يقطع شريان الحياة.. تحذيرات أممية من إغلاق معبر رفح
تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT
كشفت وكالات الإغاثة التي تنشط في غزة أن الغذاء والوقود والإمدادات الأساسية تتناقص بشكل خطير في غزة بعد أن سيطرت إسرائيل على معبر رفح الحدودي وأغلقته، ما يهدد بتفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، إن إغلاق معبر رفح الحدودي يعني نفاد الوقود من الخدمات الصحية في جنوب قطاع غزة خلال ثلاثة أيام.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي: "بدون تدفق المزيد من المساعدات إلى غزة، لا يمكننا الحفاظ على دعمنا للمستشفيات".
"The Rafah crossing from Egypt into #Gaza remains closed, which is a major access points for supplies into Gaza.
Fuel that we expected to be allowed in today has not been allowed in, meaning we only have enough fuel to run health services in the south for three more…
وسيطر الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، على معبر رفح فيما بدا أنه بداية عمليتها البرية التي لوحت لها منذ أسابيع.
وعارضت واشنطن وعدة دول التحرك الإسرائيلي جنوب قطاع غزة، حيث أنه يعرض حياة المدنيين للخطر، ويفاقم الوضع الإنساني المتأزم أصلا.
وأدى إغلاق إسرائيل للمعبر إلى عرقلة المساعدات، وقطع خطوط الإمداد الرئيسية وتقطع السبل بالموظفين الدوليين على جانبي الحدود بين غزة ومصر.
والأربعاء، أعلنت إسرائيل أنها ستعيد فتح معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الرئيسي الآخر لشاحنات المساعدات، والذي تم إغلاقه، الأحد، بعد أن قتل مسلحو حماس أربعة جنود إسرائيليين في هجوم صاروخي.
وقال شيمون فريدمان، المتحدث باسم مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، الهيئة العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية، بعد ظهر الأربعاء، إن المعبر "مفتوح" وأن الشاحنات مرت عبره إلى جانب غزة من الحدود.
لكن وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قالت إنه لم تصل إليها أي مساعدات في غزة.
وأعلنت إسرائيل مجددا، الأربعاء، تعرضه لقصف "بصواريخ أُطلقت من رفح"، محملة حماس مسؤولية انقطاع المساعدات.
"منطقة حرب نشطة"قالت لويز ووترج، المتحدثة باسم الأونروا المتواجدة حاليا في رفح، الأربعاء، إن منطقة المعبر تشهد عمليات عسكرية مستمرة "وهي منطقة حرب نشطة".
وتابعت "نسمع القصف المستمر في هذه المنطقة طوال اليوم.. لم يدخل أي وقود أو مساعدات إلى قطاع غزة، وهذا أمر كارثي على الاستجابة الإنسانية".
وقال شون كارول، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة مساعدة اللاجئين الأميركية في الشرق الأدنى "أنيرا"، إن معبر كرم أبو سالم "مفتوح بمعنى أن الشاحنات يمكنها إسقاط الأشياء داخل الخط" لكن "طريق الإمداد ليس مفتوحا بالكامل أو آمنا للاستخدام".
Despite the closure of the Rafah border, our team in #Gaza continues to deliver critical medical aid from trusted partners, including @Americares. Since October, Americares has provided us with 19 tons of medicine and medical supplies. pic.twitter.com/9CsyGlJG3o
— Anera (@AneraOrg) May 8, 2024وقال وائل أبو عمر، مسؤول حدود غزة، إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على ستة من موظفي الحدود الفلسطينيين، الأربعاء، أثناء محاولتهم شق طريقهم إلى جانب كيرم شالوم في غزة لتلقي المساعدات.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إنه يقوم بمراجعة الظروف المحيطة بالحادث "حيث أصيب عدة أشخاص ويتلقون العلاج الطبي الأولي في مكان الحادث من قبل قوات الجيش الإسرائيلي".
وتقول وكالات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة إن الحصار الإسرائيلي المستمر لرفح، نقطة الدخول الوحيدة للوقود اللازم لتشغيل العمليات الإنسانية والخدمات الأساسية في قطاع غزة، سيمنع وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى الأشخاص المستضعفين، وفق ما نقلت عنها صحيفة "واشنطن بوست".
وقال ريكاردو بيريس، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، في مقابلة، الثلاثاء: "مع إغلاق هذا المعبر الآن، فإن عمليتنا الإنسانية برمتها على الأرض معرضة للخطر".
وتابع "إذا لم تتم إعادة فتح المعبر بشكل عاجل، فإن جميع السكان المدنيين في رفح وقطاع غزة سيكونون أكثر عرضة لخطر المجاعة والمرض والموت".
ويتجمع أكثر من مليون نازح، بما في ذلك ما يقدر بنحو 600 ألف طفل، في رفح، التي كانت تعتبر آخر ملاذ آمن نسبيا للمدنيين عندما دمرت القوات الإسرائيلية شمال غزة وتقدمت تدريجيا جنوبا على مدى الأشهر السبعة الماضية.
وكانت رفح أيضا مركز المساعدات الرئيسي لعمليات الإغاثة في غزة.
وأقامت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة مقرا لها هناك، واستخدم عمال الإغاثة الدوليون المعبر للتناوب داخل القطاع وخارجه.
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، يواجه 1.1 مليون من سكان غزة، أي نصف السكان، انعدام الأمن الغذائي، بينما يعاني طفل واحد من كل ثلاثة أطفال تحت سن الثانية من سوء التغذية الحاد.
"مجاعة شاملة"قالت سيندي ماكين، مديرة برنامج الغذاء العالمي، الأحد، إن "مجاعة شاملة" تحدث في الشمال وتنتشر جنوبا.
وفي رفح يوجد مرحاض واحد لكل 850 نسمة. ويقول العاملون في مجال الصحة إن الظروف غير الصحية والمزدحمة تؤدي إلى انتشار أمراض الجهاز التنفسي والأمراض المنقولة بالمياه.
#Rafah 7am this morning: steady stream of vehicles already packed up with families & belongings as people continue to leave the area.
Those staying go about their daily survival, collecting water.
Families & colleagues I speak to express their continued fear of what to do next. pic.twitter.com/9JbXg0Pwhr
وكانت الجماعات الإنسانية قد أبلغت عن بعض التحسن في توصيل المساعدات في الأسابيع الأخيرة بعد أن طالب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إسرائيل ببذل المزيد من الجهود لتخفيف معاناة المدنيين في أعقاب ضربة قاتلة على عمال الإغاثة الأجانب.
وعبرت 189 شاحنة في المتوسط عبر معبر رفح وكرم أبو سالم يوميا، في أبريل ، وهو أعلى حجم منذ فتح الطرق البرية في أواخر أكتوبر، وفقا للأونروا، ولكن أقل بكثير من 500 شاحنة تقول وكالات الأمم المتحدة إنها مطلوبة يوميا، على الأقل.
وقد ولّد الزخم الواضح في محادثات وقف إطلاق النار، الاثنين، الأمل في أن يسمح وقف الأعمال العدائية لوكالات الإغاثة بزيادة الإمدادات في جميع أنحاء غزة "ولكن لم تكن هناك مؤشرات تُذكَر على حدوث تقدم دبلوماسي، الأربعاء، أو مؤشرات على أن إسرائيل مستعدة للانسحاب من رفح"، وفق ما ذكرته الصحيفة الأميركية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة معبر رفح قطاع غزة فی غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
غزة ذروة المأساة والمساعدات تتحول إلى فخ للقتل الجماعي أو طريق للتهجير
الأسرة / تقارير
المشهد هذه المرة هو الأصعب، حتى أن جميع التقارير الصحفية التي تحاول نقل الكارثة المتفاقمة في غزة تعجز بشكل واضح عن نقل الجزء الأكبر من المأساة، ورغم أن كثيراً من حوادث المجازر والإبادة تجري أمام البث المباشر وتنقلها عدسات الوكالات وكاميرات القنوات وهواتف الأهالي، إلا أنه ومع الوقت واشتداد الإجرام الصهيوني بوتيرة غير مسبوقة تتخفى معظم الفظائع تحت أنقاض الخراب الذي يغطي معظم أراض قطاع غزة، أو خلف أكوام السحب والغبار الذي تُحدثه القنابل الأمريكية على مدار الساعة. ولعل الجزء اليومي الثابت في بيان مكتب الإعلام الحكومي في غزة بقوله: «ولايزال معظم الضحايا تحت الأنقاض، تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم» يُعبر بشكل لا لبس فيه عن هذه الحالة المقصودة، ولكم أن تتخيلوا أن هذه الديباجة الإنسانية استمرت منذ أكثر من ستة عشر شهراً، وهي في الواقع تُخفي الجانب الأكبر من فظائع المجازر، وقد أشارت الأمم المتحدة في عدة بيانات إلى أن الأرقام الرسمية التي تعلنها حكومة غزة أقل بكثير من التقديرات التي تجريها أجهزة المنظمة ومكاتبها وفروعها الميدانية، وهذه واحدة من الحوادث القليلة أو ربما النادرة في تاريخ الحروب والمجازر.
في الجولة الجديدة من التصعيد الدموي دخل الإجرام الصهيوني بحق الغزيين مساراً أكثر دموية وجرأة، مع ظهور نوايا واضحة لإكمال مشهد الجريمة وتتويجه بالتهجير، عبر تدمير القطاع وتحويله إلى بيئة غير قابلة للحياة، وتحت عجلة المجازر التي تسحق يومياُ وعلى مدار الساعة العشرات، وعبر هندسة الجوع الذي يفاقم معاناة السكان في ظل استهداف متعمد لمواقع توزيع المساعدات، وتحويلها إلى «مصائد للقتل الجماعي» على يد العدو الإسرائيلي بمختلف الأسلحة. وهذا الأسبوع سجلت أكثر من حادثة استهداف لمراكز المساعدات.
تحول المساعدات إلى فخ مميت:
في الأيام الأخيرة، تصاعدت وتيرة المجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في مواقع توزيع المساعدات، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أعداد الشهداء والمصابين. وفي حادثة مروعة، استشهد 30 فلسطينياً على الأقل وأصيب 120 آخرون في إطلاق نار على شبان قرب موقع مساعدات أميركية غرب رفح جنوبي القطاع، وقد أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد الشهداء في هذه المواقع ارتفع إلى 39 شهيداً وأكثر من 220 مصاباً خلال أقل من أسبوع، محمّلاً العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر المستمرة.
واعتبرت منظمة «أطباء بلا حدود» أن العدو الإسرائيلي يستخدم المساعدات أداة لتهجير السكان قسراً. وفي السياق ذاته، كانت الأمم المتحدة قد حذّرت من أن العدو الإسرائيلي دفع 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة بتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وذلك بإغلاقه المعابر لمدة 90 يوماً بوجه المساعدات الإنسانية، خاصة الغذاء. قبلها كانت وزارة الصحة في غزة قد أفادت أن المستشفيات استقبلت 21 شهيداً و5 حالات موت سريري و30 حالة خطيرة في مجزرة العدو الإسرائيلي بمنطقة المساعدات في رفح، وذكرت الوزارة أن الإصابات بأقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ بحاجة عاجلة لوحدات الدم في ظل نقص شديد في التبرع، لافتة إلى وجود نقص حاد في مستهلكات الجراحة والعمليات والعناية المركزة التي وصلت إلى أسوأ حالاتها.
وقد أكد مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة أن مراكز توزيع المساعدات أصبحت فخاً لقتل سكان القطاع، مشيراً إلى وجود 40 حالة خطيرة نتيجة استهداف نقطة مساعدات.
كل المساعدات توصل إلى التهجير:
بعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأ كيان العدو الإسرائيلي منذ 27 مايو الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية عبر ما تُعرف بـ»مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية»، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأمريكياً، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة. ويجري توزيع المساعدات في ما تُسمى المناطق العازلة جنوبي غزة، وسط مؤشرات متزايدة على فشل هذا المخطط، حيث توقفت عمليات التوزيع بشكل متكرر بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجياع، وقيام قوات العدو الإسرائيلية بإطلاق النار، مخلفاً قتلى وجرحى في صفوف المدنيين الجياع، كما أن الكميات الموزعة توصف بأنها شحيحة، ولا تفي بمتطلبات مئات الآلاف من الجياع في القطاع.
ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية العمل مع «مؤسسة غزة الإنسانية»، مؤكدين أنها غير محايدة، وأن آلية توزيعها للمساعدات تجبر الفلسطينيين على النزوح. وسبق أن قال المتحدث باسم الأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك» للصحفيين في نيويورك إن الوضع الكارثي في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب، وأن عمليات تسليم المساعدات «ليس لها تأثير يذكر» حتى الآن بوجه عام.
في الوقت ذاته جدد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تأكيده على أن الوضع الإنساني في غزة خرج عن السيطرة، مشدداً على أن إغلاق المعابر والجوع واليأس أمور جعلت إيصال المساعدات لغزة غير مستقر، وأن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإيصال المساعدات بأمان إلى القطاع المحاصر. من جهتها، قالت وزارة الصحة في غزة إن العدو الإسرائيلي دمر عدداً كبيراً من المولدات الكهربائية، وكان آخر ذلك قصف وحرق 3 مولدات بقدرات عالية، مضيفة أن ما تبقى من مولدات يصعب صيانتها لعدم توفر قطع الغيار، وعدد منها مهدد بالخروج عن الخدمة، وأكدت الوزارة أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ وحضانات الأطفال لا يمكن لها أن تستمر من دون كهرباء.
ودعا المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق هذه المجازر، بما فيها جرائم القتل في مواقع توزيع المساعدات، ومحاسبة المسؤولين أمام المحاكم الدولية. كما رفض البيان كل أشكال المناطق العازلة، أو الممرات «الإنسانية» بإشراف العدو الإسرائيلي، أو بتمويل أميركي، بكونها فخاً للمدنيين الجوعى لا وسيلة للنجاة.
ويشهد شمال غزّة خصوصا مستوياتٍ أشدّ من الجوع وسط فوضى في نقاط توزيع المساعدات تعكس اليأس المتزايد بين السكان. وأفادت الهيئة الأممية بأن استمرار الحصار الإسرائيلي سيؤدي على الأرجح إلى موجات تهجير جماعية داخلية وخارجية، مع نضوب الموارد الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة.