قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن ماليزيا تغامر بالدخول بشكل أكبر في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي الذي تطالب به الصين وتحرسه من أجل النفط والغاز.

وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن المنصات الصناعية في البحر المفتوح قبالة ساحل بورنيو الماليزية، تستخرج كميات هائلة من النفط والغاز التي تغذي اقتصاد ماليزيا.



وفي المياه البعيدة التي تعتبرها ماليزيا أيضًا ملكًا لها، تحافظ سفن خفر السواحل الصينية وقوارب الميليشيات البحرية على وجود شبه دائم، كما يقول المسؤولون الماليزيون. وعلى مدار عشر سنوات، لم تفعل بلادهم الكثير لمنافستهم.

لكن النفط والغاز في ماليزيا ينفدان بالقرب من الشاطئ. وعلى نحو متزايد، يتعين عليها أن تغامر بالخروج إلى البحر، مما يزيد من احتمال المواجهة المباشرة مع القوات الصينية في بحر الصين الجنوبي.


وذكرت الصحيفة أنه مع تصاعد التوترات في جميع أنحاء بحر الصين الجنوبي، وهو أحد أكثر البحار ازدحاما وأكثرها إثارة للجدل في العالم، فإن الطلب على الطاقة يجر ماليزيا إلى عمق المعركة ويختبر إحجام البلاد منذ فترة طويلة عن استعداء الصين، وذلك وفقًا لمقابلات مع أكثر من 20 مسؤولًا من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين والمديرين التنفيذيين للنفط والغاز والمحللين في ماليزيا.

وحسب الصحيفة، تقع بعض أكبر احتياطيات النفط والغاز في آسيا تحت قاع البحر في هذه المياه المتنازع عليها، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. ومنذ سنة 2021، منحت شركة الطاقة المملوكة للدولة في ماليزيا، "بتروناس"، عشرات التصاريح الجديدة لشركات مثل "شل" و"توتال إنرجيز" لاستكشاف رواسب جديدة هنا، والعديد منها في ما يسمى بمجموعات "المياه العميقة" على بعد أكثر من 100 ميل بحري من الشاطئ ولكنها لا تزال داخل حدود المياه العميقة التي تعتبرها ماليزيا منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وتؤدي هذه التطورات إلى إثارة المزيد من المواجهات مع الصين، كما يحذر محللو الطاقة والأمن. وبالفعل، قام المسؤولون الفيدراليون والإقليميون في ماليزيا بتعزيز انتشارهم العسكري حول مدينة بينتولو الساحلية الصناعية في ولاية ساراواك، حيث يتمركز جزء كبير من صناعة النفط والغاز في البلاد، كما زادت ماليزيا تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بالأمن البحري. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إنه للمرة الأولى في وقت لاحق من هذه السنة، ستجرى مناورة عسكرية ثنائية تجريها ماليزيا سنويًا مع الولايات المتحدة في بورنيو.

وذكرت الصحيفة أنه منذ سنة 2020 على الأقل، تضايق الصين منصات الحفر وسفن المسح الماليزية، مما أدى إلى مواجهات استمرت لأشهر، وذلك وفقًا لصور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع تحركات السفن. وعلى امتداد سنوات، كان رد فعل ماليزيا خافتا؛ وهي حسابات تشكلت من خلال الاعتماد على الاستثمارات الصينية والضعف النسبي للجيش الماليزي، كما قال محللون أمنيون ومسؤولون دفاعيون ماليزيون. 

وعلى عكس الفلبين أو فيتنام، نادرًا ما تعلن ماليزيا عن التدخلات الصينية في منطقتها الاقتصادية الخالصة، التي تمتد 200 ميل بحري قبالة الساحل، وتحجب عن الصحفيين والأكاديميين عدد المرات التي تحدث فيها هذه الحوادث.

وفي مقابلة حصرية، نفى المدير العام لمجلس الأمن القومي الماليزي المخاوف بشأن المضايقات الصينية حتى مع اعترافه بأن السفن الصينية كانت تقوم بدوريات في المياه الماليزية دون توقف تقريبًا.

وقال نوشيروان بن زينل عابدين، الذي كان سفيرا لدى الصين في الفترة من سنة 2019 إلى 2023: "من الواضح أننا نفضل ألا تكون الأصول الصينية في مياهنا". لكنه أضاف أنه ليست هناك حاجة لأن "يلون" النزاع علاقة ماليزيا الأوسع مع أكبر شريك تجاري لها. 

وعلى الرغم من اعتراضات دول جنوب شرق آسيا، طالبت الصين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريبًا، حيث قامت ببناء جزر صناعية ونشرت السفن لفرض ما تسميه "خط النقاط العشر"، الذي يحدد على الخرائط حدود ما تقول الصين إنه حدودها، والتي تقع على مسافة 25 ميلًا بحريًا من الساحل الماليزي.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في حين تم إيلاء قدر كبير من الاهتمام في الأشهر الأخيرة للمواجهات المكثفة بين الصين في المياه المتنازع عليها مع الصيادين وخفر السواحل الفلبينيين، فإن التوترات التي تتحرك إلى الجنوب، حيث تتمتع أكبر شركات النفط والغاز في العالم بمصالح أعمق، لم تحظ باهتمام كبير. وردا على سؤال حول مزاعم ماليزيا بشأن التوغلات الصينية، قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن السفن الصينية تقوم "بأنشطة الملاحة والدوريات العادية" في المناطق الخاضعة لولايتها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول ماليزي رفيع المستوى، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بمعالجة هذه القضية، قوله إن ماليزيا سعت على مدى عقود إلى "فصل" النزاع في بحر الصين الجنوبي عن التجارة والاستثمار مع الصين.

وأضاف المسؤول إن حاجة البلاد إلى النفط والغاز البحري بدأت تزعزع هذا التوازن الدقيق. وأشار إلى أن سفن خفر السواحل الصينية عطلت بشكل متكرر العمليات في حقل غاز كاساواري، الذي يحتوي على ما يقدر بنحو 3 تريليون قدم مكعب من الغاز وحيث قامت ماليزيا مؤخرًا ببناء أكبر منصة بحرية لها.


المغامرة في المياه العميقة
وبينت الصحيفة أنه في السبعينات، قبل أن تكتشف شركة "شل" رواسب كبيرة من النفط والغاز قبالة الساحل، كانت بينتولو قرية صيد صغيرة لها امتداد واحد من الطريق يربط مسجدًا بالسوق. وهي اليوم مركز نابض للصناعة، ترتكز على منشأة معالجة تبلغ مساحتها 682 فدانًا تنتج 30 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا. وفي سنة 2023، كانت ماليزيا خامس أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وذلك وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

وقد اعتمدت ماليزيا على هذه الموارد لدفع عجلة النمو لعقود من الزمن، حيث حصلت على 20 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي من النفط والغاز. لكن قبل عدة سنوات، حذر محللو الصناعة من أن عصر "الاستكشاف السهل" في البلاد قد انتهى. وكان النفط والغاز الموجود في المياه الضحلة، أي على أعماق أقل من 1000 قدم، ينفد. وقال سان ناينج، أحد كبار محللي النفط والغاز في شركة "بي إم أي" لأبحاث السوق، إن الشركات تعلم أن هناك المزيد من الودائع المتبقية. 

وقالت هيئة تنظيم الطاقة في البلاد إن حوالي 60 بالمئة من احتياطيات الغاز في ماليزيا تقع قبالة ولاية ساراواك. وبدءًا من سنة 2020، عززت "بتروناس" عمليات التنقيب. وبعد مرور سنتين، وبعد الإعلان عن سلسلة من الاكتشافات الجديدة، منحت الشركة 12 عقد ترخيص جديد لتكتلات الطاقة التي تتطلع إلى العمل في ماليزيا، وهو أكبر عدد منذ سنة 2009.

ووفق الصحيفة؛ فقد قال المسؤولون التنفيذيون في "بتروناس" إن هذا الحماس هو علامة على "ثقة المستثمرين". لكن في السر، كان المستثمرون يشعرون بالقلق من مخاطر العمل في بحر الصين الجنوبي، حسبما قال محلل مخضرم في مجال النفط والغاز يجري أبحاثًا في ماليزيا، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لحماية المصالح التجارية. وتساءل المحلل قائلا: "ماذا يحدث عندما تظهر القوارب الصينية؟ هذا ما يراود الأذهان دائما".

وفي سنة 2018، بعد مضايقات السفن الصينية، ألغت فيتنام مشروعًا نفطيًا كبيرًا في منتصف الطريق، مما أدى إلى تكبد الشركات المشاركة خسائر تقدر بنحو 200 مليون دولار. وقال المحلل إن هذا الحادث كان بمثابة "صدمة للصناعة" ودفع الشركات إلى إعادة النظر في استثماراتها في بحر الصين الجنوبي. وتشجع الاكتشافات الجديدة في ماليزيا الشركات على العودة. ولكن يمكن القول إن المخاطر حاليا أعلى من أي وقت مضى.

وتقوم مجموعة من السفن الصينية بدوريات في المياه في منطقة لوكونيا شولز، على بعد حوالي 60 ميلاً بحريًا قبالة الساحل الماليزي، بالقرب من حقول الغاز الرئيسية مثل كاساواري. ولكن أسطولاً أكبر بكثير يضم مئات من سفن خفر السواحل الصينية والميليشيات البحرية يتمركز في أقصى الشمال، بالقرب من جزر سبراتلي، حيث خصصت "بتروناس" مجموعات جديدة للتنقيب عن النفط والغاز. 

وقال هاريسون بريتات، نائب مدير مبادرة الشفافية البحرية الآسيوية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره العاصمة، إنه كلما اقتربت مشاريع الطاقة الماليزية من جزر سبراتلي، زادت احتمالية المواجهة مع الصينيين.

وفي الأشهر الأخيرة، قال المسؤولون الصينيون بوضوح إن استكشاف الموارد في بحر الصين الجنوبي "لا ينبغي أن يقوض سيادة الصين الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية".

وحسب الصحيفة، رفضت "بتروناس" طلبات إجراء مقابلات ولم ترد على الاستفسارات المتعلقة ببحر الصين الجنوبي. لكن في السنة الماضية، بعد أن أصدرت بكين خريطة جديدة للممر المائي التي وسعت المطالبات الصينية، أدلى الرئيس التنفيذي لشركة "بتروناس"، تنكو محمد توفيق عزيز، ببيان اعتراض قوي على نحو غير عادي. وقال إن استخراج النفط والغاز البحري يقع ضمن الحقوق السيادية لماليزيا. وأضاف أن "بتروناس ستدافع بقوة عن حقوق ماليزيا".

وقد رفضت الحكومة الأمريكية مطالبات الصين التوسعية في بحر الصين الجنوبي، لكنها لم تؤيد رسميًا مطالبات ماليزيا.

"إعادة تفكير جذرية"
وتابعت الصحيفة ناقلة عن مسؤولين ماليزيين قولهم إنه قبل ثلاث سنوات، دخل أسطول مكون من 16 طائرة عسكرية صينية، كان يقوم بتدريبات فوق بحر الصين الجنوبي، المجال الجوي الماليزي. وأثار التوغل توبيخًا نادرًا من جانب القوات الجوية الماليزية، التي وصفته بأنه تهديد للأمن القومي، ودفع وزير الخارجية الماليزي إلى استدعاء السفير الصيني. وقال ثلاثة من الباحثين الماليزيين، الذين كتبوا لإحدى مراكز الأبحاث، إن الحادث "أثار إعادة تفكير جوهرية داخل المؤسسة الماليزية بشأن سياسة البلاد تجاه الصين".

لكن المسؤولين الصينيين نفوا أن طائراتهم دخلت المجال الجوي الأجنبي على الإطلاق. وقال المعهد الوطني لدراسات بحر الصين الجنوبي، وهو مركز أبحاث تديره الدولة في الصين، إن الطائرات العسكرية تتمتع بحرية التحليق فوق المجال الجوي لبحر الصين الجنوبي لأن حدوده "غير واضحة".


وبحلول نهاية سنة 2021، أعلنت ماليزيا أنه سيتم بناء قاعدة جوية جديدة بالقرب من بينتولو. وبعد فترة وجيزة، تم نقل فوج من الجيش من مدينة مجاورة، وفي السنة الماضية، قال مسؤولو الدفاع إنهم وضعوا خطة لإنشاء قاعدة بحرية جديدة. وقال وزير الدفاع سيري محمد حسن، في حديثه أمام البرلمان، إن النفط والغاز الماليزيين سيتم حمايتهما "بأي ثمن".

ومنذ سنة 2021، تعمل ماليزيا أيضًا على زيادة الإنفاق الدفاعي وتعزيز التعاون العسكري مع الولايات المتحدة. ويقول مسؤولون إن ماليزيا تلقت طائرات مسيرة ومعدات اتصالات وبرامج مراقبة، بما في ذلك أنظمة رادار بعيدة المدى، تم تركيبها في بورنيو، "لمراقبة سيادة المجال الجوي على السواحل". 

وفي وقت لاحق من هذه السنة، من المقرر أن تحصل ماليزيا على سفينة خفر السواحل الأمريكية التي خرجت من الخدمة وتجري مناورات عسكرية ثنائية سنوية مع الولايات المتحدة، تسمى "كيريس سترايك"، في بورنيو، وذلك وفقًا لمسؤول وزارة الخارجية، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمشاركة معلومات خاصة.

وقال المسؤول الماليزي رفيع المستوى إن ماليزيا حريصة على تجنب "التورط" في المنافسة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين.

وأوضح أنه يفترض أن الصين "ترى" كل ما يحدث في بحر الصين الجنوبي. والسؤال المطروح هو هل سيرون ما نفعله ويسمحوا به".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ماليزيا الصين بحر الصين الجنوبي غاز الصين غاز ماليزيا بحر الصين الجنوبي صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی بحر الصین الجنوبی مع الولایات المتحدة النفط والغاز فی السفن الصینیة المجال الجوی خفر السواحل الصینیة فی فی مالیزیا وذلک وفق ا فی المیاه بالقرب من الغاز فی مع الصین

إقرأ أيضاً:

20 اجتماعاً في شنغهاي تعزز الروابط الراسخة بين الشارقة والصين

الشارقة (الاتحاد)
أجرى وفد إمارة الشارقة بقيادة دائرة العلاقات الحكومية، في ختام زيارته إلى جمهورية الصين الشعبية، سلسلة من اللقاءات والزيارات تضمنت أكثر من 20 اجتماعاً في مدينة شنغهاي، أكبر مدن الصين من حيث تعداد السكان، وعاصمة البلاد الاقتصادية، في الفترة من 6 إلى 8 يونيو الجاري، والتي استكشفت أفضل الممارسات في إدارة البيئة الحضرية المستدامة، وتطوير قطاعات التخطيط المدني والمعارض.
كما تناولت لقاءات شنغهاي بحث سبل إثراء مهارات الموارد البشرية، واستعرضت تجربة المدينة في تطوير المدن الذكية، وتأسيس متاحف التكنولوجيا، بالإضافة إلى مناقشة تعزيز دور المرأة في المجتمع ودعم المشاريع الناشئة والشبابية، وغيرها من المواضيع والقضايا التنموية التي أكدت الدور الذي تلعبه الشراكات الاستراتيجية في تحقيق التقدم المشترك وتعزيز الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات والصين.
وأكد الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، الأهمية الاستراتيجية لزيارة وفد الشارقة إلى مدينة شنغهاي، مشدداً على أنها تمثل خطوة مهمة نحو استكشاف آفاق جديدة للتعاون، لا سيما في مجالات الابتكار الاقتصادي والتطوير العمراني. 
 وقال: «الشارقة وشنغهاي تشتركان في رؤية تنموية تقوم على أساس الابتكار والمعرفة، مما يعزز من فرص التعاون في مشاريع مستدامة تساهم في تحقيق الرفاهية للشعبين، وتسعى الإمارة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى بناء جسور التواصل وتعزيز الشراكات الاقتصادية مع مختلف التجارب العالمية الرائدة، بما ينسجم مع الأهداف التنموية التي تتطلع إليها الإمارة».
تعزيز التعاون 
وتضمن برنامج اليوم الأول من زيارة الوفد إلى مدينة شنغهاي 12 اجتماعاً، التقى خلالها رؤساء ومديرو عدد من الجهات المشاركة في وفد الإمارة مع ممثلي نخبة من المؤسسات الاقتصادية والأكاديمية والثقافية والسياحية، منها «لجنة شنغهاي للتجارة»، و«جامعة فودان»، و«اتحاد شنغهاي النسائي»، و«متحف شنغهاي للعلوم والتكنولوجيا»، و«مكتب شنغهاي للبيئة»، و«مكتبة شنغهاي»، و«مركز شنغهاي للتخطيط الحضري والمعارض»، و«معهد شنغهاي لتطوير المدن الذكية»، و«جامعة شنغهاي جياو تونغ».
وتعليقاً على الزيارة، قال حسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار: «يلتزم المجمع بدعم وتطوير القطاع البحثي والتقني، وتعزيز مكانة الشارقة كوجهة رائدة للابتكار والمعرفة، ويسعى إلى تحقيق إنجازات ملموسة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد المعرفي في الإمارة، وتعكس شراكتنا مع مؤسسات البحث والتطوير الصينية التزامنا بتعزيز التعاون الدولي وتبادل المعرفة والخبرات في مجالات الابتكار والتنمية المستدامة، ونحن متحمسون للعمل مع مختلف المؤسسات الرسمية والخاصة المتخصصة في البحث والتطوير التقني للاستفادة من خبراتهم القيمة في تعزيز قدراتنا البحثية والتكنولوجية، ونؤكد أن المجمع يسعى للمساهمة في تعزيز العلاقات بين الصين وإمارة الشارقة ودولة الإمارات، وتوفير قاعدة استثمارية جاذبة لاستيعاب الاستثمارات الصينية في مختلف القطاعات.

أخبار ذات صلة 100 فرصة عمل للمواطنين في يوم وظيفي مفتوح «خيرية الشارقة» تدعو لدعم 700 جلسة «غسيل للكلى»

تبادل الخبرات 
وشهد برنامج اليوم الثاني 9 اجتماعات، تضمنت لقاءات مع ممثلي مجموعة من المؤسسات الصينية من القطاعين الحكومي والخاص، منها «مكتب شنغهاي للسياحة والثقافة»، و«هيئة شنغهاي الصحية»، و«بورصة شنغهاي»، و«منطقة لين قانغ الخاصة في شنغهاي - منطقة التجارة الحرة التجريبية»، و«مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية - جامعة شنغهاي للدراسات الدولية»، و«مركز ناشئة شنغهاي»، و«متحف الفن الصيني»، و«مكتب شنغهاي للموارد البشرية والأمن الاجتماعي».
وفي معرض حديثه عن أهمية الزيارة، قال علي محمد النقبي، الرئيس التنفيذي لـ «وقاية» التابعة لـ «مجموعة بيئة»: «سعداء بالمشاركة ضمن وفد الشارقة إلى جمهورية الصين الشعبية، التي تُعد أحد أكبر الاقتصادات والأسواق في العالم، بهدف الاطلاع على التجربة الصينية في مختلف القطاعات ومنها العمل الحكومي والطيران والصناعة والتقنيات، وتبادل الأفكار والخبرات، بما ينعكس إيجاباً على الطرفين، لا سيما في قطاعات الاستدامة وإعادة التدوير والتقنيات واستخدامات الذكاء الاصطناعي وتحويل النفايات إلى طاقة ومعالجة النفايات الطبية، ومقابلة المعنيين بتلك القطاعات للتعرف على إنجازاتهم وأهم التقنيات المستخدمة في تلك المجالات، وتأتي مشاركتنا في سياق جهودنا المتواصلة لترسيخ الاستدامة، والحفاظ على البيئة، ودعم الجهود الوطنية الخاصة بالمستهدفات البيئية والاقتصاد الدائري، كما تساهم الزيارة في دعم العلاقات الإماراتية - الصينية والدفع بها نحو آفاق واعدة بمختلف القطاعات».
معالم ثقافية
تضمن برنامج زيارة وفد الشارقة إلى مدينة شنغهاي جولة لأعضاء الوفد المشارك على عددٍ من معالم المدينة العريقة ووجهاتها الرئيسية، أبرزها «موقع المؤتمر الوطني الأول للحزب الحاكم»، و«متحف ويست بوند»، و«منطقة الفنون»، و«مركز معارض التخطيط الحضري في شنغهاي»، و«الشارع القديم» المعروف باسم «يو جاردن»، و«متحف شنغهاي»، إلى جانب رحلة بحرية في نهر هوانغيو.
وفي تعليقها على الزيارة، أكدت عائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، أن الزيارة الرسمية لجمهورية الصين الشعبية تأتي في إطار توثيق سبل التعاون المشترك في المجالات كافة الثقافية والتجارية والاستثمارية، واصفة الخطوة بالمهمة لتعميق العلاقات، واستكشاف الفرص، خاصة الثقافية منها، من خلال فتح آفاق رحبة من التعاون والتفاهم ودعم تطوير العلاقات الثنائية، وأوضحت أن «الهيئة» ملتزمة بتعزيز الحوارات الثقافية والروابط المشتركة من خلال تنظيم الفعاليات المتعددة، ومنها معرض «لحظات من حياة المسلمين في الصين - بعدسة بيتر ساندرز»، وأحدثها فعالية بعنوان «التقارب الثقافي بين الإمارات والصين».
وشكّلت هذه المحطة ختام زيارة رسمية لوفد إمارة الشارقة إلى جمهورية الصين الشعبية، استمرت سبعة أيام من 2 إلى 8 يونيو الجاري، وشملت ثلاثاً من كبريات المدن الصينية، وهي العاصمة بكين، ومقاطعة شاندونغ، وشنغهاي، بهدف تعزيز العلاقات الحكومية، وبحث سبل التعاون والعمل المشترك في القطاعات الاقتصادية والثقافية والسياحية، إلى جانب ترسيخ الروابط الثنائية في مجال التعليم والصحة والرياضة والتكنولوجيا والابتكار.

مقالات مشابهة

  • 20 اجتماعاً في شنغهاي تعزز الروابط الراسخة بين الشارقة والصين
  • السوداني وتحدي المشاريع المتلكئه في مجالي النفط والغاز ..
  • رئيس روسنفت الروسية يحذر من زيادة الطاقة الإنتاجية الفائضة للنفط
  • وزير الدفاع السويدي: إجراءات الصين ضد الفلبين في بحر الصين الجنوبي تهدد الأمن العالمي
  • القاهرة الإخبارية: بكين تجري مناورات بالذخيرة الحية في بحر الصين الجنوبي
  • شبوة تمنع قاطرات النفط والغاز عن عدن
  • الحمائية الغربية تدفع الصين للتوجه بالسيارات الكهربائية للأسواق الناشئة
  • وزارة النفط والغاز تحقق في تصريحات بريطانيا حول فساد في قطاع النفط
  • روسيا تعلق على قرار تخفيض أوبك الطوعي للنفط
  • الصين تؤكد جاهزيتها لتطوير التعاون مع أوكرانيا في كافة المجالات