موقع النيلين:
2025-05-11@13:39:40 GMT

الصفوة والمكشن بلا بصل

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT


من غضب الله علينا أن الصفوة (وهذا ما يسمي خريجو المدارس والمهنيون أنفسهم) طالقة لسانها في الآخرين ولم تجد بعد من يطلق لسانها فيها بصورة منهجية. فهي تصف جماعات غمار الناس ب “الأمية” أو “البدائية” أو “المتخلفة” أو بالمصابة ب “الذهن الرعوي” أو “ببله الريف” أو انها “مستعربة” أو “متأسلمة”. واحتكرت حق تبخيس الآخرين أشياءهم.

واحتكرت حتى نقدها لنفسها، ولكن برفق. فهي “فاشلة” أو “مدمنة الفشل” بما يشبه التوبيخ على حالة عارضة تلبستها وستخرج منها متى صح منها العزم.

وقليلاً ما عثرت على نقد للصفوة تخطى ما تواضعت عليه من الرأفة بنفسها والعشم في صحوتها إلى نقد جذري يطال “فشلها” بالنظر إلى اقتصادها السياسي: إلى مناشئها الثقافية والاجتماعية ومنازلها من العملية الإنتاجية. وأسعدني أن قرأت قبل أيام بهذه الجريدة للأستاذ محمد الغبشاوي كلمة قاطعة “أدت” الصفوة في “التنك”. فوصفها بأنها مصابة بأمرين. فهي “فاقد التياع” من جهة وتعاني من “فائض استتباع” من الجهة الأخرى.

يقصد الغبشاوي بمفهوم “فاقد التياع” ما حاولته أنا أكثر من مرة هنا بقولي إن الصفوة خلو من الحمية. وهي ترجمتي ل “باشون passion” الإنجليزية. وأعتقد أن الغبشاوي وقع على التعريب الأوفق للكلمة. فقد أفرغ الغرب الصفوة في مدارسه وبقدوته من كل شغف بأهلها وثقافتهم وأطلق لسانهم فيهم “يا بدائي” “يا أمي” يا “متخلف” يالفعلتك يا التركتك. كنت أستغرب مثلاً لماركسي يقول، تأسياً بلينين، إن الأمي خارج السياسة وحزبه في قيادة معظم نقابات العمال واتحادات المزارعين التي قوامها أميون. أو تسمع من يقول لك “بالله الحاردلو دا لو قرأ كان بدّع”. وكأن ما قاله الحاردلو شفاهة ناقص.

قال الغبشاوي إن فقدان الالتياع يخلي وجدان الصفوة من الإبداع. فمن أين يأتيها ولماذا طالما “ألغت الأمة”. فأنظر كيف وصلنا إلى فشل الصفوة وعقمها وإدمانها ذلك بطريق جذري يقلب مناضد الصفوة كلها في وجها ويرجعها إلى منصة التأسيس. وبؤس الالتياع مما أخذته النظم الشيوعية في الصين وكمبوديا على الصفوة وعالجته ب”سخرة” إعادة التربية. وهي تفويج الصفوة إلى الريف لاستئصال شأفة نشأتهم الغربية بين الفلاحين الموصوفين ب”الأصالة” والكدح. وبالطبع أبعد رفاقنا النجعة وأورثونا مذمة. بل حاوله تمبل باي، رئيس وزراء تشاد الأسبق، ذلك بإخضاع كل الخدمة المدنية لطقس أفريقي تقليدي شديد القسوة ليعود بهم إلى “التشادوية”.

أما فائض الاستتباع فهو فرط قبول الصفوة ل”الوصاية الشقراء” أي الغربية البيضاء في عبارة الغبشاوي. فهم بعد إلغاء الأمة صاروا عالة على الغرب وفكره وأنساقه. وللاختصار فقد أخذ على الصفوة المسلمة أنها لم تكتشف تجربة العالم البنغلاديشي محمد يونس (صاحب كتاب عالم بلا فقر) في التمويل الأصغر إلا بعد أن “هرَّج” بها البنك الدولي. وهو البنك الذي يفلق ويداوي. فالبنك كتب الفقر على غالبية سكان العالم الثالث بسياسته المعروفة بالإصلاح الهيكلي (والخصخصة منه) ثم جري يغطي سوءته بمثل التمويل الأصغر.

ولاحظت أن الغبشاوي يقرأ لغير ما اتفق لأكثر صفوتنا في أحسن الأحوال من مثل ماركيز وأمل دنقل ومنصور خالد ومحجوب شريف والجابري. فهو يقرا بنظر لمّاح لجلال أمين ورمزي زكي (تحديث الفقر وتنمية التخلف) وللمهدي النجرة (الإهانة في عهد الميغا) ولم أعرف عن الأخيرين من قبل. إنه يقرأ المظان الحسان.

قال الأستاذ صلاح فرج الله إن صفوتنا عالة على الواقع. وهذا قريب من قول بريخت: “تنشئة المثقفين عملية طويلة وشاقة. وهي مما يمتحن الجماهير ويعيل صبرها”. فإذا أدمنت الصفوة الفشل واستمرأته خرج عليها مثل بول بوت الكمبودي و “وراها المكشن بلا بصل”.

عبد الله علي إبراهيم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

???? إنجازات عبد الله حمدوك في السودان

– الدكتور عبدالله آدم حمدوك رئيس الوزراء المستقيل أول رئيس وزراء دوله في العالم يتلقى راتبه وراتب فريق مكتبه من الاتحاد الاوربي ( يعني كان عميل على عينك يا تاجر )

– حمدوك هو من خاطب مجلس الأمن لارسال بعثة أممية متكاملة للمساعدة و المشاركة في إدارة الفترة الانتقالية (وضع البلاد تحت الوصاية الدولية) !!

– قام حمدوك بدفع 390 مليون دولار للحكومة الأمريكية تعويضا لضحايا المدمرة كول، تم شراء المبلغ من السوق المحلي !! علماً بأن القضاء الأمريكي كان قد برأ السودان من هذه التهمة .
– الخبير الاقتصادي عبدالله حمدوك هو من نجح في اقناع راعي الابل حميدتي برئاسة اللجنة الاقتصادية !! ( ثم عين نفسه نائباً له )

– نجح حمدوك في تعطيل الجامعات لأربعة سنوات هي مدة حكومتيه الاولي والثانية،وذلك حتي يتفرغ الطلاب للتتريس عوضا عن التدريس .
– رفع حمدوك سعر الدولار من 60 الي 600 في أقل من عامين .

– رفع حمدوك سعر الخبز من جنيه الي خمسين جنيها، لأن حاضنته السياسية لم تسلمه برنامجا اقتصاديا ( علماً بأن الثورة إندلعت في السودان بسبب رفع الإنقاذ لسعر الخبز من نصف جنيه إلى جنيه واحد ) قام الخبير الإقتصادي حمدوك برفع سعر الخبز خمسيناً ضعفاً ( و هو قاعد ياكل باسطة )

– رفع حمدوك سعر لتر البنزين من 20 جنيهاً في زمن الإنقاذ إلى 600 جنيه ( مره واحده ) قال عشان الناس ما تركب من أمدرمان و تمشي تشرب شاي في الكلاكله ( و هو بيشرب شاي بالكيك )

– حمدوك رجل المنظمات الدولية يحمل جوازاً أجنبيا غربياً ذلك مما يسهل عملية إختراق تلك الدول و المجتمعات للسودان .

– مكن في عهده سفراء دول الترويكا والاوربيين من الدخول الي مكامن مجلس الوزراء والاطلاع علي كل ملفات الدولة، و كانوا يصولون و يجولون في السودان كأنهم الحكام الحقيقيين ، حتى إنهم كانوا يجلسون مع ستات الشاي في الكلاكلة التي جننت حمدوك . علماً بأنه لم يكن مسموحاً في عهد الإنقاذ لأي دبلوماسي أجنبي التحرك خارج دائرة قطرها 25 كيلومتر من مركز الخرطوم إلا بإذن خاص من وزارة الخارجية و غير مسموح لهم بمقابلة المواطنين السودانيين أو إقامة أي تجمعات خارج نطاق سفاراتهم و بما يتعارف عليه في العرف الدبلوماسي ( و لكن يبدو أن حمدوك لا يفرق بين العرف الدبلوماسي و عرف الديك الرومي )
– تمكنت الاستخبارات الاجنبية في عصر حمدوك من اختراق كل الاجهزة المحلية و بتسهيل من مكتب حمدوك .

– حمدوك أول رئيس وزراء في العالم يعين مسشارية للنوع لتقنين الشذوذ الجنسي . و قام بتسليم مقر جمعية القرآن الكريم بعد حلها إلى الشاذين حنسياً لممارسة اللواط و السحاق.
– قام حمدوك بتعيبن ملحد لا يؤمن بالله وزيراً للتربية و التعليم .

– قام بتعيين القراي و شرع في تغيير المناهج بمنع تدريس القرآن في المدارس و قام بوضع صورة لرجلٍ (عريان) و قال : هذا هو الله ( تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا ).
– شرع في إصدار قوانين تمنع ولاية الرجل على أطفاله بل و صدرت قوانين تسمح للأطفال بالسفر خارج السودان دون موافقة الوالد.

– قام بمنع أطفال و شباب الولايات من السفر إلى الخرطوم أو همشكوريب للإنضمام لخلاوي تحفيظ القرآن الكريم .

– قام بتعيين مرتد من أصل غير سوداني و يحمل جواز سفر أجنبي وزيراً للعدل و شرع في تغيير قوانين الأسرة و كل ما له علاقة بالإسلام .

– بعد تقنينه للواط و السحاق أكد ( وزير عدله ) أن الخمر ليست حرام عند السودانيين و أن السودانيين يشربون ( المريسه ) عادي لأنها جزء من موروثات السودانيين فقام السودانيون بتسميته ( مريسة ) و هو نفس الشخص الذي يترافع هذه ضد السودان الآن في محكمة العدل الدولية و هو نفس الشخص الذي ضبط متلبساً و هو يجتمع مع القوني الأخ الأصغر لحميدتي في لندن .

– حمدوك كان ولايزال مشروعاً أجنبياً خالصاً ، وقد نجح في تنفيذ معظم مطلوبات دافعي رواتبه، من تفكيك كثير من القيم والثواب والقوانين، ويعاد الان انتاجه مجددا من قبل مجموعة ( قحت – تقدم – صمود) الممولة كليا من قبل المنظمات الأجنبية حسب إفادة رشا عوض و جعفر سفارات .

– اللهم عليك بحمدوك و شلته فقد عين الملحدين لتغيير وجه السودان المسلم المؤمن للسودان العلمانى و شجع المثلية و نبذ الأبوية و شجع الشباب على الإلحاد بك و سرق و نهب و خان و غدر و خرب و دمر و كان سبباً رئيساً فى الحرب و هجرة ما لايقل عن عشرة ملايين سودانى من ديارهم و أشغالهم و لجوء أكثر من إثنين مليون سودانى خارج الوطن هروباً من الإهانة و القتل و الإغتصاب و نتيجة أفعاله للأسف فقدان أكثر من ١٥ ألف سيدة و فتاة و قاصر من أهليهم و فتح أسواق نخاسة و رق بدارفور و تشاد .
– أيها الشعب السودانى الكريم هذا النجس فعل فيكم كل ذلك و أكثر .

** متداول

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لا أشعر بحنان أمي وابي فهل أنا السبب؟
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • ???? إنجازات عبد الله حمدوك في السودان
  • قواعد من الحياة
  • في العمق
  • كاريكاتير.. هكذا هم أبواق مرتزقة العدوان قبحهم الله
  • ماذا يحب الله تعالى ؟.. علي جمعة يجيب
  • وحي من الوحي
  • العبادة والقيادة
  • عبد الله زار قائد الجيش