العلاقات المصرية الكويتية، تاريخ ممتد منذ عشرات السنين، إذ يربط البلدين أخوة وعلاقات طيبة منذ القدم، وهو ما يتجلى في تبادل الزيارات بين رؤساء الدولتين، لذا تستقبل مصر غدًا أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، في زيارته الأولى منذ توليه الحكم في ديسمبر 2023 لأرض الكنانة.

وتعد زيارة الغد، استمرار للعلاقات المتينة التي تؤكدها المواقف التاريخية، والتي لا تتوقف فقط على القيادات بل والشعوب أيضًا، إذ يتقاسم الشعبين كل المواقف الحزينة منها قبل السعيدة.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، زار الكويت، في 17 ديسمبر 2023، ليتقدم بواجب العزاء في وفاة الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، كما تمنى التوفيق والسداد للأمير مشعل في مسيرته بقيادة البلاد.

ولم تكن هذه هي الزيارة الأولى للشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بل زار مصر من قبل عندما كان وليًا للعهد، وذلك في نوفمبر 2022 ممثلًا عن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ والنسخة الثانية من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وأيضًا في أكتوبر عام 2023 مشاركًا في قمة القاهرة للسلام.

الرئيس السيسي والشيخ مشعل الصباحالعلاقات الاقتصادية بين مصر والكويت

وتعد دولة الكويت، هي الشريك التجاري العربي الثالث في الاستثمارات على الأراضي المصرية، بواقع 20 مليار دولار، وذلك بعد السعودية والإمارات، كما تعتبر رابع شريك تجاري عالمي بين الدول المستثمرة في مصر.

وبدأت العلاقات المصرية الكويتية في منتصف القرن التاسع عشر، ولكن في ذلك الوقت كانت قاصرة فقط على العلاقات التجارية، لتتطور بعد ذلك في عام 1936 بالتزامن مع إنشاء مجلس المعارف، لتتوالي بعثات الطلبة الكويتين إلى مصر للتعلم واكتساب الخبرات.

وأنشأت دولة الكويت في عام 1945، بيت الكويت في القاهرة لمتابعة الطلاب الذين يدرسون في مصر، وفي أكتوبر 1958 تم افتتاح بيت الكويت بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس دائرة المعارف الكويتية.

العلاقات الدبوماسية بين مصر والكويت

وبدأت العلاقات الدوبلوماسية بين البلدين، في أواخر عام 1961، عندنا قدم السفير الراحل عبد العزيز حسين أوراق اعتماده إلى الرئيس جمال عبد الناصر، ليكون بذلك أول سفير مفوض لدولة الكويت في مصر.

وفي مارس 1962، تقدم السفير محمد محمود عبد العزيز بأوراق اعتماده إلى الشيخ عبدالله السالم الصباح، ليكون بذلك أول سفير مصر في الكويت، ومن هنا بدأت الدولتين مرحلة جديدة في تاريخهما، إذ كانت البلدين دائمًا داعمين ومساندين لمواقفهما، وتجلى ذلك في الدعم الكبير الذين أولته الكويت لمصر ضد العدوان الإسرائيلي وحتى نصر أكتوبر المجيدة.

الرئيس السيسي والشيخ مشعل الصباح

كما كان لمصر دور كبير في تحرير الكويت عام 1991 في حربها مع العراق، وساهمت في عودة السيادة الكويتية على أراضيها.

ولم يكن التعاون بين البلدين على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي فحسب، بل يجمع البلدين علاقات برلمانية وإعلامية وسياسية، وأيضًا عسكرية وأمنية وثقافية ورياضية وعلمية، مما يسهم في تعزيز الروابط التاريخية بين الدولتين والشعبين الشقيقين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر والكويت العلاقات المصرية الكويتية أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الرئيس عبد الفتاح السيسي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الأحمد الجابر الصباح

إقرأ أيضاً:

توجه أوروبي نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية| ضغط شعبي ومواقف تعيد رسم المشهد السياسي.. خبير يعلق

في ظل المجاعة المتفاقمة والمعاناة الإنسانية المستمرة في غزة، تتغير مواقف عدد من الدول الأوروبية بشكل لافت تجاه القضية الفلسطينية. ما كان قبل سنوات مجرد دعم إنساني خجول أو دعوات لحل الدولتين، بدأ يتحول إلى خطوات سياسية ملموسة. التصريحات الصادرة من بريطانيا وفرنسا بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، ليست مجرد كلمات، بل مؤشرات على تحرك أوروبي قد يُحدث تغييرًا حقيقيًا في المشهد السياسي الدولي.

ضغط الشارع البريطاني يقود التحول

أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن مسؤولين بريطانيين كشفوا عن مناقشات داخل الحكومة بشأن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. ويبدو أن التحول في الموقف البريطاني مدفوع في المقام الأول بتزايد الغضب الشعبي في الداخل، حيث تخرج مظاهرات وتنتشر دعوات تطالب الحكومة باتخاذ موقف حاسم إزاء ما يجري في غزة.

المأساة الإنسانية هناك لم تعد تُشاهد فقط عبر الشاشات، بل أصبحت تُناقش في البرلمان البريطاني وتؤثر على الخطاب السياسي المحلي. فالمواطن البريطاني العادي بات يشعر أن بلاده يجب أن تكون على الجانب الصحيح من التاريخ.

فرنسا تتحرك والسعودية تُشيد

من جانبها، أعلنت فرنسا على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون نيتها المضي قدمًا نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو إعلان لاقى ترحيبًا رسميًا من مجلس الوزراء السعودي. الرياض دعت بدورها بقية دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية، إلى اتخاذ مواقف مماثلة تعزز من فرص تحقيق السلام وتكفل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

رأي خبير.. بداية لموجة أوروبية جديدة

يرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، ان هذه التحركات بوادر موجة أوروبية جديدة تتبلور حول دعم الحقوق الفلسطينية. ويشير إلى أن المواقف البريطانية والفرنسية قد تفتح الباب أمام دول أخرى مثل ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا للحاق بالركب، خاصة في ظل تزايد الضغط من المجتمعات الأوروبية والمنظمات الحقوقية على حكوماتها.

السيد يلفت النظر إلى أن المشهد الأوروبي يتغير، وأن دعم القضية الفلسطينية لم يعد حكرًا على الحركات اليسارية أو المنظمات غير الحكومية، بل أصبح جزءًا من الحوار السياسي الرسمي.

اعتراف سياسي أم ورقة ضغط دبلوماسية؟

اضاف السيد أن الاعتراف الأوروبي المرتقب بدولة فلسطين ليس مجرد تصرف رمزي، بل يحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية، يمكن أن تُستخدم كورقة ضغط على إسرائيل لإجبارها على إعادة النظر في سياساتها، خصوصًا تجاه المدنيين في غزة والضفة الغربية.

ويضيف أن مثل هذا الاعتراف، إذا صاحبه تحرك جماعي من الاتحاد الأوروبي، قد يصل إلى مستوى فرض عقوبات اقتصادية أو مراجعة للاتفاقيات مع تل أبيب، مما يعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط.

غزة في قلب الضمير العالمي

القضية الفلسطينية تقف اليوم أمام فرصة تاريخية لاستعادة الزخم الدولي الذي فقدته في السنوات الأخيرة. وبينما تتحرك بعض العواصم الأوروبية نحو الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، يواصل الشارع الأوروبي لعب دور محوري في دفع هذا المسار إلى الأمام.

ربما لم يعد العالم ينظر إلى فلسطين كملف سياسي فقط، بل كرمز لمعركة ضمير إنساني، تتجاوز الحدود الجغرافية وتصل إلى عمق الوجدان العالمي. والمشهد الآن يحمل كل مقومات التغيير.. فهل يتحقق؟

طباعة شارك غزة بريطانيا فرنسا فلسطين السعودية

مقالات مشابهة

  • سامي الجابر لـ فهد بن نافل: لا يمكن أن تغيب عن ذاكرة مدرج الهلال
  • باحث علاقات دولية: خطاب الرئيس السيسي أكد محورية الدور المصري في القضية الفلسطينية | خاص
  • توجه أوروبي نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية| ضغط شعبي ومواقف تعيد رسم المشهد السياسي.. خبير يعلق
  • تحالفات استراتيجية ومواقف إقليمية.. لقاء مصري-روسي رفيع في نيويورك وسط تصاعد أزمات غزة وسوريا
  • أستاذ علاقات دولية: كلمة الرئيس السيسي تضحد محاولات تشويه دور مصر في دعم فلسطين
  • الجبهة الوطنية عن كلمة الرئيس السيسي: تعكس موقف مصر الراسخ عبر التاريخ
  • فتح تُثمن دعوة الرئيس السيسي ومواقف مصر الداعمة لفلسطين
  • الجبهة الوطنية تعليقا على كلمة الرئيس السيسي: تعكس الموقف المصري الراسخ عبر التاريخ
  • لاعب النصر عبدالملك الجابر يخضع للجراحة استعدادًا للموسم الجديد
  • بدء العمل بالحديقة النباتية ومبنى «مركز الأمير فيصل بن مشعل لحفظ النباتات» بالقصيم