أمرت النيابة العامة في تونس -أمس الثلاثاء- بالتحفظ على الناشطة الحقوقية المناهضة للعنصرية، سعدية مصباح، بعد ساعات من اتهام الرئيس قيس سعيد لبعض منظمات المجتمع المدني بالخيانة.

ويأتي التحفظ على مصباح في الوقت الذي تعاني فيه تونس من أزمة هجرة محتدمة بسبب تدفق الآلاف من المهاجرين، من دول أفريقيا جنوب الصحراء، على البلاد سعيا للعبور إلى السواحل الأوروبية في رحلات بالقوارب عبر البحر المتوسط.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4بلدة إيطالية تحرم سكانها المسلمين من مسجدlist 2 of 4وسط تحذير من مجزرة.. الأمم المتحدة: إخلاء رفح قد يمثل جريمة حربlist 3 of 4وسط تحذير من مجاعة "شاملة".. الأونروا تتهم إسرائيل بتعطيل دخول المساعدات لغزةlist 4 of 4على رأسهم نتنياهو.. دعوى بهولندا ضد 12 مسؤولا إسرائيلياend of list

وذكرت وسائل إعلام محلية أن الشرطة بدأت التحقيق مع مصباح رئيسة منظمة "منامتي" بشبهة جرائم مالية.

وأثارت أزمة الهجرة المتفاقمة غضب السكان المحليين بمدينة العامرة جنوب البلاد، واحتجوا نهاية الأسبوع الماضي مطالبين بترحيل المهاجرين قائلين إن الوضع أصبح لا يطاق.

وقال الرئيس -خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي أول أمس- إن الوضع غير طبيعي وإن تدفق آلاف المهاجرين يثير العديد من التساؤلات حول من يقف وراء ذلك. وأضاف أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر وأن تونس لن تكون أرضا لتوطين المهاجرين.

وأشار سعيد إلى أن عددا كبيرا ممن يديرون منظمات تدعي الدفاع عن المهاجرين "خونة" واتهمهم بتلقي أموال ضخمة مشبوهة من الخارج.

سعدية مصباح تنشط بمناهضة العنصرية والدفاع عن حقوق المهاجرين (الجزيرة)

وقالت وسائل إعلام محلية إن القضاء بدأ سلسلة تحقيقات تشمل بعض المنظمات التي تدافع عن المهاجرين، في خطوة يصفها منتقدون بأنها تهدف إلى إسكات هذه الجماعات ووقف أنشطتها وتعزيز الحكم الفردي لسعيد.

وطالما اتهم سعيد عددا من منظمات المجتمع المدني بأنها تتلقى "تمويلا أجنبيا مشبوها" معتبرا إياها أداة للتدخل الأجنبي ولمحاولات اختراق سيادة البلد.

لكن بعض المنظمات والناشطين يقولون إن سعيد خضع لإملاءات رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، وحوّل تونس إلى حرس حدود للسواحل الأوروبية مقابل مساعدات مالية متواضعة للغاية.

والعام الماضي، قال سعيد إن وصول آلاف المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء "مؤامرة لتغيير التركيبة السكانية للبلاد" مما دفع الاتحاد الأفريقي إلى التنديد بما وصفه آنذاك بأنه "خطاب كراهية" أطلقته تونس ضد المهاجرين.

وأصبحت تونس نقطة انطلاق رئيسية في المنطقة للفارين من الفقر والصراعات في أفريقيا والشرق الأوسط، على أمل عيش حياة أفضل في أوروبا.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن مصباح خضعت للتحقيق من قبل الشرطة الاقتصادية، وستبقى قيد الإيقاف لمدة 5 أيام.

ونددت "الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات" في بيان بإيقاف مصباح وبـ"التضييقات المتكررة على المجتمع المدني وعلى كل الناشطات والنشطاء ضد التمييز العنصري".

كما دعت هذه الجمعية إلى "وضع حد لخطاب الكراهية ونبذ التأليب والتحريض تجاه الأجانب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات حريات

إقرأ أيضاً:

بانو مشتاق.. صوت من الجنوب الهندي يعبر إلى العالم

في زوايا الجنوب الهندي، وبين الأزقة الضيقة لمدينة "حسن" في ولاية كارناتاكا، وُلد صوتٌ روائي اختزن في سطوره وجع النساء، وحرائق المجتمعات الهامشية، ونبض الأرض التي لا يُكتب عنها إلا نادرًا، هي بانو مشتاق، الكاتبة التي اختارت أن تكون مرآةً لنساءٍ طمست حكاياتهن في ظلال الصمت، فانفجرت بالكلمات، وكتبت لتُرى، وتسمع، وتخلد.

في مايو 2025، دخلت بانو التاريخ كأول كاتبة تكتب بلغة "الكانادية" وتحصد جائزة البوكر العالمية، عن مجموعتها القصصية "مصباح القلب"، لتصبح أول مجموعة قصصية قصيرة تفوز بهذه الجائزة العالمية منذ تأسيسها، وقد ترجم العمل إلى الإنجليزية بجهد المترجمة ديبا بهاستي، التي التقطت من بين أكثر من خمسين قصة، اثنتي عشرة حكاية تنبض بالوجع والأمل.

ولدت بانو في عام 1948 وسط أسرة مسلمة بسيطة، لوالد يعمل موظفًا حكوميًا، آمن بموهبة ابنته وشجعها على التعلم في مدرسة تبشيرية، ومنذ نعومة أظافرها، كانت الكلمة سلاحها، واللغة الكانادية وطنًا تكتب فيه ومنه، تحدّت التقاليد بالحب، والزواج عن اختيار، ودخلت غمار الكتابة مدفوعة باكتئاب ما بعد الولادة، لتتحوّل معاناتها الشخصية إلى مشروع أدبي كبير.

انخرطت بانو في حركة "بانديا سهتيه" التي ظهرت في السبعينات والثمانينات، والتي كانت بمثابة صرخة ضد التمييز الطبقي والديني، ومنصة للأدب الاحتجاجي، كتبت القصة والشعر، واشتغلت في الصحافة والإذاعة، وخلقت عالمًا موازياً لنساء الجنوب، حيث العنف الأسري، والتهميش، والتناقضات التي تعيشها المرأة المسلمة في مجتمع يرزح تحت أثقال الماضي والدين والسلطة. 

"مصباح القلب" هو عمل عن النساء، ولكنه في جوهره عمل عن الإنسان، عن الروح التي تنكسر ثم تلمّ شتاتها وتضيء. 

هذا ما أكده رئيس لجنة تحكيم البوكر ماكس بورتر حين وصف الكتاب بأنه "ترجمة جذرية" وتجربة أدبية لم يسبق لها مثيل.

احتفلت عائلة بانو في حي "بنشين محلة" بفوزها، وعبّر زوجها عن فخره رغم عدم تمكنه من مرافقتها إلى لندن بسبب تأشيرة السفر. 

وفي قاعة متحف "تيت مودرن"، وقفت بانو بين أعمدة الأدب العالمي، لتقول بكل تواضع: "الأدب هو المساحة الوحيدة التي يمكننا أن نحيا فيها داخل عقول بعضنا البعض".

إن بانو مشتاق لم تفز بجائزة، بل فتحت نافذة تطل منها اللغات الإقليمية على العالم، ورفعت صوت الجنوب ليُسمَع في الشمال.

كتبت بلغة غير مرئية عالميًا، لكنها كتبت بصدق، وكان الصدق وحده كفيلًا بأن يُترجم ويُحتفى به ويُخلّد.

طباعة شارك بانو مشتاق جائزة البوكر العالمية مصباح القلب مجموعة قصصية قصيرة بانديا سهتيه

مقالات مشابهة

  • الإفراج عن 10 أسرى من غزة وسط تواصل لجرائم الإخفاء القسري
  • مصباح علاء الدين الصيني يعيد الأمل لعراق أخضر ووقود أزرق
  • قتلى وجرحى إسرائيليون.. "سرايا القدس" تكشف تفاصيل "كمين مركب" في خان يونس
  • العفو الدولية: حملة قمعية تونسية واسعة ضد مدافعين عن حقوق المهاجرين
  • بانو مشتاق.. صوت من الجنوب الهندي يعبر إلى العالم
  • وسائل إعلام أمريكية: المشتبه به في حادث مقتل موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن هتف "الحرية لفلسطين" خلال تنفيذ الهجوم
  • طلاب إعلام الأزهر يطلقون مشروع تخرج عن «قرية تونس» وفن الفخار
  • وسائل إعلام عبرية: تفاهم تركي إسرائيلي لتفادي الاحتكاك العسكري في سوريا
  • وسائل إعلام صهيونية : المواجهة مع اليمن مهمة فاشلة (تفاصيل ساخنة)
  • عاجل | وسائل إعلام إسرائيلية: فرض الرقابة العسكرية على حدث أمني وقع اليوم في قطاع غزة