شهد قسم الأديان والمذاهب بكلية ‏الدعوة الإسلامية بالقاهرة، جامعة الأزهر، مناقشة رسالة  الدكتوراة المقدمة من الباحث عمرو عبد الحميد راغب الشال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والتي جاءت تحت عنوان: "تشريعات المواريث والوصية في التلمود عرض ونقد".

وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من الأستاذ الدكتور حسن صلاح الصغير، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، ‏جامعة ‏الأزهر، رئيس أكاديمية الأزهر للتدريب، والأمين العام السابق لهيئة كبار العلماء، "مناقشًا خارجيًا"، والأستاذ الدكتور مصطفى مراد صبحي، أستاذ الأديان والمذهب بكلية الدعوة الإسلامية، جامعة الأزهر "مناقشًا داخليًا"، والأستاذِ الدكتور محمد عمر، خالد أستاذ الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية، جامعة الأزهر "مشرفًا"، والأستاذِ الدكتور أحمد الإمام إبراهيم، أستاذ الأديان والمذاهب المساعد بقسم الأديان والمذاهب بكلية ‏‏الدعوة الإسلامية بالقاهرة - جامعة الأزهر "مشرفًا مشاركًا".

وقال الباحث: إن أحكام المواريثِ والوصيةِ من الموضوعاتِ التي اهتمَّت بها الشرائعُ الدينيَّةُ منذُ فجرِ التاريخِ، وكان لمعظَمِ الأممِ القديمةِ تشريعاتٌ تنظِّمُ انتقالَ المالِ من جيلٍ إلى جيلٍ، حيث إنَّ الميراثَ والوصيَّةَ من الأسبابِ الناقلةِ للمِلكيَّة.

وتابع، مِنَ الشرائعِ التي اهتمَّت بأحكامِ المواريثِ والوصيةِ الشريعةُ اليهوديَّةُ، حيث وردت أحكامُهما في التَّلْمودِ بشيءٍ من التفصيلِ والتوضيحِ، وذلك في الفصلين الثامنِ والتاسعِ من المبحثِ الثالثِ، من القسمِ الرابعِ: "الأضرار".

وأوضح الباحث أن قسمُ الأديانِ والمذاهبِ بكليَّةِ الدعوةِ الإسلاميَّةِ تبنَّى سلسلةَ دراساتٍ حولَ التَّلمودِ بعد ترجمتِه للعربيَّةِ، ودراستي المعنونُ لها: "تشريعاتُ المواريثِ والوصيةِ في التَّلمودِ عرضُ ونقدُ" واحدةُ من هذه السلسلةِ.

وأشار الباحث إلى أن أهميةُ هذه الدراسةِ تكمنُ في كونِ التلمودُ يحتلُ المكانةَ العظمى في التراثِ اليهوديِ؛ حيث يعدُّ المصدرَ الثاني بعد التوراةِ، ومنهم من يقدِّمُه عليها، فعملتُ على استخلاصِ الجانبِ التشريعيِ المتعلقِ بالمواريثِ والوصيةِ، بكُلِّ أمانةٍ وحَيْدَةٍ، وفقًا لمنهجيةِ الدراسةِ وأخلاقياتِ البحثِ العلميِ، وعقدتُ مقارنةَ بين التشريعِ التَّلموديِ والتشريعِ الإسلاميِ؛ للوقوفِ على معالمِ التميزِ والهيمنةِ فيما جاء به الإسلامُ.

وقد خلُصَتِ الدراسةُ إلى أن التَّلمودَ عملُ بشري، لم يقفْ عندَ حدودِ كونِه شرحًا لأحكامِ التوراةِ وتأكيدًا لما جاء فيها من تعاليمَ.
فالتلمودُ يفرضُ سلطتَه على النصِ التوراتيِّ ويجعلُه تابعًا له عمليًّا، ويحكمُ على التوراةِ غالبًا، ولا تحكمُ التوراةُ عليهِ.

كما تبيَّنَ من خلالِ الدراسةِ أنَّ الإسلامَ قد جاءَ بما يحققُ العدالةَ المطلقةَ بين الورثةِ، وبما يكفلُ لكلِ ذي حقٍّ حقَّهُ، مما يقرِّرُ أنَّ الإسلامَ هو المصدقُ والمهيمنُ على ما عداه.

وتبيَّن من خلال البحث أن التلمود قد استقلَّ بتشريع أحكام لم تتعرَّض لها التوراة، منها: أحكام الوصيَّة، وأحكام التصرُّف في مرض الموت، وأحكام الإنفاق على الورثة من التركة قبل تقسيمها، وأحكام نماء التركة بفعل بعض الورثة، وميراث من أُقِرَّ له بنَسَب، وميراث الهدمَى، وميراث الخُنثَى، فلم يقف الباحث على نصوص توراتيَّة تتناول هذه التشريعات، وهذا دليل واضح على أن التلمود يستقلُّ بإنشاء الأحكام التشريعيَّة، ولا يقف عند كونه شرحًا لما جاء في التوراة.

كما تبين أن سلطة علماء الدين عند اليهود تتسع لتشمل إنشاء الأحكام الدينية، وتكون في قوة ما جاء في التوراة، فليست مقيدة بالاجتهاد في حدود النصوص الدينية فقط، بل تتجاوزها ويكون لها ما لنصوص التوراة من وجوب الطاعة.

ومن خلال بيان موقف الإسلام من التشريعات التلمودية المتعلقة بالميراث والوصية تبين أن الإسلام جاء بما يحقق العدالة بين الورثة، وما يكفل لكل ذي حق حقه، حيث اشتمل على نوعٍ من الإرث هو الإرث بالفرض، ويرث به عددٌ من الورثة فيأخذون نصيبَهم المقدَّر شرعًا، ثم يكون الباقي للوارثين بالتعصيب إن وُجدوا، في حين لا يوجد في التشريع التلمودي فروض مقدَّرة، وإنما يحوز الوارث التركة عند الانفراد، وإذا كان هناك مَن يشاركه الميراث فإن التركة تقسَّم بينهم على عدد رؤوسهم، باستثناء الابن البكر فإنه يأخذ حصةً مضاعفةً.

وأن الإسلام قد أنصف المرأة وجعل لها حقا ثابتا في الميراث، وأنه لا يقر ما انتهت إليه التشريعات التلمودية من انتقاص حق المرأة في بعض الحالات، ومنعها حقها في حالات أخرى.

IMG-20240504-WA0230 IMG-20240504-WA0228 IMG-20240504-WA0226 IMG-20240504-WA0232 IMG-20240504-WA0227

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأستاذ الدكتور اكاديمية الأزهر للتدريب أكاديمية الأزهر الدعوة الإسلامية الدعوة الإسلامیة جامعة الأزهر IMG 20240504 فی الت ما جاء

إقرأ أيضاً:

تسليم كسوة الكعبة.. تقليد سنوي يجسد قدسية أقدم بيت في الإسلام

وسط أجواء مفعمة بالإيمان والتاريخ، شهدت مكة المكرمة اليوم لحظة استثنائية تجسد روحانية المكان وقدسية بيت الله الحرام، حيث قام الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتسليم كسوة الكعبة المشرفة لسدنة بيت الله الحرام.

هذا الحدث العريق جرى بحضور وزير الحج والعمرة توفيق الربيعة، وكبير السدنة عبد الملك بن طه الشيبي، في مراسم رسمية مهيبة كشفت عن تفاصيل صناعة الكسوة الجديدة التي أبدعها الحرفيون في مجمع الملك عبد العزيز.

وبحسب وسائل إعلام سعودية، كسوة الكعبة هذا العام ليست مجرد ثوب، بل تحفة فنية من الحرير الطبيعي الأسود اللامع، يبلغ ارتفاعها 14 مترًا، ويزينها حزام من 16 قطعة مزخرفة بزخارف إسلامية بديعة، بطول 47 مترًا وعرض 95 سنتيمترًا، تعكس أصالة الفن الإسلامي وعظمته.

ووفق المعلومات، الكسوة الجديدة ستزين أقدس بقعة على وجه الأرض مع بداية العام الهجري 1447، لتجدد العهد والهيبة في قلب العالم الإسلامي، وتؤكد مرة أخرى مكانة المملكة العربية السعودية كحامية للحرمين الشريفين ومهد الإسلام.

يذكر أن كسوة الكعبة هي الغطاء الفاخر الذي يُلبس للكعبة المشرفة كل عام في بداية العام الهجري الجديد، وتعتبر من أقدس وأهم الرموز الدينية في الإسلام، وتُصنع الكسوة من الحرير الأسود الفاخر المطرز بخيوط ذهبية وفضية، وتزينها آيات قرآنية مزخرفة بخطوط إسلامية فنية مميزة.

وتتم صناعة الكسوة في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة في مكة المكرمة، حيث يتم العمل عليها بحرفية عالية ودقة متناهية عبر مراحل تشمل تجهيز الأقمشة، التطريز اليدوي، والتجميع النهائي، وتُلبس الكسوة على الكعبة المشرفة في غرة شهر محرم من كل عام، ضمن مراسم دينية وروحانية تليق بمكانة بيت الله الحرام، وتُعدّ عملية تبديل الكسوة تجديدًا لستر أقدس موقع في الإسلام، وتعبر عن التقدير والاحترام والولاء لله تعالى.

وتبديل كسوة الكعبة المشرفة هو حدث ديني سنوي هام في العالم الإسلامي، يُقام في غرة شهر محرم، أول أيام العام الهجري الجديد، ويُعد هذا التقليد من أقدم الطقوس الإسلامية وأكثرها قداسة، حيث يُعبّر عن تجديد البركة والاحترام للبيت الحرام.

مقالات مشابهة

  • الإسلام يتصدر النمو العالمي.. ربع سكان العالم مسلمون والمسيحية تتراجع بهدوء
  • وليامز تناقش كتابها الجديد حول ليبيا في ندوة دولية حول السلام والمصالحة
  • ما هي أهداف الحرب في الإسلام وشروطها؟ .. علي جمعة يجيب
  • نصرة الإسلام تدعو لحكم بالشريعة في مالي وتتوعد الروس بعد انسحاب فاغنر
  • العالم يتغير بسرعة مرعبة: الإسلام يزحف بقوة.. والمسيحية تتراجع.. وديانات تختفي!
  • مختصون لـ"الرؤية": تطوير القوانين ضروري لدفع عجلة التنمية.. و"السيادة الرقمية" تتطلب استحداث تشريعات جديدة  
  • تعليمية الداخلية تناقش الاستعداد للبرنامج الصيفي تواصل ونماء
  • التربية تناقش الإجراءات اللازمة لضمان سير الامتحانات العامة بشكل نزيه ومنتظم
  • حاخامات إسرائيل ينقسمون على قانون التجنيد ويدعون لحل البرلمان
  • تسليم كسوة الكعبة.. تقليد سنوي يجسد قدسية أقدم بيت في الإسلام