قال سفير مصر السابق لدى إسرائيل، السفير حازم خيرت، إننا في حاجة عاجلة إلى ضغط حقيقي ومؤثر من الولايات المتحدة الأمريكية على "حكومة تل أبيب"؛ لقبول "المقترح المصري" و إنجاح المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وحل القضايا العالقة.

وأعرب السفير حازم خيرت، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الاثنين، عن أمله في أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على ردع إسرائيل عن تنفيذ عملية عسكرية بمدينة رفح الفلسطينية التي يتخذها أهل قطاع غزة ملچأ لهم من الموت والمعارك.

وأوضح أن إسرائيل تستمد قوتها من دعم الولايات المتحدة لها، ولذا فإن الادارة الأمريكية أمام اختبار عالمي جديد و مشهد يهدد صورتها ومصداقيتها أمام العالم حال تركت إسرائيل تجتاح رفح المكتظة بالمدنيين، الأمر الذي سيؤدي إلى مذابح وسقوط ضحايا بالآلاف لاسيما نظرا لصعوبة بل استحالة حماية معظم سكان قطاع غزة الذين يحتمون في تلك المنطقة الجنوبية.

وأنذر بأن استهداف مدينة رفح في هذا التوقيت الحساس الذي يشهد مفاوضات جادة بين الجانبين لوقف إطلاق النار يعني اصرار "حكومة تل أبيب" على كسب الوقت و تنفيذ مخطط الإبادة الجماعية والتهجير لإفراغ قطاع غزة من سكانه وتصفية القضية الفلسطينية.

ونوه إلى التقارير والتصريحات التي تؤكد عدم وجود أي خطة لإجلاء المدنيين قبل دخول جيش الاحتلال لرفح برياً، مشيراً كذلك بتنبيه مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة، سكوت أندرسون، اليوم الاثنين، بأن منطقة "المواصي" التي وجّهت إسرائيل الاف السكان من شرق مدينة رفح للإخلاء إليها- ليست "مناسبة تمامًا" للعيش وليقيموا خيامهم ويكونوا قادرين على المكوث وتلبية احتياجاتهم الأساسية كل يوم، مما يفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها أهل غزة.

وأكد ضرورة تدخل مجلس الامن الدولي لوقف الحرب في قطاع غزة وانقاذ المدنيين من ابشع جريمة إبادة في العصر الحديث، واعادة الهدوء والاستقرار إلى الشرق الأوسط المشتعل بسبب استمرار نزيف الدم الفلسطيني وغياب الأفق السياسي لحل الصراع ما يهدد السلم والامن الاقليميين والدوليين.

وثمن سفير مصر السابق بإسرائيل دعوة فرنسا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث مشروع قرار لوقف فوري لإطلاق النار ورفض عملية عسكرية في رفح.

ورأى السفير حازم خيرت أنه لا يزال امام دول العالم المحبة للسلام والعدل والتي تحترم حقوق الإنسان فرصة اخيرة قبل اجتياح رفح وسقوط مزيد من الضحايا والأطفال الأبرياء، وإرغام "حكومة نتنياهو" على وقف القتال والعودة إلى مسار المفاوضات والاتجاه نحو حل الدولتين الذي سيحقق الأمن للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني بل لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

هل توسع إسرائيل الحرب على لبنان بعد وقف إطلاق النار في غزة؟

تمكنت إسرائيل في الايام الماضية من طيّ صفحة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حتى مسألة التفاوض مع حماس باتت مؤجلة في المدى المنظور، وهذا ما يظهر من خلال إشتداد حدة المواجهات في معظم مناطق القطاع، ومن خلال اخذ القرار النهائي بإجتياح رفح بغطاء اميركي واضح إذ عادت شحنات الأسحلة والذخائر الاميركية تصل إلى تل ابيب بشكل منتظم بحسب التقارير المنشورة.
وعليه بات وقف الحرب مؤجلاً أقله لعدة أسابيه مقبلة مع ما يحمله ذلك من مخاطر وتبعات بدأ بعضها يظهر علناً.

وفق تصريحات قيادة "حزب الله" فإن الجبهة الجنوبية في لبنان ستبقى مشتعلة حتى وقف اطلاق النار في غزة، وأن وقف الحرب في القطاع سيؤدي تلقائياً إلى وقف الحزب لاعماله القتالية ضدّ إسرائيل إنطلاقاً من الجنوب، وعليه فإن المرحلة المقبلة، التي من الواضح أنها ستشهد تصعيداً عملياً، ستمهد لمرحلة ما بعد الهدنة أو وقف إطلاق النار داخل فلسطين، لكن بالرغم من ذلك هناك من بدأ يتحدث في الاعلام الاسرائيلي بأن الحرب لن تتوقف في لبنان حتى لو توقفت في غزة، وهذا ما لمح إليه بعض قادة العدو.

ترى إسرائيل أنه وبغض عن النظر عن شكل التسوية التي سيتم التوصل إليها مع حماس، وبغض النظر عن موعد التوصل إلى هذه التسوية فقد إستطاعت إسرائيل تحقيق انجازات تكتيكية مهمة وأنهت الخطر الداهم على الداخل الاسرائيلي الآتي من غزة، وعليه حتى لو كان الإتفاق لمصلحة حماس يمكن لإسرائيل التعايش معه مهما كان سيئاً، غير أن التعايش مع خطر "حزب الله" بات مستحيلاً في ظل الإمكانيات التي أظهرها الحزب في الاسابيع الماضية، وعليه فإن أي إتفاق مع "حزب الله" مهما كان جيداً لا يمكن لإسرائيل التعايش معه.
لا يمكن لتل ابيب الذهاب إلى وقف إطلاق نار مع "حزب الله" وفق التوازنات الحالية، وعليه قد تلجأ، وفق إحدى السينايوهات إلى اكمال عملياتها العسكرية حتى بعد إنتهاء الحرب في غزة، وهذا سيشكل ضغطاً جدياً على الحزب ويجعله يقدم تنازلات وإن كانت شكلية، تستفيد منها تل ابيب وتراكم عليها مكتسبات ميدانية، لكن مثل هذا السيناريو لم يلتفت لفكرة ان المعركة يومها ستصبح ذات طابع لبناني كامل، وعليه سيتمكن الحزب من المناورة بشكل كبير نظراً للغطاء الداخلي الذي سيتمتع به عندها.

وفق هذا السيناريو لن تكتفي إسرائيل بمدى المعركة الحالي، بل ستوسع الاشتباك مع الحزب ليطال عمق الجنوب، اذ ان فتح معركة شاملة وقصف الضاحية وبيروت سيؤدي حتماً إلى إستهداف "حزب الله" لتل ابيب ومنطقة غوش دان وهذا ما لا تريده اسرائيل ابدا، لذلك من المتوقع ان توسع اسرائيل، وفق هذا السيناريو، حملتها لتطال غالبية الجنوب اللبناني مما سيؤدي إلى رد من قبل الحزب، ليتحول الكباش العسكري الى مستوى أكثر خطورة وعندها يصبح التوصل إلى تسوية أكثر واقعية وإلحاحاً.

علما ان مؤشرات توسع الاشتباك باتت واضحة، فـ"حزب الله" يستهدف نقاطا بعيدة نحو ٤٠ كلم عن الحدود وكذلك اسرائيل عادت لتنفيذ غارات في عمق الجنوب في الوقت الذي بات فيه استهداف الجولان السوري المحتل امرا روتينيا في المعركة اليومية. اذا بات الميدان جاهزا لمستوى اعلى من التصعيد وهذا ما يفتح الباب امام التطورات الكبيرة في الايام المقبلة.. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • سفير الكاميرون: مصر لاعب مهم بالشرق الأوسط وجهودها لوقف إطلاق النار بغزة مُقدرة
  • “الزكاة والضريبة والجمارك” تحصد جائزة أفضل مبادرة في إدارة “علاقات الموردين” على مستوى الشرق الأوسط
  • صناعة الدولة الهشة.. العراق واللاعبون الدوليون
  • رعد: المقاومة تصعّد من عملياتها من أجل حفظ معادلة الردع
  • هل توسع إسرائيل الحرب على لبنان بعد وقف إطلاق النار في غزة؟
  • "أكسيوس": مباحثات إيرانية أمريكية على مستوى رفيع في سلطنة عمان لمنع التصعيد بين طهران وتل أبيب
  • وثيقة أمنية إسرائيلية تكشف: حُكم غزة سيكلف تل أبيب قرابة 6 مليارات دولار سنويا
  • «الصحة العالمية»: الوضع الطبي في قطاع غزة كارثي.. ويجب وقف إطلاق النار فورا
  • باحث: مصر تسعى لوقف إطلاق النار بغزة بدعم دعوى جنوب إفريقيا أمام «العدل الدولية»
  • عرض شعار هايتيرا على واجهة برج خليفة