12 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: وسط تشابك الملفات الإقليمية وتعقّد المشهد الأمني في غرب آسيا، جاءت زيارة أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى بغداد لتضع نفسها في قلب معادلة التوازنات بين طهران وبغداد. وتبدو الزيارة، بما حملته من مشاورات مكثفة مع القادة العراقيين، أقرب إلى رسالة سياسية متعددة الطبقات، تتجاوز العناوين المعلنة عن التعاون الأمني إلى اختبار قدرة الطرفين على إدارة ملفات الحدود والوجود الإيراني في العراق، في ظل تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية.

وتتبدى أهمية التوقيت في أن لاريجاني استهل جولته من العاصمة العراقية، قبل انتقاله إلى بيروت، بما يعكس أولويات إيران في إعادة تثبيت حضورها في دول محور الممانعة.

وتأتي هذه الخطوة على وقع تناقض التصريحات بين الجانبين حول توقيع اتفاقية أمنية، ما يشي بوجود تفاوت في الرغبة بالإعلان عن طبيعة التفاهمات، وربما بوجود مساحة من المواربة الدبلوماسية لاحتواء الحساسيات الداخلية والخارجية.

وتحمل إشارات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الرافضة للعدوان الإسرائيلي على إيران، دعماً معنوياً لطهران في معركتها السياسية الراهنة، فيما تبدو دعوته إلى الحوار الأميركي – الإيراني محاولة لوضع بغداد في موقع الوسيط الحذر، القادر على التحدث مع كل الأطراف دون الانحياز المعلن.

وتأتي زيارة الأربعين، التي تجذب عشرات الآلاف من الإيرانيين إلى العراق، كغطاء شعبي واجتماعي يسهّل اللقاءات ويضفي على الزيارة بعداً غير رسمي يخفف من وطأة الرسائل السياسية المباشرة.

وتوحي تصريحات لاريجاني ووزارة الخارجية الإيرانية بأن الهدف الأعمق هو ترسيخ شبكة مشاورات إقليمية لاحتواء أزمات المنطقة وصياغة خطاب جديد حول “السلام والاستقرار” في غرب آسيا، وهي مفردات تكشف عن محاولة طهران إعادة تأطير دورها من لاعب صراعي إلى ضامن للاستقرار، دون أن تتنازل عن أدوات نفوذها التقليدية.

ويرى مراقبون أن هذه التحركات جزء من إعادة ترتيب أوراق النفوذ الإيراني في ساحات العراق ولبنان، ورسالة إلى خصومها بأن حضورها السياسي لا يزال صلباً وقادراً على التكيف مع المستجدات.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

السوداني يفتتح مجسرات الطلائع في بغداد

آخر تحديث: 6 أكتوبر 2025 - 9:37 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، امس الأحد، العراق تحول إلى ورشة عمل من البصرة إلى الموصل، وفي كل مدينة وقضاء وناحية.وذكر بيان لمكتبه الإعلامي ، أن “السوداني افتتح مجسرات الطلائع- البيجية وتقاطع جامع الشيخ معروف في جانب بغداد الكرخ، الذي يعد المشروع رقم (14) من مشاريع الحزمة الأولى لفكّ الاختناقات المرورية، من أصل (16) مشروعاً، التي تشرف عليها وزارة الإعمار والإسكان“.ولفت إلى أن “مجسّرات الطلائع تربط منطقة باب المعظم بالمنصور مروراً بشارع مطار المثنى والسكك ومقبرة الشيخ معروف، ما يسهم في تخفيف زخم المرور بمنطقة العلاوي وشارع دمشق باتجاه معرض بغداد الدولي، ويبلغ طول المجسرات الكلي (7623)م، كما تم إنشاء شارع 80 بطول (1000) م، لنقل حركة المرور من مجسر الطلائع إلى مجسر البيجية الذي ينقل بدوره حركة المرور إلى ساحتي اللقاء وأبو جعفر المنصور، بطول (800)م“.وأدى رئيس مجلس الوزراء “صلاة المغرب في جامع الشيخ معروف بجانب بغداد الكرخ، حيث أكد تشرفه بزيارة جامع ومرقد أحد الأولياء الصالحين المعروفين بالزهد والورع والتقوى، مشيراً إلى أهمية مجسر الطلائع- البيجية، الذي سيحقق انسيابية بحركة المرور، مقدماً شكره إلى أهالي المنطقة لتعاونهم في تنفيذ المشروع، كما ثمن جهود العاملين والجهات الساندة والشركة المنفذة“.وأكد السوداني أن “العراق تحول إلى ورشة عمل من البصرة إلى الموصل، وفي كل مدينة وقضاء وناحية، وضمن أولويات برنامج الحكومة التي عملت طيلة 3 سنوات وحققت الكثير، مشيراً إلى أن ما نشهده اليوم من أمن واستقرار هو بفضل تضحيات أبناء شعبنا الذين واجهوا الإرهاب ومشاريع الفتنة“.

مقالات مشابهة

  • مجلس السلام
  • المفوضية: توزيع مليون بطاقة بايومترية حتى الآن
  • العراق “يتوسل” بأمريكا لتوريد الغاز الإيراني أو التركمانستاني عن طريق إيران أيضاً!!
  • مسلة الأخبار: موجز احداث العراق والعالم
  • ملاحظات حول الاتفاق النفطي المبهم بين بغداد وأربيل
  • السوداني أم المالكي.. ام بديل جديد؟ معركة الإطار تُعِيدُ شبح الشلل إلى بغداد
  • اعتقال مسلحين اقتحموا منزل سفير متقاعد في بغداد
  • مسلة الأخبار
  • السوداني يفتتح مجسرات الطلائع في بغداد
  • الحكيم: الاستحقاق الانتخابي المقبل مفصلي وحاسم