من أمام كاتدرائية السيدة العذراء في دريسدن، شرقي ألمانيا وفي خطاب استمر 45 دقيقة وتخلله تصفيق، دق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ناقوس الخطر لأوروبا بشأن قضايا الدفاع والديمقراطية والحرية في أوروبا.

وقبل أقل من أسبوعين من موعد الانتخابات الأوروبية، حذّر الرئيس الفرنسي، الإثنين، من تحديات تواجه أوروبا، ومن تمدّد لروسيا، داعيا الأوروبيين إلى "استفاقة".

وحذر ماكرون أمام آلاف الشباب الألمان فضلا عن آخرين أتوا من التشيك وبولندا المجاورتين، وبحضور الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير من أنه بعد عامين على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، تعيش أوروبا "لحظة غير مسبوقة في تاريخها" تجبرها على التفكير بشأن "الدفاع عن نفسها وأمنها".

وأضاف: "أقول هذا الكلام في مكان في أوروبا.. شهد الهيمنة السوفياتية لمدة 45 عاماً ثم بنى طريقه الخاص بعد سقوط الجدار في العام 1989."

وقال: "فلننظر من حولنا إلى الانبهار بالأنظمة الاستبدادية، فلننظر من حولنا إلى اللحظة غير الليبرالية التي نعيشها".

«القوى الاستبدادية»
وأضاف ماكرون: "لن نغير الجغرافيا مع روسيا، التي تهدد اليوم أمننا وهاجمت أوكرانيا"، منددًا بـ"انجراف قوة استبدادية رجعية قررت اللعب بمستقبل أوروبا لبناء أحلام إمبراطورية".

وتعتمد أوروبا على مر السنين على الحليف الأمريكي الذي لا يزال حتى اليوم المورد الرئيسي للأسلحة إلى أوكرانيا لمساعدتها على صد روسيا، لكن تركيز الولايات المتحدة منصب حاليا على الصين، منافستها الاستراتيجية والاقتصادية الأولى.

كما أن احتمال فوز دونالد ترامب بالرئاسة مجددا في نوفمبر/تشرين الثاني يزيد من تعقيد الوضع، في حين بات الاتحاد الأوروبي عالقا بين هذين العملاقين.

الحماية التجارية
وفي هذا السياق، أكد ماكرون أن على أوروبا "نبذ السذاجة" و"حماية نفسها بشكل أفضل" على المستوى التجاري.

ودعا أيضا إلى "مضاعفة" ميزانية الاتحاد الأوروبي ليكون قادرا على تحمّل تحوّله في مجال الطاقة وفي المجال الرقمي.

وفي مواجهة هذه التحديات، اعتبر ماكرون أنه "يمكن لألمانيا أن تعتمد على فرنسا، ولفرنسا أن تعتمد على ألمانيا".

وأضاف "يمكن لأوروبا أن تعتمد علينا وأن نعتمد على أوروبا". وتابع "يمكنكم الاعتماد علي ويمكنني أن أعتمد عليكم".

وماكرون أول رئيس فرنسي يزور شرق ألمانيا منذ فرنسوا ميتران في العام 1989.

اليمين المتطرف
وتعد مناطق ألمانيا الشرقية أرضا خصبة لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف الذي يركب موجة الخوف من التفاوت الاجتماعي والأجانب في هذه المناطق التي بقيت لفترة طويلة مقطوعة عن الغرب.

ومع 16% من نوايا التصويت للانتخابات الأوروبية المقررة في 9 يونيو/حزيران، يتخلّف معسكر ماكرون بفارق كبير عن حزب التجمّع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان الذي يمكن أن يفوز بضعف هذه النسبة.

وصباح الاثنين، توجه ماكرون وزوجته بريجيت رفقة نظيره الألماني وزوجته إلى نصب المحرقة الكبير في قلب برلين حيث وضعوا أكاليل من الزهر.

ورافقهم في هذه الزيارة سيرج كلارسفلد الذي طارد مع زوجته بيتي نازيين أفلتوا من العقاب خلال الحرب العالمية الثانية.

وشدد كلارسفلد على أهمية هذه اللحظة فيما تعود معاداة السامية بقوة إلى أوروبا تغذيها معارضة الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق لحركة حماس داخل أراضي الدولة العبرية في السابع من أكتوبر.

وقلّد ماكرون الزوجين وسامَين في السفارة الفرنسية، لمساهمتهما في إحياء ذكرى المحرقة.

وأشاد بكفاحهما المديد من أجل "جذب الانتباه" إلى عمل الذاكرة في ألمانيا، وأيضاً في فرنسا.

برنامج حافل في ألمانيا
والثلاثاء، يتسلم ماكرون جائزة فيستفاليا الدولية للسلام في مونستر في غرب ألمانيا "مكافأة على التزامه العمل من أجل أوروبا" قبل أن يلتقي المستشار الألماني أولاف شولتز في ميزيبرغ قرب برلين في إطار مجلس وزراء فرنسي-ألماني.

وسيحاول ماكرون وشولتز تجاوز خلافاتهما بشأن دعم أوكرانيا ومستقبل أوروبا وإعطاء دفع للثنائي الفرنسي-الألماني الذي يبقى محرك الاتحاد الأوروبي.

وأكد ماكرون "هذا الثنائي مستمر، ليس شيخا ولا شابا لكنه حيّ وطموح لبلدينا وطموح لأوروبا التي ننشد".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السيدة العذراء كاتدرائية

إقرأ أيضاً:

برلين تطمح لامتلاك أقوى جيش في أوروبا.. هل يعيد البوندسفير الألماني أمجاد الفيرماخت؟

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء إن خطط تعزيز الجيش الألماني التي كشفت عنها برلين قبل فترة قصيرة "مقلقة جدا".

وأوضح خلال مؤتمر في موسكو "التصريحات الأخيرة للمستشار الألماني ميرتس الذي تعهد جعل ألمانيا وفق كلامه أكبر قوة عسكرية في أوروبا، مقلقة جدا".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، تعهّد المستشار الألماني فريدريش ميرتس الأربعاء أن يكون لألمانيا "أقوى جيش تقليدي في أوروبا" بفضل الاستثمارات الطائلة التي تنوي حكومته تخصيصها لمجال الدفاع.



وقال ميرتس أمام النواب إن "تعزيز الجيش الألماني هو أولويتنا المطلقة" بعد سنوات طويلة شهدت نقصا في تمويل المؤسسة العسكرية.

وقد مهدت حكومته الطريق بالفعل لمئات المليارات من اليورو كتمويل إضافي من خلال إقرار خطة مالية من قبل البرلمان السابق.

ما اللافت في الأمر؟

اللافت في تصريحات ميرتس وأحلام برلين، أن الجيش الألماني حاليا هو رابع أقوى جيش في أوروبا بعد بريطانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وكان الأول لآخر مرة في الأربعينيات، والعودة إلى الترتيب الأول ليست مهمة سهلة.

ما هو ترتيب الجيش الألماني عالميا؟

عالميا، تحتل ألمانيا المرتبة 14 من 145 على ترتيب موقع "غلوبال فاير بور" المتخصص في التقييم العسكري للجيوش حول العالم، ويحتل المرتبة 4 أوروبا بعد بريطانيا وإيطاليا وفرنسا.

بحسب آخر الأرقام، يخدم في الجيش الألماني حاليا قرابة 181 ألف عسكري، ما يجعله أحد أكبر 30 قوة عسكرية في العالم، وثاني أكبر قوة عسكرية من ناحية العدد في أوروبا بعد فرنسا.

ماذا قالوا؟

◼ قال المستشار الألماني فريدريتش ميرتس إن الحكومة الفيدرالية ستوفر جميع الموارد المالية التي يحتاجها الجيش ليصبح أقوى جيش في أوروبا.

◼ قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن ألمانيا لا تزال تفتقر إلى عدد كاف من الأفراد وإن البلاد ستعود لتطبيق الخدمة الإلزامية إن لزم الأمر إلى جانب تحسين جاذبة الخدمة العسكرية لتجنيد المزيد من الألمان.

◼ قال المستشار الألماني السابق، أولاف شولتس، إن ألمانيا ستكون أكبر جيش تقليدي في أوروبا بعد إعلان إنشاء صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو لذلك.

◼ قال لافروف: "كثيرون فكروا فورا بمراحل في القرن الماضي كانت فيها ألمانيا مرتين، أكبر قوة عسكرية والمآسي التي تسبب بها ذلك".

آخر أيام الفيرماخت

آخر مرة كانت فيها ألمانيا تمتلك أقوى جيش في أوروبا من حيث الحجم والتكنولوجيا والتأثير السياسي والعسكري كانت في عهد الرايخ الألماني خلال الحرب العالمية الثانية.

وبحسب الأرقام المختلفة، فقد خدم في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية  "الفيرماخت"، ما يصل إلى 20 مليون جندي في أعلى تقدير و13 مليون على أقل تقدير.

وبعد هزيمة ألمانيا في عام 1945، جرى تفكيك جيشها بالكامل، وبقيت البلاد بلا قوات مسلحة إلى حين تأسيس جيش جديد باسم "البوندسفير" في ألمانيا الغربية عام 1955، تحت إشراف الناتو.

من يسبق ألمانيا في أوروبا؟

فرنسا النووية الطموحة

تعتبر فرنسا القوة النووية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي ويخدم حوالي 203 آلآف جندي في جيشها، مع 175 ألف من أفراد وحدات مثل الدرك وحوالي 26 ألف جندي احتياط.

وتمتلك البحرية الفرنسية حاملة طائرات نووية "شارل ديغول" وغواصات استراتيجية، وتوفر طائرات رافال المقاتلة التفوق الجوي وهي مجهزة أيضا لاستخدام الأسلحة النووية.

وتاريخيا، كانت فرنسا تمتلك ميزانية عسكرية مماثلة لميزانية ألمانيا.

بريطانيا: جيش صغير وتسليح جيد

تخطط المملكة المتحدة أيضا لزيادة الإنفاق الدفاعي مع التركيز على المعدات عالية التقنية مثل الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي وأنظمة الليزر.

وبحسب "دويتش فيله" تمتلك البحرية الملكية حاملتي طائرات، على الرغم من أن واحدة فقط تعمل. وتم تحديث القوات الجوية بشكل كبير ويتكون جوهرها من طائرات مقاتلة أمريكية من طراز F-35B ، وتخطط الحكومة البريطانية للحصول على ما مجموعه 138 منها.

ومع ذلك، فإن القوات المسلحة البريطانية مكونة من حوالي 140 ألف جندي نشط فقط.

إيطاليا: قوية في الجو ضعيفة على الأرض

تملك إيطاليا 165 ألف جندي نشط وحاملتي طائرات وقوة جوية قوية تضم يوروفايتر وطائرات F-35.

ومع ذلك، تعتبر القوات البرية قديمة وبحاجة ماسة إلى الإصلاح.

ولهذا الغرض، تم طلب أكثر من ألف دبابة قتالية ومتعددة الأغراض من Rheinmetall الألمانية.

مؤخرا 

أظهرت وثيقة اطَلعت عليها رويترز أن رئيس هيئة الأركان الألمانية كارستن بروير أمر بتجهيز الجيش الألماني تجهيزا كاملا بالأسلحة وغيرها من العتاد بحلول 2029.

وجاء في الوثيقة التي تحمل عنوان "أولويات توجيهية لتعزيز الاستعداد"، ووقعها بروير يوم 19 أيار/ مايو، أن ألمانيا ستتمكن من تحقيق هذا الهدف بمساعدة الأموال التي أتاحتها عملية تخفيف أعباء الديون.

وحدد بروير في التوجيه الأولويات فيما يتعلق بالأسلحة التي ينبغي حيازتها أو تطويرها على وجه السرعة، وهو ما يعكس جزئيا الأولويات التي حددها حلف الأطلسي في وقت سابق.

ومن بين هذه الأهداف، يذكر بروير تعزيز الدفاعات الجوية الألمانية المستنفدة، وخاصة بهدف اعتراض الطائرات المسيرة.



وتفيد الوثيقة بأن من الأولويات الأخرى القدرة على توجيه ضربات دقيقة للغاية، وضرب الأهداف على مسافة تزيد عن 500 كيلومتر وبعيدا عن خطوط العدو.

وبالإضافة إلى الضغط من أجل تجديد مخزونات الذخيرة في ألمانيا، أمر بروير أيضا برفع أهداف تخزين جميع أنواع الذخيرة.

ومن بين الأولويات الأخرى المدرجة في الوثيقة التوسع السريع في قدرات ألمانيا في مجال الحرب الإلكترونية وإنشاء نظام مرن من "القدرات الهجومية والدفاعية" في الفضاء.

مقالات مشابهة

  • السلطات في اقليم كوردستان تقرع ناقوس الخطر من تزايد تعاطي المخدرات والمتاجرة بها
  • غزة أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
  • دخان وحرائق في مكبات ديرعمار… البيئة تدق ناقوس الخطر
  • برلين تطمح لامتلاك أقوى جيش في أوروبا.. هل يعيد البوندسفير الألماني أمجاد الفيرماخت؟
  • جنرال إسرائيلي متقاعد يدق ناقوس الخطر: تهديد متصاعد من هذه الدولة!
  • بسبب التلوث.. نيبال تدق ناقوس الخطر: قمة إيفرست لن تكون للجميع
  • «حشد» تدق ناقوس الخطر بشأن الإبادة الجماعية بغزة وتطالب باستجابة إنسانية عاجلة
  • مزارعو البصل في الساحل الغربي يقرعون ناقوس الخطر.. خسائر فادحة تهدد الزراعة والاقتصاد الوطني
  • “يُفاقم الوفيات”.. بودبوس يدق ناقوس الخطر جراء نقص أدوية الكلى
  • المستشار الألماني يلغي القيود على إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا