تحليل من إعداد عباس اللواتي، محرر نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN. للاشتراك في النشرة (اضغط هنا)

(CNN)--    لقد كان شهرا مضطربا بالنسبة لإسرائيل، لم يسبق أن تعرضت الدولة اليهودية لمثل هذا الضغط الدولي المكثف والمستمر من جبهات متعددة بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين.

فقد انضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع إلى صفوف زعماء العالم الذين يوصفون بالمنبوذين دوليا عندما أصبح هدفا للمحكمة الجنائية الدولية، التي يسعى المدعي العام فيها كريم خان إلى إصدار مذكرة اعتقال ضده وضد وزير دفاعه يوآف غالانت للاشتباه في ارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.

وطلبت المحكمة في السابق إصدار أوامر قضائية ضد أمثال الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

والجمعة، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بالوقف الفوري لعمليتها العسكرية المثيرة للجدل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قائلة إن الوضع الإنساني هناك "كارثي" ومن المتوقع أن "يتفاقم أكثر".

وبعد مرور 7 أشهر على هجوم حركة "حماس" على إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة، فشلت الحرب الانتقامية التي شنتها إسرائيل في تحقيق أهدافها. 

ولا يزال كبار قادة "حماس" طلقاء، ولا يزال 125 رهينة محتجزين في القطاع، وغزة الآن في حالة خراب، ومات أكثر من 35 ألف فلسطيني خلال الهجوم الإسرائيلي.

وتتصاعد الضغوط على إسرائيل لحملها على إنهاء الحرب من كافة الجهات: الجامعات الأمريكية، والمحاكم الدولية، والمشاهير الأمريكيين، وحلفاء إسرائيل الغربيين، وحتى عائلات الرهائن الإسرائيليين.

لكن أهم الضغوط قد يكون الإجراء القانوني والدبلوماسي الذي تم اتخاذه ضد إسرائيل هذا الشهر.

ويسعى المسؤولون الإسرائيليون جاهدين لاحتواء التداعيات، واتهموا منتقديهم بمعاداة السامية وتعهدوا بعدم التراجع في مواجهة الضغوط الدولية. 

وأعلن نتنياهو في خطاب ناري ألقاه في حفل افتتاح يوم ذكرى المحرقة هذا الشهر: "حتى لو اضطرت إسرائيل إلى الوقوف بمفردها، فسنقف وحدنا، وسنواصل ضرب أعداءنا بقوة حتى النصر".

الدولة الفلسطينية

لسنوات، عارض المسؤولون الإسرائيليون الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، خشية أن يؤدي ذلك إلى تمكين الفلسطينيين من تقديم إسرائيل إلى المحاكم الدولية وإضعاف موقفها في مفاوضات السلام المستقبلية.

ولذلك فشل الفلسطينيون في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بسبب اعتراضات الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل والمدافع الرئيسي عنها على الساحة العالمية. 

ومع ذلك، أظهر التصويت غير الملزم في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 مايو دعمًا دوليا ساحقا لقيام دولة فلسطينية مستقلة، مما ترك الولايات المتحدة وعدد قليل من حلفاء إسرائيل في عزلة. 

وتصر إسرائيل والولايات المتحدة على أن الدولة الفلسطينية لا ينبغي أن تنشأ إلا من خلال تسوية تفاوضية.

ولكن مع استمرار إسرائيل في رفض احتمالات الاستقلال الفلسطيني، اختارت بعض الدول التصرف بشكل مستقل.

وأعلنت أيرلندا وإسبانيا والنرويج هذا الأسبوع عن خطط للاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية، قائلين إنهم يأملون أن تؤدي هذه الخطوة إلى حث الدول الأوروبية الأخرى على أن تحذو حذوها.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الجيش الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية تحليلات حركة حماس غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الفرنسي: سنعترف بالدولة الفلسطينية بمؤتمر نيويورك القادم

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الجمعة بإن باريس عازمة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مؤتمر سيُعقد في نيويورك خلال الأيام القليلة القادمة حول الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية.

وحسب بيانات السُلطة الفلسطينية اعترفت 146 دولة حول العالم بالدولة الفلسطينية من أصل 193 دولة بينما تغيرت استراتيجية الدول الأوروبية تجاه الأزمة التاريخية التي يعيشها الفلسطينيون من ضياع حقوقهم التاريخية في إقامة دولتهم المستقلة طوال 76 عاما.

وتتزعم الدولة الإسبانية الدول الأوروبية من أجل تحقيق إجماع أوروبي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية،وتبعتها النرويج وأيرلندا وتستعد الدولة البريطانية أيضا للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال المؤتمر القادم في إطار تنفيذ حل الدولتين من أجل إحلال السلام بالمنطقة

طباعة شارك باريس الاعتراف بالدولة الفلسطينية مؤتمر سيُعقد في نيويورك الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية تتزعم الدولة الإسبانية الدول الأوروبية من أجل تحقيق إجماع أوروبي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • شركة الغاز بمأرب: ''ملتزمون بتزويد العاصمة عدن بمادة الغاز رغم تحديات أمنية ولوجستية تعيق عملية التوزيع''
  • «الخارجية الفلسطينية» ترحب برفع عضوية فلسطين إلى «دولة مراقب» في منظمة العمل الدولية
  • وزير الخارجية الفرنسي: سنعترف بالدولة الفلسطينية بمؤتمر نيويورك القادم
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بقرار منظمة العمل الدولية
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: يجب أن تتمتع المحكمة الجنائية الدولية بحرية التصرف دون ضغوط بسبب إسرائيل
  • وزير الخارجية يبحث مع ونظيره الألماني وغوتيريش العلاقات الثنائية والمستجدات الدولية
  • وزير الخارجية يبحث مع الأمين العام للأمم المتحدة التحضيرات لمؤتمر تسوية القضية الفلسطينية
  • فورين بوليسي: إسرائيل تواجه معضلة دولية وخطر التحول لدولة معزولة
  • الأمم المتحدة: موجات حر غير مسبوقة شهدها جنوب غرب المحيط الهادئ في 2024
  • عقبات كبيرة تواجه إدخال المساعدات إلى غزة والاحتلال يرفض دخول معظم الشاحنات