قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن المعركة الحالية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة مختلفة عن نظيرتها الأولى، والتي كانت ترتكز على عملية الصد منذ وصول طلائع جيش الاحتلال إلى المنطقة.

وأوضح الدويري -خلال تحليله للمشهد العسكري في غزة- أن معركة المقاومة الدفاعية في جباليا حاليا تسمح بتوغل جيش الاحتلال وتقدمه في العمق، لكنه شدد على الأمر "لا يعني على الإطلاق أن هناك وهنا وضعفا".

ووفق الخبير الإستراتيجي، تعد هذه الخطة القتالية إحدى نقاط قوة المقاومة بحيث سمحت للاحتلال بالتقدم والتعمق أكثر بهدف إدارة المعركة الدفاعية من المسافة الصفرية ومن كافة الاتجاهات، إضافة إلى الالتفاف حول القوات الإسرائيلية وقطع خطوط الإمداد.

واستدل الدويري بتصريحات جيش الاحتلال حول خوضه معارك أكثر عنفا وشراسة ودموية، فضلا عن الفيديوهات التي بثتها المقاومة على مدار الأيام الماضية.

وبشأن سبب إصرار الاحتلال على المضي قدما في عملية جباليا والدفع بقوات إضافية، يوضح الخبير العسكري أن إسقاطات السياسة تحضر في إدارة المعركة بالنسبة للاحتلال في ظل حديثه عن ضرورة القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبقية فصائل المقاومة وقدراتها القتالية في مناطق قال إنه لم يدخلها سابقا.

وأشار إلى أنها تأتي أيضا في إطار خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيريه إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، معتبرا أنها تندرج في سياق التوظيف السياسي أكثر منه عسكريا.

ونبه إلى أن المعركة الحالية في جباليا استمرت مدة أطول من المعركة السابقة، لكنه أبدى ثقته بأن جيش الاحتلال "سوف ينسحب رغم أنفه بعد تكبده خسائر فادحة من طرف المقاومة وملاحقته في مرحلة الانسحاب أيضا"، مع إقراره بالوقت نفسه بأن المنطقة ستدفع فاتورة باهظة بتدمير ما لم يتم تدميره سابقا.

أما بشأن المعركة في رفح جنوبا، كشف الدويري عن تحول المناطق الشرقية للمدينة الحدودية مع مصر إلى نقطة حشد غير مستقرة بعدما دخلتها قوات الاحتلال، متوقعا تنفيذ كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- عمليات بالمنطقة لكي لا تسمح للقوات الإسرائيلية بالحشد النهائي ومن ثم تعميق معركة رفح.

ومن وجهة نظر الدويري، تعتبر معركة رفح في قاموس نتنياهو "هروبا إلى الأمام بهدف إطالة أمد القتال"، متوقعا فشلها كما فشلت بقية المعارك في غزة وخان يونس وغيرها.

وخلص إلى أن نتنياهو "لا يستعجل توسيع المعركة في رفح رغم التصريحات التي يطلقها"، مع تأكيده أن المنطقة ستشهد مجازر دموية بسبب الاكتظاظ السكاني فيها، لكن الاحتلال سيفشل في تحقيق أهداف الحرب التي لطالما شدد عليها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: جيش الاحتلال يدفع ثمنا باهظا بغزة وحماس أقرب لتحقيق أهدافها

أفردت صحف ومواقع عالمية مساحة واسعة للحديث حول تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وآخر المستجدات الميدانية والسياسية، بعد إقرار مجلس الأمن قرارا أميركيا لوقف إطلاق النار.

ووفق صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن تمرير القرار الأميركي المرتبط بغزة في مجلس الأمن يضع إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحت الضغط من أجل وضع حد للصراع.

واستبعدت الصحيفة أن توافق حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مقترح يتضمن وقفا نهائيا لإطلاق النار، رغم إصرار المسؤولين الأميركيين على أن مجلس الحرب الإسرائيلي صاغ الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن ووافق عليها.

وخلصت تقييمات إسرائيلية إلى أن حماس بعيدة كل البعد عن الاستسلام بعد أكثر من 8 أشهر من القتال، كما أن قادة الحركة مقتنعون أن الوقت في صالحهم، وفق تقرير نشره موقع "المونيتور".

وحسب التقرير، لا تزال إسرائيل بعيدة كل البعد عن النصر الكامل الذي تتطلع إليه، في وقت تبدو فيه حماس أقرب إلى أهدافها في ظل جهد دولي يدفع باتجاه وقف إطلاق النار.

تآكل الردع الإسرائيلي

بدوره، تحدث تقرير في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن "حرب في غزة فقدت هدفها يُقتل فيها الجنود الإسرائيليون في فخاخ حماس، ومع ذلك يحتفظ القادة بمناصبهم".

ويشير التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي عاجز عن السيطرة على المناطق التي يحتلها في غزة، ويضطر إلى القتال في مكان واحد أكثر من مرة ويدفع ثمنا باهظا.

من جانبه، رأى مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الحكومة التي تسببت في تآكل قوة الردع الإسرائيلية في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تستخدم الآن كل الحيل لمنع تجنيد الحريديم مما يحرِم الجيش من قوات هو في أمس الحاجة إليها.

وأضاف المقال أن هجوم حماس أفقد إسرائيل قدرا كبيرا من هيبتها في المنطقة "لذا يتعين توظيف كل الطاقات للبقاء على أهبة الاستعداد ومواجهة أي تهديد".

أما صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية فقالت إن الحرب على الحدود مع لبنان تتكشف ببطء، في وقت تتعرض فيه إسرائيل لضغوط داخلية متزايدة.

وأشارت إلى أن تلك الضغوط تتعلق بوقف هجمات حزب الله اليومية، والسماح بعودة أكثر من 60 ألف نازح إلى المناطق الشمالية، كاشفة أن الهجمات تزداد قوة وكثافة بمرور الوقت وفق مسؤول أمني إسرائيلي.

وتبين الصحيفة، أن المسؤولين الإسرائيليين أكثر صراحة من ذي قبل بشأن رغبتهم في إبعاد حزب الله عن الحدود.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف قاعدة جوية للاحتلال الإسرائيلي
  • المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة جوية للاحتلال الإسرائيلي
  • المرصد الأورومتوسطي يكشف حيثيات مجزرة ارتكبها الاحتلال في جباليا
  • الدويري: لهذه الأسباب تصر المقاومة على انسحاب الاحتلال من نتساريم ورفح
  • خبير عسكري: الاحتلال يعاني نقصا شديدا في القوة القتالية
  • صحف عالمية: جيش الاحتلال يدفع ثمنا باهظا بغزة وحماس أقرب لتحقيق أهدافها
  • الدويري يتوقع هجوما انتقاميا عنيفا للاحتلال على الشابورة في رفح
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف بوابل من قذائف الهاون أبراج الإرسال للاحتلال الإسرائيلي بموقع “ناحل عوز ” العسكري شرق مدينة غزة
  • الدويري يتوقع هجوما انتقاميا عنيفا للاحتلال على مخيم الشابورة في رفح
  • خبير عسكري: قوات الاحتلال تعرضت لخدعة كبيرة خلال عملية الشابورة برفح