مشعل: المقاومة بخير وصمود غزة غيّر العالم
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج خالد مشعل -اليوم السبت- إن المقاومة في قطاع غزة بخير، ولديها القدرة على مواصلة المعركة ضد جيش الاحتلال، مؤكدا أن صمود غزة "غيّر المنطقة والإقليم والعالم".
وأضاف مشعل -خلال كلمة عبر الإنترنت في مؤتمر "طوفان الأحرار" الذي انطلق اليوم بإسطنبول- أن "عدونا يلاحقنا في كل مكان، هي معركة مفتوحة معه.
وشدد على أن "الحاضنة الشعبية، رغم آلامها، صامدة وملتفة حول المقاومة، صابرون محتسبون كلهم مع المقاومة يضحون بأعز ما يملكون".
وأشار إلى أن "العالم يتغير، وغزة غيرت المنطقة والإقليم والعالم، وكشفت الأصالة في الإنسانية والروح في أمتنا".
وتابع "نحن اليوم أمام مشهد يبعث فينا الثقة بالنصر، هذا التغير بالساحة الإقليمية والدولية يقول نحن المنتصرون والعاقبة لنا، ونرى العدو يتقهقر وهو مهزوم، وينتقل الخلاف لصفه الداخلي نظرا للإحباط، لأنه تعود أن ينتصر بمعارك سريعة بأيام وأسابيع، أما أن يخوض 8 أشهر في غزة ويعجز فيها، فذلك يبعث بروح العزيمة لنا".
خطة ثلاثيةكما تحدث رئيس حماس في الخارج عن متطلبات مستقبلية يجب أن تتوفر "لهزيمة إسرائيل وتفكيك المشروع الصهيوني" واختصرها في 3 خطوات.
وقال -مخاطبا الحضور- إن "الخطوة الأولى أن تواصلوا ما بدأتموه منذ اللحظة الأولى من خلال الفعاليات، واصلوا جهادكم بالمال لنصرة الناس في غزة وإطعامهم وإيوائهم ونصرة المجاهدين وكفالة عوائلهم، ونريد عودة الملايين ومأسسة الشارع في العالم الإسلامي".
وأردف "نريد أن تبقى جماهير الأمة في الشوارع، وتعلن غضبها على الصهاينة وأوليائها أمام السفارات، ونريد غضبا متواصلا يوقف هذه العدوان، وطوفان الإعلام يواصل رسالته وكلمته ومواقفه، ونريد للرواية الفلسطينية أن تبلغ مداها في كل المحافل".
ومضى بالقول "نريد طوفان القانون ليحاكم المجرمين القتلة. نقف مع جنوب أفريقيا كما تقف معها تركيا وليبيا ومصر، ونريد أن تنخرط دول أخرى بالمعركة لتلاحق الصهاينة في كل مكان، وأن يتواصل طوفان الطلاب".
وعن الخطوة الثانية، قال مشعل "نريد أن ننخرط في معركة الجهاد، ونريد للأمة أن تنخرط بكليتها في المعركة. هذه مسؤوليتنا طالما نحن أمام فرصة للتحرير، والعدو يترنح، مطلوب منا أن ننتقل نقلة كبرى بطوفان الجهاد والأمة".
وبخصوص الخطوة الثالثة، قال مشعل "مطلوب طوفان الضغط السياسي والاعتصامات التي تقول كلمة واحدة، وهي آن للعدوان أن يتوقف".
وأوضح أن "هناك مواقف سياسية من الدول العربية والإسلامية، ومن دول أخرى، ولكن المطلوب اليوم جبهة سياسية عريضة تواجه الصهاينة والإدارة الأميركية التي لا تزال تصطف معه رغم خلافها معه وتدعمه بأدوات الدمار ولا تتخلى عن حمايته رغم جرائمه".
وأكد أن "الدول العربية والإسلامية يمكن أن تقود الجبهة وهي قادرة على ذلك"، وفق تعبيره.
جدير بالذكر أن الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "طوفان الأحرار" بإسطنبول شهدت عرض مشاهد فيديو وكلمات لعدد من قادة حماس وكلمة بارزة للصحفي طارق مصطفى الذي فقد قرابة 30 من أهله في غزة.
ويأتي المؤتمر -الذي تتواصل أعماله حتى غد الأحد بمشاركة ممثلين من 60 دولة- في وقت يستمر فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي، مخلفا أكثر من 35 ألف شهيد و79 ألف جريح، معظمهم نساء وأطفال، ومجاعة وأزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة، وفق ما تؤكده تقارير دولية وأممية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
طوفان الأقصى واللوبي الإسرائيلي في تركيا
كشفت حرب الإبادة التي يشنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن اللوبي الإسرائيلي الذي ينشط في تركيا لصالح الكيان الصهيوني، رغم رفض الأغلبية الساحقة لجرائم إسرائيل، ووقوف الحكومة التركية إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني العادلة ومقاومته ضد الاحتلال. ويتألف ذاك اللوبي من أطراف عديدة يجمعها الهدف المشترك، وهو النشاط في تركيا لدعم إسرائيل وشيطنة الفلسطينيين لأسباب وأساليب مختلفة.
قوات الأمن والاستخبارات التركية لقنت الاستخبارات الإسرائيلية ضربات موجعة في الآونة الأخيرة، وألقت القبض على عدد من أفراد خلايا تجسس تعمل لصالح "الموساد" في تركيا. وكان هؤلاء يجمعون معلومات تفصيلية عن أفراد وشركات، ويراقبون تحركات فلسطينيين وعرب يقيمون في إسطنبول وغيرها من المدن التركية. إلا أن هناك آخرين يعملون بشكل علني لصالح الكيان الصهيوني، مستغلين ما تمنحه قوانين البلاد من حقوق المواطنة وحرية التعبير والصحافة.
يعملون بشكل علني لصالح الكيان الصهيوني، مستغلين ما تمنحه قوانين البلاد من حقوق المواطنة وحرية التعبير والصحافة
هناك إسرائيليون يحملون الجنسية التركية بالإضافة إلى جنسيتهم الإسرائيلية، ويخدم بعض هؤلاء في جيش الاحتلال الصهيوني كجنود وضباط، ويشاركون في حرب الإبادة التي تستهدف الشعب الفلسطيني. وكانت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، أعلنت في آذار/ مارس 2024 أن بلادها ستعتقل مزدوجي الجنسية الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي عند عودتهم إلى جنوب أفريقيا. ويطالب نشطاء أتراك أيضا باعتقال الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية التركية ويخدمون في جيش الاحتلال الصهيوني عند عودتهم إلى تركيا، ومحاكمتهم بتهمة المشاركة في الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
الحفلات الغنائية التي يحييها المغنُّون الإسرائيليون الذين يحملون الجنسية التركية، جزء من أنشطة اللوبي الإسرائيلي في تركيا. وكانت المغنية لينت مور مناشيه، التي خدمت في جيش الكيان الصهيوني ووصفت حركة حماس بـ"الإرهابية"، ستغني قبل أيام في حفل بفندق هيلتون كوزياتاغي في إسطنبول، إلا أنها اضطرت لإلغاء الحفل بعد موجة غضب شعبية، ونشرت مقطع فيديو تناشد فيه رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان وعقيلته أمينة أردوغان، بالتدخل لضمان حمايتها، مدّعية بأن حياتها في خطر. ومن المؤكد أن اللوبي الإسرائيلي في تركيا سيواصل محاولات الوصول إلى الأتراك لكسب تعاطفهم مع الكيان الصهيونى عبر بوابة الفن والغناء.
الأقلية اليهودية في تركيا تصدر صحيفة يومية باللغة التركية اسمها "شالوم"، وتقوم تلك الصحيفة من خلال تقاريرها ومقالاتها بالدعاية لصالح إسرائيل. ونشرت قبل أسبوعين مقالا اتهمت فيه كل من يرفض جرائم إسرائيل بـ"دعم الإرهاب"، ووصفت الانتقادات الموجهة إلى الكيان الصهيوني بــ"معاداة السامية"، وقالت إن اليهود في أنحاء العالم لا يشعرون بالأمن والأمان بسبب تلك الانتقادات والمظاهرات ضد إسرائيل، متجاهلة ما يقوم به الصهاينة في كل من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة من انتهاكات وجرائم تصل مستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
صحيفة "شالوم" ليست واسعة الانتشار، كما لا يمكن اعتبارها ممثلة لجميع أبناء الأقلية اليهودية في تركيا، ولذلك، لا تستطيع أن تلعب دورا كبيرا في ترويج الرواية الإسرائيلية بين الأتراك، بل يقوم بذلك الدور الأخطر إعلاميون ومشاهير أتراك متصهينون يعملون في وسائل الإعلام المعارضة للحكومة أو يملكون حسابات وقنوات في مواقع التواصل الاجتماعي. ويمكن تقسيم هؤلاء إلى قسمين: المرتزقة الذين يقومون بالدفاع عن مصالح إسرائيل في مقابل المال، والموالون للصهاينة إيمانا واحتسابا. وهؤلاء الذين يشكلون القسم الثاني يشبهون الهندوس في دعمهم للصهاينة، لأن موقفهم من إسرائيل وعدوانها على قطاع غزة عقائدي، وأنهم يكرهون الإسلام والمسلمين.
يتظاهرون بأن موقفهم من الملف الفلسطيني موقف سياسي بحت، وأنهم يعارضون سياسة الحكومة الداعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، من باب الدفاع عن مصالح تركيا
الإعلاميون والمشاهير الأتراك المتصهينون يستخدمون أساليب عديدة في خدمة إسرائيل، كترويج أكاذيب الصهاينة واتهام المقاومة الفلسطينية بـ"الإرهاب". وكثيرا ما يحاول هؤلاء إبعاد الشارع التركي عن التعاطف مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة، ويلبسون قناع القومية للتحريض ضد العرب عموما والفلسطينيين على وجه الخصوص، ويقولون إن ما يحدث في فلسطين لا يهم الشعب التركي، بدعوى أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب فقط، وأن العرب أنفسهم تخلوا عنها، وبالتالي لا داعي لأن يكون عربيا أكثر من العرب. كما يتظاهرون بأن موقفهم من الملف الفلسطيني موقف سياسي بحت، وأنهم يعارضون سياسة الحكومة الداعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، من باب الدفاع عن مصالح تركيا.
معركة طوفان الأقصى أخرجت جميع أعضاء اللوبي الإسرائيلي في تركيا من جحورهم، وكشفت عن حقيقتهم العفنة، ومنحت الحكومة التركية فرصة لاتخاذ تدابير مناسبة لإزالة الخطر الذي يشكلونه على الأمن القومي التركي، كما أن هناك مطالبة شعبية واسعة بعدم تفويت هذه الفرصة لضرب اللوبي الذي يعمل لصالح إسرائيل على حساب تركيا وأمنها ومصالحها، من خلال خطوات حاسمة كسحب الجنسية من مزدوجي الجنسية الذين يخدمون في جيش الاحتلال الصهيوني.
x.com/ismail_yasa