انطلقت بأكاديمية اللجنة الأولمبية العمانية دورة تأهيل حكمات مبتدئات في السباحة التي ينظمها إدارة الاتحاد العماني للرياضات المائية، ويشارك في الدورة مجموعة من النساء يمثلن جهات مختلفة منها وزارة التربية والتعليم والأندية الرياضية والجامعات والكليات والشركات، وتضمن اليوم الأول من الدورة محاضرة نظرية في إدراة المسابقات وطاقم التحكيم والإداريين، ومحاضرة في تحكيم التصفيات النهائية وقبل النهائية والبداية، أما اليوم الثاني من الدورة فسيتضمن تطبيقا عمليا في المسبح المغلق بمجمع السلطان قابوس الرياضي حول تحكيم السباحة الحرة وسباحة الظهر وسباحة الفراشة وسباحة الصدر، فيما سيتضمن اليوم الثالث محاضرات نظرية في التتابعات وسباحة التنوع وسباحة السباق وسيعقبها محاضرة في قياس الزمن ووضع تصور لبطولة مصغرة، أما اليوم الرابع والأخير من الدورة فسيتضمن تطبيقا عمليا في إجراءات التحكيم الإلكتروني ومقاسات الحوض والاحتجاج، ومن ثم ستخضع جميع المشاركات لاختبار نظري، ويشترط على المشاركات اجتياز الاختبار بنسبة 70% من الدرجة النهائية للاعتماد كحكمة من قبل الاتحاد العماني للرياضات المائية، ويقدم الدورة المحاضر والحكم الدولي هلال بن محمد الدغاري.

خطوة حقيقة

وحول تنظيم الدورة قالت مديحة السليمانية عضو مجلس إدارة الاتحاد العماني للرياضات المائية: تعد رياضة السباحة من الرياضات التي تحظى بإقبال واسع من قبل النساء، وتمارسها مختلف المراحل السنية، ومن هذا المنطلق كان من الضروري العمل على تعزيز وجود العنصر النسائي في مختلف جوانب رياضة السباحة الفنية والإدارية والتحكيمية، وتأتي دورة تأهيل حكمات مبتدئات في السباحة الأولى من نوعها في الاتحاد العماني للرياضات المائية، واستطعنا تنظيم الدورة بعد تجاوز العديد من التحديات التي واجهناها خلال الفترة الماضية وأبرزها عدم وجود مسابح خاصة للنساء وغيرها من التحديات التي تتطلب إعادة النظر فيها والبحث عن الحلول المناسبة لها لتعميق وجود المرأة العمانية في رياضة السباحة، والدورة تشكل البداية الحقيقية والمفصلية لتدشين بطولة نسائية قادمة، وبالطبع تعد البطولة الأولى أيضا للسباحات العمانيات، وبالتأكد عملية تأسيس الكوادر الإدارية والفنية والتحكيمية النسائية في رياضة السباحة ليس بالأمر البسيط وإنما يتطلب تنفيذها على مراحل عديدة لضمان النجاح في تشكيل قاعدة متخصصة من النساء في مجال السباحة وسيعقب البطولة دورة لمدربات السباحة، وكما هو متعارف عليه أن لعبة السباحة من الألعاب المفضلة خاصة لدى الفتيات، وبعد الانتهاء من هذه البرامج، لدينا رؤية واستراتيجية واضحة حول تشكيل أول منتخب نسائي للسباحة في المراحل السنية وسنتدرج في تشكيل الفرق من الناشئات وصولا إلى فئة العموم، بالإضافة إلى تعزيز أوجه التعاون بين الاتحاد العماني للرياضات المائية والأندية الرياضية المنتسبة للاتحاد والتي يبلغ عددها 42 ناديا، وأيضا تعزيز التعاون مع أكاديميات السباحة الخاصة التي تقوم بدور كبير في إعداد السباحين ونشر الرياضة والتوعية حولها، ومن ناحية أخرى التعاون مع المؤسسات التعليمية منها الجامعات والكليات للاستفادة من مخرجات التربية الرياضية في مجال السباحة.

جوانب فنية

من جانبه قال المحاضر والحكم الدولي هلال بن محمد الدغاري: تسلط الدورة على جوانب فنية مختلفة في إدارة وتحكيم مسابقات وبطولات السباحة، وتندرج الدورة في المستوى المبتدئ لكون أغلب المشاركات ليس لديهن خبرة سابقة في تحكيم منافسات رياضة السباحة، وتتنوع المحاضرات في الدورة بين النظرية والعملية وتستمر لمدة أربعة أيام متتالية، يومان محاضرات نظرية ويومان تطبيقات عملية في المسبح المغلق بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وتتناول الدورة محاضرات في مهام وأدوار الطاقم التحكيمي وأماكن وجوده ونطاق صلاحيته، بالإضافة إلى تخصيص محاضرة في تحكيم الأنواع المختلفة من السباحة منها سباحة الظهر والحرة والصدر والفراشة، ومناقشة الأخطاء الفنية المحتملة في هذه السباحات، والتطرق إلى الحديث حول مقاسات حوض السباحة وإجراءات التحكيم الإلكترونية، ولأن المرأة العمانية شريك أساسي في دفع عجلة التنمية في مختلف القطاعات ومنها القطاع الرياضي حرص الاتحاد العماني للرياضات المائية على تنظيم دورة خاصة للحكمات والاستفادة من مخرجات الدورة لتحكيم وإدارة البطولات النسائية القادمة، وتوجد خطة لتنظيم دورات تحكيمية وتدريبية أخرى خلال المرحلة المقبلة لتتشكل القاعدة الضرورية لتدشين منتخبات وطنية نسائية في رياضة السباحة.

التعرف على قانون الرياضة

فيما قالت المشاركة آيات الجهورية: حرصت على المشاركة في دورة حكمات السباحة لتطوير مفاهيمي وخبرتي في مجال رياضة السباحة والتعرف على قوانينها، ونقل الخبرة التي سأحصل عليها من الدورة إلى زميلاتي معلمات التربية البدنية، ورياضة السباحة من الرياضات المهمة ولها عوائد صحية كبيرة ومن الضروري نشر التوعية حولها بصوة أكبر، ونشرها على نطاقات أوسع، وترغيب النساء فيها من خلال تنظيم البطولات والمسابقات التنافسية، وتشكيل كوادر فنية وإدارية نسائية في رياضة السباحة، بالإضافة إلى إعداد المزيد من الدورات في التحكيم على مستويات أعلى، وتأهيل الحكمات العمانيات ليصبحن حكمات على مستوى محلي وإقليمي ودولي ويشاركن في تحكيم المحافل الخارجية، وتعرفنا على الكثير من المعلومات العميقة في قانون رياضة السباحة التي كنا نجهلها سابقا، وبعد انتهاء الدورة سنخرج بحصيلة كبيرة من المعلومات والمهارات التي تؤهلنا لتحكيم وإدارة البطولات النسائية المحلية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السباحة من من الدورة فی تحکیم

إقرأ أيضاً:

كيف ينظر العماني للقراءة؟

أعجبني تقسيم الكاتب السعودي فاضل العماني للقراءة في أحد مقالاته إلى خمسة مستويات حسب الاهتمام، الذي يوليه لها القارئ، وحسب التركيز والفائدة منها. وقد رتب العماني هذه المستويات، كما جاء في صحيفة الرياض (3 فبراير 2021م)، تصاعديًّا كما يلي:
جاء في المستوى الخامس (القراءة الشكلية)، التي تعني التظاهر بالقراءة دون القيام بذلك. بعده يأتي المستوى الرابع وأسماه (القراءة المعرفية)؛ وهي القراءة التي تمنح القارئ الحد الأدنى من وظائف القراءة “دون الغوص في التفاصيل”. أما المستوى الثالث فهي (القراءة الناقدة)؛ وهي “التي تحتاج إلى بعض الأدوات لتمنح القارئ المتوثب القدرة على نقد أو نقض ما يقرأ مستعينًا بخبراته ومؤهلاته”. في حين سمَّى الكاتب المستوى الثاني (القراءة الواعية)، التي “تستطيع اكتشاف تفسيرات واستنتاجات عميقة، أو ما يعبر عنه بالقدرة على قراءة ما بين السطور، إضافة للقدرة على ربط الأفكار والمعاني والإسقاطات”؛ ويتصدر هذه المستويات المستوى الأول الذي أسماه (القراءة الحقيقية)، التي تسهم “في حل المشكلات وتجاوز العقبات التي نواجهها في حياتنا، أي إننا نمارس القراءة؛ من أجل الارتقاء والكمال والسعادة في حياتنا”.
ويقر العماني في المقال بأن هذا التقسيم الجميل لم يأت من جهة علمية متخصصة أو مؤسسة ثقافية شهيرة، بل نتيجة اجتهاد شخصي “مبني على خبرة سنوات طويلة من القراءة الشغوفة”.
وقد عُرف هذا الكاتب بقراءاته العميقة وكتاباته الرائعة والمتواصلة لنحو خمسة وعشرين عامًا، كتب خلالها أكثر من ألفي مقال في مختلف المجالات، إضافة إلى عدة كتب. وقد كان هذا المقال واحدًا من عدة مقالات كتبها حول القراءة، حاول فيها تشخيص الداء، كما حاول وضع حلول لبعض العقبات التي تواجه القراءة. وقد قال لي في حديث خاص إنه كان محظوظًا هو وجيله أنه عاش في فترة زمنية سبقت دخول الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الترفيه الأخرى، وهو ما أتاح له أوقاتًا كافية للقراءة المعمقة والمركزة، التي لا يزال ينهل منها حتى اليوم في كتاباته، مضيفًا أنه كان في بعض سِنيِّ شبابه يقرأ كتابًا كاملًا في يوم واحد، وهو ما ينعكس على مقالاته الأسبوعية وعلى حديثه عندما تستمع إليه.
ومن مقالاته الأخرى حول القراءة- وقد نشر جميعها في جريدة الرياض- مقال (أروع سبعة قراء)، حددهم بالتالي: القارئ الناقد، والقارئ المدمن، والقارئ المغامر، والقارئ الأنيق، والقارئ الباحث، والقارئ الدقيق، والقارئ الحالم.
أما في مقال (أسوأ سبعة قراء) فحددهم بالتالي: القارئ المترصد، والقارئ الأناني، والقارئ الرقيب، والقارئ الكرتون، والقارئ الديكور، والقارئ المتوجس، والقارئ المؤدلج.
وفي مقال تحت عنوان (ما الذي يريده القارئ الحديث؟) تحدث عن مزاج القارئ الذي قال عنه: إنه لم يستطع خلال السنوات الطويلة التي قضاها في الكتابة أن يفهمه، ووصفه بأنه”أشبه بلغزطلسم لم يعد بالإمكان حله أو تفكيكه”، حيث قال عنه: إنه تحول من مجرد مستقبل إلى مشارك ومنافس وموجه ومؤثر،”الأمر الذي زاد الكتابة الكثير من الضغوط والأحمال والأعباء”. وأضاف بأن الكتابة الآن”أصبحت عملية “توافقية” بين طرفين ندّين رئيسين يملكان القدرات والتأثيرات نفسها”. وعن مزاج القراء قال: إن بعضهم يطالب الكتاب بالابتعاد عن التنظير والفلسفة بينما ينتقدون من يكتب بلغة سهلة ومباشرة. كما أورد أن بعض القراء بينما ينتقد جلد الذات، يَتهم بالتطبيل والنفاق من يكتب عن إنجاز وطني رائع.
وتحت عنوان (العلاقة بين الكاتب والقارئ) قال: إن الكتابة والقراءة علاقة ثنائية تلازمية، تتشكّل وتتكوّن من عدة ألوان ومستويات، وتمر بمراحل مختلفة ومتعددة، الكاتب هو من ينسج النص ويُدحرجه لعقل القارئ، لتبدأ تلك العلاقة التشاركية التكاملية بين طرفين لا يمكن التنبؤ بشكل ومستوى التواصل المعرفي والكيميائي بينهما .
كما تحدث عن أهمية الكتب في مقال (الكتاب سر النهضة) فقال: وكلما زاد معدل إنتاج الكتاب والكتّاب والقراء ودور النشر، زاد الناتج العلمي والثقافي والفكري والحضاري والاقتصادي للمجتمع. تلك حقيقة مؤكدة، برهنتها التجربة وأثبتها التاريخ .
لكن العماني قرع ناقوس الخطر حول الكتابة حين قال، في مقال (هل الكتابة في خطر): يبدو أن”سحر الحرف” لم يعد مدهشاً وجاذباً، ولم يعد يصور ويعكس الواقع بشكل مبهر ولافت، ولم يعد يفتن القراء والجماهير كما كان يفعل دائماً . وأضاف: نعم، الكتابة في خطر، بل وفي خطر شديد جداً، فهي لم تعد قادرة على مواجهة”مكعب ضوئي” لا تزيد مساحته على عدة بوصات يملك كل أسرار ومفاتيح الدهشة والذهول .
وتتميز كتابات فاضل العماني بالرشاقة والجمال، يتجلى ذلك في قبول القراء لها وتعليقاتهم عليها. كما يبدو بأن الانضباط الشديد للعماني، والتزامه الأسبوعي بالكتابة، هو ما أدى إلى تنامي قدراته وشعبيته في عالم المقالات.

yousefalhasan@

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات الدورة الخامسة للمنتدى الاقتصادي والتجاري التركي-الإفريقي بإسطنبول
  • اليوم .. سلة الاتحاد السكندري تواجه الشمس في الدورة المجمعة الثانية
  • هل سئم الفضائيون منا؟.. نظرية جديدة تفسر احتمال توقفهم عن التواصل مع الأرض
  • جيد أننا نلعب رياضة.. الشرع يمازح بوتين بشأن الدرج الطويل في الكرملين
  • أكاديمية أبوظبي للرياضات البحرية تُطلق برنامج «النوخذة الصغير»
  • كيف ينظر العماني للقراءة؟
  • باولو سانتوس: بنسبة 90% سنشارك بدورة الإمارات.. ومحمد صلاح أفضل لاعب في العالم
  • تجويد المحتوى العماني الرقمي
  • رئيس الفيفا يعلن مبادرة لإعادة تأهيل كرة القدم في غزة
  • محاضرات مكثفة وسباقات تجريبية في ندوة التوقيت الإلكتروني «الفوتو فينيش»