تتويج نوران جوهر ودييجو إلياس بلقب بطولة "CIB" العالم للإسكواش برعاية بالم هيلز
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
شهد كل من السيد الدكتورأشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والسيد حسين أباظة، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للبنك التجاري الدولي «CIB»، والسيد عمرو الجنايني، نائب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للبنك التجاري الدولي «CIB»، والسيد/طارق عطية، رئيس مجلس إدارة شركة بالم سبورتس، وكابتن أمير وجيه، المستشار الفني لأكاديمية بالم هيلز ومدير المشروع القومي لموهوبي الإسكواش اليوم السبت، بمتحف الحضارة، ختام بطولة "CIB" العالم للإسكواش، وتوزيع الجوائز على الفائزين بالبطولة وهما دييجو الياس، بمنافسات الرجال، ونوران جوهر بمنافسات السيدات.
وتوج اللاعب البيروفي دييجو الياس- المصنف 4 عالميًا- ببطولة "CIB" العالم للإسكواش بعد تغلبه في المباراة النهائية على مصطفى عسل - المصنف 3 عالميًا- بنتيجة (3-0)، بواقع نقاط (11-6)(11-5)(12-10)، في مباراة استمرت 61 دقيقة، وفازت اللاعبة نوران جوهر لاعبة نادي بالم هيلز -المصنفة الثانية عالميًا- على نور الشربيني -المصنفة الأولى عالميًا- بنتيجة (3-1)، بواقع نقاط (11-8)(9-11)(11-7)(11-5)، في مباراة استمرت 81 دقيقة.
وأقيمت بطولة "CIB" العالم للإسكواش 2024 والتي تعد الاكبر في تاريخ اللعبة علي نادي بالم هيلز الرياضي وملعب الإسكواش الزجاجي بمتحف الحضارة تحت رعاية البنك التجاري الدولي «CIB»، وشركة بالم هيلز، بمشاركة 128 لاعب ولاعبة من 21 دولة بمجموع جوائز مالية تتخطى الـ50 مليون جنيه، وهي أعلى جوائز مالية في تاريخ البطولة.
قال الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، إن مصر أصبحت علامة مميزة فى استضافة وتنظيم بطولات العالم المختلفة فى جميع الرياضات بفضل تميز البنية الإنشائية، والطفرة الكبيرة التى تشهدها فى ظل الدعم اللامحدود من القيادة السياسة، علاوة على الكوادر والخبرات التنظيمية المصرية التى تلعب دورًا مؤثرًا فى نجاح تلك البطولات.
وقدم الوزير التهنئة لأبطال مصر فى رياضة الاسكواش الذين شاركوا فى بطولة العالم للاسكواش، وقدرتهم على الحفاظ على مستواهم الفنى، وترتيبهم العالمى نتيجة نتائجهم المميزة، وفوزهم بمختلف الألقاب على مستوى منافسات الرجال والسيدات، لافتًا إلى حرص الوزارة على استمرار ريادة مصر عالميًا فى رياضة الاسكواش، ودعم الأبطال الرياضيين، وكشف الموهوبين فى تلك اللعبة من خلال المشروع القومى للموهبة الذى تتبناه الوزارة.
من جهته أعرب السيد/ حسين أباظة، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للبنك التجاري الدولي «CIB»، عن اعتزازه بالنجاح الذي تحظى به بطولة العالم للإسكواش، وذلك من منطلق إيمان البنك بأهمية استضافة ورعاية البطولات الكبرى في رياضة الإسكواش لما لمصر من ريادة ومكانة مرموقة ومتقدمة في هذه الرياضة. كما يؤمن البنك إيمانًا راسخًا بأن دعمه للمواهب المصرية كان ومازال له بالغ الأثر في تحسين ترتيبهم في التصنيف العالمي.
في نفس السياق قال عمرو الجنايني، نائب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للبنك التجاري الدولي «CIB»:"أبطال مصر بذلوا مجهودًا ضخمًا لتقديم أداء مشرف خلال النسخة الحالية من بطولة CIB الدولية للإسكواش للحفاظ على اللقب، وهو نفس الدافع الذي شجعنا على رعاية كبرى بطولات الإسكواش وتقديم كل الدعم الممكن لاستضافتها على أرض مصر بهدف الحفاظ على استمرار تطور مستوى اللاعبين المصريين للتتويج بكبرى البطولات، وتقديم نموذج مشرف للنشء والشباب ليصبحوا أبطال في المستقبل".
قال السيد/ طارق طنطاوي، الرئيس التنفيذي المشارك والعضو المنتدب لشركة بالم هيلز: "حرصنا على رعاية بطولة العالم للإسكواش لتقديم صورة مشرفة عن قدرة مصر على تنظيم بطولات دولية كبرى بمشاركة لاعبين من جنسيات مختلفة، وإبراز ما تضمه مصر من منشآت رياضية على أعلى مستوى قادرة على استضافة منافسات عالمية وذلك بهدف الترويج للسياحة الرياضية في مصر، وكذلك تشجيع أبطالنا على المنافسة على اللقب والتتويج بالبطولة"
أضاف:"وفرنا كل الإمكانيات اللازمة خلال استضافة عددًا من مباريات بطولة CIB العالم للإسكواش بنادي بالم هيلز الرياضي بأكتوبر، ونالت إشادة من اللاعبين وكذلك جمهور اللعبة لما يضمه النادي من بنية تحتية ومنشآت وملاعب رياضية بمواصفات عالمية، وسنواصل تقديم كل الدعم للاعبين الإسكواش ونهدف إلى اكتشاف مواهب جديدة في اللعبة وتطوير مستواها أملًا في الصعود لأولمبياد لوس أنجلوس 2028 وتحقيق ميداليات ذهبية وياتي ذالك استكمالا لأستراتيجية الشركة التي تحرص على دعم وتطوير اللعبين المصريين في مختلف الرياضات".
من جانبه أعرب طارق عطية، رئيس مجلس إدارة شركة بالم سبورتس، عن سعادته بنجاح البطولة التي تألق فيها لاعبو مصر واكد علي استمرار دعم شركة بالم هليز للاعبين المصريين. واشاد طارق، بالحضور المصري القوي في لعبة الأسكواش والذي سيستمر ما دام استمرت المواهب المصرية واستمر دعمها، حيث تسعي شركة بالم هيلز إلى تقديم دعم غير محدود لكي تستمر الريادة المصرية في رياضة الاسكواش.
وأشار طارق عطية، إلى إمكانيات نادي بالم هيلز الذي يمتد عطائه لأكثر من 17 عاما حيث كان من أوائل النوادي في غرب القاهرة - وما يضمه من ببنية تحتية ومنشآت وملاعب رياضية بمواصفات عالمية تأهله لاستضافة بطولات عالمية.
يذكر أنه، سبق للبنك التجاري الدولي «CIB»، رعاية عددًا من كبرى بطولات الإسكواش أبرزها بطولة العالم PSA للسيدات لعام 2019-2020، والبطولة المشتركة للرجال والسيدات لعام 2021-2022، إضافة إلى العديد من بطولات PSA العالمية الأخرى التي نُظمت في مصر.
و الجدير بالذكر ان البطولة اقيمت علي نادي بالم هيلز من الفترة 8 إلى 15 مايو، حيث يأتي رعاية واستضافة شركة بالم هيلز للبطولة تماشيًا مع استراتيجية الشركة للاستثمار الرياضي، بهدف دعم اللاعبين المصريين والمساهمة في تعزيز مكانة مصر الريادية في رياضة الإسكواش، ودعم المواهب في لعبة الإسكواش للتأهل لأولمبياد لوس أنجلوس 2028.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بطولة CIB العالم للإسكواش نوران جوهر بالم هيلز شركة بالم هيلز العالم للإسکواش بالم هیلز شرکة بالم عالمی ا
إقرأ أيضاً:
النظرة الاستعمارية.. من جوهر السياسة إلى توماس براك؟
خالد بن سالم الغساني
بعد انتهائي من قراءة مقال الدبلوماسي السوري السابق أحمد علي الحريري بعنوان «مفهوم الدولة بين ابن خلدون وتوم براك»، وجدتني مأخوذًا بذلك التناول الذي جمع بين الطرافة الجاذبة في المُقدمة والعمق في التحليل.
لقد كان دافعًا لي لكتابة هذا النص، لا استكمالًا لما طرحه، بل محاولةً لقراءة أوسع في المعنى الكامن خلف تصريحات المبعوث الأمريكي، وفي النظرة التي تختبئ خلف تلك اللغة الاستعلائية، والتي تكشف عن جوهرٍ استعماري أعمق في مفهوم الغرب للآخرين، ولا سيما نحن الذين نعيش في هذا الشرق.
في زيارته إلى المنطقة مؤخرًا، وأمام وسائل الإعلام والصحافة، وفي قصر بعبدا بلبنان، وصف المبعوث الأمريكي توماس براك، الصحفيين اللبنانيين بأنهم "فوضويون وحيوانيون". هذا الوصف ينسجم مع ما كان قد صرح به سابقًا عن أنَّ منطقة الشرق الأوسط لا تضم دولًا؛ بل قرى وقبائل وعشائر. الأمر المؤكد أنها ليست زلة لسان أو نوبة غضب؛ بل إن ما قاله براك، يعكس بوضوح طريقة التفكير السائدة في دوائر وأروقة القرار الغربي، ولا سيما الأمريكي والصهيوني، تجاه شعوب هذه المنطقة. الكلمات التي تبدو في ظاهرها استعلائية ومُهينة، هي ذاتها تلك النظرة وذلك الأسلوب الاستعماري، اللذان يمارس من خلالهما الغرب، ويُدير سياساته تجاه منطقتنا وشعوبها، إنها تُعبّر في عمقها عن رؤية سياسية وفكرية تعتبرنا جميعًا شعوبًا وجغرافيا، فضاءً غير متحضّر، يحتاج دائمًا إلى وصاية، وإلى من يهذّبه ويرشده، ويوجهه، وقد وضعوا أنفسهم في تلك المكانة المرشدة والموجهة والمديرة، لأننا وفقًا لهم، عاجزون عن حكم أنفسنا أو بناء دولنا المستقلة.
هذا الخطاب ليس جديدًا على الذهنية الغربية، إنه امتداد مباشر للفكر الاستعماري الذي ساد أوروبا منذ قرون، حين كانت القوى الاستعمارية الكبرى تبرر احتلالها للشعوب بشعارات من قبيل نشر الحضارة وتمدين البرابرة وأخيرًا نشر الديمقراطية!! واليوم، وإن تبدّلت اللغة وتغيّرت الأدوات، إلا أنَّ الجوهر لم يتبدل؛ فما زالت منطقتنا وشعوبها في نظرهم ميدانًا رحبًا للفوضى والجهل والانقسام، وما زالوا يرون أنفسهم أصحاب رسالة إنقاذية، لحماية النظام العالمي، من ما يُسمى بالاضطراب والغوغاء الشرقي.
ومن هنا فإنَّ الأمر لا يبدو مستغربًا أن يتحدث دبلوماسي أمريكي، لم يستعر هذه العجرفة والوقاحة التي هي امتداد لجذور أجداده، بمثل هذا التبجح، فهو يعبّر عن إحساس متجذر بالغطرسة التي تشعره بالتفوق والهيمنة.
غير أنَّ الأخطر من هذا القول وأمثاله، هو ما يترتب عليه من فعل؛ فالولايات المتحدة ومعها القوى الغربية لم تنظر يومًا إلينا بوصفنا شركاء نِدًّا لها، بل بوصفنا ملعبًا كبيرًا للنفوذ والمصالح، فعندما يرى صانع القرار الأمريكي أن المنطقة مجرد تجمعات عشائرية لا ترقى إلى مستوى الدولة، يصبح من الطبيعي أن يتعامل معها على هذا الأساس، فهو يقيم تحالفاته على أسس طائفية وقبلية، ويغذّي الانقسامات الداخلية، ويفرض وصايته السياسية والاقتصادية والعسكرية، من منطلق أنه "الوصي على هذه التجمعات والقرى المتناحرة".
هذا هو تمامًا ما شهدته وتشهده العديد من الدول العربية بعد ما سُمّي بـ الربيع العربي، وفوضوية كونداليزا رايس الخلاّقة؛ حيث تم تفكيك المؤسسات الوطنية، والتلاعب بالبُنى الاجتماعية وإنشاء الثورات بعد تجميع كل الخارجين عن القانون والمجرمين والمطلوبين للعدالة، لقيامهم بما يخدم استمرار الفوضى وضمان خضوع المنطقة لإرادة الخارج.
وعلى صعيد الصراع العربي الإسرائيلي، فإن هذه النظرة الاستعلائية تمثل الركيزة الأساسية للسياسة الأمريكية في حماية دويلة الكيان المحتل. فعندما يُختزل الشرق الأوسط في مجموعة قبائل، يسهل تبرير دعم دولة الاحتلال باعتبارها الجزيرة المتحضرة وسط بحر من البدائية والتخلف. هذا المنطق يُستخدم لتبرير كل الجرائم الإسرائيلية تحت شعارات براقة مثل الدفاع عن الديمقراطية ومحاربة الإرهاب، فيما يُصوَّر الفلسطينيون والعرب عمومًا على أنهم غير مؤهلين لبناء دولة، ولا يفهمون سوى لغة القوة.
ثم إنَّ هذه النظرة لا تقتصر على الخطاب، بل تتجسد في الممارسة السياسية اليومية: في الدعم العسكري غير المحدود لإسرائيل، وفي التغطية الدبلوماسية على جرائمها في غزة والضفة، وفي تعطيل أي تحرك أممي لمحاسبتها. إنها سياسة قائمة على معادلة راسخة، تتمثل في تفوق "المدني الغربي" مقابل "تخلّف الشرقي"، وعلى أساس هذه المعادلة تُصاغ القرارات وتُبنى المواقف.
لقد أثبتت التجارب أن الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة، لا يريد لهذه المنطقة أن تنهض أو تستقر، فالفوضى تخدم مصالحه، والانقسامات تحمي وجود إسرائيل، والضعف السياسي والاقتصادي يفتح الأبواب أمام هيمنته. ومن هنا يمكن فهم تصريحات توماس براك؛ باعتبارها جزء من سياسة إعلامية ودبلوماسية تهدف إلى تكريس صورة العربي ككائن فوضوي لا يعرف الانضباط ولا يستحق السيادة، وبالتالي فهو بحاجة دائمة إلى الوصاية الغربية.
المفارقة أن هذا الخطاب يجد صدى لدى بعض النخب المحلية التي تتبنى المفاهيم الغربية دون وعي بجذورها، فتُعيد إنتاجها داخليًا في شكل جلد للذات وترديد لاتهامات التخلف، متناسية أن جانبًا كبيرًا من هذا الواقع هو نتاج مباشر لتدخلات الغرب نفسه. فالاستعمار القديم رسم حدود الدول بطريقة تُبقي على النزاعات، والسياسة الأمريكية الحديثة دعمت أنظمة استبدادية مقابل ضمان المصالح، ثم عادت لتدين الشعوب حين ثارت على تلك الأنظمة.
إن ما قاله توماس براك ليس إهانة متكررة وكفى- وما أكثر إهاناتنا- بل تلخيص لعقيدة سياسية ترى في منطقتنا حديقة خلفية للمصالح الغربية، وفي شعوبنا أدوات يمكن تحريكها وفق الحاجة. والوعي بهذه الحقيقة هو الخطوة الأولى لمواجهتها، لأنَّ التصدي للهيمنة يبدأ من إدراك آلياتها الفكرية واللغوية. فالمعركة ليست بالسلاح فقط، بل بالكلمة والمعنى؛ إذ إن من ينجح في تصويرك كفوضوي يُبرر لنفسه كل أشكال السيطرة عليك.
إن استعادة الكرامة السياسية تبدأ من إعادة تعريف الذات، من إدراك أن شعوب المنطقة ليست عشائر مُتناحرة، بل أمم تملك تاريخًا عريقًا وثقافة عميقة وذاكرة نضالية لا تنطفئ. أما أولئك الذين يرون فينا قرى بلا دول، فليتذكروا أن تلك القرى أنجبت حضارات غيّرت وجه التاريخ، وأن تلك العشائر قاومت الغزاة عبر القرون.
الغرب اليوم يملك القوة، لكنه لا يملك الحقيقة، والحقيقة أن الشعوب التي تُهان وتُحتقر، تحمل في داخلها بذور ثوراتها المقبلة، تمامًا كما حملت هذه المنطقة عبر تاريخها الطويل وجعها وإصرارها على الحياة. بقي أن نُذّكر بأن على النخب التي لم تنشغل خلال مرحلتنا الكسيحة هذه، أكثر من انشغالها بجلد الذات، أن تستيقظ وأن تقوم بواجباتها الوطنية الحقة، بدلًا من الندب والضرب على الأكف.