«عبد الرازق جرنة» وشبح الهروب الذي يطارده أينما ذهب
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يفضل العزلة والكثير من الدراسات الأدبية تناولت أعماله.. ويعتبر السر ملاذه الوحيد
"البحر والاغتراب والعزلة والفرار والهروب والمنفى والحرب" عناصر أساسية في أعماله
«عبد الرازق جرنة» يبدو أننا لن نتوقف عن سماع هذا الاسم في الفترات المقبلة، على الرغم من الكثير منا لا سيما في الأوساط الأدبية قد سمعه لأول مرة لحظة الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل في الآداب لعام 2021.
هذا الاسم الذي أحدث ضجة في الأوساط الأدبية والتساؤل من هو ذاك الشخص الذي لم يترجم له عملاً واحدًا إلى اللغة العربية، بل وصل الأمر إلى أن الكثيرين قد تحيروا في الاسم ذاته هل هو جرنه؟ أو جورانا؟ أو قرنح حتى في مواقع البحث عبر الشبكة العنكبوتية وعبر موقع ويكيبيديا لن تجد له أي أثر وكأننا نبحث عن "إبرة في كوم قش" حتى وصل إلى الاسم الأجنبي لنجد أننا أمام اسم ليس بالقليل فله إسهامات أدبية كثيرة من مقالات ودراسات نقدية أدبية، بل إن له عشر روايات لم نقرأ منها ولا عمل روائي واحد ولم يترجم له أي منها إلى اللغة العربية، بل إنه أيضًا قد وصل للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية، بروايته "عبر البحر" والتي وصفها أحد الكتاب في جريدة التايمز بأن القارئ يحبس أنفاسه وهو يقرأها حتى لا يقطع مجري الأحداث.
لم يكن الشاب "عبد الرازق" يدري ما هو المصير الذي ينتظره حينما اعتلى ظهر تلك السفينة في رحلة التهجير أو رحلة الهروب من العبودية إلى التحرير، أن تلك الرحلة ربما ستنتهي بتقليده أعلى الأوسمة الأدبية على الإطلاق وهي جائزة "نوبل في الآداب، تلك المشاعر المتناقضة التي حمله معه، وخلفيته الثقافية المختلفة ودخوله عالم التغريب، ربما كان لجوؤه للكتاب مجرد طقوس للعبور حتى يستطيع التغلب على كل تلك الأفكار المتزاحمة التي تدور بخلده، هل الكتابة كانت وسيلة للهروب؟ هل انعكست حياته على كتاباته؟ كل تلك الأسئلة قد تدور بذهن القارئ أو الباحث عن سر اختياره لتلك الجائزة ليصبح اسمه متصدرًا للمشهد الثقافي العالمي.
ومن خلال البحث عنه اكتشفنا وجود العديد من الدراسات الأدبية التي تناولت أعمال "عبدالرازق" وحوار عربي وحيد نشر في جريدة "المدى الثقافي" بتاريخ 8 مايو 2008 العدد 1217 حاوره الكاتب سعيد فرحان بجينيف، فنجد حديثه مقتضبًا جدًا ومختصرًا إلى أبعد الحدود وكأنه فقد حاسة الكلام، بل إنه كان يفضل عدم الرد على بعض تلك الأسئلة، وهو ما يعني أننا إنسان يفضل العزلة، ويجد نفسه بين الأوراق والأقلام، معلنًا بذلك أن السرد هو ملاذه الوحيد، هو "الساحة" التي اختارها ليمارس فيها طقوس عبوره لعالمه الآخر، وكأنه في "عيد السياحة" بواحة سيوة، قد اعتلى الجبل ليتعبد في محراب السرد، وينزل إلى ساحته ليمارس طقوس حضرته الصوفية في رحاب السرد والحكايات، ويتجسد شخصيات رواياته، في محاولة للهروب من واقعه المغترب، فهل "عبدالرزاق" هو ذلك الفتى "يوسف" بطل روايته "الجنة" الذي باعه والده لـ "العزيز" التاجر الثري مقابل سداد دينه، ليصطحبه الأخير في سفراته ورحلاته عبر البحار، وتبدأ رحلته في عالم جديد مختلف مليء بالإثارة والتشويق والمتاعب، أو أنه قد وقع في بؤره زمنية منعزلة بين حكايات وأساطير التاريخ والشخصيات الدرامية الثرية في روايته "عبر البحار" أم ماذا؟، من هو هذا الفتي الذي ولد في جزيرة زنجبار "1948" من أسرة تعود أصولها لليمن، ليصبح أستاذًا في الأدب بجامعة "كنت" بل يتفرد بمقالات ودراسات نقدية حول أدب العالم الثالث في مرحلة ما بعد الكولونيالية.
تجده يدور في محراب عدة كلمات "البحر، الاغتراب، العزلة، الفرار، الهروب، المنفى، الحرب" سمات أساسية لا تجد أيا من أعماله تخلو منها أعماله الروائية سواء في رواياته "ذاكرة الرحيل"، أو "دوتي"، أو "طريق الحاج"، أو "الجنة"، أو "عبر البحر"، أو "صمت مدهش"، "فرار"، ليظل شبح الهروب يطارده بل ويطارد شخصيات رواياته، بل إن تلك النشأة واضطراره للرحيل والهروب جعلت منه شخصًا منعزلاً يراقب في صمت مدهش كل ما يدور حوله ويخزنه ويخرجه في شكل سرد تتوقف له الأنفاس عند قراءته، لم يستطع "عبد الرازق" أن يتخلص من كل ما علق بذكريات طفولته ونشأته ورحلة الهروب الكبيرة التي أُجبر عليها، وحلمه الدائم بالعودة لموطنه الأصلي "زنجبار" والذي يجسده بقوة في روايته "صمت مدهش" والتي كادت تقتنص "البوكر العالمية" لولا نقصان صوت واحد حال دون ذلك، تلك الرواية العميقة التي تناولت كيف يتحول المنفى إلى عبء جديد وليس مكانا للخلاص كما كان متصورًا، ويحوطه الفشل لدرجة أن يفكر بالعودة مرة أخرى لموطنه الأصلي مرة أخرى.
ويقول «عبد الرازق» :«لقد بدأتُ الكتابة عرضًا، مثقلًا بالمعاناة، من دون أية خطة، بل مدفوعًا بالرغبة في قول المزيد فحسب، وبمرور الوقت، بدأتُ التساؤل حول الشيء الذي أفعله، لذا كان عليّ التوقف والتمهل، للتفكير فيما كنت أفعله من خلال الكتابة، فأدركتُ بعدها أني كنت أكتبُ من ذاكرتي، وكم كانت ذاكرتي حية وزاخمة، وكم كانت بعيدة عن ذلك الوجود عديم الثقل على نحو غريب، لسنواتي الأولى في إنجلترا».
عبد الرازق جرنةعبد الرازق جرنة==========
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عبد الرازق
إقرأ أيضاً:
مفاجأة النيابة تتهم هدير عبد الرازق وأوتاكا بنشر الفيديوهات بينهما بغرض الإغراء
تنظر المحكمة الاقتصادية بالقاهرة يوم الإثنين 15 ديسمبر أولى جلسات محاكمة البلوجر هدير عبد الرازق، والتيك توكر المعروف بـ "أوتاكا"، بعد أن وجهت لهما النيابة العامة اتهامات صادمة، مؤكدة أنهما نشرا مقاطع مرئية خادشة للحياء عبر الإنترنت، تحمل إيحاءات مباشرة وتهدف إلى الإغراء والإساءة للحياء العام.
وكشفت التحقيقات أن المتهمين بثا محتوى مُخلاً عبر الشبكة المعلوماتية، على نحو يتيح للكافة مشاهدته، في تجاوز واضح للقيم والمبادئ الأسرية، ما دفع النيابة لتوجيه الاتهام إليهما بشكل قاطع، وإحالتهما للمحاكمة بتهمة التعدي الصريح على الآداب العامة.
وتنظر المحكمة الاقتصادية بالقاهرة، في جلسة الإثنين المقبل، أولى جلسات محاكمة البلوجر هدير عبد الرازق، والتيك توكر المعروف باسم “أوتاكا”، بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء.
يوضح اليوم السابع في النقاط التالية الاتهامات التي تواجه المتهمان أمام المحكمة:
- بث مقاطع مرئية ذات محتوى مُخل، قاصدين الإغراء والإساءة للحياء العام.
- نشر تلك المواد عبر الشبكة المعلوماتية بما يتيح للكافة الاطلاع عليها.
- التعدي على المبادئ والقيم الأسرية المتعارف عليها.
وحددت المحكمة الاقتصادية بالقاهرة، جلسة 15 ديسمبر الحارس، لمحاكمة البلوجر هدير محمد عبد الرازق، ومحمد علاء الشهير بـ"محمد أوتاكا"، لاتهامهما بعرض مقاطع خادشة للحياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في محتوى اعتبرته النيابة تعديًا صريحًا على الآداب العامة وقيم المجتمع المصري.
ووفقًا للتحقيقات، بث المتهمان مقاطع مرئية ذات محتوى مُخل، قاصدين الإغراء والإساءة للحياء العام، كما نشرا تلك المواد عبر الشبكة المعلوماتية بما يتيح للكافة الاطلاع عليها، في تعدٍ واضح على المبادئ والقيم الأسرية المتعارف عليها.
أحكام سابقة ضد المتهمينوكانت المحكمة الاقتصادية أيدت حبس هدير عبد الرازق سنة في في قضية بث فيديوهات خادشة .
فيما قضت المحكمة بمعاقبة "أوتاكا" بحبسه 6 أشهر وتغريمه مليون جنيه بتهم نشر فيديوهات خادشة للحياء العام والتحريض على الفسق وإساءة استخدام وسائل التواصل، إلى جانب اتهامات بغسل الأموال وحيازة مخدرات، مع تحديد جلسة لنظر استئنافه على الحكم.