طهران- بعد افتتاحه، مساء الأحد، في جلسة علنية، واصل "الحوار العربي الإيراني"، الاثنين، أعماله لليوم الثاني في العاصمة طهران. ويناقش 4 محاور رئيسية هي: دور الشرق الأوسط في النظام العالمي الجديد، والأمن الذاتي في الشرق الأوسط ومتطلباته، وحرب غزة وتداعياتها الإستراتيجية، ومستقبل المقاومة والدولة الفلسطينية.

وتحت عنوان "حوار من أجل التعاون والتفاعل"، ناقش نخبة من المفكرين والخبراء الإيرانيين والعرب القضايا ذات الاهتمام المشترك في الدورة الثالثة من المؤتمر الذي ينظمه المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية ومركز الجزيرة للدراسات، من الـ12 حتى الـ14 مايو/أيار الجاري.

واستأنف المؤتمرون، صباح اليوم الاثنين، مناقشة المحاور المدرجة على جدول أعمال الملتقى -خلف الأبواب المغلقة- للحديث عن العلاقات الإيرانية العربية وإثارة سبل التغلب على التحديات التي قد تعترض تعاون الجانبين في سبيل ضمان الأمن الإقليمي وحلحلة القضايا الإقليمية.

مركز الجزيرة للدراسات والمجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية ينظمان الحوار العربي الإيراني (الجزيرة) أهمية

وحول أهمية الحوار بين العرب والإيرانيين والإسهامات التي قدمها المنتدى منذ انطلاقته وكذلك آفاق الحوار والتعاون بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية، حاورت الجزيرة نت عددا من المشاركين والقائمين على المؤتمر.

وعلى هامش الجلسة الافتتاحية، اعتبر مدير مركز الجزيرة للدراسات، محمد المختار خليل، الحوار العربي الإيراني "ضرورة إستراتيجية وحقيقة تاريخية" وأنه كلما تقدمت إليه المنطقة قطعت خطوات جبارة نحو التقدم والازدهار والاستقرار الإقليمي.

وفي حديثه للجزيرة نت، شدد محمد المختار على ضرورة أن يكون الحوار واقعيا لتحقيق الأهداف المنشودة من أجل مصالح الأمة الإسلامية، مؤكدا أنه لا خلاف إلا بسبب سوء فهم الآخر، وأن الحوار المباشر كفيل بتبديد أسبابه وإزالة شتى التحديات التي قد تواجه المنطقة.

وأوضح أن مركز الجزيرة للدراسات يسعى -بمشاركة المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية- إلى توفير منصة للحوار المباشر والصريح واستماع خبراء ومفكري العرب والإيرانيين لبعضهما بعضا، دون ضجيج وبعيدا عن سطوة الإعلام لكسر الحواجز وإذابة جليد التحديات والموانع في علاقات الجانبين.

وخلص محمد المختار إلى أن مؤتمر الحوار العربي الإيراني يسعى لكي يتحاور السياسيون بشكل مباشر لوضع حد لحالة التشويش التي تخيم بين الفينة والأخرى على علاقات الجانبين، وتوقّع أن يحصد الجانبان ثمار هذا الحوار قريبا.
واستدرك أن الحوار السياسي والفكري قد يستغرق وقتا لتظهر نتائجه، لكن الأهم أنه انطلق بالفعل.

 

منير شفيق يؤكد أن التعاون العربي الإيراني سيسهم في وضع ثقل بالميزان الدولي  (الجزيرة) آفاق

من جانبه، سلّط المفكر الفلسطيني منير شفيق، الضوء على دور ومكانة الجانبين العربي والإيراني في المتغيرات الإقليمية والعالمية، قائلا إن تعاونهما سيسهم في وضع ثقل مهم بالميزان الدولي.

وفي حديثه للجزيرة نت، أشار شفيق إلى الأهمية الكبرى للتعاون العربي الإيراني من أجل نصرة قطاع غزة ودعم مقاومتها وإيقاف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع المحاصر، مشددا على ضرورة أن تكون هناك مكانة مرموقة مستقبلا للواقع العربي والإيراني في النظام الدولي الجديد.

ورأى أن "العدوّ" تمكّن لأول مرة من اختراق الأمتين العربية والإيرانية قبل الحرب العالمية الأولى، فعمل على اختلاق الفروقات بينهما حتى عملت السياسة الدولية منذ ذلك الوقت لمنع أي لقاء سواء كان إيرانيا عربيا أو عربيا عربيا.

ولذلك، يضيف شفيق، يسعى هذا المؤتمر للتغلب على مخططات الأعداء والتقريب أكثر بين الإيرانيين والعرب ولعب دور بارز في التطورات الإقليمية والعالمية واتخاذ موقف موحد منها.

واستدرك المفكر العربي، أن ثمة تحديات ومؤامرات قد تعترض الحوار العربي الإيراني، لكن يجب أن يكون الجانبان بمستوى المشكلات، بل أكبر منها، مؤكدا أن الحوار سيسهم في تذليل العقبات وتقريب وجهات النظر.

إسهامات

بدوره، لفت الدبلوماسي الإيراني السفير السابق في لبنان وسوريا محمد رضا رؤوف شيباني، إلى أن الحوار العربي الإيراني قد انطلق قبل نحو 3 سنوات حيث كان التوتر يأخذ منحى تصاعديا في علاقات بلاده مع بعض الدول العربية.
وأوضح أن المؤتمر السنوي أدى إلى تطبيع العلاقات الإيرانية السعودية وكذلك خفض التوتر بين بلاده وبعض الدول العربية الأخرى.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف الدبلوماسي الإيراني أن الحوار غير الرسمي المتواصل بين النخب الإيرانية والعربية تمكّن كذلك من طي صفحة الخلافات بشأن سياسات طهران الإقليمية، لا سيما بخصوص علاقاتها مع العراق وسوريا وموقفها من حركات المقاومة والقضية الفلسطينية.

واعتبر أن التعاون الإيراني العربي من أجل وقف "الحرب الصهيونية على غزة" وإدانة العدوان المتواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في الأوساط الدولية، جزء من ثمرة هذا الحوار، مشددا على أن الأمتين الإيرانية والعربية قد تجاوزتا مرحلة الحوار، وتتطلعان لتعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة.

وخلص إلى أن الوحدة الإسلامية والموقف العربي الإيراني المشترك حيال العدوان الإسرائيلي على غزة، قد أفشل جميع المؤامرات والمخططات الرامية إلى تحويل الصراع العربي- الإسرائيلي إلى صراع عربي- إيراني.

ومن المقرر أن يواصل الحوار العربي الإيراني جلسات دورته الثالثة الثلاثاء، وستُعقد الجلسة الختامية عند السابعة مساء بأحد الفنادق شمالي العاصمة طهران.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الجزیرة للدراسات أن الحوار من أجل

إقرأ أيضاً:

الشاباك يعلن إحباط عشرات الهجمات الإيرانية ضد شخصيات إسرائيلية

أعلن جهاز "الشاباك" وهيئة السايبر الإسرائيلية، أنّهما أحبطا العشرات من الهجمات الإلكترونية الإيرانية ضد عدد من الشخصيات الإسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة.

وذكر "الشاباك" وهيئة السايبر في بيان، أنه "في الأشهر الأخيرة تم تسجيل ارتفاع مقلق في محاولات التصيّد الاحتيالي من قبل جهات إيرانية، تستهدف مباشرة إسرائيليين، وعلى رأسهم شخصيات رفيعة عامة في المنظومة الأمنية والسياسية والأكاديمية والإعلامية"

وأشار البيان إلى أنه "منذ بداية العام تم إحباط ما لا يقل عن 85 محاولة هجوم، ركزت على محاولة التسلل إلى أنظمة الحواسيب والأجهزة المحمولة لعدد من الإسرائيليين"، وفق ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وذكر أنه "ضمن موجة الهجمات، حاول المهاجمون الإيرانيون الوصول إلى بريد إلكتروني، وحواسيب وهواتف ذكية للمستهدفين، بهدف جمع معلومات شخصية عنهم: عناوين سكن، علاقات شخصية، وأماكن يتواجدون بها بشكل متكرر، وهي معلومات قد تستخدمها الجهات المعادية، من بين أمور أخرى، في التخطيط لاعتداءات أو لتجنيد خلايا محلية لتنفيذ نشاط عدائي داخل إسرائيل".



وتابع: "في إطار نشاط الشاباك، تم تنفيذ عشرات من عمليات إحباط لهجمات سيبرانية على أجهزة/حواسيب تعود لأشخاص إسرائيليين منذ بداية العام".

وأشار إلى أن "الاتصالات التي تتم من الجهات الإيرانية تُنفذ عادة عبر واتساب، أو تيليغرام أو بريد إلكتروني، مع بناء قصة تغطية مخصصة لكل مستهدف، بحسب مجال اهتمامه أو عمله، بحيث لا تبدو الرسالة غريبة أو مثيرة للشك".

وأكد أن "طرق الهجوم متنوعة، لكنها غالبا تشمل إرسال رابط مزيف لاجتماع عبر (غوغل ميت)، يُطلب من المستهدف إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور، والتي تُسرق من قبل المهاجمين. وباستخدام هذه المعلومات يتمكن المخترق من الوصول إلى حساب Google الخاص بالمستهدف، ما يمنحه أيضًا إمكانية الوصول إلى محتويات بريد  Gmail، كلمات مرور لخدمات أخرى، مواقع تواجد المستهدف، صور مخزنة على السحابة، ومعلومات شخصية إضافية".

ولفت إلى أن "طرق هجوم إضافية يستخدمها المهاجم الإيراني تشمل تطبيقات مختلفة تتنكر على شكل تطبيقات شرعية، بالإضافة إلى هجمات تتم من خلال تنزيل ملفات إلى الحاسوب لغرض القراءة أو الموافقة، يتم من خلالها تثبيت برامج تجسس".

مقالات مشابهة

  • تفاصيل المقترح الأميركي الجديد حول النووي الإيراني.. ما مقابل وقف التخصيب؟
  • الجامعة العربية تدين منع الاحتلال زيارة الوفد الوزاري العربي إلى الضفة الغربية
  • «مصطفى بكري» يهنئ «الأهرام العربي» لفوزها بجائزة الصحافة العربية للمرة الخامسة
  • المملكة ترأس اجتماع الفريق العربي المعني بإعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني
  • المشاركون في ورشة واقع الحماية الاجتماعية: ضرورة تنمية الكوادر وتأهيل البنية التحتية للمؤسسات
  • طهران: تقرير الاستخبارات النمساوية المشكك في سلمية البرنامج النووي الإيراني كاذب
  • تحت رعاية خالد بن محمد بن زايد.. تنعقد فعاليات المؤتمر الكشفي العربي الـ 31
  • كامل الوزير: شركة «الجسر العربي» نموذج ناجح للشراكة العربية ‏ودعم التجارة البينية
  • الشاباك يعلن إحباط عشرات الهجمات الإيرانية ضد شخصيات إسرائيلية
  • وزير الخارجية الإيراني: نسعى لحل دبلوماسي لجميع الأطراف وهذا يتطلب إلغاء العقوبات