من السادسة مساءً تخرج آية بعصاها التي تعلق فيها أكياس غزل البنات لتجوب بها الشوارع من قصر المنتزه إلى حي «سان استيفانو» بمحافظة الإسكندرية فتُبهج الأطفالَ بابتسامتها التي لم تنل الصعاب من عذوبتها، ثم تعود إلى منزلها مع طلوع الشمس لتُغلق عينها المتعبة على حلمٍ جميل تتمناه من رب القدر.

فكرة جديدة ترفضها العقول القديمة

آية عصام الدين، التي اشتهرت بلقب «بائعة غزل البنات»، قررت مساعدة والدها المتقاعد في تدبير مصروفات المنزل الذي يأوي أربع فتيات، هي أكبرهن، فبدأت في عام 2020 تنفيذ فكرة مختلفة عرّضتها لكثير من الانتقادات المستمدة من بعض التقاليد المجتمعية الخاطئة التي ترفض عمل المرأة، لا سيما إذا كان عملًا شاقًا يتطلب منها العمل تحت حرارة الشمس وبين ظلمة الليل، إلا أنها لم تكترث لذلك ومضت في سبيل تحقيق هدفها وتحقيق ذاتها مهما كلفها الأمر من سنوات إضافية في دراستها الجامعية.

وخلال حديثها لـ«الوطن»، أوضحت آية أنها لا تزال طالبة في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، على الرغم من بلوغها سن السابعة والعشرين، مضيفة أنها في السنة النهائية، وبسبب انشغالها بالعمل اضطرت إلى تأجيل دراستها عدة سنوات.

الثقة بحتمية النجاح

«أنا بشتغل وبتعلم علشان نفسي أنجح في حياتي وأكون حاجة بعيدًا عن مساعدة الأهل» بتلك الكلمات ضربت «آية» أروع الأمثال في الاعتماد على النفس بعزيمةٍ لا تفتر ويقين بأن سعيها لن يخيب ما دامت تأكل مما تكتسبه يدها من الحلال، وبدعاء والدتها لها وتنشأتها السليمة تثق بأنها يومًا ما ستحقق طموحها في تأسيس مشروع خاص بالمواد الغذائية مستفيدةً بخبرتها في التجارة التي تعمل بها، فإلى جانب غزل البنات تجدها في بعض المواسم تبيع المنتجات المرتبطة بها، فخلال شهر رمضان تبيع آية عصام الدين الفوانيسَ والزينات، إضافةً إلى بعض المستلزمات المنزلية، وتوصيلها في أي مكان داخل الإسكندرية.

افتقاد الأخ في حياة بائعة غزل البنات

لطالما كانت تتمنى أن يكون لديها شقيق تستند عليه وتحتمي خلف ذراعه من قسوة الأيام والظروف، لكنها استطاعت بـ«جدعنة الاسكندرانية» أن تتغلب على ذلك الاحتياج بأن تكون هي الرجل العائل في أسرتها، فتساهم في تجهيز شقيقاتها الثلاثة للزواج وتوفير مصروفاتهن الدراسية، وعندما ذاع صيتها في العالم الافتراضي حصدت العديد من الجوائز الشرفية، وكذلك والدتها التي استحقت لقب الأم المثالية على مستوى محافظتها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مشروع غزل البنات الاسكندرية غزل البنات

إقرأ أيضاً:

لوموند: علامات تجارية أميركية تعاني من المقاطعة لدعمها "إسرائيل"

صفا

قالت صحيفة لوموند إنّ مقاهي ستاربكس ومتاجر ماكدونالدز في الشرق الأوسط ليست مهجورة بشكل كامل، ولكن نتائجها الفصلية أظهرت انخفاضا في المبيعات، ما يؤكد أن حملة المقاطعة ضد الشركات المتهمة بدعم "إسرائيل" ليست دون تأثير مؤلم.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم مراسلتها في بيروت هيلين سالون- أن هذه المجموعة من الشركات المتهمة بدعم "إسرائيل"، تعاني من آثار حملة تشجع المستهلكين على الابتعاد عن منتجاتها، وهي حملة تحظى بشعبية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط.

وأشارت لوموند إلى أن دعم واشنطن غير المشروط "لإسرائيل" في حربها على غزة التي قتل فيها أكثر من 37 ألف شخص حتى الآن، يثير موجة من الغضب والسخط.

وأبرزت أن سلسلة ستاربكس تدفع الثمن منذ رفعها دعوى قضائية على اتحاد نقابات العمال المتحدين، لنشره رسالة تضامن مع فلسطين على شبكات التواصل الاجتماعي.

تغيير سلوك الاستهلاك

وقد أعلنت مجموعة الشايع الكويتية، التي تدير امتيازات ستاربكس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن تسريح ألفي موظف نتيجة انخفاض المبيعات، كما أعلنت الشركة الأم عن انخفاض صافي الربح الفصلي بنسبة 15%، واعترف مديرها العام بأن هذا الأداء الضعيف، ناتج عن الانخفاض الكبير في المبيعات بالولايات المتحدة والشرق الأوسط، وأنه نتيجة "تصور خاطئ مرتبط بالحرب الإسرائيلية على غزة".

وتذكر شركة ستاربكس أنها ليست لديها "أجندة سياسية" وأنها ترفض "استخدام أرباحها لتمويل عمليات حكومية أو عسكرية في أي مكان".

وبحسب لوموند، فإن الضرر الذي يلحق بسمعة الشركة قد يدوم لفترة طويلة. وفي محاولة لإصلاح صورتهما، أعلنت ستاربكس الخيرية ومجموعة الشايع التبرع بمبلغ 3 ملايين دولار لمنظمة "المطبخ العالمي" لتوفير مليون وجبة في قطاع غزة.

وعانت مجموعة أمريكانا، التي تدير امتيازات الشرق الأوسط لسلاسل الوجبات السريعة مثل هارديز وكنتاكي وبيتزا هت هي الأخرى لنفس الأسباب، وأعلنت عن انخفاض أرباحها الفصلية بنسبة 50% تقريبا، مشيرة إلى "التوترات الجيوسياسية المستمرة" في الشرق الأوسط.

وأعلنت شركة ماكدونالدز أنها فشلت في تحقيق أهدافها الربحية للمرة الأولى منذ 4 سنوات، بسبب تضرر مبيعاتها بشدة في الشرق الأوسط، خاصة بعد أن قدمت فروعها في "إسرائيل" وجبات مجانية للجنود الإسرائيليين.

ونقلت لوموند عن الباحثة ستيفاني هوشير علي من المجلس الأطلسي للأبحاث، قولها إن قادة الأعمال في الشرق الأوسط قلقون بسبب "السخط تجاه السياسة الأميركية التي يُنظر إليها على أنها غير أخلاقية وتضر بقدرة المنطقة على التطور الاقتصادي"، خاصة أن تغيير السلوك الاستهلاكي يشكل بالنسبة للكثيرين في الشرق الأوسط الطريقة الأكثر فعالية للتعبير عن المواقف السياسية والأخلاقية.

وتوضح الباحثة أن "مقاطعة العلامات التجارية الأميركية طريقة لإظهار الغضب بشكل جماعي بشأن الوضع في غزة ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل".

وبالفعل تم إطلاق تطبيقات لمساعدة المستهلكين على اكتشاف العلامات التجارية التي لها علاقات "بإسرائيل" عن طريق مسح الرموز الشريطية، كما يتم نشر قوائم الشركات المطلوب مقاطعتها، وغالبا ما تكون هذه القوائم أكثر شمولا من تلك التي تقدمها حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (بي دي إس)، كما تقول لوموند.

وتعد سلاسل الوجبات السريعة وشركات الأغذية الأهداف الأولى لحملة المقاطعة، خلافا لشركات مثل غوغل وأمازون وأوراكل التي لم تتأثر إلا قليلًا حتى الآن رغم أن حركة المقاطعة حددتها على أنها مرتبطة "بإسرائيل".

 

مقالات مشابهة

  • دراسة: النباتات تتمتع بذكاء خاص وتتفاعل مع الخطر
  • ضبط مسجل جنائي تعدى بقطعة زجاج على طالبة في المقطم
  • محافظ المنوفية يتفقد مؤسسة تربية البنات بكفر المصيلحة ويقدم العيدية لأبنائه| صور
  • محافظ المنيا يهنئ أطفال مؤسستي البنات والبنين بمناسبة عيد الأضحى المبارك
  • الصين تخترع ابتكارات تساعد المسنين
  • محافظ المنوفية يتفقد مؤسسة تربية البنات بكفر المصيلحة ويقدم العيدية للأيتام.. صور
  • لوموند: علامات تجارية أميركية تعاني من المقاطعة لدعمها "إسرائيل"
  • محافظة الإسكندرية تحسم جدل قطع الأشجار بشارع أبوقير
  • طالبة هندسة ميكانيكية تبتكر جهازاً يستخرج الطاقة من قطرات المطر
  • لوموند: علامات تجارية أميركية تعاني من المقاطعة لدعمها إسرائيل