتور كاربينكو، حسب قناة روسيا اليوم، أن مجموعة من الأطعمة الطبيعية تساهم بشكل كبير في تحسين جودة الشعر وتعزيز نموه، خاصة في أوقات التوتر أو بعد الإصابة بعدوى فيروسية، التي غالبًا ما تتسبب في تساقط الشعر.

وأكد الدكتور كاربينكو، أن اتباع نظام غذائي متوازن غني بهذه المكونات الطبيعية، ليس فقط يحافظ على جمال الشعر ولمعانه، بل يحميه من التساقط، ويدعم قوته حتى في الأوقات العصيبة التي تتطلب مقاومة جسدية وهرمونية عالية.

أطعمة تحفز نمو الشعر وتحسن جودته

اللوز: يحتوي اللوز على فيتامين E المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة القوية، التي تحسن الدورة الدموية الدقيقة في فروة الرأس، تغذي بصيلات الشعر، وتحمي خلاياها من التلف الناتج عن الجذور الحرة، كما أن الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة في اللوز تعزز مرونة الشعر ونعومته، مانحة إياه ملمسًا حريريًا.

بذور اليقطين: مصدر غني بالزنك الضروري لتعزيز جهاز المناعة، وتنظيم تخليق الهرمونات الجنسية، إلى جانب دوره في تنظيم عمليات الأيض داخل الجلد وبصيلات الشعر، ما يجعلها ضرورية للحفاظ على صحة فروة الرأس ونمو الشعر.

العدس والبقوليات: غنية بفيتامينات مجموعة B التي تدعم تدفق الدم الطبيعي إلى فروة الرأس، وتُغذي بصيلات الشعر، مما يسرع من نمو شعر قوي وصحي.

الفلفل الحلو: غني بفيتامين C الذي يساهم في إنتاج الكولاجين، وهو المكوّن الأساسي لتقوية الأوعية الدموية والشعيرات الدموية المغذية لفروة الرأس، مما يدعم نمو الشعر ويرمم التلف.

الجزر: يحتوي على نسبة عالية من فيتامين A الذي ينظم نشاط الغدد الدهنية، مما يمنح الشعر لمعانًا صحيًا ويقلل من هشاشته. كما يُساعد في تجديد خلايا فروة الرأس، ويجعلها أكثر مقاومة للعوامل الخارجية.

مقالات مشابهة

  • تمهيدا لترحيلهم.. السلطات الإسرائيلية تنقل نشطاء سفينة "مادلين" إلى المطار
  • ماذا نعرف عن الجولة الجديدة من المفاوضات النووية التي تأتي مع تحذير إيران لإسرائيل؟
  • “إقامة دبي” تنظم لقاء ضمن مبادرة “شركاء الريادة” لترسيخ نموذج الحكومة المتكاملة
  • إقامة دبي تنظم لقاءً ضمن شركاء الريادة لترسيخ نموذج الحكومة المتكاملة
  • قصة ارتباط بدأت بالصليبي.. أحمد حمدي وشهد مكرم من الإصابة إلى الخطوبة
  • تهاني أمام محكمة الأسرة: اخلعوني زهقت من تحكمات أخت جوزي
  • الاتحاد يتحرك للتعاقد مع حارس أجنبي بديلًا لرايكوفيتش وسط مخاوف من تأخر عودته
  • روته يخيّر أوروبا: إما الاستثمار في الدفاع الآن أو البدء في تعلم اللغة الروسية لاحقًا
  • تفكيك مخيم الركبان… انتهاء عقد من ألم النزوح وبدء عهد العودة والاستقرار
  • من الغذاء إلى السيروم.. أسرار لتعزيز نمو الشعر وحمايته من التساقط