دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أظهرت دراسة أنه يمكن لثعابين النرد (Dice snakes) أن تتظاهر بالموت عند تعرضها لهجوم من قِبَل الحيوانات المفترسة، وتقديم عرض مسرحي يتضمن تلطيخ نفسها ببرازها، وترك الدم ينزف من فمها.

ووجدت دراسة نُشرِت في مجلة "Biology Letters" أنّ ثعابين النرد التي تستخدم هذه التأثيرات الدرامية الإضافية تضطر لقضاء وقتٍ أقل في التظاهر بالموت، وبالتالي قضاء وقت أقل في موقف خطير، وذلك مقارنةً بنظيراتها التي لا تستخدم هذه الإستراتيجية.

يمكن لثعابين النرد جعل أفواهها تنزف دمًا لردع الحيوانات المفترسة. تصوير: Vukašin Bjelica/University of Belgrade

وتتظاهر العديد من الحيوانات المختلفة بالموت كآلية دفاع ضد الحيوانات المفترسة، مع وجود أمثلة شوهِدت بين الحشرات، والأسماك، والبرمائيات، والزواحف، والطيور، والثدييات، ولكن لا يزال من غير الواضح كيفية عمل الأمر، ومدى نجاحه.

وأفاد الباحث المشارك في جامعة "بلغراد" بصربيا، وأحد مؤلفي الدراسة، فوكاسين بيليكا، لـCNN عبر البريد الإلكتروني أن "هناك نظريات متضاربة حول أصل التظاهر بالموت".

وشرح قائلاً: "يقول البعض إنّها استجابة واعية بينما يصر آخرون على أنّها ليست كذلك. وتنص إحدى النظريات أنّ هذا هو رد الفعل الدفاعي الأكثر بدائية، وهو يشبه التجمد في حالة التوتر الشديد".

سافر الباحثون إلى جزيرة في شمال مقدونيا حيث تنتشر هذه الثعابين. Credit: Jozef Kaut

ويُعتبر الاستلقاء بلا حراك وتعريض أجزاء الجسم الحساسة للحيوانات المفترسة بمثابة أمر محفوف بالمخاطر، ولذا افترض الباحثون من جامعة "بلغراد" أنّه كلما كان العرض أكثر دراماتيكية، كلما قل الوقت الذي تقضيه الثعابين في وجه الخطر.

ولاختبار ذلك، سافر الباحثون إلى جزيرة "جوليم جراد" الواقعة في بحيرة بشمال مقدونيا، حيث تنتشر هذه الثعابين.

وفي الجزيرة، أمسك الباحثون بـ 263 من ثعابين النرد غير السامة وقرصوها بأصابعهم لمحاكاة تصرفات حيوان مفترس قبل إطلاق سراح كل ثعبان، وتوقيت سلوكه اللاحق أثناء التظاهر بالموت.

ولاحظوا أنّ بعض الثعابين تتظاهر بالموت من خلال ترك فمها مفتوحًا، بينما قامت بعضها بتلطيخ نفسها بالبراز، فيما نزفت ثعابين أخرى تنزف من فمها.

ووجدت الدراسة أنّ الثعابين الـ 28 التي نزفت من فمها أمضت وقتًا أقل في التظاهر بالموت، أي أقل من ثانيتين في المتوسط.

ولكن بعض الثعابين التي لم تطلق العنان للمسرحيات الكاملة أمضت وقتًا أقصر في التظاهر بالموت أيضًا، ربما بسبب عوامل أخرى مثل درجة الحرارة، أو الجنس، أو الحجم.

وبشكلٍ عام، أمضت الثعابين ما بين 6 إلى 24 ثانية وهي تتظاهر بالموت.

وشكّل النزيف من الفم سلوكًا غير شائع نسبيًا، وتمت ملاحظته في 28 من الثعابين، بينما حدثث حالات تلطيخ الثعابين نفسها بالبراز في 124 حالة.

ولم تتظاهر جميع الثعابين التي تم اختبارها بالموت.

وأشارت الدراسة إلى أنّ الثعابين اليافعة تظاهرت بالموت لفترةٍ زمنية أقصر بكثير، ونزفت من الفم بشكلٍ أقل بكثير، وكانت هذه السلوكيات غائبة تمامًا لدى الثعابين التي فقست للتو من فصيلةٍ مشابهة، ربما بسبب المخاطر المرتبطة بها.

وتعتمد السلوكيات المضادة للحيوانات المفترسة على العديد من الأشياء المختلفة، مثل الجنس، ودرجة حرارة الجسم، والحجم، والعمر، ووجود الطعام في الأمعاء، ووجود البيض لدى الإناث، والخبرة السابقة مع المفترس، والإصابات الموجودة مسبقًا.

وأوضح بيليكا: "لا يزال من غير الواضح تمامًا كيف يصمم كل فرد استجابته المضادة للحيوانات المفترسة، وملاحظاتنا محدودة بشكلٍ أساسي لأنّ معظمها تأتي من التفاعلات مع الباحثين البشريين، وليس من رصد مواجهات حقيقية مع الحيوانات المفترسة الطبيعية".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أبحاث الحيوانات علوم الحیوانات المفترسة

إقرأ أيضاً:

دراسة في أكسفورد تحذر: آلاف الحيوانات مهددة بالانقراض نتيجة الحرارة وتوسع الأنشطة البشرية

تؤكد نتائج الدراسة على أن التغيرات البيئية المستقبلية قد تعيد تشكيل التنوع البيولوجي العالمي بشكل كبير، ما يجعل من الضروري تحديد هذه التهديدات المتفاعلة والعمل على التخفيف من آثارها من خلال سياسات حماية وتخطيط بيئي استباقي.

كشفت دراسة دولية حديثة بقيادة الدكتورة ريوت فاردي من كلية الجغرافيا والبيئة بجامعة أكسفورد أن نحو 8,000 نوع حيواني قد يقترب من خطر الانقراض قبل نهاية القرن الحالي، نتيجة التفاعل بين الحرارة الشديدة الناتجة عن تغيّر المناخ وتوسع الأنشطة البشرية في استخدام الأراضي.

وأوضحت الدراسة أن التفاعل بين هذه العوامل يفاقم تدهور بيئات هذه الأنواع، ما يجعلها غير صالحة للعيش ويعرض وجودها لخطر الانقراض على الصعيد العالمي.

تقييم شامل للأنواع الفقارية

الدراسة، التي تحمل عنوان "تأثيرات أحداث الحرارة الشديدة المستقبلية وتغير استخدام الأراضي على الفقاريات الأرضية" قامت بتحليل نحو 30,000 نوع من البرمائيات والطيور والثدييات والزواحف.

ركزت الدراسة على دراسة تأثير موجات الحرارة الشديدة المستقبلية والتغيرات المحتملة في استخدام الأراضي على هذه الأنواع من الحيوانات، داخل مواطنها المفضلة وحدود تحملها للحرارة، بهدف تقديم صورة دقيقة للمخاطر التي قد تواجهها في المستقبل.

Related لغز الانقراض العظيم: كيف أدى موت النباتات إلى احتباس حراري أبدي؟باحثون يحذرون: أحد أكثر الأنواع المهددة بالانقراض عالميا يؤكل حتى الاندثارلندن تحيي اليوم العالمي للأسود الآسيوية: دعوة عالمية لتعزيز حمايتها من الانقراض أهمية دراسة التهديدات المترابطة

وقالت الدكتورة ريوت فاردي: "تسلط أبحاثنا الضوء على أهمية دراسة التأثيرات المحتملة لتهديدات متعددة معاً للحصول على تقدير أفضل لمدى تأثيرها، كما تؤكد على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات حماية وتخفيف على مستوى العالم لمنع خسائر جسيمة في التنوع البيولوجي."

وبحلول عام 2100، من المتوقع أن يواجه نحو 7,895 نوعاً من الحيوانات موجات حرارة شديدة أو تغييرات غير مناسبة في استخدام الأراضي، أو كلا العاملين معاً، داخل جميع مناطق انتشارها. وتعد هذه الظروف خطيرة، إذ قد تعرض هذه الأنواع لخطر الانقراض على الصعيد العالمي.

وأوضحت الدراسة أن النتائج تختلف باختلاف السيناريوهات المستقبلية: ففي السيناريو الأكثر شدة، قد تواجه الأنواع ظروفاً غير مناسبة في أكثر من نصف مناطق انتشارها (52% في المتوسط). أما في السيناريو الأكثر تفاؤلًا، فستظل الأنواع معرضة لظروف غير مناسبة بسبب الجمع بين الحرارة الشديدة وتغير استخدام الأراضي في حوالي 10% من مناطق انتشارها.

وتُظهر الدراسة أن التأثيرات المشتركة لتغيّر المناخ واستخدام الأراضي ستكون حادة بشكل خاص في مناطق مثل الساحل، والشرق الأوسط، والبرازيل، حيث تتقاطع الحرارة الشديدة مع توسع النشاط البشري بشكل ملحوظ.

الأنواع الأكثر عرضة للخطر

تشير الدراسة إلى أنه حتى في السيناريوهين الأكثر تفاؤلاً، سيواجه أكثر من نصف أنواع الحيوانات التالية ظروفاً بيئية غير مناسبة في ما لا يقل عن نصف نطاق توزيعها:

الأنواع التي بياناتها غير كافية: وتشمل حوالي 77% من هذه الأنواع، وهي الأنواع التي لا تتوفر عنها معلومات كافية لتحديد مدى تهديدها بالانقراض، بسبب نقص الدراسات حول أعدادها أو مواطنها أو تأثير التغيرات البيئية عليها.

الأنواع القريبة من التهديد: أي حوالي 50% من هذه الأنواع، وهي التي قد تصبح مهددة بالانقراض إذا استمرت الضغوط البيئية الحالية أو الجديدة.

الأنواع المهددة بالانقراض "ضعيفة، مهددة، وحرجة": وتشمل نحو 60% من هذه الأنواع، وهي التي تواجه خطر الانقراض الفعلي إذا لم تتخذ إجراءات حماية عاجلة.

وتبرز هذه الأرقام مدى خطورة التهديدات المترابطة الناتجة عن الحرارة الشديدة وتغير استخدام الأراضي على التنوع البيولوجي العالمي، بما في ذلك حتى الأنواع التي لم يتم تقييم وضعها بعد بدقة.

تؤكد نتائج الدراسة على أن التغيرات البيئية المستقبلية قد تعيد تشكيل التنوع البيولوجي العالمي بشكل كبير، ما يجعل من الضروري تحديد هذه التهديدات المتفاعلة والعمل على التخفيف من آثارها من خلال سياسات حماية وتخطيط بيئي استباقي.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • روني: تلقيت تهديدات بالموت بعد رحيلي عن إيفرتون إلى مانشستر يونايتد
  • روني: تلقيت تهديدات بالموت!
  • طبيب عروس المنوفية: لم يوجد اثار دماء علي جسد المجني عليها.. ووالدة المتهم: الدكتور زقني من التوك توك
  • الإنتربول: تهريب الحيوانات الحية بلغ مستويات قياسية في عام 2025
  • توقيف مجرمين محترفين وضبط 30.000 من الحيوانات الحية ضمن حملة على الاتجار بالحياة البرية
  • عدوى جديدة خطيرة قد تنتقل من الحيوانات الأليفة إلى البشر
  • دراسة في أكسفورد تحذر: آلاف الحيوانات مهددة بالانقراض نتيجة الحرارة وتوسع الأنشطة البشرية
  • الحيوانات بدون أقفاص.. موعد افتتاح حديقة الحيوان وكم سيكون سعر التذكرة؟
  • اكتشاف بكتيريا جديدة تنتقل من الحيوانات الأليفة للبشر
  • رمضان السيد: اختيارات حلمي طولان في كأس العرب غريبة