بموجب المرسوم 54.. من هما الإعلاميان الذي حكم عليهما بالسجن في تونس؟
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
في أحدث استخدام للمرسوم "54" في تونس، قضت محكمة، الأربعاء، بسجن إعلاميين: المحلل والمعلق السياسي، مراد الزغيدي، ومقدم البرامج التلفزيونية والإذاعية، برهان بسيس.
وقال الناطق باسم المحكمة الابتدائية بتونس، محمد زيتونة، لوكالة فرانس برس إن المحكمة قررت سجن الزغيدي وبسيس بجريمتين: استعمال شبكة وأنظمة معلومات واتصال لإنتاج وترويج وإرسال وإعداد أخبار وإشاعات كاذبة بهدف الاعتداء على حقوق الغير والإضرار بالأمن العام، واستغلال أنظمة معلومات لإشاعة أخبار تتضمن نسبة أمور غير حقيقية بهدف التشهير بالغير وتشويه سمعة والإضرار ماديا ومعنويا.
والزغيدي وبسيس موقوفان احتياطيا، منذ 12 مايو، بسبب تصريحات ومنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي اعتبرت منتقدة لسلطة الرئيس التونسي، قيس سعيد.
ومنذ انتفاضة تونس عام 2011، أصبحت حرية الصحافة مكسبا رئيسيا للتونسيين وأصبحت وسائل الإعلام التونسية واحدة من بين الأكثر انفتاحا في أي دولة عربية.
لكن السياسيين والصحفيين والنقابات يقولون إن حرية الصحافة تواجه تهديدا خطيرا في ظل حكم سعيد، الذي وصل إلى السلطة عام 2019 عبر انتخابات حرة. ويرفض سعيد هذه الاتهامات، قائلا إنه لن يصبح دكتاتورا بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وتجمع صحفيون تونسيون قرب المحكمة بتونس العاصمة، الأربعاء، للاحتجاج على المحاكمة، ورفعوا شعارات تطالب بإنهاء ما وصفوه بالقيود والانتهاكات المستمرة على الصحفيين.
وقال زياد دبار، نقيب الصحفيين: "كل الصحفيين في حالة سراح مؤقت إلى أن يأتي ما يخالف ذلك.. باب السجن مفتوح أمام الصحفيين بسبب كلمة واحدة".
وأضاف "الأخطر أن القضاء أصبح يفتش في نوايا الصحفيين وما يقصدون بما يقولون ويكتبون".
وقال دبار: "التهديدات والقيود التي يواجهها الصحفيون في تونس غير مسبوقة، وسنتجه نحو خطوة تصعيدية".
مراد الزغيديوالزغيدي محلل ومعلق تلفزيوني على المواضيع السياسية والاجتماعية، ويعمل مع بسيس الذي يقدم برامج إذاعية وتلفزيونية في محطات خاصة تتطرق للشأن العام في البلاد.
وتم اعتقاله الزغيدي بسبب "تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي يساند فيها صحفيا موقوفا، وكذلك عن جملة تصريحاته خلال برامج تلفزيونية منذ شهر فبراير الماضي".
ودافع الإعلاميان المعروفان عن نفسيهما، الأربعاء، خلال جلسة محاكمتهما وأكدا أنهما كانا يمارسان عملهما المتمثل في تحليل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس التي اعتبرت مهدا لما يسمى بـ "الربيع العربي".
وقال الزغيدي خلال الجلسة: "إن عملي كمحلل سياسي يتطلب مني التحدث في الشأن العام.. أريد أن أعرف ما هي العبارة أو الكلمة التي حكم عليها بأنها مخالفة" للقانون، وفقا لصحفية في فرانس برس.
وأضاف "أنا لست معارضا ولا مؤيدا للرئيس، أحيانا أؤيد خياراته وأحيانا أنتقدها، وهذا يدخل في عملي الإعلامي".
بينما انتقد محاميه، كمال مسعود، المرسوم عدد 54 ووصفه بأنه "غير دستوري"، داعيا إلى "تجنب استخدامه".
وشدد المحامي على أنه "إذا دخلت السياسة قاعات المحاكم فإن العدل يغادرها"، مطالبا رئيسة المحكمة بالاستقلالية في حكمها.
برهان بسيسنزار عياد، محامي بسيس، أكد أن توقيف الأخير يأتي على خلفية ما اعتبر "إساءة إلى رئيس الجمهورية عبر البرامج الإذاعية والتدوينات".
وأضاف أن السلطات لاحقت بسيس إثر تصريحات إعلامية ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تعود إلى ما بين عامي 2019 و2022.
وقال بسيس خلال الجلسة: "أنا منشط (مدير جلسة) لذا يجب أن أطرح كل الآراء بغض النظر عن توجهاتها"، مستنكرا ظروف توقيفه "كما لو كنت مجرما خطيرا".
تزامن توقيف الزغيدي وبسيس وتوقيف المحامية والمعلقة التلفزيونية سنية الدهماني بالقوة من قبل رجال الشرطة في 11 مايو.
وعقب إلقاء القبض على الدهماني، خرج المحامون أمام مقر هيئة المحامين رافعين شعارات "المحاماة حرة والبوليس على بره" و"سنواصل الكفاح" و"يا سنية لا تهتمي الحريات تفدى بالدم".
واستدعى قاضي التحقيق الدهماني بشبهة نشر شائعات والمساس بالأمن العام إثر تصريحاتها.
ونددت دول غربية بموجة الاعتقالات، التي جرت منذ مطلع مايو، وبينهما الزغيدي وبسيس.
ونددت الولايات المتحدة، منتصف مايو، بموجة التوقيفات، واعتبرت أن ممارسات السلطات تناقض حريات يكفلها الدستور.
بينما أعربت فرنسا عن "قلقها"، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه" إزاء موجة التوقيفات، مؤكدا أن حرية التعبير واستقلالية القضاء يشكلان "أساس" شراكته مع تونس.
وندد الرئيس التونسي سعيد بما اعتبره "تدخلا سافرا" في شؤون بلاده في أعقاب الانتقادات الدولية.
وأصدر سعيد، في سبتمبر عام 2022، مرسوما عرف بـ"المرسوم 54"، ينص على "عقاب بالسجن لمدة خمسة أعوام" وغرامة تصل إلى خمسين ألف دينار "لكل من يتعمد استعمال شبكات وأنظمة معلومات واتصال لإنتاج، أو ترويج، أو نشر، أو إرسال، أو إعداد أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو وثائق مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذبا للغير بهدف الاعتداء على حقوق الغير أو الإضرار بالأمن العام أو الدفاع الوطني".
خلال عام ونصف عام، حوكم أكثر من 60 شخصا، بينهم صحفيون ومحامون ومعارضون للرئيس، بموجب هذا المرسوم، وفق النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.
يحتكر الرئيس سعيد السلطات في البلاد، منذ صيف عام 2021، وغير الدستور. ومن المرتقب أن تنظم الانتخابات الرئاسية نهاية العام الحالي، وفقا لفرانس برس.
ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان صدر، في 17 مايو الحالي، بـ "تصعيد القمع الحكومي في الأسابيع الأخيرة والإجراءات التي تهدف إلى تكميم حرية التعبير".
لا يزال نحو 40 شخصا بعضهم معارضون بارزون ورجال أعمال وناشطون سياسيون موقوفين منذ فبراير الفائت، ويتهمهم سعيّد "بالتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی تونس
إقرأ أيضاً:
شباب مهددون بالسجن من 6 أشهر إلى عامين بعد محاولتهم الحرڨة إلى إسبانيا
التمس وكيل الجمهورية لدى محكمة القطب الجزائي بسيدي امحمد تسليط عقوبات متفاوتة تراوحت بين 6 أشهر وعامين حبس نافذ لاربعة شباب تترواح أعمارهم ما بين 6 أشهر حبس الى عامين حبس نافذ ويتعلق الامر بكل من “ل.ص”، “ب.ل”، “س”، “ل.م”. هذا بعدما تمت متابعتهم بحيازتهم المؤثرات العقلية من نوع والبريڨابالين. والشروع في مغادرة التراب الوطني بطريقة غير شرعية إلى اسبانيا.
وجاء توقيف المتهمين في ملف الحال من قبل مصالح الأمن التي تمكنت من إحباط محاولة هجرة غير شرعية خطط لها المتهمون عبر ميناء الجزائر العاصمة. ويتواجد في قضية الحال اربعة متهمين من بينهم متهمين موقوفين بالمؤسسة العقابية.
وكشفت جلسة المحاكمة أن القضية تم إحالتها من طرف محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء إلى محكمة سيدي امحمد.
وترجع تفاصيلها بعدما تلقت حرس السواحل بالعاصمة معلومة عن تواجد مجموعة من الأشخاص في حالة خطر في عرض البحر على متن قارب كانوا بصدد الهجرة الى أوروبا بطريقة غير شرعية.
ولدى تدخل ذات المصالح تم انقاذ المتهمين اربعة اشخاص يقطنون بالعاصمة. ليتم توقيفهم واحالتهم على التحقيق وفقا لاجراءات المعمول بها.
وعليه تم توجيه الاتهام لهم بجنحة من أجل مغادرة التراب الوطني بطريقة غير شرعية. وحيازة المؤثرات العقلية بغرض الاستهلاك الشخصي. فيما لا يزال متهمين آخرين في حالة فرار يعدون الرأس المدبر لهذه الرحلة السرية. باعتبارهم منظمين لهذا رحلات بغرض تهريب المهاجرين، مقابل مبالغ مالية معتبرة، كل من”ت.س”,”ل.ع”.
وفي الجلسة مثل المتهمون السالف ذكرهم حيث اعترفوا بانهم كانوا بصدد الهجرة غير الشرعية. إلا أنه لم يتم العثور بجوزتهم على الاقراص المهلوسة. بل كان بحوزتهم هواتفهم النقالة ومبالغ مالية بالعملة الصعبة الاورو.
وفي جلسة المحاكمة إعترف المتهمون بواقعة تواجدهم ضمن الرحلة السرية. حيث برر كل متهم قيامه بالمجازفة بحياته، بظروفه المعيشية القاهرة. فيما برر البعض برغبتهم في تغيير مجرى حياتهم بالعيش في اسبانيا بحثا عن الرفاهية. ملتمسين من هيئة المحكمة بإفادتهم بأقصى ظروف التخفيف. هذا وقد حددت القاضي تاريخ النطق بالحكم في القضية الى جلسة 16 جوان المقبل.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور