بسبب التلميذ الخائن.. لماذا تمنع الكنيسة القبلات والاحضان الثلاث أيام الأخيرة من أسبوع الآلام؟
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
بدأ الأقباط على مستوى العالم “أسبوع الآلام”، مساء الأحد الماضي، عقب انتهاء قداس أحد الشعانين، حيث يعتبر هذا الأسبوع أهم الأسابيع المقدسة في حياة المسيحيين وسط صلوات وطقوس خاصة لهذه الأيام.
ويعتبر الأقباط أسبوع الآلام أقدس أيام السنة وأكثرها روحانية من خلال الأبتعاد عن مظاهر الفرح والغاء كافة الحفلات، والصوم فيه في أعلى درجات النسك أكثر من أي وقت آخر، وتقام خلال أسبوع الآلام، صلوات "البصخة المقدسة".
واعتاد الأقباط عددا من التقاليد التي يتبعونها خلال هذا الأسبوع، الذي يعتبر الأقدس لديهم خلال العام، حيث يمثل أحداث تسليم السيد المسيح وصلبه وآلامه، ثم ينتهي بقيامته من الموت في اليوم الثالث، وفق العقيدة المسيحية.
ويقوم الأقباط بعدد من العادات من خلال ربط حياتهم اليومية بطقوس أسبوع الآلام، واختاروا ما يلائمه من ملابس ومأكولات وممارسات تتوافق مع هذا الأسبوع الحزين وصلواته المقدسة.
قبلة "يهوذا" الخائن
نصت طقوس الكنيسة على منع التقبيل تماما منذ ليل الأربعاء وطوال يوم خميس العهد، وحتى الانتهاء من قداس العيد يوم سبت النور، وذلك لتذكير الأقباط بقبلة "يهوذا" كقبلة خائن، والتي هي علامة لتسليم يهوذا أحد تلاميذ المسيح له وهو ما قاله السيد المسيح وورد في النص الإنجيلي: "أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟".
نفورا من القبلة الخائنة
فمن ضمن أحداث "أربعاء البصخة"، قبلة يهوذا الخائنة والتي بها سلم السيد المسيح، وفى قداس خميس العهد لا يقول الشماس "قبلوا بعضكم بعضًا"، ولا يقول هذا أيضا فى قداس سبت النور، كل ذلك لكى تغرس الكنيسة فى أذهان المؤمنين نفورا من القبلة الخائنة ومن خيانة يهوذا لمعلمه.
وتذكارا لخيانة يهوذا، تصوم الكنيسة كل أربعاء طوال السنة محتجين على التآمر على السيد المسيح، هذا التآمر الذى اشترك فيه يهوذا أحد تلاميذه بخيانة بشعة وفى البصخة ينشد المؤمنون كلهم مديحة تبكيت يهوذا.
ويهوذا الإسخريوطي، هو تلميذ السيد المسيح، من بين اثني عشر تلميذا، يمثل أشهر تجسيد للخائن في تاريخ المسيحية، ذكره العهد الجديد من الكتاب المقدس عشرات المرات بالسلب، متهما إياه بخيانة السيد المسيح وتعاونه مع الرومان الذين كانوا يحتلون القدس وقتها، وتسليمه لهم وصلبه وفقا للمعتقد المسيحي.
يتميز طقس قداس خميس العهد بقيام الكاهن بغسل أرجل الشمامسة والرجال، اقتداء بما قام به السيد المسيح في هذا اليوم بغسل أرجل التلاميذ، وهو يعبر عن العشاء الأخير للسيد المسيح مع التلاميذ قبل أن يسلم لأيدى الجنود الرومان على يد يهوذا الخائن.
خروج النور المقدس
سبت النور سمى بهذا الاسم تعبيرا عن خروج النور المقدس من قبر المسيح، يوم السبت السابق لعيد القيامة، وفيه تصلى الكنيسة قداس العيد الذى يمتد حتى الساعات الأولى من صباح الأحد، وتتلقى خلاله الكنيسة التهانى بعيد القيامة.
وفي وقت سابق، قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إنه يجب خلال أسبوع الآلام ألا ننشغل باي شيء وأن يوجد في كل بيت نموذج للصلبوت تجتمع حوله الأسرة للصلاة.
وأضاف البابا، أنه من الممكن أن تستخدم أثناء الصلاة "صليب وشمعة وكتاب طقس أسبوع الآلام وإشارة سوداء من القماش" ونتابع الصلوات بألحانها البسيطة التى يحفظها معظم الأقباط.
وتابع قائلا، إن قراءات أسبوع الآلام عميقة وغنية روحيا وتضم أجزاء من العهدين القديم والجديد إلى جانب عظات وشرح للأباء.
وبدأ الأقباط الصوم الكبير في 11 مارس الماضي، والذي تبلغ مدته 55 يوما، وينقسم الصوم الكبير، حسب طقس الكنيسة، إلى أسبوع الاستعداد، والأربعين يوما المقدسة، التي صامها السيد المسيح صوما انقطاعيا، "أى 7 أسابيع أو 7 آحاد" وتنتهي الأحد الموافق 5 مايو المقبل بعيد القيامة المجيد، على أن يكون الأحد الثامن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أسبوع الآلام أحد الشعانين الأقباط البصخة المقدسة خميس العهد البابا تواضروس يهوذا أسبوع الآلام السید المسیح
إقرأ أيضاً:
بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد القديسة ريتا بكنيسة الآباء الفرنسيسكان
ترأس غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، قداس عيد القديسة ريتا، شفيعة الحالات المستعصية، وذلك بكنيسة السيدة العذراء سيدة الكرمل للآباء الفرنسيسكان، ببولاق أبوالعلا.
عيد القديسة ريتاشارك في الصلاة القمص بيشوي فوزي، الوكيل البطريركي، والأب فريد كمال الفرنسيسكاني، راعي الكنيسة، وعدد من الآباء الكهنة، والرهبان والراهبات.
وألقى الأب البطريرك عظة الذبيحة الإلهية، مهنئًا جميع الحاضرين بعيد القيامة المجيد، الذي نعيشه دائمًا في سر الإفخارستيا، كما هنأهم أيضًا بحلول زمن الخمسين المقدسة، واقتراب الاحتفال بعيد الصعود المجيد.
وأشار صاحب الغبطة إلى الحياة الصعبة التي عاشتها القديسة ريتا، مؤكدًا أن القداسة هي مسيرة تدريجية نحو المشاركة في قداسة الله (القداسة الحقيقة)، كما أن الكتاب المقدس كله هو دعوة نحو الله القدوس"لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ." (1 بط 1: 16).
وأوضح غبطة البطريرك أن القداسة لا تعني عدم الخطية بل هي أن نسمح لنور الله، وعمله، ومشيئته بالتغلغل في داخلنا، لكي يطهر وينقي أفكارنا، وأفعالنا، وعلاقاتنا.
وشدد بطريرك الأقباط الكاثوليك أن القداسة تبدأ من داخل الأسر والعائلات، كما تأمل غبطته أيضًا في عدد المحطات من حياة القديسة ريتا، موضحًا كذلك بعض المفاهيم الصحيحة عن القداسة.
وفي ختام تأمله، طالب الأب البطريرك الحاضرين التضرع إلى القديسة ريتا، وأن نكون جميعنا شهودًا للمسيح القائم من بين الأموات.
وفي نهاية القداس الإلهي، قدم الأب فريد كمال كلمات الشكر والتقدير والامتنان إلى صاحب الغبطة، والآباء الكهنة، وجميع المشاركين في اليوم، معبرًا عن امتنانه لكافة الكنائس التي حرصت على حضور هذه المناسبة، شاكرًا أيضًا من ساهم في إنجاح هذا الاحتفال. تلا ذلك، تكريم بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك لجميع السيدات، والفتيات، اللواتي يحملن اسم ريتا، ومارجريت.
واختتم اليوم بتلاوة طِلبة القديسة ريتا، ثم شارك جميع الحاضرين في التطواف الاحتفالي بتمثال، وأيقونة القديسة ريتا، شفيعة الحالات والأمور المستعصية.