قدّم السيد السفير عماد الدين مصطفي عدوي يوم الثلاثاء ٧ مايو ٢٠٢٤، نسخة من أوراق اعتماده لمعالي سامح شكري وزير الخارجية المصري بمقر الضيافة الرسمي.أعرب السيد السفير عن الشكر والتقدير لموقف مصر تجاه استقبال جموع السودانيين الذين لجؤوا إلى الجارة الشقيقة فاستضافهم بكل أريحية، موضحاً أن هذا الموقف سيظل باقياً في وجدان الشعب السوداني، وأشاد سيادته بكل الجهود والتسهيلات التي قدمتها القيادة والحكومة المصرية للوجود السوداني بأراضيها، على خلفية الأوضاع التي يعيشها السودان، و أعرب عن تطلعه في استمرار تقديم هذه التسهيلات، مبيّناً أن هذه المواقف تمثل نقطة تحول كبيرة لصالح الفهم الجيد والعميق للبُعد الاستراتيجي للعلاقات السودانية المصرية.

وأوضح سيادته أن العلاقات الثنائية في جوانبها المختلفة تحتاج إلى وجود آليات فعالة لتطوير العلاقات وحل ما يعترضها من عقبات، وشدد على أهمية استمرار التنسيق الثنائي في المنابر والمنظمات الدولية بين البلدين، لا سيما في المنظمات القريبة مثل الجامعة العربية، الاتحاد الأفريقي ، فضلاً عن الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية، وثمّن سيادته المواقف المصرية الداعمة والمساندة للسودان في هذه المنابر، وأعرب عن تطلعه لانعقاد اللجنة القنصلية المشتركة في أقرب فرصة ممكنة، للنظر في إمكانية إيجاد حلول لما يواجهه السودانيون من صعوبات والتعاون مع الجانب المصري للتغلب عليها، بما يضمن مراعاة التزامات السلطات المصرية ومراعاة الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودانيون، بما في ذلك تسهيل إجراءات الإقامة والمعاملات الرسمية ذات الصلة، ومواصلة إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه طلاب المدارس في المراحل المختلفة وطلاب المستوي الجامعي، وأكّد سيادته على ضرورة تفعيل آليات تطوير التعاون الاقتصادي الثنائي، بالنظر إلى أن مصر أصبحت هي شريان الرئيس لِمد السودان بما يحتاجه من سلع وخدمات، وتفعيل عمل اللجنة التجارية المشتركة بين البلدين للعمل على تطوير وزيادة التبادل التجاري والتخطيط للزيادات المتصاعدة المتوقعة في المستقبل.من جانبه أكّد معالي سامح شكري وزير الخارجية على متانة العلاقات المصرية السودانية، موضحًا وقوف مصر قيادةً وحكومةً وشعباً جنباً إلى جنب مع السودان لتجاوز هذه المرحلة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن السلطات المصرية لن تألوا جهداً في تقديم كافة التسهيلات للسودانيين الموجودين بأراضيها.سفارة جمهورية السودان | القاهرة

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مكتبة مصر العامة تناقش التغيير في الشخصية المصرية

نظمت مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، بالتعاون مع صالون الجراح الثقافي، ندوة بعنوان «التغيير في أعمدة الشخصية المصرية»،، وأدار الندوة الدكتور جمال مصطفى سعيد، استاذ الجراحة بكلية الطب جامعة القاهرة، وذلك بحضور رانيا شرعان مديرة المكتبة، ونبيل عبد الفتاح، ومجموعة من المفكرين والكتاب.

قال علي الدين هلال، إن هناك الكثير من المؤلفات عن شخصية مصر، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن الشخصية صفة إنسانية، ونتاج اللغة والدين والثقافة والعادات والتقاليد، فلا توجد شخصية واحدة لأي شعب من الشعوب، ولابد من أن نقترب من هذا الموضوع اقتراب علمي.

وأوضح أن من سمات الشخصية المصرية، التأثر بالثقافات الأجنبية، السخرية من الحكام، واستمرت هذه الصفة حتى أن أصبح الحكم وطنيا، والميل إلى الكأبة والحزن، كما يتميز المصري بالشهامة، والكرم، والفنجرة، والتسويف، والفصال وغيرها الكثير، ولا توجد سمات فريدة للشخصية المصرية، وأن هذه الشخصية غير ثابتة، لأنها تغيرت عبر التاريخ، لكن هناك الصفة التي لم تتغير هي حب الوطن

وأضاف: «عندما نقرأ الكتب التي تتحدث عن الشخصية المصرية، نجد أن المصريون متدينون، يمارسون الطقوس وهذا من أيام الفراعنة، فالمصريين يعتقدون بأنهم يتبعون الدين في تعليمه، وهذا ممكن أن يكون إيجابي إذا كانت تحسن الخلق العام، أما إذا اقتصر الأمر على الأخذ بالطقوس دون الأخذ بالمبادئ يكون الأمر سيئ، لأنه في النهاية يتحول إلى متعصب»، متابعا: «المصريون يتمتعون بسمة الصبر التي تبدوا إيجابية، إنما تحولت في التاريخ إلى النخوع للحياة»..

وقال الدكتور أحمد بهي الدين، إن الشخصية المصرية، تستجيب إلى المتغيرات، وهي شخصية حية، لكن هناك مجموعة من القيم والمفردات تظل حية في نفوس المصريين، وهناك ارتباط شرطي ما بين المصري والأرض، وهناك العديد من النصوص تفسر علاقة بالبشر بالوطن، فطوال الوقت المصريين لهم علاقة خاصة بالأرض، وهناك مثل شعبي يقول أن الأرض عرض، فموقف المصريين بالأرض طوال السنوات الماضية موقف جيني، لأن مصر استطاع أن توفر مناخا منذ الأزل مستقرا.

وأضاف رئيس هيئة الكتاب، أن مصر هضمت كل ما أتى إليها بطبيعتها، فالمصريين تفاعلوا مع الثقافات الأخرى، ثم أعادوا تصديرها، ومن ثم أحدثوا الإلهام.

وطرح بهي الدين تساؤلا: ماذا لو انقطعت علاقتنا بتاريخنا وحضارتنا؟، مفسرا أن الإنسان إذا أصيب بالزهايمر، ينسى كل شيء، مؤكدا أن مصر لم تصب بالزهايمر نتيجة انتقالها من بيئة إلى أخرى، لكنها ستظل محافظة على هوياتها، وتراثها وتاريخها، والشخصية المصرية ستظل قادرة على تذويب أي ثقافة دخيله عليها.

ومن ناحيته رأى المفكر أحمد الجمال أن الشخصية المصرية لا يوجد لها نمط محدد، بسبب اختلاف الثقافات والبيئات في مصر، متابعا: «هناك اختلاف بيني ففي السلوك اليومي في بعض الأحيان تظهر تصرفات سيئة، ويقوم الأشخاص استدعاء كل سمات التخلف والجهل، ويرفضون تطبيق القوانين، لكن رغم ذلك نجد استعداء المخزون الحضاري الرهيب في لحظات الأزمات، ويظهر كل ما هو طيب».

وأضاف أنه على مر التاريخ نجد المصريين يتحركون في رغبة جارفة للتغير، لكنه في وعيه ووجدانه الحفاظ على الدولة المركزية، فلا يقبل بهدم الدولة أو فقدانها، ويتعامل المصري مع النهر والبحر والصحراء تعامل شديد الذكاء، وتكون بينهم علاقة قوية أدت إلى تصالحه مع المتناقضات.

وأوضح من سمات الشخصية المصرية الاستمرار في إعادة إنتاج ما أنتح من قبل، مثلما يحدث في بعض الأفكار التي يطرحها المفكرين، أو الأدباء، وهي سمة غالبة، ومن الصفات أيضا أفة مصر الشكلية.

وقالت الدكتور هدى زكريا، إن المحروسة خرطها الخراط، ولم يخرط مثلها مرة أخرى، والشخصية المصرية تتعامل بمقولة من حبنا حبناه وسار متاعنا متاعه، وهذا ما فعله المصريين مع الأجانب في حالة عدم قدومهم لمصر في كأعداء أو محتلين.

وأضافت أن مصر طمع فيها الطامعون، وهناك ٤٠ أمة ضربوا مصر عسكريا وتم هزيمتهم ثقافيا، وهذا بفضل الشخصية المصرية المهيمنة والمسيطرة، لفتت إلى أن تعالي الصفوة المثقفة على الثقافة الشعبية، أمر خاطئ منهم، لأن هذه الصفوة لا تستطيع أن تشخص أمراض مجتمعها، مؤكده أن الثقافة الشعبية هي أعلى الثقافات.

وأكدت أن مصر تملك كلمة سر البقاء والاستمرار، ولا تملكه أي دولة أخرى، والشخصية المصرية تستطيع معالجة أي أزمة، فعلى سبيل المثال عالجت أزمة الأديان الثلاثة بمقولة محمد نبي وعيسى نبي وكل من كان له نبي يصل عليه، مما يؤكد أن هذه الشخصية تتميز عن غيرها من الشخصيات بمميزات لا تملكها غيره.

وقال جمال مصطفى سعيد، إن النهضة الحقيقة في مصر تكمن في نهضة الشعب التي أساسها النهضة الثقافية، لافتا إلى أن العلاج لما تمر به مصر هو التحدث إلى العقل المصري من خلال الثقافة، والأدب.

وأكد أن صالون الجراح الثقافي، يتم الالتزام فيه بالمعايير التي تقوم عليه الندوات الأدبية والفكرية، ويهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي.

وأوضح جمال مصطفى أن الشخصية المصرية على مدار التاريخ تمتاز بالثبات، وهويتها الفردية، ومن أحد خصائص هذا المجتمع هو أنه نسيج واحد، يعيش تحت عنوان الوطنية المصرية، كما تمتاز الشخصية المصرية بحفاظها على الكرامة والرقي والتحضر طوال الوقت


 

مقالات مشابهة

  • مباحثات سعودية أمريكية بشأن تطورات السودان
  • مطالبات برلمانية لوزير الصحة بالجلسة العامة بتأجيل تطبيق زيادة تذاكر المستشفيات
  • عبد الله حمدوك، التأكيد على موقعكك الشرعي كرئيس وزراء للسودان
  • عماد الدين حسين: كلمة السيسي في قمة المنامة كشفت سلوك إسرائيل العدواني بغزة
  • مكتبة مصر العامة تناقش التغيير في الشخصية المصرية
  • السفير المصري يلتقي رئيسة لجنة العلاقات الخارجية والدفاع بالبرلمان النرويجي
  • "النواب" يناقش التعاقد بين "المصرية العامة للبترول" و "إتش بى إس"
  • باحثة بـ«المصري للفكر والدراسات»: القاهرة تعمل لإيجاد حل جذري للأزمة في غزة
  • 10 معلومات عن المتحف المصري بالتحرير.. مفتوح مجانا للمواطنين اليوم
  • الأمم المتحدة تعلن تلقيها 12% فقط مما طلبته لتوفير مساعدات للسودان