شاشات لمس إلكترونية مضادة للميكروبات.. حلول واعدة
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
في السنوات الأخيرة زاد الاهتمام بقابلية أسطح شاشات اللمس الشخصية أو متعددة المستخدمين مثل الأجهزة المحمولة والأجهزة اللوحية؛ إيواء الكائنات الحية الدقيقة الضارة. وبناء عليه زاد الطلب على وسائل تطهير فعالة لتلك الشاشات التي تعمل باللمس مختلفة عن طرق التطهير التقليدية مثل الكحول القابل للرش أو المناديل المبللة لأنها طرق غير عملية.
وتُعتبر الطلاءات التي تحتوي على مواد مضادة للميكروبات يُطلى بها الزجاج حلا واعدا، بشرط أن تكون شفافة تسمح بمرور الضوء، ومقاومة للتآكل حتى تبقى فترة طويلة ولا تتأثر بكثرة الاستخدام.
وكان لمواد الطلاء المضادة للميكروبات التي اقتُرحت سابقا (مثل أكاسيد المعادن المحفزة ضوئيا مثل ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك) بعض المشكلات، فعلى الرغم من أن هذه المواد التي تتفاعل مع الرطوبة والضوء لإنتاج أيونات الأكسجين القاتلة للجراثيم والتي تضر بالميكروبات الموجودة على السطح فعالة، فإنها تحتاج إلى الضوء والرطوبة حتى تكون مضادة للميكروبات الموجودة على السطح.
ويُعد النحاس المعدني عاملا قويا مضادا للميكروبات وذا فعالية عالية ضد مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة، ولذلك فإنه يُستخدم بشكل شائع في صناعة أو طلاء مقابض الأبواب وحواجز أسرّة المستشفيات.
إلا أن استخدام النحاس طلاء مباشرا لشاشات اللمس يُفقدها شفافيتها البصرية لأنه معتم، كما يمكن للتوصيل الكهربائي العالي لطبقة طلاء النحاس أن يؤثر سلبا في وظيفة استشعار اللمس الموجودة في الأجهزة المحمولة.
وفي دراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين من شركة كورنينغ للأبحاث والتطوير ومعهد برشلونة للعلوم والتكنولوجيا ونشرت في مجلة "نيتشر" في الثامن عشر من مارس/آذار الماضي، صمم فريق من الباحثين سطحا نحاسيا شفافا ذا بنية نانوية مضادة لبعض الميكروبات، وهو غير موصل كهربائيا.
وحصل الباحثون على السطح النحاسي عن طريق ترسيب أغشية النحاس المعدنية فائقة الرقة على الزجاج، وحصلوا على فعالية مضادة للميكروبات بنسبة أعلى من 99.9% ضد المكورات العنقودية الذهبية الموجودة على الأسطح والتي اختبرت خلال ساعتين في ظل ظروف اختبار جافة صارمة.
وأظهرت هذه الأسطح أيضا شفافية تسمح بنفاذ الضوء بنسبة تتراوح بين 70 و80% في نطاق الضوء المرئي (380-750 نانومترا)، بالإضافة إلى حيادية اللون وعدم حدوث أي تأثير لوني مشتت. كما أن هذه الأسطح حافظت على متانتها وخصائصها البصرية وخصائصها المضادة للميكروبات بعد تعريضها لاختبارات التعرض للتآكل.
ولتصنيع هذا السطح المضاد للميكروبات، رسّب الباحثون طبقة نحاسية رقيقة جدا بسمك يبلغ 3.5 نانومترات على ركيزة زجاجية. وبعد ذلك استخدم الباحثون عملية التلدين الحراري السريعة لتكوين جسيمات النحاس النانوية المبللة بالحجم والتوزيع الأمثل الذي يوفر تأثيرا مضادا للميكروبات وشفافيةً وحيادا في الألوان وعزلا كهربائيا. وأخيرا رسبوا طبقات وظيفية إضافية من ثاني أكسيد السيليكون والفلوروسيلانات فوق الجسيمات النحاسية النانوية، وهذه الطبقات تعزز متانة الطلاء وتحميه من الأكسدة البيئية والعوامل الكيميائية الخارجية والقوى الميكانيكية دون أن تؤثر في شفافية الطلاء.
ويعتمد النشاط المضاد للميكروبات في الأسطح التي تحتوي نحاسا على قدرتها على إطلاق أيونات النحاس الحر عن طريق عمليات التآكل المائي، وبمجرد إطلاقها تمارس تأثيرات سامة في الخلايا الميكروبية من خلال المشاركة في تفاعلات الأكسدة والاختزال الدورية على سطح الخلية.
كما أنه بتسرب ودخول الجسيمات النانوية إلى داخل الخلايا الميكروبية، تنتج مركبات داخل الخلايا مثل بيروكسيد الهيدروجين والأكسيد الفائق وغيرهما، والتي تعتبر سامة وقاتلة للخلية الميكروبية.
ونظرا لفعالية هذه الأسطح الشفافة ذات البنية النانوية في القضاء على بعض الميكروبات ونقلها للضوء بنسبة كبيرة مع عدم تشتت الألوان وسهولة تنظيفها واحتفاظها بمتانتها مع الزمن، بالإضافة إلى طريقة تصنيعها القابلة للتطوير صناعيا. فإن هذه الأسطح المضادة للميكروبات مفيدة في التطبيقات ذات الأهمية التكنولوجية مثل الأسطح الشفافة التي تعمل باللمس سواء للأجهزة الشخصية أو متعددة المستخدمين.
ويقول "برانتيك مازومدير" الباحث في شركة كورنينغ وأحد المشاركين في الدراسة: "على الرغم من أن المزيد من التطوير ضروري قبل الاستخدام التجاري الكامل، فإن هذا العمل خطوة في الاتجاه الصحيح لتصنيع شاشات لمس مضادة للميكروبات".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
«بريسايت» و«إيه آي كيو» تعرضان حلولهما للذكاء الاصطناعي في «اصنع في الإمارات»
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت شركة بريسايت، عن مشاركتها في معرض «اصنع في الإمارات 2025» الذي يُقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» خلال الفترة من 19 إلى 22 مايو الحالي، وذلك بالشراكة مع «إيه آي كيو» التي تملك فيها بريسايت حصة الأغلبية.
وستعرض الشركتان معاً حلولهما المتطورة والمصمّمة محلياً والتي تُسهم في تعزيز مرونة الاقتصاد الوطني ودعم التنافسية العالمية.
وخلال مشاركتها في المعرض ستعرض بريسايت المجموعة الكاملة من منتجاتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الحلول المتطورة في مجال عمليات السلامة العامة وإنفاذ القانون باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي والتحليلات المتقدّمة، والحل المبتكر في إدارة الأزمات والطوارئ بصورة شاملة، وغيرها من الحلول المبتكرة الشاملة.
من جهتها، ستعرض «إيه آي كيو» مجموعتها الكاملة من الحلول المبتكرة، والتي تشمل، منصة ENERGYai - أول منصة لوكلاء الذكاء الاصطناعي في العالم مُصممة خصيصاً لقطاع الطاقة، بالإضافة إلى «RoboWell - التحكم الذاتي في الآبار»، وأداة AR360 للإدارة الذكية للمكامن، إلى جانب عرض نظام EmissionX لمراقبة انبعاثات الغازات الدفيئة والتنبؤ بها.
وانسجاماً مع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، تُعزّز مشاركة بريسايت و«إيه آي كيو» في هذا الحدث مكانة الإمارات كمركز عالمي للصناعات المتقدمة والتكنولوجيا الحديثة؛ حيث تشير التقديرات إلى أن حلول بريسايت المنتشرة في مختلف أنحاء الدولة ساهمت حتى اليوم في تحقيق كفاءة سنوية تتجاوز مليار درهم، وتوفير أكثر من مليوني ساعة عمل، ومعالجة البيانات بالكامل عبر أدوات ووسائل مؤتمتة بنسبة 100%.
وقال توماس براموتيدهام، الرئيس التنفيذي لشركة بريسايت وعضو مجلس إدارة «إيه آي كيو»، إن هذا الحدث العالمي يشكل احتفالًا بما يمكن تحقيقه عبر تلاقي الابتكار المحلي مع الرؤية الوطنية، حيث تفخر بريسايت و«إيه آي كيو» بتقديم حلول ذكاء اصطناعي عالمية المستوى تمّ تطويرها داخل الدولة لدعم السيادة الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز مكانتها كمركز عالمي لحلول الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن تقنيات بريسايت تساعد في تحسين الصناعات وحماية البيانات وتحقيق نتائج أكثر ذكاءً، في حين تساهم «إيه آي كيو» في وضع معايير جديدة لأنظمة طاقة عالمية أكثر ذكاء واستدامة ومرونة، مؤكدا مواصلة جهودهم في تطوير حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة في دولة الإمارات مما يؤدي إلى تأمين البيانات وتحسين أداء القطاعات الحيوية وتعزيز المرونة الوطنية في المستقبل.
أخبار ذات صلة