صدى البلد:
2025-05-16@16:26:13 GMT

كريمة أبو العينين تكتب: يا مسهرنى !!

تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT

في واحدة من السجالات التى دارت مع ثلة من أصحاب الميديا أو من يطلقون عليهم  أصحاب الإعلام الحديث، كان الحوار ساخنًا بينهم وكنت لا أدري من حسن حظي أو سوئه أني كنت مدعوة لمتابعة عمل إعلامى مهم بوصفي من الإعلاميين القدامى بحكم الزمن والخبرات. 

الحوار كله كان زهوا وافتخارا بما صنعوه هؤلاء الإعلاميين الجدد أو رجال صناعة الإعلام فى هذا العالم المزدحم الزاخر بمزيج من الوسائل الإعلامية يتصدرها بالطبع جبل راسخ التأثير يسمى وسائل التواصل الاجتماعي أو السوشيال ميديا .

 

تحدثوا كثيرا عن التحول الذى شهدته هذه الألفية فى كافة المناحي بصفة عامة والإعلام بصفة خاصة. كل من هؤلاء الأشاوس سرد ما أضافه وشيده فى قناته أو جريدته أو وكالته الإعلانية والإعلامية على حد سواء . الحديث كان يبتعد كل البعد عن صرح كبير أفتخر بالانتماء إليه وهو ماسبيرو الذى قضيت فيه عمرا فوق عمرى منذ أن قدمت اليه فور تخرجي في كلية الإعلام قسم إذاعة وتلفزيون، دخلت الصرح وأنا لا أصدق نفسى وأتجول بين طرقاته وفى بهوه العملاق واستقر بي المكان فى غرفة تحرير الأخبار بالإذاعة، سنوات قضيتها تعلمت على يد الأشاوس وأضفت إلى رصيدي الأكاديمي رصيدًا جديدًا من خبرات أساتذتي الأجلاء. 

رحلة عملي تنقلت فيها من الاخبار المسموعة الى المرئية وكلها تصب فى قطاع الاخبار ذلك المكان الأسطورة الذى تتعلم فيه صناعة الخبر وكتابته واعداد النشرات وكتابة التقارير والتعليقات الاذاعية ، وأيضا اعداد البرامج واستضافة شخصيات فاعلة وفعالة تبحث وتحلل وتوضح للمستمع أو المشاهد ما يغيب عنه وتزيل عنه الغموض والقلق . العمل فى قطاع الاخبار كان أجمل اختيار لي وفيه عشت أوقاتًا تتراوح بين الحزن والفرح والقلق والدهشة ، فقد عشت مأساة الغزو الانجلو أمريكي على العراق وويلات المشاهد القاسية وحزن القلم على ما يكتب عن مأساة الشعب العراقي الذى ذبح بسكين الغرب بزعم ان العراق تمتلك أسلحة نووية . 

عشت أيضا احداثا جساما اكثرها ألما وحزنا كانت احداث الربيع العربي والتي طالت بلادي وخلقت حالة من الفوضى والتشرذم نجانا منها الله سبحانه وتماسك الشعب وتولى نخبة واعية السلطة مكنت بلادنا من تخطي الأزمة والعبور بسلام وتحت قيادة حكيمة تولت زمام الأمور من عام ٢٠١٤ وحتى الآن. 

ومازلت أعمل فى ماسبيرو وتتقاذفني الأحداث ويشتعل قلمي ويسرد ويفسر ويكتب ويزداد رصيدي وأتعلم من جهابذة الإعلام الكثير والكثير. ذكرياتي وحاضرى وربما مستقبلي إن كان لي المزيد من العمر والعمل صدمته كلمات قالها من كنت مشاركة فى تقييم عمل يستعد لطرحه إذ قال بلهجة قد تكون سخرية: حضرتك بتابعي البرامج اللي بتُعرض عندكم؟ ولم يمهلني فرصة الرد ووجه الكلام إلى شريكه في امتلاك الميديا وقال: تخيل فيه برنامج بيعرض فى قناة من قنوات ماسبيرو فجرا اسمه يا مسهرني، المفروض بيجيب مواهب فنية لكن للأسف لا ينتمون للفن بشيء وبصراحه متعرفش إزاي استضافوهم من الأساس.. أيقنت أن تسرعى فى الرد سيمكنهم من النيل من منطقي ومهاجمتي بل والقذف بكل ما هو سيئ على بيتي الكبير ورصيدي الزاخر ماسبيرو فقمت بتغيير الحوار بدعوى أن ملف الانتقاد ليس مدرجا على أجندتنا وأننا اجتمعنا لهدف فلننجزه ثم نتحدث ونتجاذب فى كل شيء وأي شيء آخر.

مع أن نظراتهم كانت تحمل عدم الرضا عن كلامي إلا أنهم ارتضوا وعدنا إلى ما جئنا من أجله. عدت إلى بيتي وأنا قلقة وبالفعل انتظرت موعد البرنامج وشاهدته وكانت صدمتي كبيرة في المحتوى والضيوف وتساءلت عن المغزى والمرجو من هذا البرنامج ولم أرتضِ لنفسي بإجابات متلاحقة يمليها علي رصيدي الإعلامي الذي عنده كافة التفسيرات لأي محتوى إعلامي، ولكني كنت كالأم التي لديها أبناء كلهم على درجة من التعليم والأخلاق ولكنها بليت بابن يحاول امتصاص الرصيد الجميل الطيب لكل هؤلاء الأبناء الطيبين المجتهدين. ماسبيرو سيظل مسهرني رغم ما يحاول ألا يسهرني بعض منه.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

نادية صبرة تكتب: جهود الوساطة وفشل نتنياهو

فى تطور لافت تم الإفراج عن الاسير الأمريكي الإسرائيلي (عيدان الكسندر) بعد مفاوضات مباشرة بين حركة حماس وواشنطن..هذه الخطوة تعكس عدة أبعاد سياسية ودبلوماسية تؤكد علي تغيرات في التوجهات الدولية وتكشف عن فشل الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو في تحرير الأسرى رغم الضغوط العسكرية التي مارستها إسرائيل على غزة علاوة على ذلك تسلط هذه الواقعة الضوء على دور الوسطاء فى هذه الأزمة وفى مقدمتهم مصر التي لعبت دورا محوريا في مسار المفاوضات بجانب جهود الولايات المتحدة وقطر كان لمصر دور كبير في المفاوضات التي أسفرت عن الإفراج عن الكسندر فمصر التي تحظي بعلاقات وثيقة مع حركة حماس في غزة تعد من أبرز اللاعبين الإقليمين الذين يتخذون من الدبلوماسية أداة لحل الازمات حيث تواصلت القاهره مع جميع الأطراف المعنية ولعبت دور الوسيط الذي يسهم في بناء الثقة مما ساعد في تسهيل التوصل إلى الاتفاق..هذا التحرك يعكس دور مصر فى تهدئة الأوضاع الإقليمية ويعزز مكانتها كقوة دبلوماسية فاعلة في القضايا الكبرى في الشرق الأوسط..

وعلى الرغم من الضغوط العسكرية الهائلة  فقد فشل نتنياهو وفريقه العسكري في تحقيق أهداف الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي سواء على صعيد تحرير الأسير الكسندر أو على صعيد العمليات العسكرية التي أسفرت عن إبادة جماعية على الأرض الفلسطينية ورغم استخدام القوة العسكرية الغاشمة لم يتمكن نتنياهو من إقناع حركة حماس بتسليم الأسير وهو ما يكشف عن محدودية القوة العسكرية في تحقيق الأهداف السياسية كما يبرز هذا الفشل مدي ضعف سياسات الحكومة الإسرائيلية في التعاطي مع الأزمات فى وقت كانت فيه الظروف الإقليمية والدولية تدفع باتجاه ايجاد حلول سلمية..ومع هذا الفشل تتضح بداية اختلاف الرؤية الأمريكية تجاه سياسة نتنياهو الفاشلة خاصة في سياق الحرب الأخيرة على غزة فقد حصل نتنياهو على وقت طويل من الدعم الأمريكي السخي جدا لتحقيق أهدافه المزعومة ولكن تلك الأهداف لم تتحقق بل وتسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية هذا الاختلاف يعكس تغيرا في المزاج الأمريكي الذي بدء يتجه نحو دعم سياسات أكثر توازنا وإيجاد حلول دبلوماسية للأزمات بدلاً من الاستمرار في سياسات القوة العسكرية التي لم تثمر عن نتائج إيجابية ولذا عرف الرئيس ترامب نفسه بأنه رجل سلام وصفقات وليس رجل حروب.

فى نهاية المطاف ومع التوصل إلى الاتفاق حول الإفراج عن الكسندر كان لافتاً أن الأسير نفسه رفض مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد قرر أن يتوجه مباشرة إلى الدوحة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب..هذا الموقف يعكس بشكل غير مباشر فقدان الثقة في القيادة الإسرائيلية الحالية ويشير إلى تفضيل الأسير لقاء القادة الأمريكيين الذين كان لهم دور مؤثر فى المفاوضات كما حمل الكسندر أثناء نقله بالمروحية لافتة كتب عليها (شكرا الرئيس ترامب) وقد نشر البيت الأبيض الصورة على حسابه الرسمي أن هذا الرفض من جانب الأسير يطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات الإسرائيلية الأمريكية فى ظل وجود نتنياهو وسياساته التي ربما تؤدي إلى تقويض بعض الدعم الأمريكي لإسرائيل على المدى الطويل خصوصا اذا استمر في رفض الحلول السياسية السلمية ورفض أي حديث عن حل الدولتين.

أخيرا تعد قصة الإفراج عن الاسير (عيدان الكسندر) بمثابة نقطة تحول في العديد من الملفات السياسية في المنطقة فمن خلال تحليل هذه الواقعة يمكننا أن نري تراجع قدرة الحكومة الإسرائيلية على تحقيق أهدافها العسكرية في ظل الدعم الأمريكي المشروط وتزايد دور الوساطات الإقليمية والدولية خاصه الدور المصري وفى الوقت ذاته تكشف عن بداية تباين في الرؤية بين واشنطن ونتنياهو مما قد يؤثر بشكل كبير على المستقبل السياسي للمنطقة..!

طباعة شارك عيدان الكسندر حركة حماس إسرائيل

مقالات مشابهة

  • ماذا يجري فى نيالا؟
  • باوليني تكتب التاريخ وتتأهل إلى نهائي بطولة روما لأول مرة في مسيرتها
  • أينشتاين في بورسعيد.. وثائقيات ماسبيرو تروي قصة الزيارة الشهيرة ولقاء مصطفى مشرفة
  • بحضور النائب محمد أبو العينين.. وزير العمل يشارك في احتفالية عيد العمال
  • بيتنا الذى كان .. او ما تبقى منه
  • ماريان جرجس تكتب: الأجندة الصحية المصرية
  • د. آمال إبراهيم تكتب: حياة كريمة.. حين يتحول الطوب والأسمنت إلى كرامة وإنسان
  • نادية صبرة تكتب: جهود الوساطة وفشل نتنياهو
  • "البحوث الفلكية" يكشف تفاصيل الزلزال الذى ضرب مصر
  • مؤسسة أبو العينين للنشاط الاجتماعي والثقافي تعقد امتحان محو أمية بالتعاون مع تعليم الكبار