الجزائر – فجرت فرنسا في 1 مايو عام 1962 القنبلة النووية السادسة من بين ما مجموعه 17 تجربة نووية أجرتها في الجزائر بين عامي 1960 – 1966.

تلك التجارب وصفها بيان صدر عن أساتذة جامعيين جزائريين وخبراء في القانون الدولي في فبراير الماضي في الذكرى الرابعة والستين لأول تفجير نووي فرنسي في الجزائر، بأنها بمثابة “جرائم مستمرة”، لا تزال انعكاساتها وتأثيراتها النووية قائمة حتى الوقت الحالي على الإنسان والحيوان والنبات.

الأساتذة الجامعيون والخبراء الجزائريون لفتوا في ذات المناسبة إلى أن المنطقة التي جرت بها التفجيرات النووية الفرنسية جعلتها “محرمة”، نتيجة للإشعاعات النووية المتواجدة بها، وبالنظر أيضا إلى “مختلف الأورام السرطانية التي يعاني منها السكان والقوافل التجارية التي تعبر المنطقة”.

الأكاديمي الجزائري المتخصص في التاريخ والآثار عبد السلام كمون، وصف التجارب النووية الفرنسية في الجزائر بأنها “جريمة مكتملة الأركان”، لأنها “استعملت التكنولوجيا لأغراض دنيئة”، لافتا في نفس الوقت الى أن تأثير التجارب النووية المدمر امتد عبر الأجيال.

وزير شؤون المحاربين القدامى الجزائري السابق طيب زيتوني كان اتهم فرنسا في عام 2021، بأنها رفضت نشر خرائط تظهر مواقع دفن النفايات المشعة أو الكيميائية التي لم يتم اكتشافها حتى الآن، مضيفا أن “الجانب الفرنسي من الناحية الفنية لم يتخذ أي إجراء لتنظيف المنشآت وتعويض الضحايا”.

فرنسا تعد الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي تمتلك أسلحة نووية وهي تحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث العدد بعد روسيا والولايات المتحدة.

مؤرخون وخبراء مختصون بصفون التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية بأنها من بين أسوأ الجرائم التي اقترفتها باريس على مدى 132 عاما من احتلالها لهذا البلد.

الاختبارات النووية الفرنسية كانت أدت إلى وفاة البشر والحيوانات والنباتات وتسببت في تلوث مئات الآلاف من الكيلومترات المربعة من أراضي الصحراء الجزائرية وحتى أماكن أخرى أبعد. بعض الخبراء يؤكدون أن التساقط الإشعاعي لم يقتصر فقط على الصحراء، بل انتشر عبر إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.

عن هذا الأمر قال الراحل العالم الجزائري العراقي في الفيزياء النووية عبد الكاظم العبودي: إن التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر والتي ستمتد في تلوثها الاشعاعي وقتلها الصامت وأمراضها المسرطنة وعقمها للساكنة إلى مدى 24 مليار سنة أي بعمر نصف العمر الزمني لإشعاع عنصر البلوتونيوم، مادة التفجير النووية الأساسية لأغلب التفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية والتي تصل الى حدود 58 تفجيرا نوويا عسكريا وعشرات التجارب التي وقعت في مناطق اينيكر وحمودية وقد شملت مساحات وأجواء تعادل مساحة نصف أوروبا”.

هذا العالم الذي ولد في محافظة ميسان بالعراق عام 1947 وتوفى في مدينة وهران في الجزائر عام 2021، كان قدر عدد الضحايا الجزائريين الذين قضوا بسبب التجارب النووية الفرنسية بـ 60 ألف شخص.

باحثون كانوا رصدوا زيادة حادة في الإصابة بالسرطان والاضطرابات الوراثية والإجهاض والولادة المبكرة وتشوهات الأجنة في الجزائر.

لم يقتصر التأثير المدمر للتجارب النووية الفرنسية الـ 17 على البشر والحجر في الجزائر، وحملت سمومها الرياح إلى فرنسا نفسها. في عامي 2021 – 2022، انتشرت أنباء تقول إن رياحا قادمة من الصحراء الجزائرية حملت معها إلى أوروبا وبشكل خاص فرنسا، رمالا تحتوي على النظير المشع، السيزيوم 137.

التجربة النووية الفرنسية الأخيرة في الصحراء الجزائرية، جرت في 16 فبراير عام 1966، وبحلول يوليو من نفس العام نقلت فرنسا تجاربها النووية إلى بولينيزيا الفرنسية في منطقة المحيط الهادئ.

فرنسا تواصل التملص من مسؤولياتها عن المضاعفات القاتلة والكارثية لتجاربتها النووية في الجزائر، وهي تمتنع عن المصادقة على معاهدة حظر الأسلحة النووية المعتمدة من قبل الأمم المتحدة في عام 2017، لأنها تلزم الدول المعنية بتقديم المساعدة لضحايا استخدام أو اختبار الأسلحة النووية علاوة على العمل على تنظيف البيئة في المناطق الملوثة.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الصحراء الجزائریة النوویة الفرنسیة التجارب النوویة الفرنسیة فی فی الجزائر

إقرأ أيضاً:

“حشد” تدين جريمة القرصنة الصهيونية بحق سفينة “مادلين”

الثورة نت /..

أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) بأشد العبارات، جريمة القرصنة البحرية التي نفذتها قوات العدو الصهيوني بمحاصرة السفينة “مادلين” التي تحمل على متنها 12 من نشطاء السلام وحقوق الإنسان الدوليين، إضافة لمساعدات إنسانية كانت متجهة إلى قطاع غزة.

وأكدت الهيئة، في بيان أن الزوراق الحربية لجيش العدو الإسرائيلي حاصرت فجر اليوم، السفينة “مادلين” في المياه الدولية، وجرى التشويش على الاتصالات فيها وإلقاء مادة بيضاء من قبل طائرة مسيرة قبل اقتحامها والطلب من النشطاء على متنها رفع الأيدي والرضوخ لعملية الاعتقال التعسفي، وفقًا لآخر الصور والفيديوهات التي نقلها النشطاء على متنها قبل انقطاع الاتصال بهم.

وعبرت عن أملها بالسلامة لكل النشطاء الشجعان على متن السفية “مادلين”، الذين يمثلون عمق الالتزام الإنساني الرافض لجرائم الحصار والإبادة والتجويع، والذين بادروا نيابة عن العالم بالتحرك لإيصال رسالة برفض الصمت والعجز الدولي، رغم المخاطر التي من الممكن التعرض لها، في ظل تهديدات متكررة من العدو الإسرائيلي باعتقالهم والاعتداء عليهم، وقطر السفينة إلى ميناء اسدود في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ودعت “حشد” دول العالم والمنظمات الدولية للتحرك لحماية النشطاء وضمان الكشف عن مصيرهم وصولًا للإفراج عنهم.

وطالبت المجتمع الدولي بإدانة جريمة القرصنة البحرية التي ترقى لمستوى جريمة حرب تتعارض مع قواعد القانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان، وتدابير محكمة العدل الدولية.

وأكدت الهيئة الدولية على ضرورة ضمان مواصلة التحرك الجاد لوقف الإبادة الجماعية وفتح ممرات إنسانية برية وبحرية وجوية لإيصال المساعدات الإنسانية، ومقاطعة وفرض العقوبات على العدو ومحاسبة قادته وجنوده أمام القضاء الدولي.

وبدعم أميركي وأوروبي، يرتكب جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 54,927 مواطنا فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 126,615 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • المغرب يدين استغلال الجزائر قضية الصحراء سياسيا على حساب الاستقرار الإقليمي
  • لأول مرة.. اجتياز امتحانات البكالوريا في الثانوية الفرنسية بالعيون
  • شقير: موقف حزب "أم كاي" يعكس أن دعم الجزائر لأطروحة الانفصال في تنافسها مع المغرب أصبح لا يخدم مصالح إفريقيا
  • برلماني: احتجاز السفينة مادلين جريمة مكتملة وآن الأوان لكسر حصار غزة
  • “حماس”: استهداف المجوّعين قرب مراكز توزيع المساعدات بغزة جريمة حرب
  • تلميذ يقتل “مشرفة تدريس” طعنًا أمام إحدى المدارس الفرنسية.. والدوافع مجهولة
  • انطلاق القمة العالمية للمحيطات بمدية نيس الفرنسية
  • “حشد” تدين جريمة القرصنة الصهيونية بحق سفينة “مادلين”
  • رئيس حزب الاتحاد: الاستيلاء على مادلين جريمة قرصنة مكتملة الأركان
  • مصور “درون” يكشف عن مشهد مهيب في قلب صحراء لوط بإيران (فيديو)