بوابة الوفد:
2025-10-15@03:19:05 GMT

مطلوب حيًا أو ميتًا

تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT

فى رسالة خطية شديدة اللهجة هدد السناتور الجمهورى ليندسى جراهام، الحليف المتطرف لحكومة الحرب الاسرائيلية المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية المحامى البريطانى، كريم خان، الذى ولد فى أدنبره عاصمة اسكتلندا،  باتخاذ إجراءات عقابية غير مسبوقة ضده وضد قضاة المحكمة إذا قرر المساس بالمسئولين الاسرائيليين، لكنه تجاهل هذا التهديد الوقح ولأول مرة يقرر مسئول دولى أن يتحدى الخطوط الحمراء بأن يمضى قدماً بثبات نادر فى تحقيق مبدأ العدالة الغائبة لما يقرب من قرن فعصابة الهاجاناة الإرهابية عاثت فى فلسطين التاريخية فساداً وارتكبت أفظع جرائم الحرب ضد المدنيين العزل وكانت هى فيما بعد النواة الرئيسية لجيش الاحتلال الذى استمر على نفس النهج عقود، وظل الغرب بقيادة الولايات المتحدة يحمى انتهاكات هذا الكيان الغاصب من المسائلة القانونية حتى تيقن الجميع أن هذه الدولة المارقة فوق القانون الدولى وأن العدالة الغربية الزائفة تتحقق فقط على الضعفاء
بالرغم من أن واشنطن لم تنضم إلى معاهدة روما التى بموجبها أنشئت المحكمة الجنائية الدولية، إلا أنها كانت صاحبة الكلمة العليا فى معظم قراراتها التاريخية، لذا كانت التقديرات الاسرائيلية مطمئنة إلى براجماتية خان بسبب تاريخه الطويل فى قبول الدفاع عن مجرمين حرب سابقين ارتكبوا جرائم بشعة ضد الانسانية، أمثال الدكتاتور الليبيرى تشارلز تايلور، ويليام روتو نائب الرئيس الكينى، وسيف الإسلام القذافى، لكن مؤخراً يبدو أن خان تاثر بشخصية أحمد زكى فى فيلم ضد الحكومة وتبدل من النقيض إلى النقيض، فكانت زيارته إلى معبر رفح هى نقطة التحول بعدما شاهد مدى التعنت والجبروت للجيش الاسرائيلى فى منع عبور شاحنات المساعدات الغذائية والطبية إلى الجوعى والمرضى المحاصرين، وهنا تيقظ ضميره من السبات العميق وتذكر معاناة أهله من الطائفة الأحمدية الذين أجبروا صاغرين على النزوح من باكستان.


تصرف خان المفاجئ والشجاع وضع واشنطن وحلفائها فى مأزق أخلاقى كبير، فهم لن يستطيعوا بعد اليوم التباهى بالقيم الحضارية الغربية التى تدعى احترامها لحقوق الإنسان لاسيما بعد الإشادة بموقفه من ويلات الحرب الأوكرانية وإصداره منذ أسابيع قليلة مذكرة اعتقال للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وهنا تتجلى فضيحة ازدواجية المعايير الغربية!!
مما لاشك فيه أن إصدار مذكرة اعتقال نتنياهو و جالانت لحظة فارقة فى مصير النظام العالمى المهترئ، فقد فاض الكيل بالجميع وأضحى أن هناك من يستطيع التمرد على كل هذا الظلم والطغيان فهذه مجرد بداية سيتمخض عنها نظام جديد متعدد الأقطاب ترونه بعيدا وأراه قريباً، فقط علينا تذكر النهاية المشئومة للمقبور السفاح آرييل شارون صاحب التاريخ الأسود فى مجازر صبرا وشاتيلا، الذى دخل فى غيبوبة طويلة استمرت لمدة 8 سنوات منذ 2006 إثر تعرضه لجلطة دماغية قاتلة لقى بعدها حتفه غير مأسوفاً عليه، فقد مات معزولا ذليلا مشلولا، حيث أصبحت دماغه فى حجم البرتقالة وكان مثل من سبقه من عتاة الإجرام، مثواه النسيان حتى من أقرب الناس إليه، وبقيت ذكراه السيئة فى مزبلة التاريخ، أتوقع أن تلميذه النجيب سيلقى مصير أسوأ بكثير وسيصبح قريبا مطلوب حياً أو ميتاً ليكون عبرة لمن يعتبر، فهذا المتغطرس الفاشى وصل إلى حافة جنون العظمة لا يلقى بالاً لكل القوى الدولية ويتعامل مع حلفائه بمنتهى الغرور والصلف ويعتقد أنه قادر على تسيير مقادير الكون وهذه هى اللحظة المناسبة التى تتدخل فيها القدرة الإلهية لتنزل به ما يستحقه من العذاب المهين وهذا وعد غير مكذوب.
«ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسالة خطية ليندسي جراهام حكومة الحرب الإسرائيلية للمحكمة الجنائية الدولية

إقرأ أيضاً:

أدونيس وجائزة نوبل فى الأدب

حاضناً سنبلة الوقت ورأسى برج نار:

ما الدم الضارب فى الرمل، وما هذا الأفول؟

أدونيس

التقيت أدونيس مرتين؛ الأولى فى مونتريال حين كنت طالب دراسات عليا، والثانية فى الإمارات حيث كنت أدرس فى جامعة مرموقة. وفى المرتين بدا لى رجلاً مهيباً، واسع الثقافة، جريئاً فى آرائه، لا يخشى الاصطدام بالتيار، ولا يهادن فى الفكر أو الدين أو السياسة. لكنه، حين يقرأ شعره، يتحول إلى لغز شعرى مغلق؛ كأن كلماته تتصاعد من برج لغوى شاهق لا تصل أصداؤه إلا إلى القلة المتمرسة فى التأويل. أدونيس المفكر قريب من الناس بوضوح منطقه ونصاعة لغته، أما أدونيس الشاعر فيبدو متعالياً، غارقاً فى الرموز والأساطير والاشتقاقات الفكرية التى تربك المتلقى وتقصيه.

كل خريف يتكرر المشهد نفسه: العرب ينتظرون جائزة نوبل للأدب، ويعلو اسم أدونيس ثم يخفت، كأن القدر يأبى أن يمنحه التتويج الذى يليق به. وأكثر من ثلاثة عقود واسمه فى القوائم، كأنه مكتوب بحبر سرى فى أرشيف الأكاديمية السويدية: يقرأ ولا يعلن. والسؤال يتجدد: لماذا لا يفوز أدونيس؟

قد يقول البعض إن أدونيس تجاوز الجائزة، أو أن نوبل ليست مقياس العبقرية. لكن وراء تجاهله أسباب تتجاوز الذوق الأدبى وحده. فقصيدته، رغم عمقها الجمالى واتساع أفقها الفلسفى، تفتقر إلى الجسر الإنسانى الذى يربط الفن بالوجدان العام. هل كان من الممكن أن نسمع أشعار أدونيس تدوى فى مظاهرات الربيع العربى كما كانت أشعار الشابى ونجم والأبنودى؟

يكتب أدونيس من علٍ، من فضاء ذهنى مغلق يتطلب أدوات نقدية لفك شيفراته. إنه شاعر النخبة بامتياز، يستدعى الأساطير والرموز والمرجعيات الغربية والصوفية فى بناء لغوى معقد يبهر العقل لكنه يرهق القلب.

المفارقة أن أدونيس فى أحاديثه ومحاضراته أكثر وضوحاً وبساطة. فى اللقاءات العامة يبدو متحدثاً فذاً، صادق الحضور، قادراً على تقريب المعنى من الناس، فيما شعره يبنى بينه وبينهم جداراً من البلور السميك: يرى ولا يمس.

فى المقابل، فاز هذا العام الروائى المجرى لازلو كرازناهوركاى “عن أعماله الرؤيوية التى تؤكد فى خضم الرعب المروع قوة الفن”. يكتب كرازناهوركاى عن الإنسان الضعيف أمام عبث الوجود، عن البحث عن المعنى فى الظلام. أدبه قاتم لكنه دافئ، معقد لكنه مشبع بالعاطفة. إنه الكاتب الذى يعانق القارئ فى خوفه، بينما أدونيس كثيراً ما يبدو كمن يوبخ القارئ على ضعفه.

ربما هنا تكمن المعضلة: أدونيس أراد أن يخلص الشعر من عاطفته ليجعله فلسفة، فخسر التواصل مع جمهوره. حمل مشروع الحداثة إلى أقصى حدوده، لكنه لم ينزلها إلى الناس. ظل حداثياً أكثر مما ينبغى، وفيلسوفاً أكثر مما يحتمل الشعر. وهكذا سيبقى اسمه يتردد كل خريف، بين الأمل والخذلان، كشاعر عظيم لم يمنحه العالم جائزة، لأنه كتب للعقل ونسى أن القلب هو من يصوت أخيراً.

 

مقالات مشابهة

  • قمة شرم الشيخ.. ترامب يحول السياسة إلى عرض ستاند أب كوميدى عالمي
  • السيناريو الذى فشل فى سيناء قبل غَزة!
  • جهد كبير
  • مصر تصنع السلام
  • محامى المتهم فى قضية قهوة أسوان يقدم فيديو جديد للواقعة إلى المحكمة
  • بالفيديو: إصابة ضابط وعنصر أمني خلال مطاردة مطلوب على طريق السعديات
  • مصر.. العنوان الأبدى للسلام
  • أدونيس وجائزة نوبل فى الأدب
  • العناني.. و"نهضة سياحية"
  • تركيا.. العثور على مطلوب فر من السجن قبل 11 عاما في مخبأ سري