كشفت وثائق حكومية داخلية حصلت عليها شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية، أن إدارة الرئيس جو بايدن "تدرس استقبال بعض الفلسطينيين من قطاع غزة، كلاجئين في الولايات المتحدة".

وتظهر الوثائق، أن كبار المسؤولين في العديد من الوكالات الأميركية الاتحادية "ناقشوا خلال الأسابيع الأخيرة، التطبيق العملي للخيارات المختلفة لإعادة توطين فلسطينيين من غزة، والذين تربطهم علاقات عائلية مع مواطنين أميركيين أو مقيمين دائمين".

ويتضمن أحد هذه المقترحات، "استخدام برنامج قبول اللاجئين الأميركي المعمول به منذ عقود، لاستقبال الفلسطينيين الذين تربطهم علاقات بالولايات المتحدة، والذين تمكنوا من الفرار من غزة ودخلوا مصر"، وفقا لوثائق التخطيط المشتركة بين الوكالات.

وجاء في الوثائق، حسب الشبكة، أن كبار المسؤولين الأميركيين "ناقشوا أيضا إخراج المزيد من الفلسطينيين من غزة ومعاملتهم كلاجئين، إذا كان لديهم أقارب أميركيون"، موضحة أن هذه الخطط ستتطلب "التنسيق مع مصر التي رفضت حتى الآن استقبال أعداد كبيرة من سكان غزة".

مصر ترد على تقارير بناء "وحدات لإيواء الفلسطينيين" من غزة أعلنت مصر، الجمعة، نفيها "القاطع" لما أوردته بعض وسائل الإعلام الغربية بشأن مشاركتها في عملية تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، قائلة إن هذا الأمر "مرفوض تماما".

ووفق "سي بي إس نيوز"، فإن المؤهلين للسفر إلى الولايات المتحدة كلاجئين "سيخضعون لسلسلة من فحوصات الأهلية والفحوصات الطبية والأمنية، وسيتم توفير الإقامة الدائمة لهم، ومزايا إعادة التوطين مثل المساعدة في السكن، وطريق للحصول على الجنسية الأميركية".

ورغم أنه من المتوقع أن يكون عدد المؤهلين "صغيرا نسبيا"، فإن الخطط التي يناقشها المسؤولون الأميركيون "يمكن أن توفر شريان حياة لبعض الفلسطينيين الفارين من الحرب بين إسرائيل وحماس"، حسب الشبكة.

"مساعدة الضعفاء"

وفي بيان لشبكة "سي بي إس نيوز"، قال متحدث باسم البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة "ساعدت أكثر من 1800 مواطن أميركي وعائلاتهم على مغادرة قطاع غزة، وقد انتقل الكثير منهم إلى الولايات المتحدة".

وأضاف أنه "بناء على توجيهات الرئيس بايدن، سنواصل مساعدة بعض الأفراد الضعفاء بشكل خاص، مثل الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة، والأطفال الذين كانوا يتلقون العلاج من السرطان، وذلك لإبعادهم عن الأذى، وليتلقوا الرعاية في المستشفيات القريبة في المنطقة".

ومضى البيان بالقول إن الولايات المتحدة "ترفض بشكل قاطع أي إجراءات تؤدي إلى النقل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية أو إعادة رسم حدود غزة، وإن أفضل طريق للمضي قدما هو تحقيق وقف دائم لإطلاق النار من صفقة للإفراج عن الرهائن، والتي ستؤدي إلى استقرار الوضع وتمهيد الطريق لحل الدولتين".

"حل الدولتين وإقالة الحكومة".. هل يستجيب نتانياهو لمطالب بايدن؟ ظهرت الانقسامات بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إلى العلن، حيث أبرزت الرؤى المتعارضة للزعيمين لقطاع غزة ما بعد الحرب انقسامًا عميقًا بين الحليفين.

وتضغط الولايات المتحدة، إلى جانب الوسطاء مصر وقطر، من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس منذ السابع من أكتوبر.

كما تعمل الولايات المتحدة على زيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، عبر إنشاء رصيف بحري قبالة سواحل القطاع، إذ شدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، على ضرورة دخول المزيد من المساعدات الإنسانية لغزة، قائلا إنه سيقدم لقادة إسرائيل قائمة بالإجراءات التي ما زالوا بحاجة إلى اتخاذها لزيادة تدفق الشحنات.

"تحوّل في الممارسات"

وتمثل المقترحات الخاصة بإعادة توطين بعض الفلسطينيين كلاجئين، "تحولا في سياسة الحكومة الأميركية وممارساتها طويلة الأمد، حيث منذ بداية عام 1980، لم يتمكن برنامج اللاجئين الأميركي من إعادة توطين الفلسطينيين بأعداد كبيرة"، حسب "سي بي إس نيوز".

وعلى مدى العقد الماضي، أعادت الولايات المتحدة توطين أكثر من 400 ألف لاجئ فروا من العنف والحرب في جميع أنحاء العالم، من بينهم أقل من 600 فلسطيني.

وتظهر إحصاءات وزارة الخارجية الأميركية التي نقلتها "سي بي إس نيوز"، أنه في العام المالي 2023، "استقبلت الولايات المتحدة 56 لاجئا فلسطينيا، أو 0.09 بالمئة من أكثر من 60 ألف لاجئ أعيد توطينهم خلال الأشهر الـ12 (2023)".

بلينكن يشهد في الأردن انطلاق أول قافلة مساعدات إلى غزة عبر إيريز شهد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال زيارة إلى الأردن، الثلاثاء، انطلاق أول قافلة شاحنات أردنية محمّلة بالمساعدات ومتّجهة إلى قطاع غزة عبر معبر إيريز (بيت حانون) الذي أعادت إسرائيل فتحه. 

وحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فإن هناك 5.9 ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الوكالة حول العالم للاستفادة من خدماتها، فيما تستضيف الدول المجاورة للضفة الغربية وقطاع غزة لاجئين، في مقدمتهم الأردن بنحو 2.4 مليون لاجئ.

واندلعت الحرب إثر الهجوم الذي شنته حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) في 7 أكتوبر على إسرائيل، الذي أسفر عن مقتل نحو 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، حسب أرقام رسمية إسرائيلية.

كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.

وأدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 34500 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة قطاع غزة من غزة

إقرأ أيضاً:

الجيش الأميركي يدرس تفكيك الرصيف العائم بسبب الطقس

واشنطن (وكالات)

أخبار ذات صلة «الأونروا»: أطفال غزة يدفعون ثمناً باهظاً بسبب القيود الإسرائيلية واشنطن تفرض عقوبات على مجموعة إسرائيلية متطرفة

قال مسؤول أميركي، أمس، إن الجيش الأميركي قد يفكك الرصيف المؤقت المثبت على شاطئ غزة، وينقله إلى ميناء أسدود كإجراء وقائي؛ نظراً للأحوال الجوية وحالة البحر.
وكانت وسائل إعلام أميركية قالت إن الجيش الأميركي يدرس تفكيك الرصيف العائم وإعادته إلى إسرائيل وسط مخاوف من أن الأمواج العاتية قد تكسره مرة أخرى بعد أيام فقط من استئناف عمليات تسليم المساعدات.
وستكون هذه هي المرة الثانية في غضون أسابيع التي يتم فيها إعادة نظام الرصيف إلى ميناء أسدود الإسرائيلي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، انهار الرصيف وتعرض لأضرار، وكان لا بد من سحبه إلى أسدود لإجراء إصلاحات استغرقت أكثر من أسبوع. 
ونقل إلى غزة الأسبوع الماضي واستأنف عملياته، السبت الماضي، لكنه اضطر للتوقف مرة أخرى بسبب أمواج البحر العاتية يومي الاثنين والثلاثاء.
وحتى الآن، اُسْتُخْدِم الرصيف لنقل آلاف الأطنان من المساعدات إلى غزة، لكن قدرة الرصيف على العمل بفعالية تعتمد بشكل كبير على الظروف البحرية المواتية.
وقال المسؤولون، أمس الأول، إن التوقعات الحالية تشير إلى أن المياه ستكون هائجة الجمعة وحتى عطلة نهاية الأسبوع، إذ إن ظروف البحر في شرق البحر الأبيض المتوسط ستزداد سوءاً مع اقتراب الخريف والشتاء.
وعُلِّقَت عمليات توزيع المساعدات التابعة لبرنامج الأغذية العالمي على الرصيف لأيام عدة، وتراكمت المساعدات في منطقة التجمع على الشاطئ في غزة، حسبما قال مسؤولون هذا الأسبوع.

مقالات مشابهة

  • موقع أميركي: التورط في دعم إسرائيل يعمق عزلة الولايات المتحدة
  • صحيفة روسية: أميركا تستعد بالقانون والتجنيد لحرب كبيرة
  • “إسرائيل”على شفا مرحلة جديدة من عدم الاستقرار السياسي
  • الكونغرس الأميركي يقترح على بادين الاهتمام بالتبت
  • إسرائيل على شفا مرحلة جديدة من عدم الاستقرار السياسي
  • الجيش الأميركي يدرس تفكيك الرصيف العائم بسبب الطقس
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على منظمة تساف 9 الإسرائيلية
  • رجل أعمال مقيم في الصين يقر بسرقة أسرار صناعية تخص تسلا
  • استشهاد تسعة فلسطينيين قي قصف للاحتلال الإسرائيلي على غرب مدينة غزة
  • بايدن وزيلينسكي يوقعان اتفاقية أمنية لـ10 سنوات.. هذه البنود