شعبان بلال (القاهرة) 

أخبار ذات صلة «طيور الخير» تسقط 82 طن مساعدات على شمال غزة الإمارات تؤكد حقوق الدول باستكشاف الفضاء الخارجي سلمياً

حذر المدير الإقليمي للإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عمار عمار، من أي حصار عسكري أو توغل بري في مدينة رفح جنوب غزة، مشدداً على أن ذلك يشكل مخاطر كارثية على أكثر من 1.

4 مليون فلسطيني في رفح، بينهم 600 ألف طفل. 
وأكد عمار، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الحرب المستمرة لأكثر من 200 يوم تسببت في أزمة لا يمكن تصورها على حياة الأطفال في ظل استمرار تدهور الأزمة الإنسانية، موضحاً أن مئات آلاف الأطفال في غزة يعانون سوء التغذية أو الصدمة أو إعاقات، لاسيما مع نزوح الكثير منهم مرات عديدة وفقدان منازلهم وأحبائهم. 
وأشار إلى أن الأطفال في رفح بحاجة إلى الحماية إلى جانب المأوى والخدمات الطبية، مؤكداً أن الحصار العسكري والتوغل البري يشكل مخاطر كارثية لأكثر من 600 ألف طفل يحتمون حالياً في رفح. 
ولفت المسؤول الأممي إلى أن أوامر الإخلاء الأولية المعلنة في شرق رفح تؤثر على 100 ألف شخص، حيث يوجَد أكثر 1.4 مليون شخص يعيشون في رفح، نصفهم من الأطفال، معرضون بشكل مباشر لخطر أي عملية عسكرية في المنطقة، لافتاً إلى أن التأثير الممتد سيكون بعيد المدى ليشمل جميع سكان غزة البالغ عددهم أكثر 2.2 مليون نسمة. 
وذكر عمار أن معبر رفح يعد المركز الرئيسي لجميع الاستجابات الإنسانية، وإغلاقه له تأثيرات خطيرة على عملية إيصال المساعدات التي تواجه صعوبات بالفعل، ما يعيق الجهود المبذولة في جميع أنحاء غزة، موضحاً أن إغلاق نقاط العبور سيؤدي إلى تراجع وصول المساعدات الذي كان في حده الأدنى بسبب القيود المفروضة. 
وبحسب عمار، فإن هناك مئات الآلاف الأطفال يعانون إعاقات أو حالات طبية تعرضهم لخطر أكبر من العمليات العسكرية التي تلوح في الأفق في رفح، مضيفاً أن 65 ألف طفل يعانون إعاقة مسبقة، بما في ذلك صعوبات في الرؤية والسمع والمشي، بالإضافة إلى 72 ألف طفل رضيع، و8 آلاف طفل دون سن الثانية يعانون سوء تغذية حاد، و175 ألف طفل دون سن الخامسة مصابون بمرض معدٍ أو أكثر. 
وشدد على أن جميع الأطفال في حاجة إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، وأن أي انقطاع في وصول المساعدات المحدودة بالفعل سيكون له تأثير مدمر على الوضع الإنساني ككل، مؤكداً أن عدم وصول الوقود يعرض جميع الخدمات الأساسية لخطر التوقف التام، بما في ذلك توصيل المساعدات وما تبقى من الرعاية الصحية. 
كما اعتبر عمار أن أي عملية عسكرية في رفح ستعرض الأطفال لمزيد من سوء التغذية والمرض وخطر الموت بشكل متزايد، داعياً إسرائيل للوفاء بالتزاماتها الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان لتوفير الغذاء والإمدادات الطبية وتسهيل عمليات الإغاثة، مشدداً على أن الأمل الوحيد للخروج من هذه الكارثة الإنسانية يتمثل في وقف إطلاق نار إنساني فوري، مع ضمان وصول آمن للمنظمات الإنسانية لدعم الأطفال وأسرهم. 
ودعا المسؤول الأممي إلى حماية المدنيين والبنية التحتية التي تدعم الاحتياجات الأساسية مثل المستشفيات والملاجئ، وكذلك حماية الأطفال وأسرهم إذا كانوا غير قادرين أو راغبين في التحرك بعد صدور أمر الإخلاء في رفح.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة اليونيسيف منظمة الأمم المتحدة للطفولة غزة رفح فلسطين إسرائيل الأطفال فی ألف طفل فی رفح

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد تشديد الاتحاد الأوروبي لهجته حيال إسرائيل؟

شدد قادة دول الاتحاد الأوروبي لهجتهم حيال إسرائيل خلال الأسبوع الحالي بعد عمليات قصف جديدة حصدت مئات الشهداء في قطاع غزة، لكن يبقى معرفة مدى التأثير الملموس لهذا التغيير في اللهجة.

وبدا الأمر جليا يوم الاثنين الماضي مع انتقاد ألمانيا -وهي حليف دائم لإسرائيل- تكثيف الاحتلال هجومه على قطاع غزة، مع إعلان مستشارها فريدريش ميرتس أنه لم يعد يفهم هدف الجيش الإسرائيلي محذرا من أنه لن يتمكن بعد الآن من دعم حكومة نتنياهو الصادرة بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية.

وقال ميرتس إن "الطريقة التي تضرر جراءها السكان المدنيون، كما هي الحال بشكل متزايد في الأيام الأخيرة، لم يعد ممكنا تبريرها بمحاربة حماس".

وقد وجدت لهجة برلين الصارمة الجديدة صدى أول أمس في بروكسل، حيث وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، الألمانية أورسولا فون دير لاين، هجمات الأيام الماضية على البنية التحتية المدنية في غزة بأنها "بغيضة وغير متكافئة".

ووصف دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي هذه اللهجة بأنها "قوية وغير مسبوقة" من رئيسة المفوضية التي انحازت لإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة.

ورأى هذا المسؤول أن التفسير لذلك هو "تغيير ميرتس للموقف" في بروكسل.

إعلان

ومن جانبه قال جوليان بارنز-داسي، رئيس برنامج الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في بودكاست للمركز البحثي، إن الأسابيع الأخيرة شهدت تحولا ملحوظا للغاية، معتبرا أن ذلك يعكس تغيرا جذريا في الرأي العام الأوروبي.

انقسامات طويلة الأمد

لكن تحويل الأقوال أفعالا مسألة أخرى تماما، فقد رفضت ألمانيا -المورد الرئيسي للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة- هذا الأسبوع الدعوات إلى وقف مبيعات الأسلحة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي.

لكن، وفي تهديد غير مباشر أول أمس، حذّر وزير خارجيتها إسرائيل من تجاوز الحدود.

وقال يوهان فاديفول "ندافع عن سيادة القانون في كل مكان، وكذلك عن القانون الإنساني الدولي. وعندما نرى انتهاكا له سنتدخل بالطبع، ولن نوفر أسلحة تمكّن من ارتكاب المزيد من الانتهاكات".

ولطالما واجه الاتحاد الأوروبي صعوبة في التأثير على الصراع في الشرق الأوسط بسبب الانقسامات الطويلة الأمد بين الدول الداعمة لإسرائيل، وتلك التي تعتبر الأكثر تأييدا للفلسطينيين.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن الأسبوع الماضي إطلاق مراجعة لتحديد ما إذا كانت إسرائيل تلتزم مبادئ حقوق الإنسان المنصوص عليها في اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة أيدتها 17 دولةً من أصل 27 في التكتل.

وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس -أمس- إنها تأمل في عرض خيارات بشأن الخطوات التالية على وزراء الخارجية في اجتماع يعقد في 23 يونيو/حزيران في بروكسل.

ويتطلب تعليق الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل إجماعا بين الدول الأعضاء، وهو ما يراه دبلوماسيون أمرا مستحيلا.

ويعد التكتل أكبر شريك تجاري لإسرائيل، إذ بلغت قيمة تجارة السلع 42.6 مليار يورو عام 2024. وبلغت تجارة الخدمات 25.6 مليار يورو عام 2023.

وأكد دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي أنه لم يتضح بعد ما إذا كان هناك دعم كاف لهذه الخطوة، التي تتطلب تأييد 15 دولة عضوا، تمثل 65% من سكان الاتحاد.

إعلان

واعتبرت كريستينا كوش خبيرة شؤون الشرق الأوسط في مركز أبحاث صندوق مارشال الألماني أنه من السابق لأوانه الحديث عن تحول في السياسة الأوروبية.

ضغط دولي

في هذا الوقت، يتزايد الزخم لتكثيف الضغط على إسرائيل من دول تعد الأكثر انتقادا لها مثل إسبانيا وبلجيكا وأيرلندا.

وقال وزير خارجية بلجيكا ماكسيم بريفو "رأيي الشخصي أن الأمر أشبه بإبادة جماعية" موضحا "لا أعلم ما هي الفظائع الأخرى التي يجب أن تحدث قبل أن نجرؤ على استخدام هذه الكلمة".

وتواجه إسرائيل اتهامات متزايدة بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، أعربت عنها الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية وعدد متزايد من الدول وفنانون من العالم بأسره، وتنفي إسرائيل قيامها بذلك.

وقد تكون الخطوة الملموسة المقبلة هي اعتراف أوسع بالدولة الفلسطينية، مع سعي فرنسا إلى المضي قدما بذلك قبل مؤتمر دولي في يونيو/حزيران المقبل.

وتساءل رئيس برنامج الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية جوليان بارنز داسي "هل سيكون لذلك تأثير فوري؟ على الأرجح كلا" لكنه تدارك "أعتقد أنه سيكون له تأثير إذا أدركت إسرائيل أنها لم تعد تتمتع بالحرية التي كانت لها لفترة طويلة".

مقالات مشابهة

  • اليونيسف: مقتل وجرح أكثر من 50 ألف طفل منذ بدء العدوان على غزة
  • تحقيق وتهديد.. أكثر من 400 طفل فلسطيني في سجون الاحتلال
  • المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية : تهديدات داعش لا تزال تهدد أمن سوريا
  • مضبوطات بقيمة مليار و200 مليون جنيه.. .«حرس الحدود» يوجّه ضربة قاصمة لمهربي المخدرات
  • ماذا بعد تشديد الاتحاد الأوروبي لهجته حيال إسرائيل؟
  • الهلال يعرض 240 مليون يورو على برونو فيرنانديز
  • الفريق الإنساني الأممي: نظام التوزيع العسكري في غزة يعرض المدنيين للخطر ويتعارض مع المبادئ الإنسانية
  • سفير جامعة الدول العربية لدى موسكو: الأمن بالشرق الأوسط يؤثر على العالم
  • اليونيسف: انتشار الكوليرا في الخرطوم يعرض أكثر من مليون طفل للخطر
  • اليونيسف: استشهاد وإصابة 50 ألف طفل في قطاع غزة منذ بدء العدوان