قضية بالغة الخطورة يجب أن يتنبه إليها المسئولون وإيجاد حل لها، لأنها تربط المواطن بالحكومة بطريق غير مباشر، ولا تصدر أزمة إلى الدولة المصرية.
هذه القضية الشائكة هى عدم رد المسئولين على العديد من القضايا المثارة على الساحة، وأغلب المتحدثين الرسميين يتجاهلون الرد على استفسارات المواطنين. وتكون الطامة الكبرى إذا كانت أسئلة المواطنين تتعلق بمصيرهم أو إنجاز مصالحهم وأغلب وسائل الإعلام عندما تنشر هذه الشكاوى تهدف بالدرجة الأولى إلى استجابة المسئول بالرد على هذه الشكاوى وإيجاد حلول لها فى أسرع وقت، لرفع المعاناة عن المواطنين، ووقف تصدير الأزمات إلى الدولة.
نعلم تمامًا أن هؤلاء المسئولين الذين لا يتجاوبون فى الرد غالبيتهم من الذين تحركهم البيروقراطية والروتين وهم ناجحون تمامًا فى إصابة المواطنين بالقرف الشديد وتعطيل مصالح الناس. ولدىّ قناعة أن هؤلاء الذين يتسببون فى خلق الأزمات من فراغ يجب الضرب على أيديهم بيد من حديد، والتصدى لهم بكل قوة، لوقف بث الروح السلبية التى يتم تصديرها بسبب تصرفات خاطئة من أهل البيروقراطية والروتين. والمعروف أن الروح السلبية مدمرة جدًا ونتائجها سلبية على الجميع.
وللأسف الشديد أن عدم رد المسئولين على أصحاب شركات خاصة أو رجال أعمال كبار يثير حالة من الإحباط الشديد، لدى هؤلاء المستثمرين الذين تحتاجهم الدولة والبلاد فى ظل تشجيع الدولة للقطاع الخاص وجذب المستثمرين سواء من الداخل أو الخارج، والأمر هنا يزداد تعقيدًا لأن عدم رد المسئولين على استفسارات المستثمرين تكون نتائجه وخيمة، رغم حرص الدولة الشديد على جذب الاستثمارات، وقامت مشكورة بالعديد من الإجراءات والتسهيلات الواسعة فى هذا الصدد، إضافة إلى بنية تحتية كبيرة لم تحدث من ذى قبل. لكن يعكر صفو كل ذلك البعض من المسئولين الذين يتجاهلون أو يتعمدون عدم الرد على أسئلة المستثمرين.
سأضرب نموذجًا واحدًا لما أقوله، وهو قيام الدكتور أحمد ضياء الدين حسين أحد المستثمرين المصريين الكبار، بتوجيه عدة أسئلة إلى مسئولى البنك المركزى وهيئة الرقابة المالية، وتم نشر هذه الأسئلة بعدد من المواقع والصحف المصرية، وحتى كتابة هذه السطور لم يجد لما يطرحه أى صدى، وليس الدكتور ضياء وحده الذى يعانى من هذا الأمر، فهناك كثيرون يجب السماع لآرائهم والإجابة على أسئلتهم من أجل إيجاد حلول للمشاكل التى تعترض استثماراتهم. وأعتقد أن الدولة المصرية تسعى بكل السبل والطرق لتذليل كل العقبات، لكن يبقى تساؤل مهم وهو: لماذا بعض المسئولين لديهم إصرار شديد على عرقلة أى إنجاز يتم؟!
التجاهل أو التغافل عن الرد على أسئلة المستثمرين كارثة يجب أن تختفى تمامًا فى أسرع وقت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاوى الدولة المصرية وسائل الإعلام الرد على
إقرأ أيضاً:
الأسواق العالمية تواصل الارتفاع بدعم من آمال التسويات التجارية وتفاؤل المستثمرين
"وكالات": سجلت مؤشرات الأسهم العالمية مكاسب قوية في تعاملات اليوم الجمعة، مدفوعة بتزايد الآمال بشأن تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الدوليين، لا سيما في ضوء الاتفاق التجاري المحدود الذي أُعلن عنه بين واشنطن ولندن، وسط مؤشرات على انفراجة محتملة في المحادثات المرتقبة مع الصين.
ففي ألمانيا، بلغ مؤشر "داكس" الرئيسي مستوى قياسيًا جديدًا عند 23.519 نقطة مع بداية التعاملات، مواصلاً بذلك موجة الارتفاع التي بدأها منذ أبريل بعد أول صدمة ناتجة عن الرسوم الجمركية. وارتفع المؤشر مؤخرًا بنسبة 0.7% إلى 23.494 نقطة، بعد أن كان قد تراجع إلى ما يقارب 18.490 نقطة في مطلع الشهر الماضي عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن زيادات هائلة في الرسوم الجمركية، ورد الصين بإجراءات مضادة، فمنذ ذلك الحين، تعافى المؤشر بقوة محققًا مكاسب تجاوزت 27%، كما بلغ معدل ارتفاعه الإجمالي منذ بداية العام 18%.
في السياق ذاته، صعد المؤشر "يورو ستوكس 50" بنسبة 0.4%، بينما ارتفع مؤشر "إم داكس" للشركات الألمانية المتوسطة بنسبة 0.27% ليصل إلى 29.635 نقطة، رغم بقائه دون مستواه القياسي المسجل عام 2021. وعُزي هذا الزخم الإيجابي إلى آمال المستثمرين بأن الرئيس ترامب، المعروف بخلفيته في عقد الصفقات، قد يتوصل إلى اتفاقات تقلل من تداعيات سياساته الجمركية، خصوصًا بعد الإعلان عن أول اتفاق تجاري مع بريطانيا، والاتصال الهاتفي الذي حمل إشارات تهدئة بين ترامب والمستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس.
وفي آسيا، أغلق المؤشر الياباني عند أعلى مستوى له منذ أكثر من شهر، مرتفعًا بنسبة 1.56% ليصل إلى 37503.33 نقطة، مدعومًا بالتفاؤل الناتج عن الاتفاق الأمريكي البريطاني وإمكانية تحقيق تقدم في المحادثات التجارية مع دول أخرى، خصوصًا الصين، كما صعد مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقًا بنسبة 1.29% إلى 2733.49 نقطة، مسجلًا أطول سلسلة مكاسب منذ أكتوبر 2017، ولفت هيرويوكي أوينو، كبير المحللين في "سوميتومو ميتسوي تراست"، إلى أن السوق تجاوزت مرحلة الركود في أبريل، مشيرًا إلى تحسن في أسواق الأسهم والسندات على خلفية توقعات تسويات تجارية قريبة.
وكان من أبرز تحركات الأسهم في طوكيو، قفز سهم "إن.تي.تي داتا" بنسبة 14.26% بعد إعلان الشركة الأم "إن.تي.تي" عن تحويلها إلى شركة خاصة بشراء الأسهم غير المملوكة لها، وفي المقابل، هوى سهم "ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة" بنسبة 5.57%، ليكون أكبر الخاسرين على مؤشر "نيكي".
أما في الأسواق الأوروبية، فقد ارتفع المؤشر "ستوكس 600" بنسبة 0.3% في بداية التداولات، مع مكاسب شملت معظم البورصات الإقليمية بقيادة السوق الألماني، واستفادت الأسهم الأوروبية من تدفقات الاستثمارات الخارجة من الولايات المتحدة، في ظل توقعات بأن محادثات التجارة بين واشنطن وبكين، المزمع انطلاقها يوم السبت في سويسرا، قد تفضي إلى تخفيض الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة حاليًا 145%.
وفي هذا الإطار، صرّح وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك بأن بلاده تستعد لإبرام عشرات الاتفاقات التجارية خلال الشهر المقبل، وإن كانت بعض الرسوم الجمركية بنسبة 10% قد تبقى سارية على معظم الدول.
وشهدت بعض الأسهم الأوروبية تحركات لافتة، إذ قفز سهم شركة "سونوفا" السويسرية بنسبة 5.8% بعد أن توقعت الشركة نموًا في المبيعات والأرباح للسنة المالية 2025-2026، بينما تراجع سهم "كومرتس بنك"بنسبة 0.2% رغم تسجيله أرباحًا في الربع الأول فاقت التوقعات.
وتترقب الأسواق العالمية نتائج المحادثات التجارية الأمريكية الصينية، وسط آمال بأن تفضي إلى انفراجة في واحدة من أعقد الملفات الاقتصادية العالمية.