الفلكي الجوبي يؤكد دخول اليمن اشهر عجاف
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
واضاف : وهو بداية موسم زراعي جديد يتمثل بتجهيز الارض والبذر تحت شعار المثل القديم ( يا صاحبي ماعاد انا لك صاحب ما دام الثريا على البياض ساكب )
وأختتم :وهو موعد وجود الثريا في الشفق الابيض
.المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
اليمن.. بلد على حافة العطش
يُعد اليمن من أكثر دول العالم ندرة في المياه، إذ لا يتجاوز نصيب الفرد من الموارد المائية المتجددة 80 مترًا مكعبًا سنويًا، مقارنةً بالحد الأدنى العالمي البالغ 1000 متر مكعب الذي يُعرّف حالة "الإجهاد المائي". ولا تمتلك البلاد أنهارًا دائمة الجريان، ما يجعلها تعتمد كليًا على الأمطار الموسمية والآبار الجوفية التي تتعرض لاستنزاف سريع، في ظل غياب أنظمة فعالة لحصاد المياه أو إدارة الموارد الطبيعية.
ويفتقر أكثر من 14.5 مليون يمني إلى مياه شرب آمنة وخدمات صرف صحي، وفق تقديرات الأمم المتحدة، يعيش معظمهم في مناطق ريفية يصعب الوصول إليها، حيث يعتمد السكان على الآبار التقليدية ويقطعون مسافات طويلة يوميًا لجلب المياه في ظروف قاسية.
وحذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) من أن اليمن يواجه واحدة من أسوأ أزمات المياه في العالم، كاشفًا أن 70 إلى 80% من النزاعات الريفية في البلاد مرتبطة بالمياه، في دلالة على عمق الأزمة وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية المتراكمة.
وقال البرنامج في تقريره الأخير إن النزوح الداخلي وتغير أنماط هطول الأمطار يزيدان الضغط على شبكات إمدادات المياه في اليمن، ما يفاقم الصراع المستمر منذ عقد من الزمن ويعمّق الانقسامات داخل المجتمعات المحلية التي تعاني أصلًا من ضعف الخدمات وغياب الدولة.
أشار التقرير إلى أن النساء والفتيات يتحملن العبء الأكبر من أزمة المياه، إذ تقع عليهن مسؤولية جمع المياه في معظم المناطق الريفية، وغالبًا ما يقضين ساعات طويلة سيرًا على الأقدام في تضاريس وعرة وتحت درجات حرارة مرتفعة. وأوضح أن هذا الجهد الشاق لا يؤثر فقط على صحتهن وسلامتهن، بل يؤدي أيضًا إلى ارتفاع معدلات تسرب الفتيات من المدارس، ويحد من فرص مشاركتهن في الأنشطة الاقتصادية وصنع القرار داخل مجتمعاتهن.
وذكر التقرير أن "عبء جمع المياه مادي واجتماعي واقتصادي، يعزز دورات الفقر وعدم المساواة بين الجنسين".
ويرتبط الأمن الغذائي في اليمن ارتباطًا مباشرًا بتوفر المياه. فوفقًا لتقارير أممية، يواجه أكثر من 17 مليون يمني انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، ويزداد هذا العدد خلال فترات الجفاف أو التصعيد العسكري. وأشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن نقص المياه يحد من إنتاج المحاصيل ويضعف الثروة الحيوانية، ما يؤدي إلى انخفاض توافر الغذاء وارتفاع الأسعار.
وتُفاقم زراعة محاصيل تستهلك كميات كبيرة من المياه مثل القات الوضع، إذ تستنزف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمياه الجوفية. أوضح التقرير أن مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية وتعزيز مرونة الزراعة (IWRM-ERA)، الممول من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) عبر بنك التنمية الألماني (KfW)، ساهم في تنفيذ تدخلات ميدانية محدودة لكنها فعّالة، مثل بناء جدران احتجاز للمياه وتحسين أنظمة الري في القرى الزراعية.
وأكد أن هذه المشاريع ساعدت في حصاد مياه الفيضانات ومنع تآكل الأراضي الزراعية، وأسهمت في زيادة إنتاج المحاصيل ورفع دخل المزارعين، خصوصًا بعد إدخال ممارسات زراعية مرنة للتكيف مع تغير المناخ.
ويرى البرنامج أن الفقر سبب ونتيجة في الوقت ذاته لأزمة المياه في اليمن، إذ يعيش نحو 80% من السكان تحت خط الفقر ويعتمد معظمهم على الزراعة والموارد الطبيعية. وفي القرى التي تعاني من ندرة المياه، تواجه الأسر خيارات مستحيلة بين شراء الطعام أو جلب المياه أو إرسال أطفالهم إلى المدارس.
وأكد التقرير أن الجهود الأممية تركز على تعزيز البنية التحتية المائية وتدريب المزارعين وتمكين المرأة لضمان استدامة الحلول، مشيرًا إلى أن أي إصلاح مستقبلي في اليمن لا يمكن أن ينجح من دون إدارة عادلة ومستدامة للمياه باعتبارها "مفتاح السلام المحلي والأمن الغذائي".