حماس: قرار الاحتلال بحق قناة "الجزيرة" انتهاك فاضح لحرية الصحافة
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
غزة - صفا
أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يوم الأحد، بشدة قرار حكومة الاحتلال بمنع قناة "الجزيرة" من العمل والتغطية الصحفية، وأكدت أنّ هذا القرار انتهاك فاضح لحرية الصحافة وإجراء قمعي وانتقامي من دور القناة في فضح جرائم الاحتلال.
وقالت حماس، في تصريحٍ وصل وكالة "صفا":"قرار المجرم نتنياهو وحكومته النازية إغلاق مكتب قناة الجزيرة ومنعها من العمل والتغطية الصحفية؛ هو انتهاك فاضح لحرية الصحافة، وإجراء قمعي وانتقامي من دور قناة الجزيرة المهني في فضح جرائم الاحتلال وانتهاكاته التي يرتكبها جيشه النازي المجرم ومستوطنوه الإرهابيون ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة".
وأشارت إلى أنّ هذا القرار "يأتي تتويجًا للحرب المعلنة ضد الصحفيين الذين يتعرضون لإرهاب صهيوني ممنهج بهدف إخفاء الحقيقة".
وأكدت أنّ "استهداف الاحتلال لقناة الجزيرة، والتضييق على موظفيها إلى حد الشروع بالقتل، كما حدث مع الشهداء شيرين أبو عاقلة، وحمزة الدحدوح، وسامر أبو دقة، وقمع كافة الصحفيين وقتلهم بشكلٍ متعمد، حتى بلغ عدد الشهداء منهم 141 صحفياً في قطاع غزة خلال 7 أشهر، يكشف زيف ادعاء الكيان المحتل بحرية الصحافة والعمل الصحفي، وهو ما يشكل انتهاكاً جسيماً وقمعاً للحريات".
وشدّدت حماس على أنّ قرار الاحتلال بحق الجزيرة "يستدعي وضع الكيان على رأس القائمة السوداء للدول والكيانات التي تمارس الإرهاب والتضييق على العمل الصحفي".
ودعت الحركة "المؤسسات الحقوقية والصحفية الدولية إلى إدانته، واتخاذ إجراءات عقابية ضد الكيان الصهيوني، بما في ذلك إلغاء عضويته في المؤسسات والتجمعات الصحفية الدولية كخطوة لإجبار هذا الكيان المارق على احترام العمل الصحفي، وعدم التعرّض للصحفيين الذين يواصلون دورهم ورسالتهم في كشف الحقيقة وخدمة الإنسانية".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الاقصى قناة الجزيرة حركة حماس اغلاق قناة الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لقمة الدم
أيسمح أو لا يسمح لرفاقه ونفسه أن يتغذوا خبزًا مغموسًا بدم الحبيبة؟
– عن قصة «خبز الفداء»، سميرة عزام.
من أكثر الصور إيلامًا في المجزرة المستمرة في غزة منذ أكثر من ستمئة يوم، مشهدُ إطلاقِ جيش الاحتلال المجرم النارَ على الفلسطينيين الجوعى وهم يهرعون لانتزاع حصةٍ تافهة من المؤن الغذائية، عازمين على العودة بها لسدّ رمق أطفالهم. لكنهم عادوا جثثًا هامدة، وبدلًا من أن تجتمع العائلات لتناول وجبتهم، اجتمعوا لأداء الصلاة على شهدائهم.
عندما انتشرت أخبار المساعدات، منحت الغزيين بصيص أمل، فهرعوا إلى ثلاثة مراكز توزعت على كامل القطاع. لم يتظاهروا، لم يهتفوا ضد الاحتلال، ولم يرفعوا لافتة تسبّ هذا العالم الظالم. كل ما فعلوه أنهم اصطفّوا بكرامة وصبر. ومع ذلك، استخدم الصهاينة أقسى أساليب الإذلال في تفتيشهم، وتعقّبت برامج الذكاء الاصطناعي وجوههم، ثم أُطلقت النار عليهم.
فكان توزيع المساعدات فخًا، وكان الطُّعْم أكياسَ الدقيق!
هذا ينسف تمامًا كل الأكاذيب المفضوحة التي يروّجها الصهاينة كمبرر لحرب الإبادة الجارية في غزة. فالهدف، بلا شك، ليس مقاتلي حماس الذين يُرجَّح أن معظمهم في الأنفاق، ولا المحتجزين الذين هم برفقتهم، إذ لن يُقدَّم لهم الطعام أصلًا. الهدف واضح وجلي: قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين. فمشروع تحويل غزة إلى «ريفيرا الشرق الأوسط» لا يمكن أن يتحقق بوجود الغزيين.
شاهدنا في الأخبار قصف الاحتلال للمدارس والمستشفيات التي تأوي النازحين، والقنابل التي أحرقت الأطفال والنساء في الخيام الممزقة. وكان تبرير الصهاينة دائمًا أن عناصر من حماس يختبئون بين المدنيين ويستخدمونهم كدروع بشرية. وشهدنا العام الماضي مذبحة راح ضحيتها ثلاثمئة فلسطيني من النساء والأطفال، وأُصيب أكثر من سبعمئة، في عملية مشتركة نفّذها الاحتلال مع الأمريكيين لتحرير ثلاثة من المحتجزين.
لكن هذه المرة، ما هو التبرير الذي سيُقدَّم؟
أصبح قتل مقاتلي حماس مجرد صدفة؛ اقتلْ من شئت من الأطفال والنساء، فلعلّك تصيب مقاتلًا من حماس! لا أحد يسعى حقًا لتحرير الرهائن، بل يتمنّون لو تُجهز حماس عليهم وتنتهي هذه الورطة. فما يقوم به الاحتلال الآن هو قتل المحتجزين وتجويعهم، تمامًا كما يفعلون بالفلسطينيين.
يعرف لاعب الغولف، ومطوّر العقارات، والملياردير ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، هذه الحقائق تمامًا. ومع ذلك، يطالب حماس بالإفراج عن المحتجزين، مضحيًا بورقتها الأخيرة في سبيل الحصول على طعام للشعب الفلسطيني، لتعود المجزرة من جديد. هذه ليست دبلوماسية، ولا تهدف إلى وقف شلال الدم، بل إلى أخذ استراحة قصيرة من القتل.
ما يجري واضح كوضوح الشمس؛ فإزاء الضغط الدولي، وسعيًا لتحسين صورة الولايات المتحدة، جرى إنشاء ثلاثة مراكز لتوزيع المساعدات تحت حراسة مرتزقة أمريكيين وجيش الاحتلال. وفي الوقت نفسه، حُشر الفلسطينيون في 20% فقط من مساحة غزة، معظمهم في الجنوب، ثم استُخدمت هذه المساعدات وسيلةً لقتلهم، بهدف إجبارهم على التهجير ودفعهم نحو سيناء. وكل ما يجري يصب في هذا الاتجاه.
الدستور الأردنية