كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن انتشار العنف والإرهاب قديمًا وحديثًا لم يقع بسبب الأديان إنما وقع بسبب الانحراف عن تعاليم الأديان الصحيحة التي تدعو إلى التعايش والتسامح واحترام الآخر واحترام التنوع.

وأضاف خلال كلمته الرئيسية في فعاليات منتدي كايسيد للحوار العالمي، المنعقد في العاصمة البرتغالية "لشبونة" خلال الفترة من 14 إلى 16 مايو، أن هذا المنتدي يمثل استجابة صحيحة لنداءات ومتطلبات الواقع المعقد والمتشابك الذي يحياه العالم الآن بسبب انتشار النزاعات والفتن والاحتراب الداخلي والخارجي، وتفاقم الأزمات والواجب على عقلاء الأمم اليوم بما لديهم من علم وفكر أن يكونوا حائط صد منيع لحماية الأمم والشعوب من الفوضى التي تدمر الواقع وتهدد المستقبل، مؤكدا أن اتحاد القادة الدينيين تحت هذه المظلة المباركة "كايسيد" من أجل تصحيح المفاهيم وعلاج الأسباب الحقيقية للعنف والإرهاب سوف يسهم في الحد من هذه الظواهر البغيضة.

وأشار المفتي إلى إن من معالم دعوة الإسلام أنها دعوة منفتحة على العالمين، تنشد الخير والأمن والسلام للإنسانية كلها، فالإسلام دين يعظم المشتركات بين الأديان كمال قال الله تعالى في كتابه العزيز : (وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) ويعزز الإسلام كذلك قيمة التفاهم والتعايش السلمي بين الناس جميعا بلا تفرقة على أي أساس ديني أو عرقي، يقول تعالى (يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) .

وتابع: لقد أقام الإسلام عبر تاريخه الطويل حضارة إنسانية أخلاقية وسعت كل الملل والفلسفات و الحضارات وشاركت فى بنائها كل الأمم و الثقافات وأننا كمسلمين استوعبتا تعددية الحضارات ونحن كمسلمين فخورون بحضارتنا لكننا لا نتنكر للحضارات الأخرى، فكل من يعمل على التنمية البناءة في العالم شريك لنا امتثالا لقوله تعالي (وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان)، لافتا النظر إلى إن المسؤوليات التي تقع على كاهل القيادات الدينية هي مسؤوليات جسيمة، ومهام شاقة، فهناك قوى شر كثيرة ذات إمكانات هائلة تريد أن تجر العالم إلى منعطف من الصراع والنزاع الذي لا ينتهي، وهناك قوى خير تعمل على مقاومة هذا التوجه نحو الشر والعنف، وحتى تثمر جهودنا عما يحقق الخير والسلام للعالم أجمع، ولابد أن نضع البرامج الجادة ونحدد الأهداف ثم الأولويات، ثم ننطلق لنعمل بحب وجد وتعاون فيما بيننا، وإن قيمة الحب الصادق فيما بيننا لكفيلة أن تجعل تأسيس هذا الحلف العظيم يمثل نقلة حضارية كبيرة في تاريخ البشرية.

وأكد المفتي أن مسؤولية القيادات الدينية في تعزيز الحوار بين الأديان لا تنحصر في مجرد التزام أخلاقي فحسب، بل هي ضرورة ملحة لضمان وحدة نسيج المجتمع الإنساني واستنقاذ الأجيال القادمة من الوقوع في براثن التطرف والكراهية والعنف والتعصب.

و أشار إلى سعي "دار الإفتاء المصرية" في الفترات السابقة بخُطًا حثية لجمع الشمل وتوطيد الأخوة ونبذ الكراهية في مجال الإفتاء، فأنشأنا الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لنتحاور ونتعاون على البر والتقوى ونجمع شمل المفتين على المحبة والسلام ونبذ الكراهية محليًّا وعالميًّا، وحرصت دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم على ترجمة هذه القيم في فاعلياتها وفتاويها وبياناتها ومبادراتها ومؤتمراتها العالمية المختلفة وستكثف من جهودنا بعون خلال الفترة القادمة لمزيد من التنسيق مع شركائنا في الشرق والغرب لبناء الجسور والتعاون علي ما فيه صالح البلاد والعباد.

وتوجه بالشكر إلى القائمين على المنتدي، داعيا المولي عز وجل أن يعين الجميع على أن نشر ثقافة التعايش والأمن والسلام بين أبناء الإنسانية جميعا، وأن يقوي العزم في اقتلاع جذور التعصب والتشدد والعنف من عقول أبناء الإنسانية جميعا، مشددا على أن الإنسانية بحاجة إلى العيش في أمن وسلام وتعاون لكي يعم الخير على الجميع من الجميع

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: معبر رفح التصالح في مخالفات البناء أسعار الذهب مهرجان كان السينمائي الطقس سعر الدولار سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان شوقي علام مفتي الجمهورية الأديان الإرهاب فی العالم

إقرأ أيضاً:

اجتمع ذكاؤه مع الانحراف السلوكي؛ فاحتال بأكثر من 100 ألف ريال

أثير – ريما الشيخ

في عالم المال والأعمال، حيث تكمن الثقة في قلب كل معاملة، تظهر أحيانًا خيوط التلاعب التي تهدد هذه الثقة.
قصتنا اليوم هي واحدة من تلك القصص التي توضح كيف يُمكن للذكاء أن يجتمع مع الانحراف السلوكي والفكري ليشكلا معًا شراكة في الخداع والسرقة.
سنستعرض خلال سطورنا القادمة ملخصًا لجريمة مالية استخدمت بأسلوب مراوغ قام به المتهم، مستغلًا وظيفته في أحد البنوك لتحقيق مكاسب غير مشروعة.

كيف هي البداية؟

يبدأ العميل بطلب قرض من البنك وتتضمن الإجراءات توقيع العميل على مستندات تشمل عقد القرض واستمارة التأمين، مع إرفاق شهادة تحويل الراتب ونسخة من البطاقة الشخصية، وبعد إنهاء الإجراءات الروتينية واستقطاع مبلغ التأمين من القرض؛ يقوم المتهم بتحويل مبلغ معين من حساب العميل إلى حساب وهمي على أنه قسط تأمين، مستخدمًا النظام الإلكتروني لإخفاء فعلته.

احتيال آخر

طريقة أخرى اتبعها المتهم؛ فعند تقدم العميل بطلب قرض، يقوم المتهم بتسليمه عقد القرض الذي يشمل مبلغ التأمين، وبعد توقيع العميل ومغادرته، يضيف المتهم مبلغًا إضافيًا إلى قيمة القرض في النظام الإلكتروني، ثم يحول هذا المبلغ الإضافي إلى حساب وهمي؛ ليقوم لاحقًا بسحب الأموال.

طريقة أخرى!

باستغلال مستندات قروض سابقة، مثل البطاقة الشخصية وشهادة الراتب؛ يقوم المتهم بتزوير توقيع العميل لإنشاء معاملة قرض جديدة، فيخزّن المعاملة في النظام الإلكتروني، ويودع مبلغ القرض في حساب العميل دون علمه، ثم يحوله إلى حساب وهمي، مما يتيح له سداد الأقساط لفترة أطول دون اكتشاف فعلته.

ما اقترفته يداه

– قام المتهم بتحويل أكثر من 100 ألف ريال من حساب العملاء إلى حسابات وهمية.
– أنشأ مجموعة من الحسابات الوهمية خلال 3 سنوات مستخدمًا معلومات مزورة.
– استهدف أكثر من 50 عميلا.
– سجّل عدة مركبات باسمه، وامتلك حسابات بنكية مختلفة.
– استخرج عشرات البطاقات الوهمية.

العدالة تقول كلمتها

حبل احتياله لم يتواصل كثيرًا؛ حيث كشفته الجهات المختصة، وأثبتت جميع التهم الموجهة إليه؛ لتأتي المحكمة بعدالتها الناجزة عبر إدانته والحكم عليه بالسجن سبع سنوات والغرامة 50 ألف ريال عماني عن تهمة التزوير المعلوماتي، بالإضافة إلى السجن خمس سنوات والغرامة 50 ألف ريال عماني عن تهمة غسل الأموال، مع دمج العقوبات وتنفيذ الأشد منها.

اقرأ أيضا ShareTweetSend الأكثر مشاهدةتوجيهات سامية كريمة لدعم المواطنين والتنويع الاقتصادي وحوافز للشركاتوفاة أحد أصحاب الدعوة في سلطنة عمانخدمة إلكترونية جديدة تطلقها وزارة الصحة، إليك هذه المعلومات عنهاوظائف في شؤون البلاط السلطانينقلة رقمية نوعية في "الإسكان": قريبًا طباعة ملكيات فورية وفروع هولوغراميةتريد رفع دعوى وليس عندك محامٍ؛ بوابة إلكترونية رسمية توفّر لك هذه الخدمةنصائح وحلول؛ كيف يمكن للمزارعين الحد من تأثيرات الحرارة على الزراعة؟الأرشيف مايو 2024 د ن ث أرب خ ج س
 1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031  
« أبريل    

تواصل مع أثير

رقم المكتب: 0096824595588
الفاكس:  0096824595545
رمز البريد: 111
صندوق البريد: 2167
البريد الالكتروني
info@atheer.om


موسى الفرعي – الرئيس التنفيذي – رئيس التحرير

كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC

No Result View All Result الرئيسة أخبار أخبار محلية أخبار عالمية رياضة رياضة محلية رياضة عالمية أثيريات فضاءات تاريخ عمان من عمان فيديو أثير بودكاست أثير مجلس الشورى الفترة التاسعة الفترة العاشرة

كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC

مقالات مشابهة

  • المفتي: عدم توثيق الزواج الجديد للأرامل للإبقاء على معاش المتوفى يُعد أكلاً للمال بالباطل
  • المفتي: غياب المقوِّمات العلمية عن المتصدِّر للإفتاء يُنتج آراء وفتاوى مشوَّهة
  • مفتي الجمهورية: الأرملة التي ترفض توثيق زواجها الجديد لتستمر في الحصول على المعاش «تأكل مالا حراما»
  • «الصحة العالمية» لـ«الوطن»: زيادة حالات انتشار «كورونا» مرة أخرى في بعض الدول
  • صرخات غزة.. مرآة تعكس أزمة الإنسانية
  • «سماحة الأديان وتقبل الآخر» في ندوة توعوية بطب أسنان طنطا
  • اجتمع ذكاؤه مع الانحراف السلوكي؛ فاحتال بأكثر من 100 ألف ريال
  • كيف يسهم السفر في تعزيز الفهم الثقافي؟
  • أردوغان: في غزة قُتلت الإنسانية والقيم الأوروبية
  • «شرطة رأس الخيمة» تحذر من مخاطر الانحراف المفاجئ