تأثير الدومينو.. هل يضغط موقف أيرلندا على بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطين؟
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
لندن- بإعلان النرويج وإسبانيا وأيرلندا اعترافها -أمس الأربعاء- رسميا بدولة فلسطين، يزداد الاهتمام بالدول التي قد تحذو حذوها، رغم الغضب الإسرائيلي الواضح على هذه الخطوة. وسيكون لاعتراف أيرلندا تأثير داخلي خارجي.
فعلى المستوى الداخلي، سيطلق يد المؤسسات المتضامنة مع الحق الفلسطيني للتحرك أكثر، أما خارجيا فما يحدث بهذه الجمهورية يلقي بظلاله على جارتها أيرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة، وعلى أسكتلندا، مما يسيتبعه بالضرورة فتح نقاش في لندن أيضا.
ويُتوقع أن يعيد اعتراف أيرلندا بدولة فلسطين النقاش وبقوة إلى البرلمان البريطاني خصوصا بعد إعلان وزير الخارجية ديفيد كاميرون -قبل أسابيع- أن بلاده تنظر بجدية لذلك، مع تزايد الضغط من الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي كان أول حزب بريطاني يتقدم بمشروع الاعتراف بدولة فلسطين إلى البرلمان.
نقاش جدييعتبر هوغ لافانت، الخبير بالعلاقات الدولية في المعهد الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن القرار الأخير لأيرلندا سيفتح نقاشا جديا حول الاعتراف بفلسطين في بريطانيا، خصوصا وأن "وزير الخارجية فتح الباب للأمر عندما قال إن بلاده قد تقدم على الاعتراف عندما تنضج الأسباب لذلك".
ونبه لافانت -في حديثه مع الجزيرة نت- إلى أن الاعتراف الأيرلندي من المتوقع أنه لن يكون رمزيا بالنظر إلى تاريخ أيرلندا.
وقال إن هذا الاعتراف سيدفع الأمور للحديث عن حل الدولتين بناء على القانون مع وجود مقتضيات واضحة حول الحدود، التي بدونها، سيبقى الحديث عن دولة فلسطين دون أي وزن سياسي أو قانوني "ويمكن أن تعيدنا لتصور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن دولة فلسطينية مشتتة المناطق بين غزة والضفة الغربية".
ويؤكد لافانت أن بريطانيا سيكون عليها ضغط أكبر خصوصا وأن دولا أوروبية مثل فرنسا وبلجيكا مرشحة لأن تعترف بدولة فلسطين خلال المرحلة المقبلة.
ولا يخفى السياق السياسي في بريطانيا الموسوم بقرب حدوث تغيير بالحزب الحاكم مع إجراء الانتخابات العامة بداية يوليو/تموز المقبل، والتي من المنتظر أن يظفر بها حزب العمال وهو أقرب لمسألة الاعتراف بدولة فلسطين مقارنة بحزب المحافظين.
في المقابل، شدد لافانت على أهمية ما تقوم بريطانيا حاليا من فرض عقوبات على الشخصيات التي تدعم الاستيطان ودعم تحقيق المحكمة الجنائية الدولية حول المستوطنات وإمكانية فرض عقوبات على الشركات التي تتعامل مع المستوطنات.
وبرأيه، فإن كل هذا سيمنع سياسة الأمر الواقع التي تريد إسرائيل فرضها، لكن تبقى خطوة الاعتراف بدولة فلسطين مهمة جدا وضرورية.
خلفية تاريخيةمن جهتها، أثنت السياسية الأسكتلندية إيفون ريدلي على قرار الاعتراف، معبرة عن أملها في أن تحذو دول أوروبية أخرى حذو الدول الثلاث التي أعلنت اعترافها بدولة فلسطين.
وحول الموقف الأيرلندي من القضية الفلسطينية، أكدت ريدلي -في حديثها للجزيرة نت- أن للأمر خلفية تاريخية راسخة تنطلق من المشترك مع الشعب الفلسطيني، والاحتلال الذي عانى منه ولا يزال الشعب الأيرلندي الذي ما زال يطمح للاستقلال والوحدة "وهو ما تتقاسمه معه أسكتلندا".
وأضافت القيادية في حزب "ألبا" الأسكتلندي -المنادي بالانفصال عن المملكة المتحدة- أن الخلفية التاريخية مهمة في فهم الموقف الأيرلندي "لأنه شعب عانى من مصادرة حقه في تقرير مصيره واستقلاله، مما يجعله الأكثر تفهما وتضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يخوض معركة وجود يومية على أرضه من أجل البقاء والحفاظ عليها".
وعبرت عن أملها في أن تتخذ الحكومة الأسكتلندية الخطوة نفسها، مستبعدة ذلك بسبب ما قالت عنها ورقة الرفض التي ستشهرها الحكومة المركزية في لندن التي تؤيد -بشكل غير مسبوق- الاحتلال الإسرائيلي وتدعم الجرائم التي يرتكبها في قطاع غزة.
توافقورغم عقبة "الفيتو" البريطاني على أي قرار أسكتلندي، إلا أن ريدلي أكدت أن هذا لا يغير من واقع أن النخبة السياسية والمزاج الشعبي في أسكتلندا داعمان للقضية الفلسطينية ويؤيدان الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لأنه في الذاكرة السياسية والشعبية بأسكتلندا لديهم أيضا "نكبتهم الخاصة" ويعون عذابات التهجير ومصادرة الأرض التي يكابدها الفلسطينيون.
وقالت السياسية الأسكتلندية إنه في حال الحصول مستقبلا على استقلال بلدها فإنه بشكل مباشر وتلقائي سيتم الاعتراف بدولة فلسطينية، لأن هناك توافقا سياسيا بهذا الشأن، ومطالبات من أعضاء في البرلمان لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بذلك، على غرار بعض الدول الأوروبية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وجّه رئيس الحكومة الأسكتلندية المستقيل حمزة يوسف طلبا للسلطات البريطانية في هذا السياق، ولكن حكومة لندن تربطها شبكة مصالح قوية بإسرائيل، وهناك لوبي إسرائيلي نافذ يدافع عن مصالح تل أبيب في بريطانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاعتراف بدولة فلسطین
إقرأ أيضاً:
وسط ترقب الرد الإيراني النفط يصعد والدولار يضغط على الذهب
بعد بلوغه أعلى مستوى منذ يناير/ كانون الثاني، فقد النفط بعضا من مكاسبه خلال تعاملات اليوم، وسط ترقب لرد إيراني على هجمات أميركية على 3 منشآت نووية إيرانية ومطالبة البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز.
و بعد أن ارتفعت أسعار الخام بأكثر من 3% إلى 81.40 دولار للبرميل في بداية التعاملات تراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 76.87 دولار.
وبعد أن زاد الخام الأميركي للعقود الآجلة إلى 78.40 دولار للبرميل في بداية التعاملات، تراجع إلى 73.68 دولار للبرميل.
وجاء ارتفاع الأسعار بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه "قضى على" المواقع النووية الإيرانية الرئيسية في ضربات فجر أمس الأحد، لينضم إلى هجوم إسرائيلي في تصعيد للصراع في الشرق الأوسط مع توعد من طهران بالدفاع عن نفسها.
وإيران هي ثالث أكبر منتجي النفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
ويتوقع المتعاملون في السوق المزيد من الارتفاع في الأسعار وسط مخاوف متزايدة من أن يشمل الرد الإيراني إغلاق مضيق هرمز الذي يتدفق عبره خُمس إمدادات الخام العالمية تقريبا.
وقالت مؤسسة شركة إس.إس ويلث ستريت للأبحاث في نيودلهي، سوجاندا ساشديفا: "يُشكل التصعيد الجيوسياسي الحالي محفزا أساسيا لارتفاع أسعار خام برنت، وربما الاتجاه إلى تسجيل سعر 100 دولار (للبرميل)، مع تزايد احتمالية الوصول إلى 120 دولارا للبرميل".
وذكرت إيران اليوم الاثنين أن الهجوم الأميركي على مواقعها النووية وسع نطاق الأهداف المشروعة لقواتها المسلحة، ووصفت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "مقامر" بسبب انضمامه إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية على إيران.
وقالت كبيرة المحللين لدى شركة سبارتا كوموديتيز، جون جو: "مخاطر تضرر البنية التحتية النفطية.. تفاقمت".
وأضافت أنه على الرغم من وجود طرق بديلة عبر خطوط الأنابيب خارج المنطقة، فسيظل هناك كمية من النفط الخام لا يمكن تصديرها بالكامل إذا أصبح مضيق هرمز مغلقا، وأشارت إلى أن ابتعاد شركات الشحن عن المنطقة سيتزايد.
إعلانوقال بنك غولدمان ساكس في تقرير صدر أمس الأحد إن خام برنت ربما يصل إلى ذروة لفترة وجيزة عند 110 دولارات للبرميل إذا انخفضت تدفقات النفط عبر الممر المائي الحيوي إلى النصف لمدة شهر، وإذ ظلت منخفضة بنسبة 10% خلال 11 شهرا التالية.
وظل البنك بذلك يفترض عدم وجود تعطل كبير في إمدادات النفط والغاز الطبيعي، وإضافة حوافز عالمية لمحاولة منع حدوث انقطاع مستمر وضخم.
وارتفع خام برنت 13% منذ بدء الصراع في 13 يونيو/ حزيران، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنحو 10%.
وذكرت ساشديفا أنه نظرا لأن مضيق هرمز لا غنى عنه لصادرات إيران النفطية، التي تشكل مصدرا أساسيا لإيرادات طهران، فإن إغلاقه بشكل مستمر من شأنه أن يلحق أضرارا اقتصادية شديدة بإيران نفسها، مما يجعله سلاحا ذا حدين.
استقرت أسعار الذهب مع تفضيل المستثمرين للدولار عقب الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية أمس.
واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 3366.25 دولار للأوقية بتراجع طفيف، وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.18% إلى 3380.1 دولار للأوقية.
وقال كبير محللي السوق في كيه.سي.إم تريد، تيم ووترر: "أدت الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية إلى إقبال على شراء الدولار كملاذ آمن في سوق العملات".
وأضاف: "الارتفاع في قيمة الدولار أدى إلى تراجع الذهب، وتسبب في أداء ضعيف غير معتاد للمعدن النفيس، على الرغم من المخاطر الناجمة عن الصراع".
وارتفع الدولار 0.65% مقابل العملات الرئيسية، ما زاد من تكلفة الذهب على حائزي العملات الأخرى.
وأثار الرئيس الأميركي أمس الأحد مسألة تغيير النظام في إيران في أعقاب الضربات الأميركية على مواقع عسكرية رئيسية، في حين حذر كبار المسؤولين في إدارته طهران من الرد.
وتوعدت طهران بالرد بعد يوم من إسقاط الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل على الجبل الواقع فوق موقع فوردو النووي الإيراني.
واستمر تبادل الهجمات الصاروخية بين إيران وإسرائيل، وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن طائرات مقاتلة إسرائيلية ضربت أهدافا عسكرية في غرب إيران.
وقال محلل رويترز وانغ تاو إن أسعار الذهب في المعاملات الفورية قد تختبر مستوى للدعم عند 3348 دولارا للأوقية، والهبوط دون هذا المستوى ربما يمهد الطريق لتراجعها إلى 3324 دولارا.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، كان أداؤها كالتالي:
ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5% إلى 36.18 دولار للأوقية. ارتفع البلاتين 2.35% إلى 1298.22 دولار. زاد البلاديوم 1.88% إلى 1067.70 دولار للأوقية.