دور الوقف في التنمية المستدامة
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
لقد عاشت الأمة الإسلامية قروناً سابقة لديها الدخل الكبير والموازنات المالية الكافية بسبب الوقف، حيث أثبتت التجارب العملية ،أن الوقف أحد الأسس الهامة للنهضة، حيث ساهم الوقف في العصور الوسطى في بناء الحضارة الإنسانية والإجتماعية في المجتمعات الإسلامية، ولقد وثّقت العديد من الدول الإسلامية، ومن بينها المملكة العربية السعودية ، تاريخ الوقف لديها، وأنشأت مؤسسات وقفية اقتصادية متعدّدة من خلال اهتمام الدولة المستمر بمجالات الوقف المختلفة.
إن مفهوم استثمار الوقف ،أصبح من المفاهيم الإقتصادية التي أخذت في الإنتشار في المجتمعات الإسلامية، حيث وجد إهتماماً كبيراً من الباحثين في الإقتصاد الإسلامي والمتخصصين بشوؤن الأوقاف، ويتميز الوقف بأنه أصل إستثماري مستديم يتحقق من خلاله مفهوم التنمية المستدامة من خلال صفة الدوام، بالإضافة إلى كونه دعامة اقتصادية للفقراء والمساكين والمحتاجين.
وقد برزت الأوقاف كمورد هام وفعّال، يمكن أن يساهم في تحقيق التنمية المستدامة التي تهدف إليها المملكة العربية السعودية وفق رؤية 2030م، فالأوقاف مصدر اقتصادي يهدف إلى توليد دخل مستمر ومستديم، وخاصة أن الأوقاف في المملكة العربية السعودية يعدّ الأكبر في العالم الإسلامي.
ونظراً لاهتمام الدولة بالأوقاف، تم التنسيق بين هيئة الأوقاف وجامعة الملك عبدالعزبز ممثلاً في معهد الإقتصاد الإسلامي وتم فتح برنامج في مجال إدارة واقتصاديات الأوقاف، وفي 1/11/1445 تخرجت أول دفعة من هذا البرنامج، وهو الأول من نوعه في العالم ، وكان ذلك برعاية كريمة من الهيئة العامة للأوقاف للبرنامج عبر تقديم المنح الدراسية، وهي شراكة مابين معهد الاقتصاد الإسلامي والوقف العلمي بالجامعة، هذا البرنامج يعدّ أحد المخرجات الإستراتيجية الناتجة عن اتفاقية التعاون بين الجامعة والهيئة العامة للأوقاف.
ولذلك أنصح بتشجيع ثقافة الوقف ببن أفراد المجتمع من خلال تفّعيل دور وسائل الإعلام لاستقطاب
الأوقاف وحثّ الأفراد على المساهمة فيها ، سواء كان الوقف بناء مسجد ،أوحفر بئر، أو بناء دور لسكن الأرامل والمطلّقات اللائي ليس لهن عائل ، أو وقف علمي مثل وقف مبلغ معين لدعم الأبحاث العلمية مثل الكراسي العلمية في الجامعات .
drsalem30267810@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
انطلاق برنامج لقاء الجمعة للأطفال بالمساجد الكبرى |صور
عقدت وزارة الأوقاف برنامج لقاء الجمعة للأطفال بالمساجد، في إطار حرص وزارة الأوقاف على بناء وعي الطفل بناءً صحيحًا، وضمن جهودها في غرس القيم الدينية والأخلاقية والوطنية بين الأطفال، واستمرارًا لجهود الوزارة في الاهتمام بالنشء؛ إذ عقدت وزارة الأوقاف ٢٧ ندوة بالمساجد الكبرى، ضمن برنامج لقاء الجمعة للأطفال تحت عنوان: "قصة بناء الكعبة .. دروس وعبر".
وشهد البرنامج، إقبالًا كبيرًا من الأطفال وذويهم على حد سواء؛ إيمانًا منهم برسالة المسجد، والذي يمثِل ملاذًا آمنًا للأطفال ومتنفسًا طبيعيًا لهم، كما شهدت اللقاءات شرح قصة بناء الكعبة وما فيها من دروس وعبر.
ويأتي هذا البرنامج انطلاقا من اهتمام الوزارة بالنشء، وضرورة غرس القيم النبيلة والمنهج الوسطي، والفكر المستقيم في عقولهم، وتعويدهم على التعلق بالمساجد واحترامها، وربطهم بالعبادة الصحيحة، وحمايتهم من المناهج والأفكار الهدامة والمتطرفة، فهم مستقبل الوطن فيما بعد، وعليهم تتعلق الآمال.
الأوقاف تفتتح 11مسجدًا غدًا الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله
وزير الأوقاف ينعى الشيخة محاسن عبد الحميد أقدم محفظة للقرآن الكريم بالمنيا
يذكر أن وزارة الأوقاف، أطلقت اليوم بالاشتراك مع الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، قافلة دعوية إلى محافظة شمال سيناء في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين المؤسسات الدينية في مصر.
يأتي ذلك برعاية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية.
وتضم القافلة سبعة من علماء الأزهر الشريف، وعشرة من علماء وزارة الأوقاف، وثلاثة من أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وأكد العلماء خلال فعاليات القافلة، أن جمال الدّين يتألق في سهولته ويسره، ورحمته ورفقه، فهو مصدر السعادة، وأصل الطمأنينة، ومنبع السكينة والسلام والأمان، فليس الدين مجرد كلمات رنانة أو حركات شكلية، بل هو حُسْنٌ وجمالٌ في روحه ومقاصده، في تشريعاته وأخلاقياته، وفي قدرته على أن يلامس شغاف القلب بالسماحة والاعتدال، دون إفراط أو تفريط، وهذا المنهج الفريد قد أَصَّلَهُ القرآن الكريم في قول الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾.
كما نبَّه العلماء أصحاب الفضيلة على أن حب التناهي والكمال شطط وانحراف، وخير الأمور الوسط والاعتدال، فكم من إنسان سعى إلى الكمال المطلق في عبادته، فأرهق نفسه بما لم يكلف به، وكم من شخص بالَغَ في زهده وتقشفه؛ حتى ضيع حقوق نفسه وأهله، وكم من جماعة غالت في شعاراتها؛ حتى تحولت إلى تعصب أعمى يكفر الأمة ويفرق جمعها، ألم يطرق سَمْعَ هؤلاء هذا البيان المحمدي لمن طلب التناهي والكمال؟ حيث يقول - صلى الله عليه وسلم -: "أمَا وَاللهِ إنِّي لَأخْشَاكُمْ لِلهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّساءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".
وفي ختام فعاليات القافلة عبَّر العلماء عن سعادتهم البالغة لهذا التعاون البنَّاء بين المؤسسات الدينية في مصر بما يحقق الأمن والاستقرار لبلدنا الغالية.