أسرار شعب أفار المرعب الذي غزا أوروبا بدأت تتكشّف.. ماذا نعرف عنه حتى الآن؟
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يكشف الحمض النووي القديم المزيد من الأسرار عن شعب الأفار المخيف، الذي بنى إمبراطورية غامضة حكمت جزءًا كبيرًا من أوروبا الوسطى والشرقية لمدة 250 عامًا، بدءًا من منتصف القرن السادس.
كان الأفار معروفين أولًا في مرويات الخصوم، ذلك أنهم أربكوا البيزنطيين بمحاربين شرسين ظهروا فجأة على صهوات خيلهم عند عتبة بابهم.
وبقيت الإمبراطورية وشعبها في ظلال التاريخ إلى وقت قريب، رغم وجود مقابر فخمة.. إنّما من دون سجلات مكتوبة. لكن دراسة تاريخية أجريت في إبريل/ نيسان 2022 تضمنت الحمض النووي القديم المأخوذ من قبور نخبة الآفار، سلّطت الضوء على أصول الإمبراطورية البعيدة.
وراهنًا، كشفت دراسة جديدة تحلّل رفات 424 شخصًا مدفونين في أربع مقابر مكتشفة في المجر، عن تفاصيل حول عائلة الأفار، والحياة الاجتماعية، وكيف تفاعل القادمون الجدد مع سكان موطنهم الجديد.
وقالت زوفيا راكز، الباحثة بمعهد العلوم الأثرية في جامعة إيوتفوس لوراند ببودابست، المجر، وأحد مؤلفي الدراسة للتقرير الأخير: "أكثر ما أدهشني، الحقيقة البسيطة المتمثّلة بأنّ هؤلاء الأشخاص في المقابر مترابطون للغاية".
تمكّن الباحثون من بناء أشجار عائلية أو أنساب مفصلة، امتدت أكبرها لتسعة أجيال عبر قرنين ونصف قرن. واكتشف الفريق أنّ حوالي 300 من الأفراد لديهم قريب مدفون في المقبرة ذاتها.
وأظهر التحليل أن الرجال بقوا في مجتمعهم بعد الزواج، في حين تزوجت النساء من خارج مجتمعهنّ الأصلي، وهو نمط يعرف باسم الأبوية.
وأشار غويدو ألبرتو جينيتش- روسكوني، المؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة Nature، الأربعاء: "في ما يتعلّق بجميع الأمهات، لم نجد لهنّ أهل. الأهل ليسوا في الموقع. بينما جميع الذكور متحدرون من نسل المؤسسين".
وأظهرت دراسة الحمض النووي المُتَقَدِّرِيّ الذي يكشف عن الخط الأنثوي، تباينًا كبيرًا، ما يشير إلى أنّ النساء اللواتي تزوّجن من مجموعات أفار كنّ من أماكن مختلفة، وفقًا لجينيتشي-روسكوني، الباحث ما بعد الدكتوراه بعلم الوراثة الأثرية في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية، في لايبزيغ، ألمانيا. ما زالوا يتشاركون في أصل وراثي من "السهوب"، ما يشير إلى أنهم ربما لم يكونوا من السكان المحليين المهزومين.
إلى ذلك، وجدت الدراسة أنه كان شائعًا نسبيًا لكل من الرجال والنساء في مجتمع الآفار، أن يكون لديهم أطفال من شركاء متعددين.
وفي حالة الرجال، وجد الباحثون أن شريكين في 10 حالات، وثلاثة شركاء في أربع حالات، وأربعة شركاء في حالة واحدة. وكتب مؤلفو الدراسة أن وجود زوجات عديدات ربما كان أمرا شائعا نسبيا بين عامة السكان، وكذلك النخبة.
وكشف الفريق أيضًا عن حالات متعددة لأفراد ذكور ذوي ارتباط وثيق لديهم ذرية من الشريكة ذاتها: ثلاثة أزواج من الآباء والأبناء، وزوجين من الإخوة الأشقاء، وشقيق واحد من الإخوة غير الأشقاء من الأب، وعمه وابن أخيه.
وبحسب الدراسة فإن "زواج الأرملة من شقيق زوجها" بعد وفاة زوج المرأة، مماثل لما كان شائعًا في مجتمعات السهوب الأوراسية الأخرى. وأشارت الدراسة إلى أن الآفار الذين تخلوا عن أسلوب حياتهم البدوي القائم على الرعي وأصبحوا أكثر استقرارًا بعد وقت قصير من وصولهم إلى أوروبا، لكنهم تشبثوا ببعض جوانب أسلوب حياتهم السابق.
ورأت لارا كاسيدي، عالمة الوراثة والأستاذة المساعدة بكلية ترينيتي في دبلن، غير المشاركة في البحث الجديد، إن المؤلفين "كشفوا ببراعة" المبادئ المنظمة لهذا المجتمع في العصور الوسطى، وقدموا "أدلة دامغة على نظام أبوي صارم، حيث الأطفال ينتمون إلى عائلة والدهم ويتم تتبع النسب من الأب إلى الابن".
وفي مقال نُشر بالتوازي مع البحث، اتفقت إلى حد كبير مع تفسير المؤلفين لتعدّد الشركاء الإنجابيين.
ولفتت إلى أنّ "تعدد الزوجات (وجود شركاء زواج متعددين)، والزواج الأحادي المتسلسل، والعلاقات خارج نطاق الزواج، كلها تفسيرات محتملة".
وتابعت: "إلا أنّ هناك حالتين لرجلين لديهما العديد من الشريكات الأكبر سناً، وكلهنّ في منتصف العمر عند الوفاة، يقدمن حجة جيدة لتعدد الزوجات (وجود زوجات عدة). على النقيض من ذلك، كانت معظم حالات النساء اللواتي لديهن شركاء متعددين عبارة عن زواج أرملة من أخيه، حيث تتزوج الأرملة من ابن أو شقيق المتوفى. وهذه عادة شائعة بين الرعاة.. إعالة الأرامل وإلزامهن بتنفيذ عقود الزواج المشروطة بإنجاب ورثة ذكور".
وقال جينيتشي-روسكون إنّ الاستمرارية البيولوجية بين السكان المتماسكين التي درسها الباحثون كانت مذهلة، لا سيما لجهة عدم وجود أي علامة على التهجين بين أقارب الدم، وهي ظاهرة تعرف باسم قرابة الدم.
وأضاف: "حتى التهجين البعيد مثل (بين) أبناء الأعمام أو أبناء الأعمام من الدرجة الثانية، فإنه يترك آثارًا وراثيًة. ونحن لا نرى أي قرابة على الإطلاق بين هؤلاء الأفراد".
وأوضحت أنّ "هذا يخبرنا حقًا أنهم كانوا يعرفون من هم أقاربهم البيولوجيين، وأنهم تتبعوا أقاربهم البيولوجيين على مر الأجيال".
وقال جينيتشي-روسكوني إنه لم يكن من الممكن فهم ديناميكيات القوة بين الجنسين في المجتمع من خلال دراسة الحمض النووي القديم وحده.
ولفتت راكز إلى أنّه كان مرجحًا أن تحتوي مدافن الرجال على متعلقات جنائزية رفيعة المستوى مثل الخيول والسروج والأحزمة. غير أنه يحتمل أن تكون النساء لعبن دورًا في تعزيز التماسك الاجتماعي الذي يربط المجتمعات الفردية.
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
لا شمس، لا طعام: الكابوس القادم مع “الشتاء النووي”
#سواليف
أظهرت نتائج دراسات ” #الشتاء_النووي “، التي وضعها العلماء، أن إنتاج بعض #المحاصيل_الزراعية قد ينخفض بنسبة تصل إلى 87%، مما قد يؤدي إلى #انهيار_غذائي_عالمي.
يشير موقع ScienceDaily إلى أن “الشتاء النووي” هو ظاهرة افتراضية، تنص على أنه بعد #حرب_نووية_واسعة النطاق، سيحجب الدخان الكثيف والسخام الناتج عن العواصف النارية ضوء الشمس، مما يؤدي إلى #موجة_برد_قارس وتدمير القطاع الزراعي. وقد تستمر هذه الفترة لأكثر من عقد، ما يهدد بمجاعة تطال جميع الناجين من #الانفجارات.
وقد وضع علماء من جامعة ولاية بنسلفانيا نموذجا مفصلا للعواقب المحتملة لدرجات متفاوتة من شدة النزاع النووي على إنتاج الذرة في العالم – باعتبارها محصول حبوب رئيسيا. وأظهرت النتائج أن صراعا إقليميا يطلق حوالي 5.5 ملايين طن من السخام سيقلل من الإنتاج السنوي للذرة بنسبة 7%، في حين أن حربا عالمية شاملة تطلق 165 مليون طن قد تؤدي إلى انخفاض الغلة بنسبة تصل إلى 80%.
مقالات ذات صلةويحذر الباحثون من أن خسارة تصل إلى 80% من المحصول ستؤدي حتما إلى أزمة غذائية عالمية ذات أبعاد غير مسبوقة، بينما حتى انخفاض طفيف بنسبة 7% قد يسبب اضطرابات خطيرة في أسواق الغذاء العالمية، ويؤثر سلبًا على الاقتصاد.
بالإضافة إلى تأثير الكميات الهائلة من السخام في الغلاف الجوي، قيّم الخبراء التغيرات في الأشعة فوق البنفسجية (UVB)، التي يمكن أن تخترق سحب الدخان وتتسبب في تلف النباتات من خلال إتلاف الحمض النووي، وزيادة الإجهاد التأكسدي، وكبح عملية التمثيل الضوئي. ويتوقع الباحثون أن يصل مستوى هذا الإشعاع إلى ذروته بعد 6 إلى 8 سنوات من بداية النزاع، مما يؤدي إلى انخفاض إضافي في إنتاج الذرة بنسبة 7%، ليصل إجمالي الانخفاض إلى مستوى حرج يبلغ 87%.
ويشير الباحثون إلى أن التحول إلى أنواع جديدة من الذرة المزروعة في المناطق الباردة، مع تقصير دورة نضجها، قد يؤدي إلى زيادة المحصول بنسبة 10% مقارنة بعدم اتخاذ أي تدابير للتكيّف. ومع ذلك، فإن الحصول على عدد كاف من البذور المناسبة سيشكل عقبة كبيرة أمام تنفيذ هذه الخطط.
ووفقا لهم، يتمثل أحد الحلول في إنشاء مستودعات خاصة مسبقا تحتوي على بذور مناسبة للظروف القاسية. وستسمح هذه المستودعات بالحفاظ على حجم الإنتاج الزراعي فور انتهاء الأعمال العدائية، حتى تتم استعادة سلاسل التوريد والبنية التحتية. وينصح باستخدام هذه المستودعات ليس فقط في حال وقوع كارثة نووية، بل أيضا في مختلف حالات الطوارئ، سواء كانت ناجمة عن ظواهر طبيعية أو أحداث من صنع الإنسان.